السؤال:
هل تخرج الروح من الإنسان وهو نائم ، لأني أحيانا قبل أن أنام أشعر بأن
روحي تخرج من جسدي ، لا أسمع شيئا ، ولا أرى شيئا ، ولا أحس بشيء أبدا
لمدة ثوان ، ثم تعود وأستيقظ وأشعر بكل شيء ؟
الجواب :
الحمد لله
جاءت الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة الصحيحة تدل على أن الروح تقبض عند النوم ،
وأن النوم صورة من صور الوفاة ، ومن هذه الأدلة :
1- قول الله عز وجل ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي
لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ
وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ
يَتَفَكَّرُونَ ) الزمر/42.
2- وقوله سبحانه : ( وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا
جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ) الأنعام/60.
3- وعن أبي قتادة رضي الله عنه حِينَ نَامُوا عَنِ الصَّلاَةِ قَالَ النَّبِي صلى
الله عليه وسلم ( إِنَّ اللَّهَ قَبَضَ أَرْوَاحَكُمْ حِينَ شَاءَ ، وَرَدَّهَا
حِينَ شَاءَ ) رواه البخاري (7474)
4- وعن أبي جحيفة رضي الله عنه قال : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
فِي سَفَرِهِ الَّذِي نَامُوا فِيهِ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَقَالَ : إِنَّكُمْ
كُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْكُمْ أَرْوَاحَكُمْ ، فَمَنْ نَامَ عَنْ
صَلاةٍ فَلْيُصَلِّهَا إِذَا اسْتَيْقَظَ ، وَمَنْ نَسِيَ صَلاةً فَلْيُصَلِّ إِذَا
ذَكَرَ ) رواه أبو يعلى في " المسند " (2/192)، وصححه الألباني في " إرواء الغليل "
(1/293)
5- وعن حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ من النوم
قال : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ
النُّشُورُ ) رواه البخاري (6312)، وهو عند مسلم في " صحيحه " (2711) من حديث
البراء رضي الله عنه .
وقد ذكر هذه الأدلة الحافظ ابن رجب رحمه الله ثم قال :
" فدلت الآية على أن النوم وفاة ، ودل الحديث على أن النوم قبض ، ودلَّا على أن
النفس المتوفاة هي الروح المقبوضة " انتهى من " فتح الباري " لابن رجب (3/325)
ولكن قبض الروح في النوم لا يستلزم انفصالها انفصالا
كليا كما يحدث عند الموت ، بل بقاء الحياة في الجسم أثناء النوم دليل على استمرار
تعلق الروح بالجسد أثناء النوم ، ولكنه تعلق ناقص عن التعلق أثناء الاستيقاظ ، فليس
كل انفصال للروح عن الجسد يستلزم الموت ، بل ما يحدث للجسد يختلف بحسب نوع الانفصال
.
قال ابن رجب رحمه الله :
" قبض الأرواح من الأبدان لا يشترط له مفارقتها للبدن بالكلية ، بل قد تقبض ويبقى
لها به منه نوع اتصال ، كالنائم " انتهى من " فتح الباري " لابن رجب (3/326)
وينظر أقوال أخرى في المسألة في " الجامع لأحكام
القرآن " ، للقرطبي (15/261) ، " فتح الباري " لابن حجر (11/114) .
على أن الذي يبدو لنا أن ما تذكرينه في سؤالك ليس من
هذه المسِألة في شيء ؛ فوفاة الروح في المنام إنما يكون أثناء نومها ، ولا يكون قبل
نومها كما تذكرين .
ولعل الذي يصيبك هو مسألة نفسية ، أو انشغال زائد بأمر الوفاة عند الموت ونحو ذلك .
نسأل الله أن يعافيك ، ويصلح شأنك .
والله أعلم .
هل تخرج الروح من الإنسان وهو نائم ، لأني أحيانا قبل أن أنام أشعر بأن
روحي تخرج من جسدي ، لا أسمع شيئا ، ولا أرى شيئا ، ولا أحس بشيء أبدا
لمدة ثوان ، ثم تعود وأستيقظ وأشعر بكل شيء ؟
الجواب :
الحمد لله
جاءت الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة الصحيحة تدل على أن الروح تقبض عند النوم ،
وأن النوم صورة من صور الوفاة ، ومن هذه الأدلة :
1- قول الله عز وجل ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي
لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ
وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ
يَتَفَكَّرُونَ ) الزمر/42.
2- وقوله سبحانه : ( وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا
جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ) الأنعام/60.
3- وعن أبي قتادة رضي الله عنه حِينَ نَامُوا عَنِ الصَّلاَةِ قَالَ النَّبِي صلى
الله عليه وسلم ( إِنَّ اللَّهَ قَبَضَ أَرْوَاحَكُمْ حِينَ شَاءَ ، وَرَدَّهَا
حِينَ شَاءَ ) رواه البخاري (7474)
4- وعن أبي جحيفة رضي الله عنه قال : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
فِي سَفَرِهِ الَّذِي نَامُوا فِيهِ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَقَالَ : إِنَّكُمْ
كُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْكُمْ أَرْوَاحَكُمْ ، فَمَنْ نَامَ عَنْ
صَلاةٍ فَلْيُصَلِّهَا إِذَا اسْتَيْقَظَ ، وَمَنْ نَسِيَ صَلاةً فَلْيُصَلِّ إِذَا
ذَكَرَ ) رواه أبو يعلى في " المسند " (2/192)، وصححه الألباني في " إرواء الغليل "
(1/293)
5- وعن حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ من النوم
قال : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ
النُّشُورُ ) رواه البخاري (6312)، وهو عند مسلم في " صحيحه " (2711) من حديث
البراء رضي الله عنه .
وقد ذكر هذه الأدلة الحافظ ابن رجب رحمه الله ثم قال :
" فدلت الآية على أن النوم وفاة ، ودل الحديث على أن النوم قبض ، ودلَّا على أن
النفس المتوفاة هي الروح المقبوضة " انتهى من " فتح الباري " لابن رجب (3/325)
ولكن قبض الروح في النوم لا يستلزم انفصالها انفصالا
كليا كما يحدث عند الموت ، بل بقاء الحياة في الجسم أثناء النوم دليل على استمرار
تعلق الروح بالجسد أثناء النوم ، ولكنه تعلق ناقص عن التعلق أثناء الاستيقاظ ، فليس
كل انفصال للروح عن الجسد يستلزم الموت ، بل ما يحدث للجسد يختلف بحسب نوع الانفصال
.
قال ابن رجب رحمه الله :
" قبض الأرواح من الأبدان لا يشترط له مفارقتها للبدن بالكلية ، بل قد تقبض ويبقى
لها به منه نوع اتصال ، كالنائم " انتهى من " فتح الباري " لابن رجب (3/326)
وينظر أقوال أخرى في المسألة في " الجامع لأحكام
القرآن " ، للقرطبي (15/261) ، " فتح الباري " لابن حجر (11/114) .
على أن الذي يبدو لنا أن ما تذكرينه في سؤالك ليس من
هذه المسِألة في شيء ؛ فوفاة الروح في المنام إنما يكون أثناء نومها ، ولا يكون قبل
نومها كما تذكرين .
ولعل الذي يصيبك هو مسألة نفسية ، أو انشغال زائد بأمر الوفاة عند الموت ونحو ذلك .
نسأل الله أن يعافيك ، ويصلح شأنك .
والله أعلم .