هل النظر للكعبة عبادة أو فيه فضل ؟
الحمد لله
لم يصح حديث في فضل النظر إلى الكعبة ، لكن وردت فيه بعض الآثار ، يأتي ذكر شيء
منها .
ومما ورد في النظر إلى الكعبة : ما رواه أبو الشيخ من حديث عائشة رضي الله عنها : (
النظر إلى الكعبة عبادة ) لكنه حديث ضعيف كما قال الألباني في
ضعيف الجامع الصغير رقم (5990).
وما رواه الديلمي في الفردوس من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( خمس من العبادة :
قلة الطعم [ أي : الطعام ] والقعود في المساجد ، والنظر إلى الكعبة ، والنظر في
المصحف والنظر إلى وجه العالم ) وهو حديث ضعيف جدا .
"ضعيف الجامع الصغير" رقم (2855).
وأما الآثار : فقد قال السيوطي في "الدر المنثور" : " وأخرج الأزرقي والجندي عن ابن
عباس قال : النظر إلى الكعبة محض الإيمان .
وأخرج الأزرقي والجندي عن ابن المسيب قال : من نظر إلى الكعبة إيمانا وتصديقا خرج
من الخطايا كيوم ولدته أمه .
وأخرج الأزرقي والجندي من طريق زهير بن محمد عن أبي السائب المدني قال : من نظر إلى
الكعبة إيمانا وتصديقا تحاتت ذنوبه كما يتحات الورق من الشجر . قال : والجالس في
المسجد ينظر إلى البيت لا يطوف به ولا يصلي أفضل من المصلي في بيته لا ينظر إلى
البيت .
وأخرج ابن أبي شيبة والأزرقي والجندي والبيهقي في شعب الإيمان عن عطاء قال : النظر
إلى البيت عبادة ، والناظر إلى البيت بمنزلة القائم الصائم المخبت المجاهد في سبيل
الله .
وأخرج الجندي عن عطاء قال : إن نظرة إلى هذا البيت في غير طواف ولا صلاة تعدل عبادة
سنة ، قيامها وركوعها وسجودها .
وأخرج ابن أبي شيبة والجندي عن طاوس قال : النظر إلى هذا البيت أفضل من عبادة
الصائم القائم الدائم المجاهد في سبيل الله .
وأخرج الأزرقي عن إبراهيم النخعي قال : الناظر إلى الكعبة كالمجتهد في العبادة في
غيرها من البلاد .
وأخرج ابن أبي شيبة والأزرقي عن مجاهد قال : النظر إلى الكعبة عبادة " انتهى .
وهذه الآثار – إن صحّت – فلا تخلو من شيء من المبالغة ، وفضائل الأعمال لا تثبت
بمجرد رأي أو اجتهاد ، بل لا بد من ثبوت ذلك عن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، وهو ما لا يوجد في هذه المسألة .
ولذلك قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " ومن العجيب أن الذين قالوا : ينظر إلى
الكعبة [أي في الصلاة بدلا من النظر إلى موضع السجود] علل بعضهم ذلك بأن النظر إلى
الكعبة عبادة ، وهذا التعليل يحتاج إلى دليل ، فمن أين لنا أن النظر إلى الكعبة
عبادة ؟ لأن إثبات أي عبادة لا أصل لها من الشرع فهو بدعة " انتهى من
"الشرح الممتع" (3/41).
لكن : إذا اقترن النظر بالتفكر في البيت ، وما جعل الله له من المهابة والتعظيم ،
فهذا التفكر عبادة يثاب المرء عليها .
والله أعلم .
الحمد لله
لم يصح حديث في فضل النظر إلى الكعبة ، لكن وردت فيه بعض الآثار ، يأتي ذكر شيء
منها .
ومما ورد في النظر إلى الكعبة : ما رواه أبو الشيخ من حديث عائشة رضي الله عنها : (
النظر إلى الكعبة عبادة ) لكنه حديث ضعيف كما قال الألباني في
ضعيف الجامع الصغير رقم (5990).
وما رواه الديلمي في الفردوس من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( خمس من العبادة :
قلة الطعم [ أي : الطعام ] والقعود في المساجد ، والنظر إلى الكعبة ، والنظر في
المصحف والنظر إلى وجه العالم ) وهو حديث ضعيف جدا .
"ضعيف الجامع الصغير" رقم (2855).
وأما الآثار : فقد قال السيوطي في "الدر المنثور" : " وأخرج الأزرقي والجندي عن ابن
عباس قال : النظر إلى الكعبة محض الإيمان .
وأخرج الأزرقي والجندي عن ابن المسيب قال : من نظر إلى الكعبة إيمانا وتصديقا خرج
من الخطايا كيوم ولدته أمه .
وأخرج الأزرقي والجندي من طريق زهير بن محمد عن أبي السائب المدني قال : من نظر إلى
الكعبة إيمانا وتصديقا تحاتت ذنوبه كما يتحات الورق من الشجر . قال : والجالس في
المسجد ينظر إلى البيت لا يطوف به ولا يصلي أفضل من المصلي في بيته لا ينظر إلى
البيت .
وأخرج ابن أبي شيبة والأزرقي والجندي والبيهقي في شعب الإيمان عن عطاء قال : النظر
إلى البيت عبادة ، والناظر إلى البيت بمنزلة القائم الصائم المخبت المجاهد في سبيل
الله .
وأخرج الجندي عن عطاء قال : إن نظرة إلى هذا البيت في غير طواف ولا صلاة تعدل عبادة
سنة ، قيامها وركوعها وسجودها .
وأخرج ابن أبي شيبة والجندي عن طاوس قال : النظر إلى هذا البيت أفضل من عبادة
الصائم القائم الدائم المجاهد في سبيل الله .
وأخرج الأزرقي عن إبراهيم النخعي قال : الناظر إلى الكعبة كالمجتهد في العبادة في
غيرها من البلاد .
وأخرج ابن أبي شيبة والأزرقي عن مجاهد قال : النظر إلى الكعبة عبادة " انتهى .
وهذه الآثار – إن صحّت – فلا تخلو من شيء من المبالغة ، وفضائل الأعمال لا تثبت
بمجرد رأي أو اجتهاد ، بل لا بد من ثبوت ذلك عن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، وهو ما لا يوجد في هذه المسألة .
ولذلك قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " ومن العجيب أن الذين قالوا : ينظر إلى
الكعبة [أي في الصلاة بدلا من النظر إلى موضع السجود] علل بعضهم ذلك بأن النظر إلى
الكعبة عبادة ، وهذا التعليل يحتاج إلى دليل ، فمن أين لنا أن النظر إلى الكعبة
عبادة ؟ لأن إثبات أي عبادة لا أصل لها من الشرع فهو بدعة " انتهى من
"الشرح الممتع" (3/41).
لكن : إذا اقترن النظر بالتفكر في البيت ، وما جعل الله له من المهابة والتعظيم ،
فهذا التفكر عبادة يثاب المرء عليها .
والله أعلم .