من هم أهل الحديث ؟.
وتقوم على نشرها ، وتعتقد عقيدة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وترجع
في فهم دينها إلى الكتاب والسنة على فهم خير القرون دون ما يفعله غيرها من
اعتقاد غير عقيدة السلف الصالح ومن الرجوع إلى العقل المجرد والذوق والرؤى
والمنامات .
فكانت هذه الفرقة هي الفرقة الناجية والطائفة المنصورة ، والتي ذكر كثير من الأئمة أنها المقصودة في قوله عليه الصلاة والسلام
" لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك " رواه مسلم ( 1920 )
وقد جاء في أوصافهم الشيء الكثير من كلام الأئمة المتقدمين والمتأخرين ، ويمكن أن نختار منها ما يلي :
1. قال الحاكم :
أحسن الإمام أحمد بن حنبل في تفسير هذا الخبر أن الطائفة
المنصورة التي يُرفع الخذلان عنهم إلى قيام الساعة هم " أصحاب الحديث " ،
ومَن أحق بهذا التأويل من قومٍ سلكوا محجة الصالحين ، واتبعوا آثار السلف
من الماضين ، ودمغوا أهل البدع والمخالفين بسنن رسول الله صلى الله عليه
وعلى آله أجمعين . " معرفة علوم الحديث " للحاكم النيسابوري ( ص 2 ، 3 ) .
2. قال الخطيب البغدادي :
وقد جعل الله تعالى أهله - يعني : أهل الحديث - أركان
الشريعة وهدم بهم كل بدعة شنيعة ، فهم أمناء الله من خليقته ، والواسطة
بين النبي صلى الله عليه وسلم وأمته ، والمجتهدون في حفظ ملته ، أنوارهم
زاهرة ، وفضائلهم سائرة ، وآياتهم باهرة ، ومذاهبهم ظاهرة ، وحججهم قاهرة
، وكل فئة تتحيز إلى هوى ترجع إليه أو تستحسن رأياً تعكف عليه سوى أصحاب
الحديث فإن الكتاب عدتهم ، والسنَّة حجتهم ، والرسول فئتهم ، وإليه نسبتهم
، لا يعرجون على الأهواء ، ولا يلتفتون إلى الآراء ، يقبل منهم ما رووا عن
الرسول ، وهم المأمونون عليه والعدول ، حفظة الدين وخزنته ، وأوعية العلم
وحملته ، إذا اختلف في حديث كان إليهم الرجوع ، فما حكموا به فهو المقبول
المسموع ، ومنهم كل عالم فقيه ، وإمام رفيع نبيه ، وزاهد في قبيلة ،
ومخصوص بفضيلة ، وقارئ متقن ، وخطيب محسن ، وهم الجمهور العظيم ، وسبيلهم
السبيل المستقيم ، وكل مبتدع باعتقادهم يتظاهر ، وعلى الإفصاح بغير
مذاهبهم لا يتجاسر ، من كادهم قصمه الله ، ومن عاندهم خذله الله ، لا
يضرهم من خذلهم ، ولا يفلح من اعتزلهم ، المحتاط لدينه إلى إرشادهم فقير ،
وبصر الناظر بالسوء إليهم حسير ، وإن الله على نصرهم لقدير .
" شرف أصحاب الحديث " ( ص 15 ) .
3. قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
وبهذا يتبين أن أحق الناس بأن تكون هي الفرقة الناجية " أهل
الحديث والسنة " الذين ليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، وهم أعلم الناس بأقواله وأحواله ، وأعظمهم تمييزاً بين صحيحها
وسقيمها ، وأئمتهم فقهاء فيها ، وأهل معرفة بمعانيها ، واتباعاً لها :
تصديقاً وعملاً وحبّاً وموالاة لمن والاها ومعاداة لمن عاداها الذين يرون
المقالات المجملة إلى ما جاء به من الكتاب والحكمة ، فلا ينصبون مقالة
ويجعلونها من أصول دينهم وجمل كلامهم إن لم تكن ثابتة فيما جاء به الرسول
، بل يجعلون ما بعث به الرسول من الكتاب والحكمة هو الأصل الذي يعتقدونه
ويعتمدونه ، وما تنازع فيه الناس من مسائل الصفات والقدر والوعيد والأسماء
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك يردونه إلى الله ورسوله ،
ويفسرون الألفاظ المجملة التي تنازع فيها أهل التفرق والاختلاف ، فما كان
من معانيها موافقاً للكتاب والسنَّة أثبتوه ، وما كان منها مخالفاً للكتاب
والسنَّة أبطلوه ، ولا يتبعون الظن وما تهوى الانفس ؛ فإن اتباع الظن جهل
واتباع هوى النفس بغير هدى من الله ظلم .
" مجموع الفتاوى " ( 3 / 347 ، 348 ) .
ومما ينبغي ذكره أن أهل الحديث يشمل كل من عمل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم وقدمه على كل ما سواه ، سواء كان من العلماء
الحفاظ أو من عامة المسلمين .
قال شيخ الإسلام :
( ونحن لا نعني بأهل الحديث المقتصرين على سماعه أو كتابته أو روايته بل نعني بهم : كل من كان أحق بحفظه ومعرفته وفهمه ظاهراً
وباطناً واتباعه باطناً وظاهراً وكذلك أهل القرآن .
وأدنى خصلة في هؤلاء محبة القرآن والحديث ، والبحث عنهما وعن معانيهما والعمل بما علموه من موجًبهما .
مجموع الفتاوى 4 /95
وكلام الأئمة كثير ، ويمكنك الاستزادة منه في المراجع السابقة ، وكذا الجزء الرابع من " مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية " .
وانظر إجابة السؤال رقم ( 206 ) ، و (
10554 ) .
والله أعلم .
الحمد لله
كان مصطلح " أهل الحديث " ممثلاً للفرقة التي تعظم السنةوتقوم على نشرها ، وتعتقد عقيدة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وترجع
في فهم دينها إلى الكتاب والسنة على فهم خير القرون دون ما يفعله غيرها من
اعتقاد غير عقيدة السلف الصالح ومن الرجوع إلى العقل المجرد والذوق والرؤى
والمنامات .
فكانت هذه الفرقة هي الفرقة الناجية والطائفة المنصورة ، والتي ذكر كثير من الأئمة أنها المقصودة في قوله عليه الصلاة والسلام
" لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك " رواه مسلم ( 1920 )
وقد جاء في أوصافهم الشيء الكثير من كلام الأئمة المتقدمين والمتأخرين ، ويمكن أن نختار منها ما يلي :
1. قال الحاكم :
أحسن الإمام أحمد بن حنبل في تفسير هذا الخبر أن الطائفة
المنصورة التي يُرفع الخذلان عنهم إلى قيام الساعة هم " أصحاب الحديث " ،
ومَن أحق بهذا التأويل من قومٍ سلكوا محجة الصالحين ، واتبعوا آثار السلف
من الماضين ، ودمغوا أهل البدع والمخالفين بسنن رسول الله صلى الله عليه
وعلى آله أجمعين . " معرفة علوم الحديث " للحاكم النيسابوري ( ص 2 ، 3 ) .
2. قال الخطيب البغدادي :
وقد جعل الله تعالى أهله - يعني : أهل الحديث - أركان
الشريعة وهدم بهم كل بدعة شنيعة ، فهم أمناء الله من خليقته ، والواسطة
بين النبي صلى الله عليه وسلم وأمته ، والمجتهدون في حفظ ملته ، أنوارهم
زاهرة ، وفضائلهم سائرة ، وآياتهم باهرة ، ومذاهبهم ظاهرة ، وحججهم قاهرة
، وكل فئة تتحيز إلى هوى ترجع إليه أو تستحسن رأياً تعكف عليه سوى أصحاب
الحديث فإن الكتاب عدتهم ، والسنَّة حجتهم ، والرسول فئتهم ، وإليه نسبتهم
، لا يعرجون على الأهواء ، ولا يلتفتون إلى الآراء ، يقبل منهم ما رووا عن
الرسول ، وهم المأمونون عليه والعدول ، حفظة الدين وخزنته ، وأوعية العلم
وحملته ، إذا اختلف في حديث كان إليهم الرجوع ، فما حكموا به فهو المقبول
المسموع ، ومنهم كل عالم فقيه ، وإمام رفيع نبيه ، وزاهد في قبيلة ،
ومخصوص بفضيلة ، وقارئ متقن ، وخطيب محسن ، وهم الجمهور العظيم ، وسبيلهم
السبيل المستقيم ، وكل مبتدع باعتقادهم يتظاهر ، وعلى الإفصاح بغير
مذاهبهم لا يتجاسر ، من كادهم قصمه الله ، ومن عاندهم خذله الله ، لا
يضرهم من خذلهم ، ولا يفلح من اعتزلهم ، المحتاط لدينه إلى إرشادهم فقير ،
وبصر الناظر بالسوء إليهم حسير ، وإن الله على نصرهم لقدير .
" شرف أصحاب الحديث " ( ص 15 ) .
3. قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
وبهذا يتبين أن أحق الناس بأن تكون هي الفرقة الناجية " أهل
الحديث والسنة " الذين ليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، وهم أعلم الناس بأقواله وأحواله ، وأعظمهم تمييزاً بين صحيحها
وسقيمها ، وأئمتهم فقهاء فيها ، وأهل معرفة بمعانيها ، واتباعاً لها :
تصديقاً وعملاً وحبّاً وموالاة لمن والاها ومعاداة لمن عاداها الذين يرون
المقالات المجملة إلى ما جاء به من الكتاب والحكمة ، فلا ينصبون مقالة
ويجعلونها من أصول دينهم وجمل كلامهم إن لم تكن ثابتة فيما جاء به الرسول
، بل يجعلون ما بعث به الرسول من الكتاب والحكمة هو الأصل الذي يعتقدونه
ويعتمدونه ، وما تنازع فيه الناس من مسائل الصفات والقدر والوعيد والأسماء
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك يردونه إلى الله ورسوله ،
ويفسرون الألفاظ المجملة التي تنازع فيها أهل التفرق والاختلاف ، فما كان
من معانيها موافقاً للكتاب والسنَّة أثبتوه ، وما كان منها مخالفاً للكتاب
والسنَّة أبطلوه ، ولا يتبعون الظن وما تهوى الانفس ؛ فإن اتباع الظن جهل
واتباع هوى النفس بغير هدى من الله ظلم .
" مجموع الفتاوى " ( 3 / 347 ، 348 ) .
ومما ينبغي ذكره أن أهل الحديث يشمل كل من عمل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم وقدمه على كل ما سواه ، سواء كان من العلماء
الحفاظ أو من عامة المسلمين .
قال شيخ الإسلام :
( ونحن لا نعني بأهل الحديث المقتصرين على سماعه أو كتابته أو روايته بل نعني بهم : كل من كان أحق بحفظه ومعرفته وفهمه ظاهراً
وباطناً واتباعه باطناً وظاهراً وكذلك أهل القرآن .
وأدنى خصلة في هؤلاء محبة القرآن والحديث ، والبحث عنهما وعن معانيهما والعمل بما علموه من موجًبهما .
مجموع الفتاوى 4 /95
وكلام الأئمة كثير ، ويمكنك الاستزادة منه في المراجع السابقة ، وكذا الجزء الرابع من " مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية " .
وانظر إجابة السؤال رقم ( 206 ) ، و (
10554 ) .
والله أعلم .