السؤال:
معظم الناس يقولون إن قبر " عليّ بن أبي طالب " رضي الله عنه في " أفغانستان " ، فهل هذا صحيح ؟ وإذا لم يكن كذلك فأين هو إذاً ؟ .
الجواب :
الحمد لله
أولاً:
اختلف العلماء والمؤرخون في مكان قبر علي بن أبي طالب رضي الله عنه على أقوال ،
أشهرها :
1. أنه دُفن في قصر الإمارة بالكوفة ، وهو قول محمد بن سعد كما في "تاريخ بغداد " (
1 / 136 ) للخطيب البغدادي ، وقول ابن خلكان ، كما في كتابه " وفيات الأعيان " ( 4
/ 55 ) ، ونسبه شيخ الإسلام ابن تيمية في " مجموع الفتاوى " ( 27 / 446 ) لجمهور
أهل المعرفة .
2. أنه دُفن في الكوفة في مكان غير معلوم ، وهو قول عبد الله العجلي ، كما نقله عنه
الخطيب البغدادي في كتابه " تاريخ بغداد " ( 1 / 136 ) .
3. أنه دُفن في الكوفة أولاً ثم نقله ابنه الحسن إلى المدينة ، وهو قول الحافظ أبي
نعيم ، كما نقله عنه الخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " ( 1 / 137 ) .
4. أنه لا يُدرى أين قبره على الحقيقة ، وهو قول إبراهيم الحربي ، كما نقله عنه ابن
أبي يعلى في كتابه " طبقات الحنابلة " ( 1 / 92 ) ، وهو قول كمال الدين محمد بن
موسى بن عيسى الدميري ، كما ذكره في كتابه " حياة الحيوان الكبرى " ( 2 / 308 ) .
وأقرب الأقوال إلى الصحة أنه دُفن في قصر الإمارة في
الكوفة ، ولا يُدرى على الحقيقة البقعة التي دُفن فيها في القصر ؛ وقد عُمَّي مكان
قبره لئلا تنبشه الخوارج فيعرضونه للمهانة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :
"ومثل مَن يظن مِن الجهال أن قبر علي بباطن النجف ، وأهل العلم بالكوفة وغيرها
يعلمون بطلان هذا ، ويعلمون أن عليّاً ومعاوية وعمرو بن العاص كلٌّ منهم دفن في قصر
الإمارة ببلده خوفاً عليه من الخوارج أن ينبشوه" انتهى من" منهاج السنة النبوية " (
7 / 43 ) .
وقال ابن تغري بردي – رحمه الله - :
"وقال جعفر بن محمد عن أبيه قال : صلَّى الحسن على عليٍّ رضي الله عنه ، ودُفن
بالكوفة عند قصر الإمارة ، وعمِّي قبره لئلا تنبشه الخوارج" انتهى من" النجوم
الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة " ( 1 / 120 ) .
ثانياً:
أما المشهد الذي في النجف والذي يزعم الرافضة أنه قبر علي بن أبي طالب فمما يُجزم
بكذبه ، وأول من زعم أن قبر علي بن أبي طالب في " النجف " هو : عضد الدولة البويهي
أبو شجاع فنَّاخُسرو ابن السلطان الحسن الملقب ركن الدولة البويهي الديلمي ، والذي
توفي سنة 372 هـ .
قال الذهبي – رحمه الله – في ترجمته - :
"وكان شيعيَّا جلداً ، أظهر بالنجف قبراً زعم أنه قبر الإمام علي ، وبنى عليه
المشهد ، وأقام شعار الرفض ، ومأتم عاشوراء ، والاعتزال" انتهى من" سير أعلام
النبلاء " ( 16 / 250 ) .
وقد قال بعض العلماء إن ذاك القبر الذي أظهره ذاك الحاكم الرافضي هو قبر الصحابي
الجليل المغيرة بن شعبه رضي الله عنه
قال الذهبي – رحمه الله - :
"وقال مطيَّن : لو علمت الرافضة قبر من هذا الذي يزار بظاهر الكوفة لرجمته ، هذا
قبر المغيرة بن شعبة " انتهى من" تاريخ الإسلام " ( 3 / 651 ) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
"وأما المشهد الذي بـ " النجف " : فأهل المعرفة متفقون على أنه ليس بقبر علي ، بل
قيل : إنه قبر المغيرة بن شعبة ، ولم يكن أحدٌ يذكر أن هذا قبر علي ولا يقصده أحد
أكثر من ثلاثمائة سنة مع كثرة المسلمين من أهل البيت والشيعة وغيرهم وحكمهم بالكوفة
، وإنما اتخذوا ذلك مشهداً في ملك بني بويه الأعاجم بعد موت علي بأكثر من ثلاثمائة
سنة ، ورووا حكاية فيها أن الرشيد كان يأتي إلى تلك ، وأشياء لا تقوم بها حجة"
انتهى من" مجموع الفتاوى " ( 4 / 502 ) .
وقال – رحمه الله – أيضاً - :
"وأما مشهد علي : فعامة العلماء على أنه ليس قبره ، بل قد قيل : إنه قبر المغيرة بن
شعبة ؛ وذلك أنه إنما أظهر بعد نحو ثلاثمائة سنة من موت علي ، في إمارة بني بويه
... .
وجمهور أهل المعرفة يقولون : إن عليّاً إنما دُفن فى قصر الإمارة بالكوفة أو قريبا
منه ، وهكذا هو السنَّة ، فإن حمل ميت من الكوفة إلى مكان بعيد ليس فيه فضيلة : أمر
غير مشروع ، فلا يظن بآل علي رضى الله عنه أنهم فعلوا به ذلك ، ولا يظن أيضا أن ذلك
خفي على أهل بيته وعلى المسلمين ثلاثمائة سنة حتى أظهره قوم من الأعاجم الجهال ذوي
الأهواء"
انتهى من" مجموع الفتاوى " ( 27 / 446 ، 447 ) .
وإذا كان ذاك المشهد في النجف ليس هو قبر علي بن أبي
طالب رضي الله عنه فأولى بأن يكون كذباً ادعاء أن قبره رضي الله عنه في " أفغانستان
" في " مزار الشريف " ! وإنما يدَّعي ذلك ويزعمه القبوريون الذي يسوِّقون للشرك في
الأمة ، وكم لهم في ذلك ادعاءات ومزاعم يُعلم أنها كذب ككذبهم في مكان قبر آدم وهود
وقابيل وكثير غيرهم من الصالحين ، وقد سبق بيان شيء من هذا في جوابي السؤالين (
152368 ) و (
119178 ) .
وإنه حتى لو عُلم أن هذا القبر أو ذاك هو عين البقعة التي دفن فيها علي رضي الله
عنه أو غيره من الصحابة ، بل ولو كان نبيّاً من الأنبياء ، فإنه لا يشك موحِّد عاقل
أن ما يفعله أولئك القبوريون عند تلك القبور من الدعاء والطواف والذبح والزحف إلى
قبره ، أن ذلك كله من الشرك الأكبر والكفر المخرج من ملة الإسلام .
وانظر جواب السؤال رقم ( 138768 )
.
والله أعلم
معظم الناس يقولون إن قبر " عليّ بن أبي طالب " رضي الله عنه في " أفغانستان " ، فهل هذا صحيح ؟ وإذا لم يكن كذلك فأين هو إذاً ؟ .
الجواب :
الحمد لله
أولاً:
اختلف العلماء والمؤرخون في مكان قبر علي بن أبي طالب رضي الله عنه على أقوال ،
أشهرها :
1. أنه دُفن في قصر الإمارة بالكوفة ، وهو قول محمد بن سعد كما في "تاريخ بغداد " (
1 / 136 ) للخطيب البغدادي ، وقول ابن خلكان ، كما في كتابه " وفيات الأعيان " ( 4
/ 55 ) ، ونسبه شيخ الإسلام ابن تيمية في " مجموع الفتاوى " ( 27 / 446 ) لجمهور
أهل المعرفة .
2. أنه دُفن في الكوفة في مكان غير معلوم ، وهو قول عبد الله العجلي ، كما نقله عنه
الخطيب البغدادي في كتابه " تاريخ بغداد " ( 1 / 136 ) .
3. أنه دُفن في الكوفة أولاً ثم نقله ابنه الحسن إلى المدينة ، وهو قول الحافظ أبي
نعيم ، كما نقله عنه الخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " ( 1 / 137 ) .
4. أنه لا يُدرى أين قبره على الحقيقة ، وهو قول إبراهيم الحربي ، كما نقله عنه ابن
أبي يعلى في كتابه " طبقات الحنابلة " ( 1 / 92 ) ، وهو قول كمال الدين محمد بن
موسى بن عيسى الدميري ، كما ذكره في كتابه " حياة الحيوان الكبرى " ( 2 / 308 ) .
وأقرب الأقوال إلى الصحة أنه دُفن في قصر الإمارة في
الكوفة ، ولا يُدرى على الحقيقة البقعة التي دُفن فيها في القصر ؛ وقد عُمَّي مكان
قبره لئلا تنبشه الخوارج فيعرضونه للمهانة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :
"ومثل مَن يظن مِن الجهال أن قبر علي بباطن النجف ، وأهل العلم بالكوفة وغيرها
يعلمون بطلان هذا ، ويعلمون أن عليّاً ومعاوية وعمرو بن العاص كلٌّ منهم دفن في قصر
الإمارة ببلده خوفاً عليه من الخوارج أن ينبشوه" انتهى من" منهاج السنة النبوية " (
7 / 43 ) .
وقال ابن تغري بردي – رحمه الله - :
"وقال جعفر بن محمد عن أبيه قال : صلَّى الحسن على عليٍّ رضي الله عنه ، ودُفن
بالكوفة عند قصر الإمارة ، وعمِّي قبره لئلا تنبشه الخوارج" انتهى من" النجوم
الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة " ( 1 / 120 ) .
ثانياً:
أما المشهد الذي في النجف والذي يزعم الرافضة أنه قبر علي بن أبي طالب فمما يُجزم
بكذبه ، وأول من زعم أن قبر علي بن أبي طالب في " النجف " هو : عضد الدولة البويهي
أبو شجاع فنَّاخُسرو ابن السلطان الحسن الملقب ركن الدولة البويهي الديلمي ، والذي
توفي سنة 372 هـ .
قال الذهبي – رحمه الله – في ترجمته - :
"وكان شيعيَّا جلداً ، أظهر بالنجف قبراً زعم أنه قبر الإمام علي ، وبنى عليه
المشهد ، وأقام شعار الرفض ، ومأتم عاشوراء ، والاعتزال" انتهى من" سير أعلام
النبلاء " ( 16 / 250 ) .
وقد قال بعض العلماء إن ذاك القبر الذي أظهره ذاك الحاكم الرافضي هو قبر الصحابي
الجليل المغيرة بن شعبه رضي الله عنه
قال الذهبي – رحمه الله - :
"وقال مطيَّن : لو علمت الرافضة قبر من هذا الذي يزار بظاهر الكوفة لرجمته ، هذا
قبر المغيرة بن شعبة " انتهى من" تاريخ الإسلام " ( 3 / 651 ) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
"وأما المشهد الذي بـ " النجف " : فأهل المعرفة متفقون على أنه ليس بقبر علي ، بل
قيل : إنه قبر المغيرة بن شعبة ، ولم يكن أحدٌ يذكر أن هذا قبر علي ولا يقصده أحد
أكثر من ثلاثمائة سنة مع كثرة المسلمين من أهل البيت والشيعة وغيرهم وحكمهم بالكوفة
، وإنما اتخذوا ذلك مشهداً في ملك بني بويه الأعاجم بعد موت علي بأكثر من ثلاثمائة
سنة ، ورووا حكاية فيها أن الرشيد كان يأتي إلى تلك ، وأشياء لا تقوم بها حجة"
انتهى من" مجموع الفتاوى " ( 4 / 502 ) .
وقال – رحمه الله – أيضاً - :
"وأما مشهد علي : فعامة العلماء على أنه ليس قبره ، بل قد قيل : إنه قبر المغيرة بن
شعبة ؛ وذلك أنه إنما أظهر بعد نحو ثلاثمائة سنة من موت علي ، في إمارة بني بويه
... .
وجمهور أهل المعرفة يقولون : إن عليّاً إنما دُفن فى قصر الإمارة بالكوفة أو قريبا
منه ، وهكذا هو السنَّة ، فإن حمل ميت من الكوفة إلى مكان بعيد ليس فيه فضيلة : أمر
غير مشروع ، فلا يظن بآل علي رضى الله عنه أنهم فعلوا به ذلك ، ولا يظن أيضا أن ذلك
خفي على أهل بيته وعلى المسلمين ثلاثمائة سنة حتى أظهره قوم من الأعاجم الجهال ذوي
الأهواء"
انتهى من" مجموع الفتاوى " ( 27 / 446 ، 447 ) .
وإذا كان ذاك المشهد في النجف ليس هو قبر علي بن أبي
طالب رضي الله عنه فأولى بأن يكون كذباً ادعاء أن قبره رضي الله عنه في " أفغانستان
" في " مزار الشريف " ! وإنما يدَّعي ذلك ويزعمه القبوريون الذي يسوِّقون للشرك في
الأمة ، وكم لهم في ذلك ادعاءات ومزاعم يُعلم أنها كذب ككذبهم في مكان قبر آدم وهود
وقابيل وكثير غيرهم من الصالحين ، وقد سبق بيان شيء من هذا في جوابي السؤالين (
152368 ) و (
119178 ) .
وإنه حتى لو عُلم أن هذا القبر أو ذاك هو عين البقعة التي دفن فيها علي رضي الله
عنه أو غيره من الصحابة ، بل ولو كان نبيّاً من الأنبياء ، فإنه لا يشك موحِّد عاقل
أن ما يفعله أولئك القبوريون عند تلك القبور من الدعاء والطواف والذبح والزحف إلى
قبره ، أن ذلك كله من الشرك الأكبر والكفر المخرج من ملة الإسلام .
وانظر جواب السؤال رقم ( 138768 )
.
والله أعلم