هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دخول

descriptionالتعامل مع المرأة في الدين الإسلامي   Emptyالتعامل مع المرأة في الدين الإسلامي

more_horiz
الحمد لله

لا يُمكن أن نخفي اغتباطنا وتقديرنا لك أيها السائل الكريم ولا يسعنا
إلا الفرح بما ظهر في سؤالك من دلائل التوجّه إلى اعتناق الدين الحقّ -
دين الإسلام - . وأما ما ذكرت من حيرتك وترددك فهو أمر مفهوم لأنّ الشّخص
عندما يكون منغمسا في أوحال علاقات محرّمة ثمّ يريد الانتقال إلى دين
الطّهر والعفاف فإنّه يخشى أن تغلبه نفسه فلا يستطيع الوفاء بما يطلبه
الإسلام من الطّهارة والعفّة ولكن سنذكر لك فيما يلي أمرا لعله يعينك على
تخطّي الصّعوبة التي تخشاها ويُعطيك التصوّر الصحيح للموقف .

إنّ المفترض فيمن يتّبع الدّين الحقّ أن يكون لهذا الدّين أثر بالغ
على نفسه وأخلاقه بحيث يصوغ هذا الدّين شخصيته صياغة جديدة ويبعثه بعثا
جديدا بالكليّة ويحوّل حياته إلى مسار آخر مختلف تمام الاختلاف عمّا كان
عليه في أيّام جاهليته . وهذا التحوّل الجذري والاختلاف الكليّ سيُنشئ
أخلاقا وقيما لم تكن موجودة من قبل ويُحدث تطهيرا للقلب وعفّة في النّفس
تجعل هذا المسلم الجديد ينظر بعين الاستقذار لما كان يفعله في الماضي
ويبعث الشّعور بالاشمئزاز لما عليه أهل الجاهلية من الفواحش والخيانات
والعهر والعري وسائر القاذورات المنتشرة في المجتمع من حوله ، ويستعيد
سلامة الفطرة ونقاء القلب التي سلبها الشّيطان منه في أيام كفره وفجوره ،
وسيكون هذا التوجّه عن طواعية نفس واختيار مقترن بالرّضا صادر عن استسلام
كليّ لأوامر ونواهي الربّ الذي شرع هذه الشّريعة وأنزل هذا الدّين وهو
الإسلام ، ولنا على هذا الكلام دليلان شرعي وتاريخيّ .
فأمّا الشرعي
فهو في كتاب الله مذكور في عدد من الآيات كقوله تعالى : ( أَوَمَنْ كَانَ
مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي
النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا )
سورة الأنعام آية 122 . وقوله تعالى : ( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ
اللَّهِ إِلَهًا ءاخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ
اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ
أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ
فِيهِ مُهَانًا (69) إِلا مَنْ تَابَ وَءامَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا
فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ
غَفُورًا رَحِيمًا (70) سورة الفرقان
قال المفسرون في شرح قوله تعالى : ( يبدّل الله سيئاتهم حسنات ) : أنهم
بدلوا مكان عمل السيئات بعمل الحسنات ، قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس
في الآية قال هم المؤمنون كانوا من قبل إيمانهم على السيئات فرغب الله بهم
عن السيئات فحولهم إلى الحسنات فأبدلهم مكان السيئات الحسنات .
وقال عطاء بن أبي رباح هذا في الدنيا يكون الرجل على صفة قبيحة ثم يبدله
الله بها خيرا وقال سعيد بن جبير أبدلهم الله بعباده الأوثان عبادة الرحمن
وأبدلهم بقتال المسلمين قتال المشركين وأبدلهم بنكاح المشركات نكاح
المؤمنات وقال الحسن البصري أبدلهم الله بالعمل السيء العمل الصالح
وأبدلهم بالشرك إخلاصا وأبدلهم بالفجور إحصانا وبالكفر إسلاما وهذا قول
أبي العالية وقتادة وجماعة آخرين . تفسير القرآن العظيم لابن كثير
وأمّا الدليل التاريخي فقصص متعددة للمسلمين الذي دخلوا في الإسلام بعد أن
كانوا كفّارا كيف تغيّروا واستقام أمرهم ومن ضمن ذلك القصّة التالية :
كَانَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ مَرْثَدُ بْنُ أَبِي مَرْثَدٍ وَكَانَ رَجُلا (
مسلما ) يَحْمِلُ الأَسْرَى ( أي المسلمين فيهرّبهم ) مِنْ مَكَّةَ (
وكانت دار المشركين ) حَتَّى يَأْتِيَ بِهِمْ الْمَدِينَةَ ( وهي دار
المسلمين ) قَالَ : وَكَانَتْ امْرَأَةٌ بَغِيٌّ بِمَكَّةَ يُقَالُ لَهَا
عَنَاقٌ وَكَانَتْ صَدِيقَةً لَهُ ( أي أيام الجاهلية قبل أن يُسلم )
وَإِنَّهُ كَانَ وَعَدَ رَجُلا مِنْ أُسَارَى مَكَّةَ يَحْمِلُهُ قَالَ
فَجِئْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى ظِلِّ حَائِطٍ مِنْ حَوَائِطِ مَكَّةَ
فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ قَالَ فَجَاءَتْ عَنَاقٌ فَأَبْصَرَتْ سَوَادَ
ظِلِّي بِجَنْبِ الْحَائِطِ فَلَمَّا انْتَهَتْ إِلَيَّ عَرَفَتْهُ ( أي
عرفتني ) فَقَالَتْ مَرْثَدٌ ؟ فَقُلْتُ مَرْثَدٌ . فَقَالَتْ مَرْحَبًا
وَأَهْلا هَلُمَّ فَبِتْ عِنْدَنَا اللَّيْلَةَ قَالَ قُلْتُ يَا عَنَاقُ
حَرَّمَ اللَّهُ الزِّنَا ، قَالَتْ يَا أَهْلَ الْخِيَامِ هَذَا
الرَّجُلُ يَحْمِلُ أَسْرَاكُمْ ( أي انتقمت منه لامتناعه عن الزنا بها
فنادت الكفار ليمسكوه ) ، قَالَ فَتَبِعَنِي ثَمَانِيَةٌ ( وذكر كيف أنجاه
الله منهم ) وهذه القصة سبب نزول قوله تعالى الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلا
زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلا زَانٍ أَوْ
مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ . رواه الترمذي وحسّنه
3101 .
والشّاهد من القصّة كيف تغيّر حال الرّجل بعد إسلامه وامتنع عن فعل الحرام
الذي عُرض عليه . وكذلك الحال في المرأة إذا أسلمت واستقامت على الإسلام
كما في القصّة التالية :
عن عبد الله بن مغفل أن امرأة كانت بغيا في الجاهلية فمرّ بها رجل أو مرّت
به فبسط يده إليها فقالت مَه ( كلمة زجر وإنكار بمعنى أكفف ) إن الله أذهب
بالشرك وجاء بالإسلام فتركها وولى .. رواه الحاكم وقال هذا حديث صحيح على
شرط مسلم ولم يخرجاه .
فلو أنك أسلمت وحَسُن إسلامك واستقمت على هذه الشّريعة المباركة وعبدت
الله كما يحبّ سبحانه والتزمت أمره واجتنبت نهيه فلن تجد إن شاء الله هذه
الصّعوبة التي ذكرتها في سؤالك ولن تعاني منها ، ثمّ إن عندك من وسائل
العفاف ما تكفّ به نفسك عن الحرام ومنه هذا الزّواج الذي أمرت به
الشَّريعة ، ومن سلك السبيل النّظيف فلن يحتاج إلى مستنقع وَحْل ينغمس فيه
، نسأل الله لك الهداية العاجلة ، وأن يسهّل لك الأمور ويُبعد عنك الشرور
، وصلى الله على نبينا محمد .

descriptionالتعامل مع المرأة في الدين الإسلامي   Emptyرد: التعامل مع المرأة في الدين الإسلامي

more_horiz
شكرا لك يالغلا
رووووووووعه
يعطيك الــ عآآفيه ـف

descriptionالتعامل مع المرأة في الدين الإسلامي   Emptyرد: التعامل مع المرأة في الدين الإسلامي

more_horiz
أهلا و مرحبا بيك أخي الحبيب ،، شكرا ع المرور

descriptionالتعامل مع المرأة في الدين الإسلامي   Emptyرد: التعامل مع المرأة في الدين الإسلامي

more_horiz
جزاك الله خير الجزاء
ننتظر ابداعاتك القادمه بفارغ الصبر
اجمل تحيه

descriptionالتعامل مع المرأة في الدين الإسلامي   Emptyرد: التعامل مع المرأة في الدين الإسلامي

more_horiz
السلآم عليكم و رحمة الله و بركاته ،

بـآرك الله فيك على المرور أخي الحبيب ,,

التعامل مع المرأة في الدين الإسلامي   886773

descriptionالتعامل مع المرأة في الدين الإسلامي   Emptyرد: التعامل مع المرأة في الدين الإسلامي

more_horiz
بـارك الله فيـك ع الموضوع أخي الحبيب ،
التعامل مع المرأة في الدين الإسلامي   886773



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

جميع الحقوق محفوظة لدليل الاشهار العربي