العقل عقلان وعلاقة الدماغ بالقلب والعكس
قال الشيخ :محمد بن صالح العثيمين في الوصايا العشر ضمن مجموع فتاوى ورسائل (7/298) :
( ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون ). (ذلكم) المشار إليه ما سبق وهن خمس وصايا وصانا الله بها لعلنا نعقل.
ما المراد بالعقل هنا؟
نحن نعلم أن العقل نوعان : عقل إدراك، وعقل رشد، فعقل الإدراك ما يدرك به
الإنسان الأشياء، وهذا الذي يمر كثيرًا في شروط العبادات، يقول : من
شرطها الإسلام والعقل والتمييز، هذا هو عقل الإدراك وضده الجنون.
والثاني عقل رشد. بحيث يحسن الإنسان التصرف ويكون حكيمًا في تصرفه وضد هذا السفه لا الجنون.
فالمراد بالعقل بهذه الآية، المراد عقل الرشد لأنه لم يوجه إلينا الخطاب
إلا ونحن نعقل عقل إدراك، لكن هل كان من وجه إليه الخطاب، يعقل عقل رشد؟
لا قد لا يعقل عقل الرشد، الكفار كلهم غير عقلاء عقل رشد كما قال الله
تعالى في وصفهم: {بكم عمي فهم لا يعقلون} [سورة البقرة، الآية:
171] لكن ليس معناه ليس عندهم عقل إدراك بل قد يكون عندهم عقل إدراك قوي
وذكاء مفرط لكن ليس عندهم عقل رشد.
وما هو العقل النافع للإنسان؟
عقل الرشد لأن عقل الإدراك قد يكون ضررًا عليه إذا كان ذكيًا فاهمًا ولكنه
والعياذ بالله ليس عنده حسن تصرف ولا رشد في تصرفه وقد يكون أعظم من إنسان
ذكاؤه دون ذلك وهنا نسأل عن مسألة كثر السؤال عنها هل العقل في الدماغ أو
العقل في القلب؟
قال بعض الناس في القلب وقال بعض الناس : في الدماغ، وكل منهم له دليل،
الذين قالوا : إنه في القلب قالوا : لأن الله تعالى يقول: {أفلم
يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا
تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}. [سورة الحج،
الآية: 46].
قال: {قلوب يعقلون بها} ثم قال: {تعمى القلوب التي في
الصدور}. إذًا العقل في القلب، والقلب في الصدر فكان العقل في القلب.
وقال بعضهم : بل العقل في الدماغ لأن الإنسان إذا اختل دماغه اختل تصرفه
ولأننا نشاهد في الزمن الأخير نشاهد الرجل يزال قلبه ويزرع له قلب جديد
ونجد عقله لا يختلف عقله وتفكيره هو الأول. نجد إنسانًا يزرع له قلب شخص
مجنون لا يحسن يتصرف، ويبقى هذا الذي زرع فيه القلب عاقلًا فكيف يكون العقل
في القلب؟ إذًا العقل في الدماغ لأنه إذا اختل الدماغ اختل التصرف، اختل
العقل.
ولكن بعض أهل العلم قال: إن العقل في القلب ولا يمكن أن نحيد عما قال
الله عز وجل لأن الله تعالى وهو الخالق وهو أعلم بمخلوقه من غيره كما قال
تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} ولأن النبي ـ صلى الله
عليه وسلم ـ قال: (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا
فسدت فسد الجسد كله). فالعقل في القلب والقلب في الصدر لكن الدماغ
يستقبل ويتصور ثم يرسل هذا التصور إلى القلب، لينظر أوامره ثم ترجع الأوامر
من القلب إلى الدماغ ثم ينفذ الدماغ إذًا الدماغ بمنزلة السكرتير ينظم
المعاملات ويرتبها ثم يرسلها إلى القلب، إلى المسؤول الذي فوقه هذا القلب
يوقع، يمضي، أو يرد ثم يدفع المعاملة إلى الدماغ والدماغ يأمر الأعصاب
وتتمشى، وهذا القول هو الذي تطمئن إليه النفس وهو الموافق للواقع وقد أشار
إليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله في كتبه، والإمام أحمد أشار إليه
إشارة عامة فقال: محل العقل القلب وله اتصال بالدماغ. لكن التفصيل
الأول واضح جدًا الذي يقبل الأشياء ويتصورها ويمحصها هو الدماغ ثم يرسل
النتيجة إلى القلب ثم القلب يأمر إما بالتنفيذ وإما بالمنع لقول الرسول
عليه الصلاة والسلام : إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد
كله.) انتهى كلامه رحمه الله تعالى .
قال الشيخ :محمد بن صالح العثيمين في الوصايا العشر ضمن مجموع فتاوى ورسائل (7/298) :
( ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون ). (ذلكم) المشار إليه ما سبق وهن خمس وصايا وصانا الله بها لعلنا نعقل.
ما المراد بالعقل هنا؟
نحن نعلم أن العقل نوعان : عقل إدراك، وعقل رشد، فعقل الإدراك ما يدرك به
الإنسان الأشياء، وهذا الذي يمر كثيرًا في شروط العبادات، يقول : من
شرطها الإسلام والعقل والتمييز، هذا هو عقل الإدراك وضده الجنون.
والثاني عقل رشد. بحيث يحسن الإنسان التصرف ويكون حكيمًا في تصرفه وضد هذا السفه لا الجنون.
فالمراد بالعقل بهذه الآية، المراد عقل الرشد لأنه لم يوجه إلينا الخطاب
إلا ونحن نعقل عقل إدراك، لكن هل كان من وجه إليه الخطاب، يعقل عقل رشد؟
لا قد لا يعقل عقل الرشد، الكفار كلهم غير عقلاء عقل رشد كما قال الله
تعالى في وصفهم: {بكم عمي فهم لا يعقلون} [سورة البقرة، الآية:
171] لكن ليس معناه ليس عندهم عقل إدراك بل قد يكون عندهم عقل إدراك قوي
وذكاء مفرط لكن ليس عندهم عقل رشد.
وما هو العقل النافع للإنسان؟
عقل الرشد لأن عقل الإدراك قد يكون ضررًا عليه إذا كان ذكيًا فاهمًا ولكنه
والعياذ بالله ليس عنده حسن تصرف ولا رشد في تصرفه وقد يكون أعظم من إنسان
ذكاؤه دون ذلك وهنا نسأل عن مسألة كثر السؤال عنها هل العقل في الدماغ أو
العقل في القلب؟
قال بعض الناس في القلب وقال بعض الناس : في الدماغ، وكل منهم له دليل،
الذين قالوا : إنه في القلب قالوا : لأن الله تعالى يقول: {أفلم
يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا
تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}. [سورة الحج،
الآية: 46].
قال: {قلوب يعقلون بها} ثم قال: {تعمى القلوب التي في
الصدور}. إذًا العقل في القلب، والقلب في الصدر فكان العقل في القلب.
وقال بعضهم : بل العقل في الدماغ لأن الإنسان إذا اختل دماغه اختل تصرفه
ولأننا نشاهد في الزمن الأخير نشاهد الرجل يزال قلبه ويزرع له قلب جديد
ونجد عقله لا يختلف عقله وتفكيره هو الأول. نجد إنسانًا يزرع له قلب شخص
مجنون لا يحسن يتصرف، ويبقى هذا الذي زرع فيه القلب عاقلًا فكيف يكون العقل
في القلب؟ إذًا العقل في الدماغ لأنه إذا اختل الدماغ اختل التصرف، اختل
العقل.
ولكن بعض أهل العلم قال: إن العقل في القلب ولا يمكن أن نحيد عما قال
الله عز وجل لأن الله تعالى وهو الخالق وهو أعلم بمخلوقه من غيره كما قال
تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} ولأن النبي ـ صلى الله
عليه وسلم ـ قال: (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا
فسدت فسد الجسد كله). فالعقل في القلب والقلب في الصدر لكن الدماغ
يستقبل ويتصور ثم يرسل هذا التصور إلى القلب، لينظر أوامره ثم ترجع الأوامر
من القلب إلى الدماغ ثم ينفذ الدماغ إذًا الدماغ بمنزلة السكرتير ينظم
المعاملات ويرتبها ثم يرسلها إلى القلب، إلى المسؤول الذي فوقه هذا القلب
يوقع، يمضي، أو يرد ثم يدفع المعاملة إلى الدماغ والدماغ يأمر الأعصاب
وتتمشى، وهذا القول هو الذي تطمئن إليه النفس وهو الموافق للواقع وقد أشار
إليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله في كتبه، والإمام أحمد أشار إليه
إشارة عامة فقال: محل العقل القلب وله اتصال بالدماغ. لكن التفصيل
الأول واضح جدًا الذي يقبل الأشياء ويتصورها ويمحصها هو الدماغ ثم يرسل
النتيجة إلى القلب ثم القلب يأمر إما بالتنفيذ وإما بالمنع لقول الرسول
عليه الصلاة والسلام : إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد
كله.) انتهى كلامه رحمه الله تعالى .