السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنّ التعايش السلمي بين بني
الإنسان لا يقوم إلا على أُسس راسخة وقيم عظيمة تُبنى لمصلحة البشر، ولا
يوجد قانون يُنظم حياة البشر مثل قانون السماء الذي أرسل به خاتم الرسل
والأنبياء سيدنا محمّد (صلى الله عليه وسلم)، فهو قانون يهدف إلى صون
البشرية جمعاء وفق ضوابط قائمة على البر والتقوى والرحمة والإحساس.
لقد
خلقنا الله تعالى، وجعلنا شعوباً وقبائل لنتعارف ونتعايش وفق قيم تحترم
الإنسان، وبموجب ضوابط تكفل لكل فرد حقه في العيش بسلام واستقرار. وما
أحوج العالم اليوم إلى تدارس تلك القيم والضوابط والأخذ بها حتى يتفرغ
الإنسان لأداء رسالته التي خُلق من أجلها وهي عبادة الله سبحانه وتعالى
وعمارة الأرض.
إنّ
الناس في حاجة إلى بث ثقافة الرحمة من أجل تحقيق التعايش السلمي الذي هو
من أهداف نشر الإسلام بين الشعوب والأُمم، وهذه هي فلسفة الإسلام في
التعايش لأنّه أوصل الإنسان إلى العيش في ظلال مبادئ عظيمة منها التعايش
السلمي بين بني البشر، حيث إنّ الله سبحانه وتعالى ميز الإنسان بالعقل،
وجعل من مبادئ حياته أن يرحم القوي الضعيف بكل ما تحمله هاتان الكلمتان من
معنى، وهنا تظهر قيمة التعايش السلمي بين كل طبقات المجتمع، وتتحقق ثمار
الرحمة بعد بسط ثقافة "الراحمون يرحمهم الله". ولا شك في أنه إذا شاعت
ثقافة الرحمة بين القوي والضعيف، وبين الأفراد والأُمم فإنّ البشرية ستشهد
مراحل عظيمة من البناء النفسي والإيماني، ستظهر نتائجه على الأُمم في صورة
تعايش حميد.
- الاحتكام إلى شرع الله:
في
ما يتعلق بمعوقات التعايش السلمي بين الناس، يوضح د. سيف الجابري أنّ
الداء يكمن في عدم الخوف من الله وتَرْك الاحتكام إلى شرعه الذي ارتضاه
للناس كافة. وذلك في حين أن كل الأديان السماوية تدعو إلى الخوف من الله
تعالى، وأنّ الله عزّ وجلّ جعل يوم القيامة يوماً يجمع الناس فيه لينال كل
واحد نصيبه من الحساب.
أمّا
الدواء فهو الإسلام، لأنّه الدين الذي ختم الله تعالى به الأديان، فأصلح
للشعوب حياتها، وجعله باعث سعادتها، ولاسيما حين تعيش في ظلاله وتسمو
بتعاليمه. فالإسلام يدعو إلى التعايش السلمي بين الشعوب، وإلى التعايش
السلمي بين أفراد الشعب الواحد بدعم التنمية البشرية بوسائلها الصحيحة،
ويتضح ذلك من خلال توجيهات رسول السلام والإسلام والمحبة سيدنا محمد به
عبدالله (صلى الله عليه وسلم)، الذي يقول: "من كان في حاجة أخيه كان الله
في حاجته"، كما يقول : "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في الله".
- إصلاح المجتمع:
تقول
الحكمة، "الصالحون يبنون أنفسهم، والمصلحون يبنون الأُمم"، وإذا كان
الصالحون يبنون أنفسهم، وهو أمر جيِّد بلا شك، فإنّ الأُمم والشعوب في
حاجة إلى المصلحين الذين يبنون الأُمم، إنها في أمس الحاجة إلى مصلحين من
البشر على اختلاف جنسياتهم وألوانهم ومعتقداتهم، يسعون إلى الارتقاء
بشعوبهم نحو الخير والفضيلة، ويقومون بدور فاعل في نشر ثقافة التعايش
السلمي بين الشعوب، وهؤلاء في حقيقتهم أصحاب مهمة شاقة لأنّهم كلما برزت
مشكلة للبشر سعوا في عقلانية تامة من أجل إزالة لبسها، وحلّها بالطرق
السليمة التي تكفل حرِّية الإنسان، وتحافظ على الإنسان من أخيه الإنسان
إذا أساء تصرفه، وهؤلاء يمشون على منهج الأنبياء والمرسلين، ويحيون نداءهم
في القلوب والأرواح والمجتمعات. فكما وعظ نبي الله شعيب قومه لمّا رآهم
على ضلالة بقوله في (سورة هود الآية 85): (وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا
الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ
أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأرْضِ مُفْسِدِينَ)، نلحظهم يعطون
أممهم وأقوامهم من أجل استقامة الحياة، والشعور بالآخر، والسعي إلى
التقارب من الخلق، وتحقيق القرب من الله عزّ وجلّ.
- مصارحة ووقفة مع النفس:
إنّ
إصلاح الأحوال والعلاقات مع الآخرين يحتاج إلى وقفة لمصارحة النفس ومعالجة
حالات الإنسان وتقلبات نفسه، حتى يشعر بأخيه الإنسان ويسعى في إسعاده
والمجاهدة في خدمته. لأنّه متى سأل الإنسان نفسه سوف يعرف كيف يحاسبها،
ويعرف كيف يحملها على السعي في مصلحة الناس والمجتمع. ليس مع البشر فحسب،
بل مع رب البشر، مع الحاكم الحقيقي الذي هو الله جلّ جلاله، تحتاج البشرية
إلى الصدق الخالص معه، وإلى الإفادة من رسله ورسائله في إصلاح الأحوال
والعلاقات مع الآخرين. وحتى تتجلى معالم صحة العلاقة وصدقها مع الله،
فلابدّ أن يكون الإنسان صادقاً مع نفسه وإخوانه في الإنسانية، وتحت مراقبة
ربانية من الله تعالى، لينعم بعد ذلك، هو وسائر البشر، بالأمن والأمان
وبتعايش سلمي وسلام وإسلام.
وإذا
تم هذا التعايش على أحسن حال، استطاع الإنسان أن يتوجه إلى البناء المادي
والمعنوي، واستطاع أن يعمر الأرض عمراناً فيه الخير للبشرية جميعاً. وإلا
فإن نار الحروب والكراهية ستقطع الإنسان عن أسمى رسالة أرادها الله سبحانه
له.
- سلام وإسلام:
وهكذا
فقد امتاز الإسلام برعاية الإنسانية من حيث العموم، وأصحاب الديانات
السماوية من حيث الخصوص، فبسط الله تعالى به روح الانتماء بين البشر، وألف
به أبناء الفئات المختلفة، ونشر به روح العدل والإحسان بين الناس كافة.
وحفلت الثقافة الإسلامية بمنظومة متكاملة ترعى مسيرة التعايش بين الشعوب
والقبائل، وتجمع في رياضها شتى العروق والفصائل، وتضفي عليها محاسن
الأخلاق، وأحسن الشمائل، كل ذلك في سبيل أن يحيا الإنسان حياة طيبة شعارها
السلام، ومنهجها وفكرها لا يحيد عن الإسلام.
إنّ
التعايش أواصره كثيرة، وسبله وفيرة، والعاقل من أدرك أنّ الحياة تسع
الجميع، وأنّ الأفكار قابلة للنقاش، وأنّ العمر لا ينبغي أن يضيع في ظلال
الخلاف والتنافر والتناحر، وأنّ الإسلام بعث الله به الأنبياء، وألف به
بين شعوب الأرض، وأصلح به السلوك، فمنه وإليه المحتكم، وبه تصلح النفوس
لتتقبل التعايش مع الآخر على ضوء ضوابطه ومقرراته وسعة رحمته واتساع
معالجاته.
فالإنسان
الحق هو من قام بحق الإنسانية وحفظها لأبناء جنسه، والمسلم الحق من حفظ
للإنسانية حقوقها، وبادلها بالرأفة والشفقة والإحسان أسلوب الحياة، وسعى
في نجاتها بما اتاه الله من طاقة ورحمة وعقل وإيمان، وقدم للبشرية قدوة في
أخلاق الإسلام وسعة رحمته وعدالة مبادئه.
إنّ التعايش السلمي بين بني
الإنسان لا يقوم إلا على أُسس راسخة وقيم عظيمة تُبنى لمصلحة البشر، ولا
يوجد قانون يُنظم حياة البشر مثل قانون السماء الذي أرسل به خاتم الرسل
والأنبياء سيدنا محمّد (صلى الله عليه وسلم)، فهو قانون يهدف إلى صون
البشرية جمعاء وفق ضوابط قائمة على البر والتقوى والرحمة والإحساس.
لقد
خلقنا الله تعالى، وجعلنا شعوباً وقبائل لنتعارف ونتعايش وفق قيم تحترم
الإنسان، وبموجب ضوابط تكفل لكل فرد حقه في العيش بسلام واستقرار. وما
أحوج العالم اليوم إلى تدارس تلك القيم والضوابط والأخذ بها حتى يتفرغ
الإنسان لأداء رسالته التي خُلق من أجلها وهي عبادة الله سبحانه وتعالى
وعمارة الأرض.
إنّ
الناس في حاجة إلى بث ثقافة الرحمة من أجل تحقيق التعايش السلمي الذي هو
من أهداف نشر الإسلام بين الشعوب والأُمم، وهذه هي فلسفة الإسلام في
التعايش لأنّه أوصل الإنسان إلى العيش في ظلال مبادئ عظيمة منها التعايش
السلمي بين بني البشر، حيث إنّ الله سبحانه وتعالى ميز الإنسان بالعقل،
وجعل من مبادئ حياته أن يرحم القوي الضعيف بكل ما تحمله هاتان الكلمتان من
معنى، وهنا تظهر قيمة التعايش السلمي بين كل طبقات المجتمع، وتتحقق ثمار
الرحمة بعد بسط ثقافة "الراحمون يرحمهم الله". ولا شك في أنه إذا شاعت
ثقافة الرحمة بين القوي والضعيف، وبين الأفراد والأُمم فإنّ البشرية ستشهد
مراحل عظيمة من البناء النفسي والإيماني، ستظهر نتائجه على الأُمم في صورة
تعايش حميد.
- الاحتكام إلى شرع الله:
في
ما يتعلق بمعوقات التعايش السلمي بين الناس، يوضح د. سيف الجابري أنّ
الداء يكمن في عدم الخوف من الله وتَرْك الاحتكام إلى شرعه الذي ارتضاه
للناس كافة. وذلك في حين أن كل الأديان السماوية تدعو إلى الخوف من الله
تعالى، وأنّ الله عزّ وجلّ جعل يوم القيامة يوماً يجمع الناس فيه لينال كل
واحد نصيبه من الحساب.
أمّا
الدواء فهو الإسلام، لأنّه الدين الذي ختم الله تعالى به الأديان، فأصلح
للشعوب حياتها، وجعله باعث سعادتها، ولاسيما حين تعيش في ظلاله وتسمو
بتعاليمه. فالإسلام يدعو إلى التعايش السلمي بين الشعوب، وإلى التعايش
السلمي بين أفراد الشعب الواحد بدعم التنمية البشرية بوسائلها الصحيحة،
ويتضح ذلك من خلال توجيهات رسول السلام والإسلام والمحبة سيدنا محمد به
عبدالله (صلى الله عليه وسلم)، الذي يقول: "من كان في حاجة أخيه كان الله
في حاجته"، كما يقول : "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في الله".
- إصلاح المجتمع:
تقول
الحكمة، "الصالحون يبنون أنفسهم، والمصلحون يبنون الأُمم"، وإذا كان
الصالحون يبنون أنفسهم، وهو أمر جيِّد بلا شك، فإنّ الأُمم والشعوب في
حاجة إلى المصلحين الذين يبنون الأُمم، إنها في أمس الحاجة إلى مصلحين من
البشر على اختلاف جنسياتهم وألوانهم ومعتقداتهم، يسعون إلى الارتقاء
بشعوبهم نحو الخير والفضيلة، ويقومون بدور فاعل في نشر ثقافة التعايش
السلمي بين الشعوب، وهؤلاء في حقيقتهم أصحاب مهمة شاقة لأنّهم كلما برزت
مشكلة للبشر سعوا في عقلانية تامة من أجل إزالة لبسها، وحلّها بالطرق
السليمة التي تكفل حرِّية الإنسان، وتحافظ على الإنسان من أخيه الإنسان
إذا أساء تصرفه، وهؤلاء يمشون على منهج الأنبياء والمرسلين، ويحيون نداءهم
في القلوب والأرواح والمجتمعات. فكما وعظ نبي الله شعيب قومه لمّا رآهم
على ضلالة بقوله في (سورة هود الآية 85): (وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا
الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ
أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأرْضِ مُفْسِدِينَ)، نلحظهم يعطون
أممهم وأقوامهم من أجل استقامة الحياة، والشعور بالآخر، والسعي إلى
التقارب من الخلق، وتحقيق القرب من الله عزّ وجلّ.
- مصارحة ووقفة مع النفس:
إنّ
إصلاح الأحوال والعلاقات مع الآخرين يحتاج إلى وقفة لمصارحة النفس ومعالجة
حالات الإنسان وتقلبات نفسه، حتى يشعر بأخيه الإنسان ويسعى في إسعاده
والمجاهدة في خدمته. لأنّه متى سأل الإنسان نفسه سوف يعرف كيف يحاسبها،
ويعرف كيف يحملها على السعي في مصلحة الناس والمجتمع. ليس مع البشر فحسب،
بل مع رب البشر، مع الحاكم الحقيقي الذي هو الله جلّ جلاله، تحتاج البشرية
إلى الصدق الخالص معه، وإلى الإفادة من رسله ورسائله في إصلاح الأحوال
والعلاقات مع الآخرين. وحتى تتجلى معالم صحة العلاقة وصدقها مع الله،
فلابدّ أن يكون الإنسان صادقاً مع نفسه وإخوانه في الإنسانية، وتحت مراقبة
ربانية من الله تعالى، لينعم بعد ذلك، هو وسائر البشر، بالأمن والأمان
وبتعايش سلمي وسلام وإسلام.
وإذا
تم هذا التعايش على أحسن حال، استطاع الإنسان أن يتوجه إلى البناء المادي
والمعنوي، واستطاع أن يعمر الأرض عمراناً فيه الخير للبشرية جميعاً. وإلا
فإن نار الحروب والكراهية ستقطع الإنسان عن أسمى رسالة أرادها الله سبحانه
له.
- سلام وإسلام:
وهكذا
فقد امتاز الإسلام برعاية الإنسانية من حيث العموم، وأصحاب الديانات
السماوية من حيث الخصوص، فبسط الله تعالى به روح الانتماء بين البشر، وألف
به أبناء الفئات المختلفة، ونشر به روح العدل والإحسان بين الناس كافة.
وحفلت الثقافة الإسلامية بمنظومة متكاملة ترعى مسيرة التعايش بين الشعوب
والقبائل، وتجمع في رياضها شتى العروق والفصائل، وتضفي عليها محاسن
الأخلاق، وأحسن الشمائل، كل ذلك في سبيل أن يحيا الإنسان حياة طيبة شعارها
السلام، ومنهجها وفكرها لا يحيد عن الإسلام.
إنّ
التعايش أواصره كثيرة، وسبله وفيرة، والعاقل من أدرك أنّ الحياة تسع
الجميع، وأنّ الأفكار قابلة للنقاش، وأنّ العمر لا ينبغي أن يضيع في ظلال
الخلاف والتنافر والتناحر، وأنّ الإسلام بعث الله به الأنبياء، وألف به
بين شعوب الأرض، وأصلح به السلوك، فمنه وإليه المحتكم، وبه تصلح النفوس
لتتقبل التعايش مع الآخر على ضوء ضوابطه ومقرراته وسعة رحمته واتساع
معالجاته.
فالإنسان
الحق هو من قام بحق الإنسانية وحفظها لأبناء جنسه، والمسلم الحق من حفظ
للإنسانية حقوقها، وبادلها بالرأفة والشفقة والإحسان أسلوب الحياة، وسعى
في نجاتها بما اتاه الله من طاقة ورحمة وعقل وإيمان، وقدم للبشرية قدوة في
أخلاق الإسلام وسعة رحمته وعدالة مبادئه.