بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين0
معاني الكلام في القرآن الكريم
جاء الكلام في القران الكريم على ثلاثة معاني:-
1) اللفظ
2) القول
3) المنطق
اولا:-
اللفظ هو ما تحركت به الشفتان واللسان سواء كان مسموعا ام غير مسموع وسواء
كان بمعنى ام بغير معنى, ولا يسمى اللفظ قولا الا اذا كان له معنى , فمثلا
لو سمعت مجنونا يتكلم بكلام غير مفهوم فلا يصح ان تقول عنه (قال) وانما
تقول تكلم بالفاظ غير مفهومة او تلفظ بكلام غير مفهوم , قال الله سبحانه
وتعالى {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18
وليس ما يلفظ من لفظ او ما يقول من قول
ثانيا:- القول وهو الكلام
الذي له معنى , ولا يعني قولك ( قال ) نقل الكلام بنفس النص وانما بنفس
المعنى , فمثلا لو سألتني من أي البلدان انت ؟ واجيبك ( من بلاد الرافدين
) وجاء شخص وسألك ماذا قال لك مقدام عندما سألته من أي البلدان انت فتقول
( قال انا من العراق ) فهذا صحيح مع انني لم اتكلم بهذا النص وانما قلت لك
انا من بلاد الرافدين فصح لانه يعطي نفس المعنى , وكذلك لو ان شخصين
احدهما عربي والاخر انكليزي فعندما يأتي المترجم ليترجم بينهما فسيقول
للاول قال الثاني كذا ويقول للثاني قال الاول كذا مع انه لم يكن هذا هو نص
كلامهما وانما معناه , فيصح ان يقال ( قال ) وان اختلف النص أذا كان بنفس
المعنى
ولذلك عندما يقول الله سبحانه وتعالى قال نوح وقال ابراهيم وقال موسى وقال عيسى الخ ,
لا
يعني هذا انهم قالو هذا بالنص وانما بنفس المعنى لان الانبياء عليهم
الصلاة والسلام كانو يتكلمون بلغات مختلفة ولم يكونوا كلهم يتكلمون اللغة
العربية وكذلك عندما يقول الله سبحانه وتعالى {حَتَّى إِذَا أَتَوْا
عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ
ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ
وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ }النمل18 ليس المعجزة ان النملة قالت لان النمل
يتفاهم بطبيعته فيما بينهم مثل سائر المخلوقات الحية ولكن المعجزة ان
سليمان عليه السلام فهم قولها ولو انها تكلمت بهذا النص لكانت مفهومة
للجميع ولم تكن معجزة لسيدنا سليمان عليه السلام وعبرعن كلامها بقوله
سبحانه ( قالت ) مع انها تكلمت بلغتها
وكذلك عندما يقول الله سبحانه
وتعالى عن الهدهد{فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ
تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ }النمل22
واحيانا
يكون القول بالاشارة اذا كانت لها معنى ثالثا:- المنطق وهو القصد من قول
او فعل او سكوت وليس القول بحد ذاته , فمثلا عندما تسألني من أي البلدان
انت ؟ واجيبك ( انا من بلاد الرافدين ) وكان قصدي في الاجابة ان اصف لك
بلدي بانه وفير المياه ويأتي شخص ويسألك ماذا اجابك مقدام عندما سألته
فتقول اجابني ( انا من العراق ) فهذا الجواب يصح قولا ولا يصح منطقا ,
لانه لم توصل قصدي من الجواب
واحيانا يأتي القول متشابها في المعنى
ولكنه مختلف في القصد , فمثلا لو سألت مسيحيا وقلت له ماذا يقول المسلمون
في الاذان وقال لك يقولون اشهد ان لا آله الا الله واشهد ان محمدا رسول
الله فلا يعني هذا انه اسلم لانه لم يكن يقصد الدخول في الاسلام وانما
يقصد الاجابة على السؤال ولهذا من اركان الاسلام هو النطق بالشهادتين وليس
قول الشهادتين
ويقول الله سبحانه وتعالى {وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ
أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ
يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ
النَّاصِحِينَ }القصص20 وفي اية اخرى {وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ
رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ }يس20
فالايتان بنفس معنى المجيء ولكن بقصد مختلف ففي الاية الاولى كان القصد
وصف الذي جاء وفي الاية الثانية كان القصد وصف المكان الذي جاء منه ,
فالايتان تتطابقان في المعنى وتختلفان في المنطق
وقال الله سبحانه وتعالى {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى }النجم3 {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى }النجم4
لانه
مثلا لو ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نادى على ابي بكر او عمر بن
الخطاب رضي الله عنهما وقال ( يا ابا بكر او يا عمر ) فلا يعتبر نداءه
لهما وحيا من الله انما المنطق هو الوحي أي ما يقصد رسول الله صلى الله
عليه وسلم به التشريع من قول او فعل او سكوت وهذه هي العصمة , والا لما
عبس وتولى ولما كانت حادثة تأبير النخل
وكان سليمان عليه السلام
يعلم منطق الطير لانه قال {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا
أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ
شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ }النمل16 ولم يقل علمنا
لغة الطير
ومرة يقول الله سبحانه وتعالى يا ايها النبي ومرة يا ايها
الرسول , فعندما يتعلق الامر بالقيادة او السياسة او الادارة والامور
الاجتماعية يقول يا ايها النبي وعندما يتعلق الامر بالرسالة والاحكام يقول
يا ايها الرسول
وامثلة كثيرة اخرى في القران الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرة الصحابة الكرام رضي الله عنهم اجمعين
فليس كل لفظ قولا
وليس كل قول منطقا
والعكس صحيح
والحمد لله رب العالمين
الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين0
معاني الكلام في القرآن الكريم
جاء الكلام في القران الكريم على ثلاثة معاني:-
1) اللفظ
2) القول
3) المنطق
اولا:-
اللفظ هو ما تحركت به الشفتان واللسان سواء كان مسموعا ام غير مسموع وسواء
كان بمعنى ام بغير معنى, ولا يسمى اللفظ قولا الا اذا كان له معنى , فمثلا
لو سمعت مجنونا يتكلم بكلام غير مفهوم فلا يصح ان تقول عنه (قال) وانما
تقول تكلم بالفاظ غير مفهومة او تلفظ بكلام غير مفهوم , قال الله سبحانه
وتعالى {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18
وليس ما يلفظ من لفظ او ما يقول من قول
ثانيا:- القول وهو الكلام
الذي له معنى , ولا يعني قولك ( قال ) نقل الكلام بنفس النص وانما بنفس
المعنى , فمثلا لو سألتني من أي البلدان انت ؟ واجيبك ( من بلاد الرافدين
) وجاء شخص وسألك ماذا قال لك مقدام عندما سألته من أي البلدان انت فتقول
( قال انا من العراق ) فهذا صحيح مع انني لم اتكلم بهذا النص وانما قلت لك
انا من بلاد الرافدين فصح لانه يعطي نفس المعنى , وكذلك لو ان شخصين
احدهما عربي والاخر انكليزي فعندما يأتي المترجم ليترجم بينهما فسيقول
للاول قال الثاني كذا ويقول للثاني قال الاول كذا مع انه لم يكن هذا هو نص
كلامهما وانما معناه , فيصح ان يقال ( قال ) وان اختلف النص أذا كان بنفس
المعنى
ولذلك عندما يقول الله سبحانه وتعالى قال نوح وقال ابراهيم وقال موسى وقال عيسى الخ ,
لا
يعني هذا انهم قالو هذا بالنص وانما بنفس المعنى لان الانبياء عليهم
الصلاة والسلام كانو يتكلمون بلغات مختلفة ولم يكونوا كلهم يتكلمون اللغة
العربية وكذلك عندما يقول الله سبحانه وتعالى {حَتَّى إِذَا أَتَوْا
عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ
ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ
وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ }النمل18 ليس المعجزة ان النملة قالت لان النمل
يتفاهم بطبيعته فيما بينهم مثل سائر المخلوقات الحية ولكن المعجزة ان
سليمان عليه السلام فهم قولها ولو انها تكلمت بهذا النص لكانت مفهومة
للجميع ولم تكن معجزة لسيدنا سليمان عليه السلام وعبرعن كلامها بقوله
سبحانه ( قالت ) مع انها تكلمت بلغتها
وكذلك عندما يقول الله سبحانه
وتعالى عن الهدهد{فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ
تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ }النمل22
واحيانا
يكون القول بالاشارة اذا كانت لها معنى ثالثا:- المنطق وهو القصد من قول
او فعل او سكوت وليس القول بحد ذاته , فمثلا عندما تسألني من أي البلدان
انت ؟ واجيبك ( انا من بلاد الرافدين ) وكان قصدي في الاجابة ان اصف لك
بلدي بانه وفير المياه ويأتي شخص ويسألك ماذا اجابك مقدام عندما سألته
فتقول اجابني ( انا من العراق ) فهذا الجواب يصح قولا ولا يصح منطقا ,
لانه لم توصل قصدي من الجواب
واحيانا يأتي القول متشابها في المعنى
ولكنه مختلف في القصد , فمثلا لو سألت مسيحيا وقلت له ماذا يقول المسلمون
في الاذان وقال لك يقولون اشهد ان لا آله الا الله واشهد ان محمدا رسول
الله فلا يعني هذا انه اسلم لانه لم يكن يقصد الدخول في الاسلام وانما
يقصد الاجابة على السؤال ولهذا من اركان الاسلام هو النطق بالشهادتين وليس
قول الشهادتين
ويقول الله سبحانه وتعالى {وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ
أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ
يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ
النَّاصِحِينَ }القصص20 وفي اية اخرى {وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ
رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ }يس20
فالايتان بنفس معنى المجيء ولكن بقصد مختلف ففي الاية الاولى كان القصد
وصف الذي جاء وفي الاية الثانية كان القصد وصف المكان الذي جاء منه ,
فالايتان تتطابقان في المعنى وتختلفان في المنطق
وقال الله سبحانه وتعالى {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى }النجم3 {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى }النجم4
لانه
مثلا لو ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نادى على ابي بكر او عمر بن
الخطاب رضي الله عنهما وقال ( يا ابا بكر او يا عمر ) فلا يعتبر نداءه
لهما وحيا من الله انما المنطق هو الوحي أي ما يقصد رسول الله صلى الله
عليه وسلم به التشريع من قول او فعل او سكوت وهذه هي العصمة , والا لما
عبس وتولى ولما كانت حادثة تأبير النخل
وكان سليمان عليه السلام
يعلم منطق الطير لانه قال {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا
أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ
شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ }النمل16 ولم يقل علمنا
لغة الطير
ومرة يقول الله سبحانه وتعالى يا ايها النبي ومرة يا ايها
الرسول , فعندما يتعلق الامر بالقيادة او السياسة او الادارة والامور
الاجتماعية يقول يا ايها النبي وعندما يتعلق الامر بالرسالة والاحكام يقول
يا ايها الرسول
وامثلة كثيرة اخرى في القران الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرة الصحابة الكرام رضي الله عنهم اجمعين
فليس كل لفظ قولا
وليس كل قول منطقا
والعكس صحيح
والحمد لله رب العالمين
