وَلِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ أَيْضًا عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ :« إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الرُّؤْيَا يُحِبُّهَا ، فَإِنَّهَا مِنَ اللَّهِ ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عَلَيْهَا ، وَلْيُحَدِّثْ بِهَا ، وَإِذَا رَأَى غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ ، فَإِنَّمَا هِىَ مِنَ الشَّيْطَانِ ، فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهَا ، وَلاَ يَذْكُرْهَا لأَحَدٍ ، فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ »(1).
- - - - - - - - - - - - - - - -
قد يكشف الله تعالى لبعض الناس عن بعض الغيب(2)
قال الله تعالى في محكم كتابه: قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ [النمل:65].
فالغيب المطلق لا يعلمه إلا الله تبارك وتعالى، وقد يكشف الله تعالى لبعض الناس عن بعض الغيب وخاصة عباده الصالحين وأولياءه المتقين، هذا فضلاً عما يطلع عليه أنبياءه بطريق الوحي.
فقد جاء في صحيح البخاري عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « إِنَّهُ قَدْ كَانَ فِيمَا مَضَى قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَمِ مُحَدَّثُونَ ، وَإِنَّهُ إِنْ كَانَ فِى أُمَّتِى هَذِهِ مِنْهُمْ ، فَإِنَّهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ »(3) ..
والمحدثون: الملهمون، الذين يجري الله تعالى على ألسنتهم بعضاً من المغيبات كأنما حدثوا بها.
ومن ذلك الرؤيا الصادقة التي تحصل لبعض الناس، فيرى بعضهم شيئاً من المغيبات، وبعد فترة تتحقق الرؤيا كما أخبر، وهذا مشاهد في كل زمان ومكان.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: « رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ » . رواه البخاري ومسلم.(4)
وأما إمكان تحقق ذلك لبعض الأشخاص فلا مانع منه شرعاً ولا عقلاً، ولكن ما كان منه على جهة الكرامة فلا بد لصاحبه أن يكون تقياً يتحرى الحلال في مطعمه ومشربه وملبسه وصدق حديثه.
كما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:"الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنَ اللَّهِ، وَالتَّحْزِينُ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَمِنَ الرُّؤْيَا مَا يُحَدِّثُ بِهِ الرَّجُلُ نَفْسَهُ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الرُّؤْيَا يَكْرَهُهَا، فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَأَكْرَهُ الْغُلَّ فِي النَّوْمِ، وَيُعْجِبُنِي الْقَيْدُ، لأَنَّهُ ثَبَاتٌ فِي الدِّينِ وَرُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، فِي آخِرِ الزَّمَانِ لا تَكَادُ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ تَكْذِبُ، وَأَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا أَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا"(5). .
وبعض ذلك يكون بالملكة والفطنة والتأمل والفراسة، كما قال تعالى: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ [الحجر:75]. أي المتفكرين الناظرين المعتبرين.
وقد حصل كثير من هذا لكثير من السلف الصالح، مثل الإمام مالك والشافعي ومحمد بن الحسن.وما يحصل من تحقق توقعات بعض المحللين أو المراقبين، أكثره نتيجة للتأمل والاستقراء والتجربة وطول الخبرة ومعرفة التاريخ وأحوال الناس.
ومثل ذلك ما تخبر به مصالح الأرصاد الجوية من هُطول الأمطار وهبوب الرياح والمد والجزر، ولا مانع من أن يحصل ذلك عن طريق الإلهام والمكاشفات الإلهية.
- - - - - - - - - - - - - - -
هل الأولياءُ معصومون ؟
أجمع المسلمون أن العصمة لا تكون إلا للأنبياء عليهم السلام، وأما من دونهم كأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فليسوا بمعصومين إجماعاً فضلا عمن دونهم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية (6):" وَالْأَوْلِيَاءُ وَإِنْ كَانَ فِيهِمْ مُحَدِّثُونَ كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - :« لَقَدْ كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنْ بَنِى إِسْرَائِيلَ رِجَالٌ يُكَلَّمُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ ، فَإِنْ يَكُنْ مِنْ أُمَّتِى مِنْهُمْ أَحَدٌ فَعُمَرُ » (7).
__________
(1) - صحيح البخارى (7045 )
(2) - انظر فتاوى الشبكة الإسلامية معدلة - (ج 4 / ص 5762) -رقم الفتوى 25660 قد يكشف الله تعالى لبعض الناس عن بعض الغيب -تاريخ الفتوى : 23 رمضان 1423
(3) - صحيح البخارى (3469 )
(4) - صحيح البخارى(6987 ) ومسلم (6043-6048)
(5) - المعجم الكبير للطبراني - (ج 19 / ص 120)(276 )صحيح
(6) - مجموع الفتاوى - (ج 2 / ص 226)
(7) - صحيح البخارى (3689 )
- - - - - - - - - - - - - - - -
قد يكشف الله تعالى لبعض الناس عن بعض الغيب(2)
قال الله تعالى في محكم كتابه: قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ [النمل:65].
فالغيب المطلق لا يعلمه إلا الله تبارك وتعالى، وقد يكشف الله تعالى لبعض الناس عن بعض الغيب وخاصة عباده الصالحين وأولياءه المتقين، هذا فضلاً عما يطلع عليه أنبياءه بطريق الوحي.
فقد جاء في صحيح البخاري عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « إِنَّهُ قَدْ كَانَ فِيمَا مَضَى قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَمِ مُحَدَّثُونَ ، وَإِنَّهُ إِنْ كَانَ فِى أُمَّتِى هَذِهِ مِنْهُمْ ، فَإِنَّهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ »(3) ..
والمحدثون: الملهمون، الذين يجري الله تعالى على ألسنتهم بعضاً من المغيبات كأنما حدثوا بها.
ومن ذلك الرؤيا الصادقة التي تحصل لبعض الناس، فيرى بعضهم شيئاً من المغيبات، وبعد فترة تتحقق الرؤيا كما أخبر، وهذا مشاهد في كل زمان ومكان.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: « رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ » . رواه البخاري ومسلم.(4)
وأما إمكان تحقق ذلك لبعض الأشخاص فلا مانع منه شرعاً ولا عقلاً، ولكن ما كان منه على جهة الكرامة فلا بد لصاحبه أن يكون تقياً يتحرى الحلال في مطعمه ومشربه وملبسه وصدق حديثه.
كما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:"الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنَ اللَّهِ، وَالتَّحْزِينُ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَمِنَ الرُّؤْيَا مَا يُحَدِّثُ بِهِ الرَّجُلُ نَفْسَهُ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الرُّؤْيَا يَكْرَهُهَا، فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَأَكْرَهُ الْغُلَّ فِي النَّوْمِ، وَيُعْجِبُنِي الْقَيْدُ، لأَنَّهُ ثَبَاتٌ فِي الدِّينِ وَرُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، فِي آخِرِ الزَّمَانِ لا تَكَادُ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ تَكْذِبُ، وَأَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا أَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا"(5). .
وبعض ذلك يكون بالملكة والفطنة والتأمل والفراسة، كما قال تعالى: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ [الحجر:75]. أي المتفكرين الناظرين المعتبرين.
وقد حصل كثير من هذا لكثير من السلف الصالح، مثل الإمام مالك والشافعي ومحمد بن الحسن.وما يحصل من تحقق توقعات بعض المحللين أو المراقبين، أكثره نتيجة للتأمل والاستقراء والتجربة وطول الخبرة ومعرفة التاريخ وأحوال الناس.
ومثل ذلك ما تخبر به مصالح الأرصاد الجوية من هُطول الأمطار وهبوب الرياح والمد والجزر، ولا مانع من أن يحصل ذلك عن طريق الإلهام والمكاشفات الإلهية.
- - - - - - - - - - - - - - -
هل الأولياءُ معصومون ؟
أجمع المسلمون أن العصمة لا تكون إلا للأنبياء عليهم السلام، وأما من دونهم كأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فليسوا بمعصومين إجماعاً فضلا عمن دونهم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية (6):" وَالْأَوْلِيَاءُ وَإِنْ كَانَ فِيهِمْ مُحَدِّثُونَ كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - :« لَقَدْ كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنْ بَنِى إِسْرَائِيلَ رِجَالٌ يُكَلَّمُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ ، فَإِنْ يَكُنْ مِنْ أُمَّتِى مِنْهُمْ أَحَدٌ فَعُمَرُ » (7).
__________
(1) - صحيح البخارى (7045 )
(2) - انظر فتاوى الشبكة الإسلامية معدلة - (ج 4 / ص 5762) -رقم الفتوى 25660 قد يكشف الله تعالى لبعض الناس عن بعض الغيب -تاريخ الفتوى : 23 رمضان 1423
(3) - صحيح البخارى (3469 )
(4) - صحيح البخارى(6987 ) ومسلم (6043-6048)
(5) - المعجم الكبير للطبراني - (ج 19 / ص 120)(276 )صحيح
(6) - مجموع الفتاوى - (ج 2 / ص 226)
(7) - صحيح البخارى (3689 )