وأيضا فقد ثبت بالعقل ما أثبته السمع من أنه سبحانه لا كفؤ له ولا سمي له وليس كمثله شيء فلا يجوز أن تكون حقيقة كحقيقة شيء من المخلوقات ولا حقيقة شيء من صفاته كحقيقة شيء من صفات المخلوقات فيعلم قطعا أنه ليس من جنس المخلوقات لا الملائكة ولا السموات و الكواكب ولا الهواء ولا الماء ولا الأرض ولا الآدميين شيء من الموجودات أبعد من سائر الحقائق وأن مماثلته لشيء منها أبعد من مماثلة حقيقة شيء من المخلوقات لحقيقة مخلوق آخر
فإن الحقيقتين إذا تماثلتا : جاز على كل واحدة ما يجوز على الأخرى ووجب لها ما وجب لها فيلزم أن يحوز على الخالق القديم الواجب بنفسه ما يجوز على المحدث المخلوق من العدم والحاجة وأن يثبت لهذا ما يقبت لذلك من الوجوب والفناء فيكون الشيء الواحد واجبا بنفسه غير واجب بنفسه موجودا معدوما وذلك جمع بين النقيضين
وهذا مما يعلم به بطلان قول المشبهة الذين يقولون : يصر كبصري أو يد كيدي ونحو ذلك تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا وليس المقصود هنا استيفاء ما يثبت له ما ينزه عنه واستيفاء طريق ذلك لأن هذا مبسوط في غير هذا الموضع وإنما المقصود هنا التنبيه على جوامع ذلك وطريقه
وما سكت عنه السمع نفيا وإثباتا ولم يكن في العقل ما يثبته ولا ينفيه سكتا عنه فلا نثبته ولا ننفيه
فنثبت ما علمنا ثبوته وننفي ما علمنا نفيه ونسكن عما لا نعلم نفيه ولا إثباته والله أعلم
القاعدة السابعة : ما دل عليه السمع يعلم بالعقل أيضا
أن يقال : إن كثيرا مما يدل عليه ( السمع ) يعلم ( بالعقل ) أيضا والقرآن يبين ما يسدل به العقل ويرشد إليه وينبه عليه كما ذكر الله ذلك في غير موضع
فإنه سبحانه وتعالى : بين من الآيات الدالة عليه وعلى وحدانيته وقدرته وعلمه وغير ذلك : ما أرشد العباد إليه ودلهم عليه كما بين أيضا ما دل على نبرة أنبيائه وما دل على المعاد وإمكانه
فهذه المطالب هي شرعية من جهتين :
فإن الحقيقتين إذا تماثلتا : جاز على كل واحدة ما يجوز على الأخرى ووجب لها ما وجب لها فيلزم أن يحوز على الخالق القديم الواجب بنفسه ما يجوز على المحدث المخلوق من العدم والحاجة وأن يثبت لهذا ما يقبت لذلك من الوجوب والفناء فيكون الشيء الواحد واجبا بنفسه غير واجب بنفسه موجودا معدوما وذلك جمع بين النقيضين
وهذا مما يعلم به بطلان قول المشبهة الذين يقولون : يصر كبصري أو يد كيدي ونحو ذلك تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا وليس المقصود هنا استيفاء ما يثبت له ما ينزه عنه واستيفاء طريق ذلك لأن هذا مبسوط في غير هذا الموضع وإنما المقصود هنا التنبيه على جوامع ذلك وطريقه
وما سكت عنه السمع نفيا وإثباتا ولم يكن في العقل ما يثبته ولا ينفيه سكتا عنه فلا نثبته ولا ننفيه
فنثبت ما علمنا ثبوته وننفي ما علمنا نفيه ونسكن عما لا نعلم نفيه ولا إثباته والله أعلم
القاعدة السابعة : ما دل عليه السمع يعلم بالعقل أيضا
أن يقال : إن كثيرا مما يدل عليه ( السمع ) يعلم ( بالعقل ) أيضا والقرآن يبين ما يسدل به العقل ويرشد إليه وينبه عليه كما ذكر الله ذلك في غير موضع
فإنه سبحانه وتعالى : بين من الآيات الدالة عليه وعلى وحدانيته وقدرته وعلمه وغير ذلك : ما أرشد العباد إليه ودلهم عليه كما بين أيضا ما دل على نبرة أنبيائه وما دل على المعاد وإمكانه
فهذه المطالب هي شرعية من جهتين :