فى أواخر الستينيات (1969) من القرن الماضى ظهرت فى المكتبات الأمريكية
رواية تحمل اسم (الأب الروحى) تحكى عن الصراع بين العائلات التى تتزعم
عصابات المافيا لمؤلفها الأمريكى من أصل إيطالى ماريو بوزو ثم نالت هذه
الرواية شهرة عظيمة عندما انتجتها هوليوود فيلما بنفس الاسم عام
1972...وكان السبب فى شهرة كلا من الرواية والفيلم أنهما كشفا بأسلوب واضح
كيفية عمل المافيا وأسباب اندلاع الحرب فيما بين العائلات المسيطرة عليها
...والآن فى مصر مابعد الثورة ترتكب جرائم تشبه إلى حد كبير إن لم تكن
تتطابق مع الأساليب المافياوية إذا جاز لنا التعبير ...فهى جرائم منظمة
يتوفر لمرتكبيها معلومات دقيقة وتنفذ بأسلوب ممنهج وكأنه جرى الترتيب
والتدريب عليه مسبقا ...بل هى فى شكلها تأخذ نفس التفاصيل التى اعتادتها
شبكات الجريمة المنظمة (المافيا) ...فى أحد مشاهد نفس الفيلم فى جزئه
الثانى وأثناء محاكمة أحد مرتكبى حوادث الاغتيال التى نفذت لحساب المافيا
ذكر المتهم أمام هيئة المحلفين أنه لم يكن إلا مجرد زر يتم الضغط عليه
لينفذ جريمته دون أن يدرى لمصلحة من أو من الذى أمر بتنفيذها !! وشيء من
هذا القبيل يحدث الآن فى مصر ومسلسل الجرائم مستمر ولكننا نرصد منها أربعة
حوادث كان العامل المشترك فيها أن المقصود بالاعتداء يركب سيارته فيتم
اعتراضها بفخ مدبر بإحكام وتنفذ الجريمة بكل هدوء !
الجريمة الأولى...13 فبراير(مقتل السيدة نرمين خليل الموظفة السابقة بهيئة الأمم المتحدة)
وذهبت ضحيتها نرمين خليل الموظفة السابقة بمكتب الأمم المتحدة بالقاهرة
حيث أصيبت بطلق نارى داخل سيارتها بميدان سفنكس بالمهندسين أثناء ذهابها
للعمل وقيل إنها محاولة اختطاف من قبل مجهولين ! وقد أدان جيمس راولى منسق
مكتب الأمم المتحدة الحادث وأعرب عن شعورالمنظمة الدولية بالحزن العميق
لمقتل أحد موظفيها السابقين ..ومن الغريب أن صحافة القاهرة تجاهلت تماما
كون القتيلة كانت تعمل بالأمم المتحدة وذكرت أنها موظفة بمعمل تحاليل
البرج؟!...وعلمت عربيتى أن أخت القتيلة ذكرت أنها تلقت مكالمة من نرمين
أثناء مطاردة الجناة لها وقالت لها وهى فى حالة ذعر إنهم يطاردونها
ويحاولون اعتراض سيارتها لإيقافها وإنها لاتعرف من هؤلاء وكانت هذه آخر
كلماتها حيث تلقت بعدها رصاصات غادرة أودت بحياتها .
الجريمة الثانية ... 23 فبراير(سرقة مبلغ ضخم من رئيسة التليفزيون السابقة السيدة سهير الأتربى)
وتمت فيها سرقة مبلغ 3 ملايين جنيه من سيارة كانت تستقلها السيدة سهير
الأتربى رئيسة التليفزيون المصرى سابقا (وزوجة الفريق حسن أبوسعدة قائد
الجيش الثانى الميدانى فى حرب أكتوبر وتولى عدة مناصب أخرى بعد ذلك أبرزها
الملحق العسكرى المصرى فى السفارة المصرية بالعاصمة البريطانية لندن) وهى
برفقة محاميها حيث أجبر الجناة سيارتها على التوقف واستولوا على الأموال
التى كانت تحملها فى حقيبة تحت تهديد السلاح ولاذوا بالفرار وسط ذهول
المارة والمترددين على الطريق الدائرى بعد أن فشلوا فى إنقاذ الأتربى من
السرقة.
الجريمة الثالثة ...24 فبراير(الاعتداء على عبد المنعم أبو الفتوح المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية)
وكان هدفها المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية الدكتورعبد المنعم أبو
الفتوح ووقع الحادث فى حوالى الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا لدى عودته من
جولة انتخابية فى محافظة المنوفية، حيث اعترضت طريقه سيارة خرج منها ثلاثة
ملثمين عند مطلع الطريق الدائرى من شبرا الخيمة، وقاموا بالاعتداء على
السائق وعلى الدكتور وقاموا بسرقة السيارة. وأن أحد الملثمين المسلحين
بالرشاشات قام بضرب الدكتور أبو الفتوح بمؤخرة السلاح على رأسه .وعندما
أعلن القبض على أحد الجناة ذكرت مصادر الشرطة أنه اعترف باشتراكه فى ارتكاب
الجريمة ولكن دون أن يعلم شخصية المجنى عليه وأن الغرض من الجريمة كان
السرقة لا أكثر ولا أقل !.
الجريمة الرابعة ...25 فبراير (محاولة اغتيال حسن البرنس وكيل لجنة الصحة بمجلس الشعب)
وكان هدفها الدكتور حسن البرنس ، وكيل لجنة الصحة بمجلس الشعب الذى تعرض
للاعتداء اثناء وجوده داخل السيارة علي طريق كفر الدوار، حيث ظهرت سيارتا
نقل فجأة واغلقت احداها الطريق بينما قامت الاخري بدفعه بشدة من الخلف
ليتعرض لاصابات بالغة.وكان البرنس قد اشترك فى اللجنة التى طالبت بنقل
مبارك الى سجن طرة وله تصريحات صحفية عدة حول ضرورة نقل الرئيس السابق إلى
مستشفى نفس السجن .وبعد أن ألقى القبض على سائق النقل الذى اشترك فى
الجريمة ذكر فى التحقيقات أنه مجرد حادث عادى وأنه لم يقصد المعتدى عليه
لشخصه وفى المقابل تنازل حسن البرنس عن المحضر تصديقا لأقوال السائق .
وأخيرا وبعد سرد هذه الجرائم أليس من حقنا كمواطنين مصريين أن نعرف من يقف
وراءها ؟ صحيح أن بعضها تم تبريره أمام الرأى العام باعتراف هنا وتنازل
هناك ولكن هذا لا يعنينا فى شىء مايعنينا هو وجود جرائم منظمة ترتكب أما
نتائجها وماتسفر عنه فهى أشياء لاتهم إلا المعتدى عليهم بأشخاصهم ولهم مطلق
الحرية فى التنازل أو التصالح أو الرضاء بالمقسوم فالأشخاص من الممكن أن
تتسامح فى حقها ولكن لا أحد يملك التسامح فى حقوق المجتمع والوطن والنظام
العام لأن أى إخلال بهم سندفع ثمنه جميعا ويكفى أن أحد الجرائم الأربع أودت
بحياة إنسانة بريئة وكلنا يعلم أن من قتل نفسا بغير حق فكأنما قتل الناس
جميعا فلا تهاون ولا مهادنة فى مثل هذه الأمور الخطيرة .. ونحن لسنا من
دعاة الفوضى ولا الاعتصامات وليست هناك من جهات أجنبية تمولنا وتدفعنا لطرح
هذا السؤال ..لأنه من أبسط حقوقنا كمواطنين أن نعرف الحقيقة عمن يدبر هذه
الجرائم المشينة التى تهز ضمير مصر وتبعث على الشك فى الكثير من الأمور
والأشخاص فى وقت نحن فى أمس الحاجة فيه للثقة فى أنفسنا وفيمن حولنا
..واعذرونا إذا قلنا لكم ..إذا كان المتحدث مجنونا فليكن المستمع عاقلا
وليجيبنا أحد من المسئولين.
رواية تحمل اسم (الأب الروحى) تحكى عن الصراع بين العائلات التى تتزعم
عصابات المافيا لمؤلفها الأمريكى من أصل إيطالى ماريو بوزو ثم نالت هذه
الرواية شهرة عظيمة عندما انتجتها هوليوود فيلما بنفس الاسم عام
1972...وكان السبب فى شهرة كلا من الرواية والفيلم أنهما كشفا بأسلوب واضح
كيفية عمل المافيا وأسباب اندلاع الحرب فيما بين العائلات المسيطرة عليها
...والآن فى مصر مابعد الثورة ترتكب جرائم تشبه إلى حد كبير إن لم تكن
تتطابق مع الأساليب المافياوية إذا جاز لنا التعبير ...فهى جرائم منظمة
يتوفر لمرتكبيها معلومات دقيقة وتنفذ بأسلوب ممنهج وكأنه جرى الترتيب
والتدريب عليه مسبقا ...بل هى فى شكلها تأخذ نفس التفاصيل التى اعتادتها
شبكات الجريمة المنظمة (المافيا) ...فى أحد مشاهد نفس الفيلم فى جزئه
الثانى وأثناء محاكمة أحد مرتكبى حوادث الاغتيال التى نفذت لحساب المافيا
ذكر المتهم أمام هيئة المحلفين أنه لم يكن إلا مجرد زر يتم الضغط عليه
لينفذ جريمته دون أن يدرى لمصلحة من أو من الذى أمر بتنفيذها !! وشيء من
هذا القبيل يحدث الآن فى مصر ومسلسل الجرائم مستمر ولكننا نرصد منها أربعة
حوادث كان العامل المشترك فيها أن المقصود بالاعتداء يركب سيارته فيتم
اعتراضها بفخ مدبر بإحكام وتنفذ الجريمة بكل هدوء !
الجريمة الأولى...13 فبراير(مقتل السيدة نرمين خليل الموظفة السابقة بهيئة الأمم المتحدة)
وذهبت ضحيتها نرمين خليل الموظفة السابقة بمكتب الأمم المتحدة بالقاهرة
حيث أصيبت بطلق نارى داخل سيارتها بميدان سفنكس بالمهندسين أثناء ذهابها
للعمل وقيل إنها محاولة اختطاف من قبل مجهولين ! وقد أدان جيمس راولى منسق
مكتب الأمم المتحدة الحادث وأعرب عن شعورالمنظمة الدولية بالحزن العميق
لمقتل أحد موظفيها السابقين ..ومن الغريب أن صحافة القاهرة تجاهلت تماما
كون القتيلة كانت تعمل بالأمم المتحدة وذكرت أنها موظفة بمعمل تحاليل
البرج؟!...وعلمت عربيتى أن أخت القتيلة ذكرت أنها تلقت مكالمة من نرمين
أثناء مطاردة الجناة لها وقالت لها وهى فى حالة ذعر إنهم يطاردونها
ويحاولون اعتراض سيارتها لإيقافها وإنها لاتعرف من هؤلاء وكانت هذه آخر
كلماتها حيث تلقت بعدها رصاصات غادرة أودت بحياتها .
الجريمة الثانية ... 23 فبراير(سرقة مبلغ ضخم من رئيسة التليفزيون السابقة السيدة سهير الأتربى)
وتمت فيها سرقة مبلغ 3 ملايين جنيه من سيارة كانت تستقلها السيدة سهير
الأتربى رئيسة التليفزيون المصرى سابقا (وزوجة الفريق حسن أبوسعدة قائد
الجيش الثانى الميدانى فى حرب أكتوبر وتولى عدة مناصب أخرى بعد ذلك أبرزها
الملحق العسكرى المصرى فى السفارة المصرية بالعاصمة البريطانية لندن) وهى
برفقة محاميها حيث أجبر الجناة سيارتها على التوقف واستولوا على الأموال
التى كانت تحملها فى حقيبة تحت تهديد السلاح ولاذوا بالفرار وسط ذهول
المارة والمترددين على الطريق الدائرى بعد أن فشلوا فى إنقاذ الأتربى من
السرقة.
الجريمة الثالثة ...24 فبراير(الاعتداء على عبد المنعم أبو الفتوح المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية)
وكان هدفها المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية الدكتورعبد المنعم أبو
الفتوح ووقع الحادث فى حوالى الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا لدى عودته من
جولة انتخابية فى محافظة المنوفية، حيث اعترضت طريقه سيارة خرج منها ثلاثة
ملثمين عند مطلع الطريق الدائرى من شبرا الخيمة، وقاموا بالاعتداء على
السائق وعلى الدكتور وقاموا بسرقة السيارة. وأن أحد الملثمين المسلحين
بالرشاشات قام بضرب الدكتور أبو الفتوح بمؤخرة السلاح على رأسه .وعندما
أعلن القبض على أحد الجناة ذكرت مصادر الشرطة أنه اعترف باشتراكه فى ارتكاب
الجريمة ولكن دون أن يعلم شخصية المجنى عليه وأن الغرض من الجريمة كان
السرقة لا أكثر ولا أقل !.
الجريمة الرابعة ...25 فبراير (محاولة اغتيال حسن البرنس وكيل لجنة الصحة بمجلس الشعب)
وكان هدفها الدكتور حسن البرنس ، وكيل لجنة الصحة بمجلس الشعب الذى تعرض
للاعتداء اثناء وجوده داخل السيارة علي طريق كفر الدوار، حيث ظهرت سيارتا
نقل فجأة واغلقت احداها الطريق بينما قامت الاخري بدفعه بشدة من الخلف
ليتعرض لاصابات بالغة.وكان البرنس قد اشترك فى اللجنة التى طالبت بنقل
مبارك الى سجن طرة وله تصريحات صحفية عدة حول ضرورة نقل الرئيس السابق إلى
مستشفى نفس السجن .وبعد أن ألقى القبض على سائق النقل الذى اشترك فى
الجريمة ذكر فى التحقيقات أنه مجرد حادث عادى وأنه لم يقصد المعتدى عليه
لشخصه وفى المقابل تنازل حسن البرنس عن المحضر تصديقا لأقوال السائق .
وأخيرا وبعد سرد هذه الجرائم أليس من حقنا كمواطنين مصريين أن نعرف من يقف
وراءها ؟ صحيح أن بعضها تم تبريره أمام الرأى العام باعتراف هنا وتنازل
هناك ولكن هذا لا يعنينا فى شىء مايعنينا هو وجود جرائم منظمة ترتكب أما
نتائجها وماتسفر عنه فهى أشياء لاتهم إلا المعتدى عليهم بأشخاصهم ولهم مطلق
الحرية فى التنازل أو التصالح أو الرضاء بالمقسوم فالأشخاص من الممكن أن
تتسامح فى حقها ولكن لا أحد يملك التسامح فى حقوق المجتمع والوطن والنظام
العام لأن أى إخلال بهم سندفع ثمنه جميعا ويكفى أن أحد الجرائم الأربع أودت
بحياة إنسانة بريئة وكلنا يعلم أن من قتل نفسا بغير حق فكأنما قتل الناس
جميعا فلا تهاون ولا مهادنة فى مثل هذه الأمور الخطيرة .. ونحن لسنا من
دعاة الفوضى ولا الاعتصامات وليست هناك من جهات أجنبية تمولنا وتدفعنا لطرح
هذا السؤال ..لأنه من أبسط حقوقنا كمواطنين أن نعرف الحقيقة عمن يدبر هذه
الجرائم المشينة التى تهز ضمير مصر وتبعث على الشك فى الكثير من الأمور
والأشخاص فى وقت نحن فى أمس الحاجة فيه للثقة فى أنفسنا وفيمن حولنا
..واعذرونا إذا قلنا لكم ..إذا كان المتحدث مجنونا فليكن المستمع عاقلا
وليجيبنا أحد من المسئولين.
