بسم الله الرحمن الرحيم
1 - الصــــــلاة :
ومن أفضل الأعمال الصلاة في وقتها كما قال الرسول عندما سُئل أي العمل أفضل ؟ قال : الصلاة في وقتها والله تبارك وتعالى يقول :
حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ .
وقال لا بارك الله في رزق يلهي عن الصلاة ويقول الله تعالى: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى وأياً كان العمل الذي تعمله الصلاة خير منه اتركه وصلِّ صلاتك ثم عد فأكمل عملك ، وقال من جمع صلاتين من غير عذر فقد أتى باباً من الكبائر ويقول سبحانه وتعالى فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً والمقصود في الآية أضاعوا الصلاة أي الذين يتركونها أحياناً ويؤخرونها أحياناً أخرى ، وإذا أردت أن يوفقك الله فعليك بالصلاة قال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ والرسول يقول أول ما يُنظر إلى عمل ابن آدم يوم القيامة صلاته ، فإن صلحت صلح عمله كله وإن فسدت فسد عمله كله
ويقول الحق جل وعلا مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ* قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ
وسقر كما قال تعالى وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ* لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ* لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ* عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ فالصلاة إذاً وسيلة عظيمة للتقرب إلى الله عز وجل .
2 - ذكر الله :
ذكر الله عمل عظيم أيضاً عند الله ،قال تعالى فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وقال تعالى وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ والرسول قال : ألا أدلكم على خير أعمالكم وأزكاها عند مليككهم وأرفعها لدرجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فيضربوا أعناقكم وتضربوا أعناقهم ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : ذكر الله وقال أيضاً مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت ، والذكر بحر عميق لا يدرك قعره إلا من غاص في أعماقه ، وهو يتمثل في الأذكار الصباحية والمسائية والتسبيح والتحليل والتكبير والاستغفار إلى غير ذلك من الأذكار ، فالاستغفار مثلاً له فائدة عظيمة في تفريج الهموم فهو يفرج الله به سبعين هماً ، وأفضل الذكر بعد الصلاة ، قال من سبح الله دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين وحمد الله ثلاثاً وثلاثين وكبر الله ثلاثاً وثلاثين ثم قال تمام المائة لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر وكلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ، قال من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة و ولا حول ولا قوة إلا بالله كنزٌ من كنوز الجنة والأذكار كثيرة لا تعد ولا تحصى ، فأي شيءٍ له علاقة بالله فهو ذكر ، لهذا فالذكر مفيد للإنسان ليعينه على طاعة الله .
3 - الدعاء : -
فالدعاء وسيلة عظيمة للتقرب إلى الله وهو من أحب الأعمال إليه ، قال تعالى وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ .
وقال عز من قائل : وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ .
والدعاء ليس له زمان ولا مكان إلا أن هناك أوقات مستحبة يفضل فيها الدعاء وهي : -
1 ) بعد الصلوات المفروضة .
2 ) دعوة الصائم لقول الرسول للصائم دعوة لا ترد عند فطره.
3 ) الدعاء في السجود ، قال أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء .
4 ) دعوة المظلوم .
5 ) الدعاء في الثلث الأخير من الليل بقوله يتجلى ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول : هل من سائلٍ فأعطيه ، وهل من مستغفر فأغفر له .
6 ) دعوة الوالد لولده .
7 ) الدعاء يوم الجمعة ، لأن فيها ساعة استجابة .
إذاً فالدعاء ضروري لكي يعينك الله على هذه الحياة ، فادعوا الله بما شئتم من أمور الدنيا والآخرة ولن يردك إن شاء الله تعالى قال : إن الله يستحي إذا رفع إليه العبد يديه أن يردهما صفراً .
وشرط الدعاء الإلحاح فيه وعدم استعجال الإجابة ، كأن يقول دعوة فلم يستجب لي .
4 - قراءة القرآن :
قال : أقروا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه أي أن الذي يقرأ القرآن سوف يأتيه يوم القيامة شفيعاً له ولكن الذي يقرأ القرآن ولا يعمل بأحكامه سيكون حجة عليه ، والذي يعمل بأوامره وأحكامه سيكون حجة لـه.
قال تعالى وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ أي أن الله جعل قراءة القرآن سهلة وميسرة وإن كنت لا تفهم معانيه فيسهلها الله لك بمجرد أن تقرأه بتدبر وخشوع ، أهم شيء أن تتدبر وتتأمل في الآيات قال تعالى َأفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا وقراءة القرآن واجبة في كل وقت وفي كل حين ولقد توعد الله الذين يعرضون عن قراءته ، قال تعالى وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى* قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً* قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى* وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى .
والقرآن هو كلام الله المعجز ومن أصدق من الله حديثاً وقراءته تعطي طمأنينة للمؤمنون قال تعالى الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ والقرآن عندما تقرأه في الفجر له مكانة خاصة قال تعالى
وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً* وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً .
5 – الصحبة الصالحة : -
والصاحب الصالح له دور كبير في رجوع إلى الله فكلما غفلت عن شيء يوقظك ، وكلما نسيت يذكرك ، أما الصاحب السيئ فكلما رجعت إلى الله ينسيك وكلما اهتديت يضلك عن الطريق الصحيح ، لهذا عليك بترك صاحب السوء إذا أردت أن تصاحب الله عز وجل ، فصاحب شخصاً صالحاً حتى يعينك على ذكر الله وطاعته ، قال تعالى وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً* يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً له أضلّني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولاً وقال الرسول يا ربّ إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً، فندما يكون لك صاحب سيىء يبعدك عن الصلاة وعن قراءة القرآن وعن ذكر الله على عكس الصاحب الصالح فكلّما نسيت قراءة القرآن ذكّرك وكلّما غفلت نصحك ويقول تبارك وتعالى الأَخِلاَّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاّ الْمُتَّقِينَ أي أن صاحب السوء يوم القيامة يكون عدوّ لك إلا الصاحب المتقي المتدين الصالح فسوف يجمعك الله به يوم القيامة على خير، وخير دليل قال تعالى وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً.
فهذه الأمور الخمسة إذا تمسكت بها أخي لمدة شهر فقط دون أن تقطعها فسيحصل بإذن الله تغيير واضح في علاقتك مع الله وسوف لن تتركها والله الموفق.
وفي الختام أطلب من الله أن يرزقنا قبل الموت توبة وعند الموت شهادة وبعد الموت جنة ونعيماً يا رب العالمين وإنَّي والله أحبك في الله وإلا لما قلت هذا الكلام .
وأرجو من الله أن ينفعنا بما علمنا ويعلمنا ما ينفعنا وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه إنه ولي ذلك والقادر عليه .
هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
1 - الصــــــلاة :
ومن أفضل الأعمال الصلاة في وقتها كما قال الرسول عندما سُئل أي العمل أفضل ؟ قال : الصلاة في وقتها والله تبارك وتعالى يقول :
حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ .
وقال لا بارك الله في رزق يلهي عن الصلاة ويقول الله تعالى: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى وأياً كان العمل الذي تعمله الصلاة خير منه اتركه وصلِّ صلاتك ثم عد فأكمل عملك ، وقال من جمع صلاتين من غير عذر فقد أتى باباً من الكبائر ويقول سبحانه وتعالى فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً والمقصود في الآية أضاعوا الصلاة أي الذين يتركونها أحياناً ويؤخرونها أحياناً أخرى ، وإذا أردت أن يوفقك الله فعليك بالصلاة قال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ والرسول يقول أول ما يُنظر إلى عمل ابن آدم يوم القيامة صلاته ، فإن صلحت صلح عمله كله وإن فسدت فسد عمله كله
ويقول الحق جل وعلا مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ* قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ
وسقر كما قال تعالى وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ* لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ* لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ* عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ فالصلاة إذاً وسيلة عظيمة للتقرب إلى الله عز وجل .
2 - ذكر الله :
ذكر الله عمل عظيم أيضاً عند الله ،قال تعالى فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وقال تعالى وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ والرسول قال : ألا أدلكم على خير أعمالكم وأزكاها عند مليككهم وأرفعها لدرجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فيضربوا أعناقكم وتضربوا أعناقهم ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : ذكر الله وقال أيضاً مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت ، والذكر بحر عميق لا يدرك قعره إلا من غاص في أعماقه ، وهو يتمثل في الأذكار الصباحية والمسائية والتسبيح والتحليل والتكبير والاستغفار إلى غير ذلك من الأذكار ، فالاستغفار مثلاً له فائدة عظيمة في تفريج الهموم فهو يفرج الله به سبعين هماً ، وأفضل الذكر بعد الصلاة ، قال من سبح الله دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين وحمد الله ثلاثاً وثلاثين وكبر الله ثلاثاً وثلاثين ثم قال تمام المائة لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر وكلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ، قال من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة و ولا حول ولا قوة إلا بالله كنزٌ من كنوز الجنة والأذكار كثيرة لا تعد ولا تحصى ، فأي شيءٍ له علاقة بالله فهو ذكر ، لهذا فالذكر مفيد للإنسان ليعينه على طاعة الله .
3 - الدعاء : -
فالدعاء وسيلة عظيمة للتقرب إلى الله وهو من أحب الأعمال إليه ، قال تعالى وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ .
وقال عز من قائل : وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ .
والدعاء ليس له زمان ولا مكان إلا أن هناك أوقات مستحبة يفضل فيها الدعاء وهي : -
1 ) بعد الصلوات المفروضة .
2 ) دعوة الصائم لقول الرسول للصائم دعوة لا ترد عند فطره.
3 ) الدعاء في السجود ، قال أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء .
4 ) دعوة المظلوم .
5 ) الدعاء في الثلث الأخير من الليل بقوله يتجلى ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول : هل من سائلٍ فأعطيه ، وهل من مستغفر فأغفر له .
6 ) دعوة الوالد لولده .
7 ) الدعاء يوم الجمعة ، لأن فيها ساعة استجابة .
إذاً فالدعاء ضروري لكي يعينك الله على هذه الحياة ، فادعوا الله بما شئتم من أمور الدنيا والآخرة ولن يردك إن شاء الله تعالى قال : إن الله يستحي إذا رفع إليه العبد يديه أن يردهما صفراً .
وشرط الدعاء الإلحاح فيه وعدم استعجال الإجابة ، كأن يقول دعوة فلم يستجب لي .
4 - قراءة القرآن :
قال : أقروا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه أي أن الذي يقرأ القرآن سوف يأتيه يوم القيامة شفيعاً له ولكن الذي يقرأ القرآن ولا يعمل بأحكامه سيكون حجة عليه ، والذي يعمل بأوامره وأحكامه سيكون حجة لـه.
قال تعالى وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ أي أن الله جعل قراءة القرآن سهلة وميسرة وإن كنت لا تفهم معانيه فيسهلها الله لك بمجرد أن تقرأه بتدبر وخشوع ، أهم شيء أن تتدبر وتتأمل في الآيات قال تعالى َأفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا وقراءة القرآن واجبة في كل وقت وفي كل حين ولقد توعد الله الذين يعرضون عن قراءته ، قال تعالى وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى* قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً* قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى* وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى .
والقرآن هو كلام الله المعجز ومن أصدق من الله حديثاً وقراءته تعطي طمأنينة للمؤمنون قال تعالى الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ والقرآن عندما تقرأه في الفجر له مكانة خاصة قال تعالى
وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً* وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً .
5 – الصحبة الصالحة : -
والصاحب الصالح له دور كبير في رجوع إلى الله فكلما غفلت عن شيء يوقظك ، وكلما نسيت يذكرك ، أما الصاحب السيئ فكلما رجعت إلى الله ينسيك وكلما اهتديت يضلك عن الطريق الصحيح ، لهذا عليك بترك صاحب السوء إذا أردت أن تصاحب الله عز وجل ، فصاحب شخصاً صالحاً حتى يعينك على ذكر الله وطاعته ، قال تعالى وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً* يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً له أضلّني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولاً وقال الرسول يا ربّ إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً، فندما يكون لك صاحب سيىء يبعدك عن الصلاة وعن قراءة القرآن وعن ذكر الله على عكس الصاحب الصالح فكلّما نسيت قراءة القرآن ذكّرك وكلّما غفلت نصحك ويقول تبارك وتعالى الأَخِلاَّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاّ الْمُتَّقِينَ أي أن صاحب السوء يوم القيامة يكون عدوّ لك إلا الصاحب المتقي المتدين الصالح فسوف يجمعك الله به يوم القيامة على خير، وخير دليل قال تعالى وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً.
فهذه الأمور الخمسة إذا تمسكت بها أخي لمدة شهر فقط دون أن تقطعها فسيحصل بإذن الله تغيير واضح في علاقتك مع الله وسوف لن تتركها والله الموفق.
وفي الختام أطلب من الله أن يرزقنا قبل الموت توبة وعند الموت شهادة وبعد الموت جنة ونعيماً يا رب العالمين وإنَّي والله أحبك في الله وإلا لما قلت هذا الكلام .
وأرجو من الله أن ينفعنا بما علمنا ويعلمنا ما ينفعنا وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه إنه ولي ذلك والقادر عليه .
هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.