بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه : "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزن عليكم، وتأهبوا للعرض الأكبر على الله، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية"
إخواني وأخواتي في الله !
لقد انتهى العام الهجري وقرب رحيله، وأزف تحويله، وإنه لشاهد لنا أو علينا بما استودعناه من الأعمال، فمن أودعه عملا صالحا فليحمد الله تعالى، وليبشر بحسن الثواب، فإن الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا.
ومن أودعه عملا سيئا فليتدارك أمره ، وليثب إلى رشده ، وليعد إلى ربه ، وليفر إلى مولاه ، فإنه يحب عباده التوابين المتطهرين، ويفرح بتوبة عبده إذا تاب إليه وأناب .
إخواني وأخواتي ! يرحل من بين أيدينا يوم بعد يوم ، وشهر إثر شهر، وعام في أعقاب عام، وفي كل عام آمال وآلام، وفي رحيل الأيام والأعوام عبرة وعظة لمن كان من أهل العقول والأفهام. ألا فلتكن عزيمتنا إلى الله تعالى قوية، فنرحل إلى الله، ولنجعل حياتنا كلها رحيلا وهجرة إليه سبحانه وتعالى، فوالله لا سعادة ولا هناء ولا خير ولا صلاح إلا بهذا الرحيل إلى ربنا تبارك وتعالى، والفرار منه إليه، قال تعالى: (ففروا إلى الله. إني لكم منه نذير مبين) .
أحبتي في الله ! لنجعل أيام عامنا الجديد رحيلا عن تلك المعاصي والذنوب التي أتعبتنا وأشقتنا ودمرتنا وأرهقتنا وأبعدتنا عن ربنا وخالقنا، ولنجعلها هجرة إلى الطاعات والقربات التي تسعدنا وتنجينا ...
ـــ لنجعل أيام عامنا الجديد رحيلا عن الكسل والخمول والدعة، ولنجعلها هجرة إلى همة عالية توصلنا إلى مرضاة الله خالقنا لنفوز عنده بالحسنى وزيادة ..
ـــ لنجعل أيام عامنا الجديد رحيلا عن البدع والخرافات، ولنجعلها هجرة إلى ضياء السنة الوضاءة، ونور الأحاديث النبوية الصحيحة..
ـــ لنجعل أيام عامنا الجديد رحيلا عن هذه الدنيا الفانية، ولنجعلها هجرة إلى طلب الدار الآخرة.
ــ أحبتي في الله!! عام انقضى من أعمارنا ، وقربنا من آجالنا .. عام انقضى بكل ما فيه من ألم وأمل ، و سعادة وحزن ، وضحك وبكاء، وأعمال وأحداث كبيرة وصغيرة .. لقد انقضى فيه أكثر من [360 ]يوماً، أي أكثر من[8000] ساعة ، أي أكثر من [500] ألف دقيقة .. فكـم بربكم من هذا الوقت قضيناه في لهو "مباح" ناهيكم عن غير المباح ؟ وكم قضيناه في تـراخ وفتور وكسل, ونوم واسترخاء، و دنيا محضة؟
ثم كم تبقى من هذه المدة الزمنية الطويلة (عام كامل) كم تبقى من وقتنا فيها لله جل وعلا ولرسوله صلى الله عليه وسلم؟
لقد نبضت قلوبنا فيه نحو 40مليون نبضة، كما شهقنا فيه نحو مليون شهقة، وزفرنا نحـو مليون زفرة ..
ولم يتوقف التنفس لحظة واحدة، ولم تضطرب عملياته المنظمة الموقوتة، ولو حدث هذا لتوقف المخ، والسمع، والبصر، والكلام، والعلم، ثم قد يتوقف القلب، وتنتهي الحياة .
فهلا سجدنا لله شكراً على هذه النعم ، وهذه الأجهزة التي سخرها الله تعالى لخدمتنا .. بلا صيانة ولا توقف ولا كلل؟؟ وهل عرفنا فضل الله علينا ونحن نتنعم بنعمه صباح مساء ؟؟
أحبتي في الله مع نهاية عام وبداية آخر يقع كثير منا في أخطاء شرعية قد يظن أنها من الدين وهي ليست كذلك . فهذه بعض الأخطاء والبدع التي يقع فيها بعض إخواننا المسلمين في نهاية العام الهجري أحببت أن أسلط الضوء عليها لنذكر بعضنا بعضا بها ومنها :
1- تخصيص آخر العام بعبادة معينة: كصلاة أو صيام أو استغفار الخ.... و ذلك لأن الشرع لم يأذن بهذا. فمن صام أخر خميس أو آخر اثنين في العام بنية ختم العام ، أو ختم آخر يوم في العام بصيام أو استغفار أو نحوه فقد ابتدع في دين الله، و أما من صام ذلك لأنها عادة له فلا شيء عليه.
2- ختم العام بطلب المسامحة و العفو: ذلك لأن المسلم إذا أخطأ في حق أخيه؛ فإنه يبادر بطلب المسامحة مباشرة، ولا يؤجل ذلك ولا يخصص آخر العام بطلب السماح والعفو؛ لأنه قد يفجؤه الموت في أي لحظة فيذهب إلى الله وعليه حقوق لأخوانه ممن أخطأ في حقهم.
3- الحديث عن هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة: فإنه من المعلوم أن الهجرة كانت في شهر ربيع الأول، ولم تكن في أول المحرم كما قد يظن بعض الناس. ولكن جعل شهر المحرم هو اتفاق وإجماع من الصحابة على أن يجعلوا بداية العام هو شهر المحرم، فهو اجتهاد منهم وقد استقر بإجماعهم رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
ثم لو كانت هجرته في محرم لم يجز تخصيص هذا الوقت بالحديث عنها.
4- قول بعض الناس: (أختم عامك بكذا ). فهذا مما لم يرد عن السلف رحمهم الله تعالى.
5- إقامة الاحتفالات برأس السنة مشابهة لليهود والنصارى: قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: (وأما إقامة الاحتفالات بمناسبة بدء العام الهجري فهو محرم للبدعة أو التشبه).
أما التهنئة فهي مباحة: فإن هنأك أحد فرد عليه، و لا تبتدئ أحدا، كما قاله الشيخ ابن عثيمين والشيخ ابن باز رحمهما الله تعالى.
6- اعتقاد أن في آخر العام تُطوى الصحائف: فإنه لم يرد نص في كتاب الله ولا في السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن صحائف الأعمال للعباد تُرفع إلى الله آخر كل عام هجري ولا حتى ميلادي، كيف ونحن نعلم أن التأريخ بالهجري والميلادي وتحديد بدايته ونهايته إنما هو حساب بشري اصطلح عليه الصحابة رضي الله عنهم، ولم يُتلقَ عن الشرع !! وإنما الذي جاء في النصوص الشرعية: أن الأعمال تعرض على الله كل اثنين وخميس، كما جاء ذلك في صحيح مسلم.
إخواني وأخواتي ! أسأل الله أن يجعل أيامنا وأعوامنا خيرا وبرا وسعادة وفوزا عند الله ونصرا لديننا وأمتنا في الدنيا ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، والحمد لله رب العالمين.
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه : "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزن عليكم، وتأهبوا للعرض الأكبر على الله، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية"
إخواني وأخواتي في الله !
لقد انتهى العام الهجري وقرب رحيله، وأزف تحويله، وإنه لشاهد لنا أو علينا بما استودعناه من الأعمال، فمن أودعه عملا صالحا فليحمد الله تعالى، وليبشر بحسن الثواب، فإن الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا.
ومن أودعه عملا سيئا فليتدارك أمره ، وليثب إلى رشده ، وليعد إلى ربه ، وليفر إلى مولاه ، فإنه يحب عباده التوابين المتطهرين، ويفرح بتوبة عبده إذا تاب إليه وأناب .
إخواني وأخواتي ! يرحل من بين أيدينا يوم بعد يوم ، وشهر إثر شهر، وعام في أعقاب عام، وفي كل عام آمال وآلام، وفي رحيل الأيام والأعوام عبرة وعظة لمن كان من أهل العقول والأفهام. ألا فلتكن عزيمتنا إلى الله تعالى قوية، فنرحل إلى الله، ولنجعل حياتنا كلها رحيلا وهجرة إليه سبحانه وتعالى، فوالله لا سعادة ولا هناء ولا خير ولا صلاح إلا بهذا الرحيل إلى ربنا تبارك وتعالى، والفرار منه إليه، قال تعالى: (ففروا إلى الله. إني لكم منه نذير مبين) .
أحبتي في الله ! لنجعل أيام عامنا الجديد رحيلا عن تلك المعاصي والذنوب التي أتعبتنا وأشقتنا ودمرتنا وأرهقتنا وأبعدتنا عن ربنا وخالقنا، ولنجعلها هجرة إلى الطاعات والقربات التي تسعدنا وتنجينا ...
ـــ لنجعل أيام عامنا الجديد رحيلا عن الكسل والخمول والدعة، ولنجعلها هجرة إلى همة عالية توصلنا إلى مرضاة الله خالقنا لنفوز عنده بالحسنى وزيادة ..
ـــ لنجعل أيام عامنا الجديد رحيلا عن البدع والخرافات، ولنجعلها هجرة إلى ضياء السنة الوضاءة، ونور الأحاديث النبوية الصحيحة..
ـــ لنجعل أيام عامنا الجديد رحيلا عن هذه الدنيا الفانية، ولنجعلها هجرة إلى طلب الدار الآخرة.
ــ أحبتي في الله!! عام انقضى من أعمارنا ، وقربنا من آجالنا .. عام انقضى بكل ما فيه من ألم وأمل ، و سعادة وحزن ، وضحك وبكاء، وأعمال وأحداث كبيرة وصغيرة .. لقد انقضى فيه أكثر من [360 ]يوماً، أي أكثر من[8000] ساعة ، أي أكثر من [500] ألف دقيقة .. فكـم بربكم من هذا الوقت قضيناه في لهو "مباح" ناهيكم عن غير المباح ؟ وكم قضيناه في تـراخ وفتور وكسل, ونوم واسترخاء، و دنيا محضة؟
ثم كم تبقى من هذه المدة الزمنية الطويلة (عام كامل) كم تبقى من وقتنا فيها لله جل وعلا ولرسوله صلى الله عليه وسلم؟
لقد نبضت قلوبنا فيه نحو 40مليون نبضة، كما شهقنا فيه نحو مليون شهقة، وزفرنا نحـو مليون زفرة ..
ولم يتوقف التنفس لحظة واحدة، ولم تضطرب عملياته المنظمة الموقوتة، ولو حدث هذا لتوقف المخ، والسمع، والبصر، والكلام، والعلم، ثم قد يتوقف القلب، وتنتهي الحياة .
فهلا سجدنا لله شكراً على هذه النعم ، وهذه الأجهزة التي سخرها الله تعالى لخدمتنا .. بلا صيانة ولا توقف ولا كلل؟؟ وهل عرفنا فضل الله علينا ونحن نتنعم بنعمه صباح مساء ؟؟
أحبتي في الله مع نهاية عام وبداية آخر يقع كثير منا في أخطاء شرعية قد يظن أنها من الدين وهي ليست كذلك . فهذه بعض الأخطاء والبدع التي يقع فيها بعض إخواننا المسلمين في نهاية العام الهجري أحببت أن أسلط الضوء عليها لنذكر بعضنا بعضا بها ومنها :
1- تخصيص آخر العام بعبادة معينة: كصلاة أو صيام أو استغفار الخ.... و ذلك لأن الشرع لم يأذن بهذا. فمن صام أخر خميس أو آخر اثنين في العام بنية ختم العام ، أو ختم آخر يوم في العام بصيام أو استغفار أو نحوه فقد ابتدع في دين الله، و أما من صام ذلك لأنها عادة له فلا شيء عليه.
2- ختم العام بطلب المسامحة و العفو: ذلك لأن المسلم إذا أخطأ في حق أخيه؛ فإنه يبادر بطلب المسامحة مباشرة، ولا يؤجل ذلك ولا يخصص آخر العام بطلب السماح والعفو؛ لأنه قد يفجؤه الموت في أي لحظة فيذهب إلى الله وعليه حقوق لأخوانه ممن أخطأ في حقهم.
3- الحديث عن هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة: فإنه من المعلوم أن الهجرة كانت في شهر ربيع الأول، ولم تكن في أول المحرم كما قد يظن بعض الناس. ولكن جعل شهر المحرم هو اتفاق وإجماع من الصحابة على أن يجعلوا بداية العام هو شهر المحرم، فهو اجتهاد منهم وقد استقر بإجماعهم رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
ثم لو كانت هجرته في محرم لم يجز تخصيص هذا الوقت بالحديث عنها.
4- قول بعض الناس: (أختم عامك بكذا ). فهذا مما لم يرد عن السلف رحمهم الله تعالى.
5- إقامة الاحتفالات برأس السنة مشابهة لليهود والنصارى: قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: (وأما إقامة الاحتفالات بمناسبة بدء العام الهجري فهو محرم للبدعة أو التشبه).
أما التهنئة فهي مباحة: فإن هنأك أحد فرد عليه، و لا تبتدئ أحدا، كما قاله الشيخ ابن عثيمين والشيخ ابن باز رحمهما الله تعالى.
6- اعتقاد أن في آخر العام تُطوى الصحائف: فإنه لم يرد نص في كتاب الله ولا في السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن صحائف الأعمال للعباد تُرفع إلى الله آخر كل عام هجري ولا حتى ميلادي، كيف ونحن نعلم أن التأريخ بالهجري والميلادي وتحديد بدايته ونهايته إنما هو حساب بشري اصطلح عليه الصحابة رضي الله عنهم، ولم يُتلقَ عن الشرع !! وإنما الذي جاء في النصوص الشرعية: أن الأعمال تعرض على الله كل اثنين وخميس، كما جاء ذلك في صحيح مسلم.
إخواني وأخواتي ! أسأل الله أن يجعل أيامنا وأعوامنا خيرا وبرا وسعادة وفوزا عند الله ونصرا لديننا وأمتنا في الدنيا ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، والحمد لله رب العالمين.
