شعر وأدب : ديوان نفحات ولفحات
مناجاة في ليلة القدر
قصيدة نونية بمناجاة ليلة القدر… نظمها الشاعر ليلة 27 رمضان عام 1369هـ، 1949م بمعتقل الطور… وذلك عندما احتفل الإخوة المعتقلون بهذه المناسبة الطيبة، وكانت هذه القصيدة مما ألقي في هذا الحفل، وكان ختامها دعوات ومناجاة مبتهلة إلى الله سبحانه... وكان من فضل الله تعالى أن استجاب لهذه الدعوات، وفرج الكرب وسقطت وزارة الطغيان وزارة إبراهيم عبد الهادي في ذلك الوقت. وجاء العيد حاملا معه البشرى وبدأ الإفراج عن المعتقلين..
والقصيدة طويلة… ونذكر منها هنا عدد من الأبيات عددها سبعة وعشرون بيتاً.
عشقتها فاسترقـت قلبـي العـاني
فقمـت أعـزف فيها عذب ألحـاني
سمـوه شعـراً وإني لا أراه سـوى
آهات قلبـي وإحساسـات وجـداني
يا ليــلة زانها ربي وشرفهـا تنـزيله
في دجــاهـــا نـور قـرآن
دسـتـور حق وتشريـع وتـربيـة
يبقـى وإن زال هذا الـعالم الفـاني
ربي رجـالا مغـاوير اهتدوا وغـزوا
إن الرجـولـة من نـور ونيـران
أمـسى بـلال به من ذلـة ملكـا
وصـار سلمـان شيئاً غير سلمـان
لله فتيـان حق لو رأيـت فتــى
منهـم ترى ملكـا في زي إنسـان
فمن يداني أبـا حفص وصاحـبـه
ومن يداني عليـا وابـن عفــان
هذا الكتاب غدا في الشرق واأسفـا
شمسـاً تضـيء ولكن بين عميـان
يحاط بالطفـل حـرزاً من أذىً وردًى
وفيـه حرز الورى من كل خسران
يتـلى على ميت في جوف مقـبرة
وليـس يحكـم في حـي بديـوان
فكيف نرقى ومعـراج الرقي لنـا
أمسى يجـر عليـه ذيـل نسيـان
يالـيـلة الـسـلم والإسـلام معـذرة
الـسـلم في مصر والإسـلام لفـظان
أيـن الـسـلام أروني أين موضـعـه
قد ضـاع ضيـعـة يتـم بين خـوان
أين الـدسـاتـير فانـظرهـا معلقـة
مثـل التـمائـم في أحضـان صبيـان
أيـن الحـقـوق ولم نلمـح لها صورا
إلا سياطــاً كـأذنــاب لثـيـران
نحن النجـوم تزين الكــون طلعتنـا
ويهـتـدي بسنـانـا كـل حيــران
نحن النجـوم فلا تعجب إذا انـطلقت
منا رجـوم أخـافـت كـل شيـطان
قالوا اسجنوا واغمروا الأقسام واعتقلوا
فجمـعـونـا علـى حـب وإيـمان
وصادروا مالـنـا من جهلهم ونسـوا
أن يحجـروا رزقـ رزاق ورحمــان
وأسرفوا وعلوا في الأرض واضطهدوا
وعكـر النيـل من هامـانـه الثـاني
وعذبـوا كي يذلوا أنفسـاً طمحـت
وعزت الـنفس أن تعنـو لسـلطـان
والـليث لن تحني الأقفـاص هامتــه
وإن تحكـم فيـه ألـف سـجــان
يا رب إن الـطغـاة استكـبروا وبغـوا
بغـي الـذئـاب على قطعـان حملان
يا رب كـم يوسـف فيـنـا نقـي يـد
دانـوه بالسجن والقـاضي هو الجانـي
يا رب كم من صبي صفـدوا فمـضى
يبكـي كضفـدعة فـي نـاب ثعبـان
يا رب كـم أسـرة باتـت مشــردة
تشـكـو تجبـر فرعـون وهـامـان