ما المقصود بالفتن التي القاعد فيها خير من القائم ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب :
الحمد لله
أولا :
الحديث المقصود هو ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( سَتَكُونُ فِتَنٌ ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ ،
وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي ، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ
مِنْ السَّاعِي ، وَمَنْ يُشْرِفْ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ ، وَمَنْ وَجَدَ
مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ )
الراوي: أبو هريرة المحدث:البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7081
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر:صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2886
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وقد روي نحو هذا الحديث عن جماعة كثيرة من الصحابة رضوان الله عليهم .
قال الإمام الترمذي رحمه الله – بعد أن روى نحو هذا الحديث من رواية سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه - :
" وفي الباب عن أبي هريرة ، وخباب بن الأرت ، وأبي بكرة ، وابن مسعود ، وأبي واقد ، وأبي موسى ، وخرشة " انتهى.
ومن أحب أن يطلع على نصوص هذه الأحاديث فليرجع إلى كتاب " إتحاف الجماعة
بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة " للشيخ حمود التويجري رحمه الله ،
في باب " ذكر الفتن والتحذير منها والأمر باعتزالها وكف اللسان واليد فيها
" (1/26-51)
ثانيا :
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ، في شرح معاني الحديث :
" قوله : ( من تَشَرَّفَ لها ) أي : تطلَّع لها ، بأن يتصدى ويتعرض لها ولا يعرض عنها ...
قوله : ( تستشرفه ) أي : تهلكه ، بأن يشرف منها على الهلاك ، يقال استشرفت
الشيء علوته وأشرفت عليه ، يريد من انتصب لها انتصبت له ، ومن أعرض عنها
أعرضت عنه . وحاصله : أن من طلع فيها بشخصه قابلته بشرها .
ويحتمل أن يكون المراد : من خاطر فيها بنفسه أهلكته ، ونحوه قول القائل : من غالبها غلبته.
قوله : ( فمن وجد فيها ملجأ ) أي يلتجئ إليه من شرها .
قوله : ( أو مَعاذا ) هو بمعنى الملجأ .
قوله : ( فليعذ به ) أي : ليعتزل فيه ليسلم من شر الفتنة .
ووقع تفسيره عند مسلم في حديث أبي بكرة ، ولفظه : ( فإذا نَزَلَت فمن كان
له إبل فليلحق بإبله - وذكر الغنم والأرض - قال رجل : يا رسول الله ! أرأيت
من لم يكن له ؟ قال : يعمد إلى سيفه فيدق على حده بحجر ثم لينج إن استطاع )
" انتهى.
" فتح الباري " (13/30) ، وينظر " شرح مسلم " للنووي (18/9) .
الراوي: أبو بكرة نفيع بن الحارث المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2887
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ثالثا :
المراد بهذه الفتن ما يكون بين المسلمين من القتال بالبغي والعدوان ، أو
التنازع على أمور الدنيا ، دون أن يتبين أي الفريقين هو المحق ، أو أيهما
هو المبطل .
قال الإمام النووي رحمه الله :
"وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( القاعد فيها خير من القائم ) إلى آخره ،
فمعناه بيان عظيم خطرها ، والحث على تجنبها ، والهرب منها ، وأن شرها
وفتنتها يكون على حسب التعلق بها" . انتهى.
" شرح مسلم " (18/9-10) .
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" قوله : ( والقاعد فيها خير من القائم ) حكى ابن التين عن الداودي أن
الظاهر أن المراد من يكون مباشرا لها في الأحوال كلها ، يعني أن بعضهم في
ذلك أشد من بعض ، فأعلاهم في ذلك الساعي فيها بحيث يكون سببا لإثارتها ، ثم
من يكون قائما بأسبابها وهو الماشي ، ثم من يكون مباشرا لها وهو القائم ،
ثم من يكون مع النظَّارة [ يعني : المتفرجين ] ولا يقاتل وهو القاعد ، ثم
من يكون مجتنبا لها ولا يباشر ولا ينظر وهو المضطجع اليقظان ، ثم من لا يقع
منه شيء من ذلك ولكنه راض وهو النائم .
والمراد بالأفضلية في هذه الخيرية من يكون أقل شرا ممن فوقه على التفصيل المذكور .
وفيه التحذير من الفتنة ، والحث على اجتناب الدخول فيها ، وأن شرها يكون بحسب التعلق بها . " . انتهى باختصار.
" فتح الباري " (13/30-31) .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب :
الحمد لله
أولا :
الحديث المقصود هو ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( سَتَكُونُ فِتَنٌ ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ ،
وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي ، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ
مِنْ السَّاعِي ، وَمَنْ يُشْرِفْ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ ، وَمَنْ وَجَدَ
مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ )
الراوي: أبو هريرة المحدث:البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7081
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر:صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2886
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وقد روي نحو هذا الحديث عن جماعة كثيرة من الصحابة رضوان الله عليهم .
قال الإمام الترمذي رحمه الله – بعد أن روى نحو هذا الحديث من رواية سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه - :
" وفي الباب عن أبي هريرة ، وخباب بن الأرت ، وأبي بكرة ، وابن مسعود ، وأبي واقد ، وأبي موسى ، وخرشة " انتهى.
ومن أحب أن يطلع على نصوص هذه الأحاديث فليرجع إلى كتاب " إتحاف الجماعة
بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة " للشيخ حمود التويجري رحمه الله ،
في باب " ذكر الفتن والتحذير منها والأمر باعتزالها وكف اللسان واليد فيها
" (1/26-51)
ثانيا :
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ، في شرح معاني الحديث :
" قوله : ( من تَشَرَّفَ لها ) أي : تطلَّع لها ، بأن يتصدى ويتعرض لها ولا يعرض عنها ...
قوله : ( تستشرفه ) أي : تهلكه ، بأن يشرف منها على الهلاك ، يقال استشرفت
الشيء علوته وأشرفت عليه ، يريد من انتصب لها انتصبت له ، ومن أعرض عنها
أعرضت عنه . وحاصله : أن من طلع فيها بشخصه قابلته بشرها .
ويحتمل أن يكون المراد : من خاطر فيها بنفسه أهلكته ، ونحوه قول القائل : من غالبها غلبته.
قوله : ( فمن وجد فيها ملجأ ) أي يلتجئ إليه من شرها .
قوله : ( أو مَعاذا ) هو بمعنى الملجأ .
قوله : ( فليعذ به ) أي : ليعتزل فيه ليسلم من شر الفتنة .
ووقع تفسيره عند مسلم في حديث أبي بكرة ، ولفظه : ( فإذا نَزَلَت فمن كان
له إبل فليلحق بإبله - وذكر الغنم والأرض - قال رجل : يا رسول الله ! أرأيت
من لم يكن له ؟ قال : يعمد إلى سيفه فيدق على حده بحجر ثم لينج إن استطاع )
" انتهى.
" فتح الباري " (13/30) ، وينظر " شرح مسلم " للنووي (18/9) .
الراوي: أبو بكرة نفيع بن الحارث المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2887
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ثالثا :
المراد بهذه الفتن ما يكون بين المسلمين من القتال بالبغي والعدوان ، أو
التنازع على أمور الدنيا ، دون أن يتبين أي الفريقين هو المحق ، أو أيهما
هو المبطل .
قال الإمام النووي رحمه الله :
"وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( القاعد فيها خير من القائم ) إلى آخره ،
فمعناه بيان عظيم خطرها ، والحث على تجنبها ، والهرب منها ، وأن شرها
وفتنتها يكون على حسب التعلق بها" . انتهى.
" شرح مسلم " (18/9-10) .
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" قوله : ( والقاعد فيها خير من القائم ) حكى ابن التين عن الداودي أن
الظاهر أن المراد من يكون مباشرا لها في الأحوال كلها ، يعني أن بعضهم في
ذلك أشد من بعض ، فأعلاهم في ذلك الساعي فيها بحيث يكون سببا لإثارتها ، ثم
من يكون قائما بأسبابها وهو الماشي ، ثم من يكون مباشرا لها وهو القائم ،
ثم من يكون مع النظَّارة [ يعني : المتفرجين ] ولا يقاتل وهو القاعد ، ثم
من يكون مجتنبا لها ولا يباشر ولا ينظر وهو المضطجع اليقظان ، ثم من لا يقع
منه شيء من ذلك ولكنه راض وهو النائم .
والمراد بالأفضلية في هذه الخيرية من يكون أقل شرا ممن فوقه على التفصيل المذكور .
وفيه التحذير من الفتنة ، والحث على اجتناب الدخول فيها ، وأن شرها يكون بحسب التعلق بها . " . انتهى باختصار.
" فتح الباري " (13/30-31) .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب