خلال السنوات الماضية، تحوّل فول الصويا ومشتقاته إلى مرادف للغذاء الصحي... الجميع يريد وضع زيت الصويا في طعامه،
الجميع يريد تغيير نمط غذائه ليصير من الصويا فقط! هل في ذلك بعض المبالغة؟
أم أنّ الصويا بالفعل هي غذاء سحري؟ يحتوي كلّ مئة غرام من فول الصويا على
147 سعرا حراريا، كما أنّها تكون خالية تماماً من الدهون. كما يحتوي
الصويا على الكالسيوم والماغنيسيوم والحديد والزنك وبعض الفيتامينات،
إضافةً إلى أحماض الأوميغا 3.
ويعدّ الصويا مادة غنية جداً بالألياف الغذائية، لهذا فهو مفيد للجهاز
الهضمي، ومحاربة الإمساك، وتجنب مشاكل الكلى. يساعد الصويا في الوقاية من
مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، لأنّه يخفض معدلات الكوليستيرول
الضار ldl، الملفت في الصويا أنّه يحتوي على مواد طبيعية تعيق نمو الخلايا
السرطانية وخصوصاً سرطانات البروستات والثدي وهي مواد مضادة للأكسدة. كما
يحتوي على استروجينات نباتية وهي مواد مماثلة لهرمون الاستروجين الطبيعي في
الجسم الذي يساعد في عملية إنقاص الوزن وحرق الشحوم وتقليل أعراض اليأس
عند النساء. لهذا، فإنّ للصويا دوراً مهماً في الوقاية من ترقق العظام
أيضاً، خصوصاً أن نسبة الكالسيوم في حليب الصويا مثلاً تبلغ 40 في المئة.
كما يساعد في الوقاية من تصلب الشرايين وتراكم الدهون، وضغط الدم ، في كلّ
هذه الحالات، يبدو أنّ الصويا حليف أساسي للمرأة، خصوصاً تلك التي تسعى
للحفاظ على صحتها وصحة عائلتها، لكنّ بعض الدراسات الصادرة حديثاً، جاءت
لتنزع الصويا عن عرشه. إذ لاحظت أنّ بروتينات الصويا لا تقينا من الأمراض
القلبية، وأنّ لا تأثيرا فعلياً لها على خفض نسبة الكوليستيرول في الجسم.
كما يشكك علماء حالياً بفائدة الأستروجين النباتي على المدى الطويل، وإن
كان يملك تأثيراً في خفض احتمالات الإصابة بسرطان الثدي، وترقق العظام. وقد
حذّرت جمعية السرطان الأميركية الناجيات من سرطان الثدي من استهلاك دقيق
الصويا والمكملات الغذائية المشابهة، لأنّ آثاراً معاكسة قد تظهر عليهنّ.
كما شككت في الآمال المعلقة على الصويا كبديل للأستروجين بعد انقطاع الحيض
فهي غامضة وغير واضحة المعالم .
نصيحتنا لك ألا تبالغي في استهلاك الصويا سواء الزيت أو التوفو أو الحبوب
أو المشتقات الأخرى مثل الصلصة، وأن ترفقي دوماً أي تبديل جذري بحميتك
الغذائية باستشارة من خبير. فجسم كلّ امرأة يختلف عن أجسام الأخريات، وما
يفيد غيرك قد يكون ضاراً لك !