الشرط
التاسع : وهو ظهور نار الحجاز ، فعن أبي
هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : (لا
تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض
الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى) رواه
البخاري ، وقد ظهرت هذه النار في منتصف
القرن السابع الهجري في عام 654 هـ ، وكانت
ناراً عظيمة أفاض العلماء ممن عاصر ظهورها
ومن بعدهم بوصفها ، قال النووي : "خرجت
في زماننا نار في المدينة
سنة أربع وخمسين وست مائة وكانت ناراً
عظيمة جداً من جنب المدينة
الشرقي وراء الحرة ، وتواتر
العلم بها عند جميع الشام وسائر البلدان
وأخبرني من حضرها من أهل المدينة" .
ونقل
ابن كثير أن غير واحد من الأعراب ممن كان
بحاضرة بصرى شاهدوا أعناق الإبل في ضوء
هذه النار التي ظهرت من أرض الحجاز ، وذكر
القرطبي في التذكرة أن هذه النار رئيت من
مكة ومن جبال بصرى .
الشرط
العاشر : قتال الترك ، فعن أبي هريرة
رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : (لا
تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك
قوماً وجوههم كالمَجانِّ المطرقة
يلبسون الشعر ويمشون في الشعر) رواه
مسلم ، وقد قاتل المسلمون الترك من عصر
الصحابة رضي الله عنهم وذلك في أول خلافة
بني أميه في عهد معاوية رضي الله عنه ،
وكذلك بعد السنة
الست مائة لما أسعرت الدنيا ناراً خصوصاً
الشرق بأسره حتى لم يبق بلد منه حتى دخله
شرهم ، ثم كان خراب بغداد وقتل الخليفة
المعتصم ، يقول النووي رحمه الله : "قد
وجد قتال هؤلاء الترك بجميع صفاتهم التي
ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم صغار
الأعين حمر الوجوه ذلف الأنف عراض الوجوه
كأن وجوههم المجان المطرقة ينتعلون الشعر
فوجدوا بهذه الصفات
كلها في زماننا وقاتلهم المسلمون مرات
وقتالهم الآن" .
الشرط
الحادي عشر : قتال العجم ،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال
النبي صلى الله عليه وسلم : (لا
تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزاً وكرمان
من الأعاجم حمر الوجوه فطس الأنوف صغار
الأعين كأن وجوههم المجان المطرقة نعالهم
الشعر) رواه البخاري ، فذكر النبي صلى
الله عليه وسلم ظهور خوز وكرمان وهم غير
الترك فيقاتلهم المسلمون .
كما
ورد في حديث آخر أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال : (يوشك أن يكثر فيكم
من العجم أسد لا يفرون
فيقتلون مقاتلتكم ويأكلون فيئكم) رواه
الطبراني .
الشرط
الثاني عشر : ضياع الأمانة
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : (إذا
ضُيعت الأمانة فانتظر الساعة ، قال : كيف
إضاعتها يا رسول
الله ؟ قال إذا أسند الأمر إلى غير أهله
فانتظر الساعة) روه البخاري .
ومن
مظاهر تضييع الأمانة إسناد أمور الناس من
إمارة وخلافة وقضاء ووظائف إلى غير أهلها
القادرين على تسييرها .
الشرط
الثالث عشر : قبض العلم وظهور الجهل ،
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من
أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل) رواه
البخاري ومسلم ، وقبض العلم بقبض العلماء
، قال النووي رحمه الله : "هذا الحديث
يبين أن المراد بقبض العلم في الأحاديث
السابقة المطلقة ليس هو محوه من صدور
حفاظه ولكن معناه أن يموت حملته ويتخذ
الناس جهالاً يحكمون بحهالتهم فيضلون
ويضلون" .
وقال
الذهبي رحمه الله : "وما أوتوا من العلم
إلا قليلاً ، وأما اليوم فما بقي من العلوم
القليلة إلا القليل ، في أناس قليل ، ما
أقل من يعمل منهم بذلك القليل فحسبنا الله
ونعم الوكيل" .
وهذا
في زمان الذهبي رحمه الله فما بالك
بزماننا هذا ؟ فإنه كلما بعد الزمان من عهد
النبوة قل العلم وكثر الجهل ولا
يزال يقبض العلم حتى لا
يعرف من الإسلام إلا اسمه كما قال
النبي صلى الله عليه وسلم : (لا
تقوم الساعة حتى لا يقال
في الأرض الله الله) . رواه مسلم