صَمتِي لَم يَكُن يَومًا ينم عَن الهُدُوء
بَل يَضُج بالصَخَب المُستَتِر
إني أتَجَرع رَشَفَات تَخنُق أوجَاعي فِي صَمتِي
إني أحتَبس كلامًا مُبَعثَر الأحَاسِيس
وفِي ظُلمَة الليل
هُو الوَحِيد الذِي أروي له حِكَايَاتي
بدُون أن أتَكَبد عنَاء الكَلَام
أقف أمَامه عَارية من التَحَفظ فيلتقط آهاتي المُتلاحِقَة
ونَظرات عَينيّ تختلطْ بِظُلمَة آلفتها ...وآلفتنِي
هَل كُنتُ رفِيقَة جَيدَة لك أيُها الأرَق ؟
لَبست رَدَاء الاسْتسلَام وأنقدَتُ نَحْوَك
دَخَلتُ بأسرِك بَلا مُقَاومَة تُذكَر
كَمن تَخَدَر من الإحسَاس
فبَاتتْ كَلِمَاتُه مَنزُوعة من الإحْسَاس
كَحرفِي الجَليدي
وكَلامي الذِي بتُ أخشَى أن يَشيخ من الجُمُود
بِربك أجبني ..
أأنتَ السبب أم طُقُوس الصبَاح الهامشيَة ؟
فبِدَاخلي حنين لحرَارة تلفح مشَاعري
حَنين مُكبل بأصفاد الحيرَة
بدَاخلي سُؤال وألف سُؤال
خَلف السِتَار تزَاحموا بلا إجابة تَرويهم
فهل لِي من مَخرج أتحرر فيه من كُل هذَا ؟
لتتَراقص مشَاعري على أوتَار مَاطِرَة
وتَلهُوا أفكَاري بأريحية عَلى بِسَاط السَلام
دُون أن يُصَاحِبها صُداع مُزمن
دُون أن تحكمنِي بالقُيُود
وتتركنِي محصُورة بينهَا لا أقوى على الحرَاك
ومَا زَال السبب هَاربًا أجهل ملامحهُ
أبحثٌ عَنه بَين تَفَاصيل يَومِي
لعَلِي أعثُر عليه فِي إحدَى عثَراتي
وطَال البَحث وطَال الانتظَار اللامُنتهي !