نوع آخر من النساء
احمد بن عبدالرحمن الصالح
كان الحديث الرئيس الموجه للمرأة المسلمة الذي ينتشر في أدبيات الصحوة الإسلامية
المعاصرة هو الدعوة إلى الحجاب والعفة والتحذير من التبرج والسفور .. ويختلف
أسلوب الخطاب من بيئة إلى أخرى ، ولكنه – في الغالب – لا يتجاوز هذه الدائرة
المحدودة .
ولقد كان هذا الحديث مهماً ، ولازال كذلك ، فالهجمة التغريبية الشرسة – التي
تهاجم المرأة ، لتزج بها في حماة الرذيلة – تزداد يوماً بعد يوم
ولكن العجب أن المرأة – بعد التزامها وعفتها واعتزازها بحجابها – لا زالت تسمع
الخطاب ذاته ، وتعاد عليها الاسطوانة من بداياتها في اكثر من لقاء ، وفي اكثر من
درس ، وفي اكثر من مقالة ..!
والتذكير أمر مطلوب شرعاً .. ولكن ألا توجد موضوعات أخرى تهم المرأة المسلمة ..؟!
شعرت بعض المجلات الإسلامية بأهمية التجديد في معالجة الموضوعات النسائية ، فبدأت
تتحدث عن أزياء المرأة المحجبة ، والتصميم الداخلي للمنزل ، وطرق الغذاء اليومي
.. وأحسنها حالاً تكلمت عن تربية الأولاد ..! وليس عندي اعتراض على طرح مثل هذه
الموضوعات ما دام ملزماً بالضوابط الشرعية ، فهناك شريحة واسعة من المجتمع
النسائي يهمهن ذلك . ولكني أحسب أن الاقتصار عليها ، أو التعامل مع جميع النساء
على هذا الأساس تهميش لهن واستهانة بهن ...!
وإلا فأين خطابنا للمرأة الداعية التي انطلقت بكل صدق وإخلاص ، جادة في التربية
والتعليم ؟!
أين خطابنا للمرأة المعطاء المنتجة التي اصبح همها الأساس هو تعبيد الناس لرب
العالمين ..؟!
أين خطابنا للمرأة المدركة المفكرة ، القادرة على التأمل والنظر ..؟!
إن نسبة غير قليلة من نسائنا يملكن إمكانات كبيرة للإبداع والعطاء ولكنهن مكبلات
بآسار من الرتابة والغفلة ، فهل نستطيع إطلاق تلك الطاقات ، وتوظيفها وفق الأسس
الشرعية المحكمة ، بعيداً عن التمييع والتفريط . لقد سطرت المرأة عبر التاريخ
أروع صور البذل والتضحية ، ووقفت بجوار أخيها الرجل ملبية نداء الحق تستحث بنات
جنسها على الاعتصام بحبل الله المتين ، لا يضرها من خذلها ولا من خالفها ، وواجب
الصحافة الأسرية أن تبرز هذا الجانب العظيم في المرأة ،وتساهم في بنائها وتربيتها
، وتخرج من بوتقة ( الطبق الغذائي ) إلى المخاطبة الناضجة للمرأة المصلحة المبدعة
المفكرة .
احمد بن عبدالرحمن الصالح
كان الحديث الرئيس الموجه للمرأة المسلمة الذي ينتشر في أدبيات الصحوة الإسلامية
المعاصرة هو الدعوة إلى الحجاب والعفة والتحذير من التبرج والسفور .. ويختلف
أسلوب الخطاب من بيئة إلى أخرى ، ولكنه – في الغالب – لا يتجاوز هذه الدائرة
المحدودة .
ولقد كان هذا الحديث مهماً ، ولازال كذلك ، فالهجمة التغريبية الشرسة – التي
تهاجم المرأة ، لتزج بها في حماة الرذيلة – تزداد يوماً بعد يوم
ولكن العجب أن المرأة – بعد التزامها وعفتها واعتزازها بحجابها – لا زالت تسمع
الخطاب ذاته ، وتعاد عليها الاسطوانة من بداياتها في اكثر من لقاء ، وفي اكثر من
درس ، وفي اكثر من مقالة ..!
والتذكير أمر مطلوب شرعاً .. ولكن ألا توجد موضوعات أخرى تهم المرأة المسلمة ..؟!
شعرت بعض المجلات الإسلامية بأهمية التجديد في معالجة الموضوعات النسائية ، فبدأت
تتحدث عن أزياء المرأة المحجبة ، والتصميم الداخلي للمنزل ، وطرق الغذاء اليومي
.. وأحسنها حالاً تكلمت عن تربية الأولاد ..! وليس عندي اعتراض على طرح مثل هذه
الموضوعات ما دام ملزماً بالضوابط الشرعية ، فهناك شريحة واسعة من المجتمع
النسائي يهمهن ذلك . ولكني أحسب أن الاقتصار عليها ، أو التعامل مع جميع النساء
على هذا الأساس تهميش لهن واستهانة بهن ...!
وإلا فأين خطابنا للمرأة الداعية التي انطلقت بكل صدق وإخلاص ، جادة في التربية
والتعليم ؟!
أين خطابنا للمرأة المعطاء المنتجة التي اصبح همها الأساس هو تعبيد الناس لرب
العالمين ..؟!
أين خطابنا للمرأة المدركة المفكرة ، القادرة على التأمل والنظر ..؟!
إن نسبة غير قليلة من نسائنا يملكن إمكانات كبيرة للإبداع والعطاء ولكنهن مكبلات
بآسار من الرتابة والغفلة ، فهل نستطيع إطلاق تلك الطاقات ، وتوظيفها وفق الأسس
الشرعية المحكمة ، بعيداً عن التمييع والتفريط . لقد سطرت المرأة عبر التاريخ
أروع صور البذل والتضحية ، ووقفت بجوار أخيها الرجل ملبية نداء الحق تستحث بنات
جنسها على الاعتصام بحبل الله المتين ، لا يضرها من خذلها ولا من خالفها ، وواجب
الصحافة الأسرية أن تبرز هذا الجانب العظيم في المرأة ،وتساهم في بنائها وتربيتها
، وتخرج من بوتقة ( الطبق الغذائي ) إلى المخاطبة الناضجة للمرأة المصلحة المبدعة
المفكرة .