تستعد مصر للبناء على نجاح رالي الفراعنة الدولي باقامة أطول سباق تحتسب نقاطه محليا في تاريخها مع رياضة السيارات لتسدل الستار على موسم قصير نسبيا بسبب الاحداث السياسية التي تشهدها البلاد.
وبدأت مصر اعتبارا من عام 2009 في تنظيم بطولة محلية للسيارات تتألف من ثلاثة سباقات بينها رالي الفراعنة الذي تحتسب نقاطه أيضا ضمن بطولة العالم للراليات الصحراوية الطويلة لكن بسبب انتفاضة شعبية اطاحت بالرئيس حسني مبارك في فبراير شباط الماضي توقف النشاط المحلي حتى عاد الى الحياة في اكتوبر تشرين الاول الماضي باقامة رالي الفراعنة الذي شهد رغم الظروف السياسية والامنية اقبالا من جانب المتسابقين الاجانب فاق العام الماضي.
وكان السبب في هذا الاقبال هو ان رالي الفراعنة من السباقات الصحراوية الطويلة الذي يحصل الفائز واصحاب المراكز الاولى فيه على نقاط مضاعفة تفوق تلك التي يحصلون عليها في السباقات الصحراوية القصيرة والتي تقام على مدار ثلاثة أيام.
ولاستكمال البطولة المحلية التي يشترط فيها لاعلان الفائز أن يكون قد شارك في سباقين على الأقل أعلن الاتحاد المصري لرياضة السيارات بالاشتراك مع نادي السيارات المصري عن اقامة سباق رالي تحدي صحراء مصر 2011 والذي سيكون الجولة الثانية والاخيرة من البطولة المحلية على امل اعداد المتسابقين المصريين للمشاركة في رالي الفراعنة العام المقبل.
وفي مؤتمر صحفي اقيم اليوم الثلاثاء للاعلان عن فعاليات النسخة الثالثة من رالي تحدي الصحراء الذي سيقام من 25 الى 27 نوفمبر نشرين الثاني الجاري اكد المنظمون ان سباق هذا العام سيوفر الكثير من المتعة والاثارة لعشاق رياضة السرعة والمغامرة في الصحراء من خلال طول مسافته ووعورة تضاريسه اضافة الى انه سيحدد بطل مصر لهذا العام.
وقال احمد السرجاني بطل مصر عام 2009 والذي يشرف على تنظيم رالي تحدي الصحراء 2011 لرويترز "نسخة هذا العام ستكون اطول سباق تحتسب نقاطه محليا تشهده مصر منذ انطلاق بطولتها."
واضاف السائق المصري الذي بدأت مسيرته مع الراليات الصحراوية عام 2000 من خلال المشاركة مع فرق الدعم الفني للمتسابقين كما عمل ملاحا من 2005 الى 2007 حتى نال لقب البطولة المحلية قبل عامين "سيقام الرالي على مرحلتين رئيسيتين بطول الف كيلومتر اضافة الى مرحلة استعراضية لاول مرة في تاريخ السباق سيتاح فيها للجمهور مشاهدة انطلاقته بشكل مبهر."
وتابع "ويتوقع ايضا ان يشهد السباق منافسة شرسة نظرا لانه سيحدد بطل مصر لعام 2011."
ويتصدر كريم الزناتي وملاحه هاني مدبولي من فريق رالي ريد ترتيب السائقين في بطولة مصر للراليات هذا العام فيما يحمل هاني عمر سائق فريق رحالة لقب المسابقة بعد فوزه بالمركز الاول في رالي تحدي الصحراء ايضا في ديسمبر كانون الاول من العام الماضي.
واشار السرجاني (39 عاما) الى ان سباق هذا العام سيمثل صعوبة كبيرة للمتسابقين بعد ان نجح المنظمون في ترتيب مسار يجمع بين الوعورة والكثبان الرملية معا.
وعبر منظم السباق عن امله في ان يكون رالي تحدي الصحراء فرصة جيدة للمتسابقين المصريين للاعداد لرالي الفراعنة الدولي 2012.
ويتوقع مشاركة عشرة فرق محلية في منافسات الرالي اضافة الى 15 متسابقا يشاركون بدافع المغامرة ليصل اجمالي عدد المشاركين في السباق الى 120 فردا بين سائق ومساعد وملاح وطواقم فنية.
من جهته كشف محمد هريدي مدير عام نادي السيارات المصري وعضو مجلس ادارة الاتحاد المحلي ان مصر تقوم بجهود حاليا باعتبارها من اوائل الدول التي انضمت الى الاتحاد الدولي لاعادة رالي دكار الى مساره الرئيسي الذي نقل الى امريكا الجنوبية قبل سنوات لاسباب امنية "شريطة ان تمر مراحله بمصر".
واضاف "نشترط اقامة جزء من رالي دكار في مصر ولن يكون هذا على حساب رالي الفراعنة الذي تقدمنا بطلب رسمي ودفعنا رسوم اقامته في عام 2012 بالفعل وسيوضع مرة جديدة على خارطة بطولة العالم للراليات التي ستعلن بداية العام المقبل خاصة بعد النجاح الكبير لنسخة هذا العام."
وعن الموسم المقبل قال هريدي انه يأمل ان تستقر الاوضاع في مصر بما يسمح باقامة بطولة محلية كاملة من ثلاثة سباقات من اجل تعزيز هذه الرياضة في البلاد.
واشتكى هريدي من بعض الصعوبات التي تواجه نمو الرياضة محليا منها تقادم القوانين المنظمة لها اضافة الى المشاكل الادارية وضعف الرعاية.
وقال "نادي السيارات المصري تأسس قبل عقود طويلة والرياضة في مصر تسبق دولا اخرى في المنطقة تتفوق علينا كثيرا حاليا. السبب في ذلك يرجع الى تقادم القوانين الرياضية التي تنظم عملنا والتي يرجع بعضها للستينات والسبعينات من القرن الماضي اضافة الى صعوبات ادارية وبيروقراطية كما نعاني من ضعف الرعاية في وقت تربح فيه دول لا تبعد عنا كثيرا اموالا طائلة من وراء الاهتمام برياضة السيارات والدراجات النارية والتي اصبحت صناعة كبيرة لكن طريق الالف ميل يبدأ بخطوة."
