الجميع يحبون النهايات السعيدة، وخاصة العظماء ومنهم بالتأكيد ريال مدريد الإسباني، إلا أن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن وحدث ما لم يتوقعه النادي الملكي وهو توقيع النجم البرازيلي الواعد نيمار على عقد جديد مع فريقه سانتوس، لتتبخر آمال الريال في التعاقد معه.
وارتفعت قيمة الشرط الجزائي بعد تعديل العقد وتجديده حتى 2014 إلى 70 مليون يورو، وهو الرقم الذي من المتوقع ألا يقدم الريال بأي حال من الأحوال على دفعه في الفترة الحالية.
وتابع عشاق الريال على مدار الأشهر الماضية المسلسل الذي كان بطله نيمار والصحف الموالية للنادي الملكي، فالأول كان يدلي بتصريحات متوازنة تتحدث تارة عن عشقه لسانتوس وسعيه للبقاء معه، وتارة عن رغبته في الاحتراف بأوروبا، في حين تولت صحيفتي (ماركا) و(أس) الرياضيتين مهمة "تلميع" اللاعب البالغ من العمر 19 عاما بكثرة المقالات والأخبار التي تداولتها عنه بكل نسخها المطبوعة والالكترونية.
وجاءت الصدمة يوم الأربعاء الماضي وقع نيمار على عقده الجديد لتبدأ الصحافة المدريدية في تناول مسألة ضم اللاعب بشكل مختلف عما سبق، خاصة اليوم بعد التصريحات الأخيرة للاعب والتي قال خلالها "أرغب في الاحتراف أوروبا ولكن لماذا أفعل هذا الآن؟".
وقد أثار هذا الأمر حفيظة جريدتي (أس) و(ماركا) الأشهر في إسبانيا لعدة أشياء أهمها أن اللاعب جدد بالفعل تعاقده مع سانتوس، وكون اللاعب تفادى ذكر اسم ريال مدريد بل اكتفى بالاشارة لأوروبا، لهذا لم يكن غريبا أن تنشر الصحيفة الثانية تقريرا مطولا لانتقاد اللاعب بل والتأكيد على أن المدير الفني للفريق، البرتغالي جوزيه مورينيو "في غنى عنه".
وكان لابد من ظهور نظرية المؤامرة، فبعد الأنباء التي تناقلتها بعض الصحف البرازيلية مؤخرا بخصوص أن تجديد تعاقد نيمار مع سانتوس جاء كوسيلة للضغط على الريال لزيادة قيمة الصفقة، وهو الأمر الذي يبدو معقولا، ذهبت جريدة (أس) إلى ما هو أبعد من هذا حيث قالت أن برشلونة هو من يقف وراء هذا الأمر للحصول على خدمات اللاعب دون مقابل في 2014.
وعلى أي حال، فحتى وإن صحت هذه النظرية فإن برشلونة سيكون هو من ضحك أخيرا لأنه أفسد على الريال فرصة التعاقد مع لاعب متميز ليضمنه لنفسه، وإن كانت خاطئة فإن البرسا أيضا لن يكون قد خسر أي شيء لأنه أثبت من قبل قدرته على انجاب المواهب الشابة من ماكينة (لاماسيا).
ونشرت (ماركا) اليوم "تجديد تعاقد نيمار مع سانتوس جاء لينهي صبر مورينيو الذي أخرج اللاعب من خططه المستقبلية، المدرب مستاء من هذا المسلسل ومن كون اللاعب لم يتخذ في أي لحظة خطوات حقيقية نحو اللعب في الريال".
بل وذهبت الجريدة إلى ما هو أبعد من هذا حيث أضافت "حتى لو تم التعاقد معه في المستقبل فإن مورينيو سيحتفظ به كمجرد لاعب إضافي ليس إلا، لأنه بداية من اليوم أصبح غير متهم به، فهو سعيد بمهاجميه الحاليين".
وانتقدت (ماركا) اللاعب وقالت أنه "بلا كلمة" حيث أشارت إلى أنه كان وقع على عقد مبدئي للانضمام للريال وأن كل ما كان ينقص لتفعيله هو توقيع رئيس سانتوس عليه، إلا أنه لم يف بوعده مع الملكي وجدد مع سانتوس.
والحقيقة أن أكبر الفائزين بتجديد اللاعب بعد نيمار نفسه، هو سانتوس لأنه ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد حيث ضمن الاحتفاظ به ومشاركته في مونديال الأندية الشهر المقبل، والابقاء على مصدر دخل كبير للنادي بسبب أرباح الدعايا والاعلانات التي ستحصل عليها خزائنه، خاصة قبل مونديال 2014 بالبرازيل لكونه من أكثر المهاجمين شعبية بأمريكا الجنوبية في الفترة الحالية.
تجدر الاشارة أيضا إلى أن رئيسة البرازيل ديلما روسيف تدخلت بنفسها ولعبت دور الوساطة بين سانتوس والبنك المركزي البرازيلي لكي يحصل النادي على قرض للتجديد لنيمار، إيمانا منها بأن اللاعب الشاب ثروة لا يجب أن تخرج الآن من البلاد.