سالاربور
(الهند) 25 أكتوبر تشرين الأول (خدمة رويترز الرياضية العربية) - ستستضيف
الهند سباقا في بطولة العالم لفورمولا 1 للسيارات للمرة الأولى مطلع
الأسبوع المقبل في استعراض لنمو اقتصادي لا تشعر ميرا ابنة القرية التي تقف
بجوار مستنقع تنبعث منه رائحة كريهة بالقرب من حلبة جديدة كليا مع طفل
تغطيه البثور.
وقالت ميرا وهي أم لأربعة أطفال "ما هي فورمولا 1.
عرفت مؤخرا فقط أن قطعة من أرضنا خصصت لها." ويمكن رؤية الحلبة التي تنيرها
الأضواء الكاشفة وتسع 100 ألف متفرج من عشاق الرياضة من مسافة بعيدة.
وبينما
يرى مؤيدو السباق في إقامته مثالا على قدرة الشركات الخاصة في الهند على
تنظيم أحداث عالمية معقدة وتتطلب تقنية عالية فإن سباق الجائزة الكبرى أجج
مرة أخرى تساؤلات حول المدى الذي يمكن أن تصل إليه البلاد في السير على
طريق العولمة.
وبالنسبة للمنتقدين فإن السباق مثال على النمو
الاقتصادي الخادع فهو حدث للصفوة لا يمكن لمعظم أبناء الشعب الذي يبلغ
تعداده 1.2 مليار نسمة اقتناء ولا حتى أرخص تذاكره.
لكن في هذه اللحظة يتوه هذا التساؤل في خضم الصخب الإعلامي المحيط بالحدث.
وبحضور
المغنية الأمريكية ليدي جاجا وكوكبة من نجوم السينما ولاعبي الكريكيت في
الهند قد يساعد السباق البلاد على استعادة الثقة بعد معاناة في تنظيم دورة
ألعاب الكومنولث حين تسببت فضائح التنظيم في السخرية من القوة الآسيوية
الصاعدة على المسرح العالمي.
والسباق الذي ستنظمه شركة جايبي سبورتس
انترناشونال وهي إحدى شركات مجموعة جايبي العملاقة للتشييد والبنية
التحتية انضم لبرنامج سباقات البطولة قبل حتى أن يحقق أي مكاسب مالية وفي
غياب الفساد والانشاءات المتواضعة التي أثرت سلبا على دورة الكومنولث التي
نظمتها الحكومة.
وقال جايبراكاش جاور رئيس ومؤسس مجموعة جايبي
لوسائل إعلام محلية "فكرة العالم عن الهند ستتغير بعد سباق الجائزة الكبرى
وسينسى الناس ما حدث بسبب ألعاب الكومنولث."
كما يمثل السباق أحدث
مثال على سعي الاتحادات الدولية العالمية للحصول على موطيء قدم في السوق
الآسيوية التي تتمتع بقاعدة من مليارات المشاهدين للتلفزيون. وجذبت الهند
بالفعل اهتمام أندية كرة قدم كبرى في اوروبا.
لكن رغم ذلك فإن الهند
لا تزال تلهث للحاق بقوى اقتصادية صاعدة أخرى. ونظمت الصين بنجاح دورة
الألعاب الاولمبية في حين تستعد البرازيل لاستضافة نهائيات كأس العالم
المقبلة لكرة القدم في 2014 وبعدها روسيا في 2018 في حين ستستضيف البرازيل
أيضا الدورة الاولمبية في 2016.
لكن ما هو يا ترى ثمن لعبة الهيمنة هذه؟
وأثار
البذخ الذي يصاحب تنظيم السباق والشكوك حول تخصيص الأرض من أجل إقامة
الحلبة موجة من الانتقادات. ويشير منتقدون إلى هذا كمثال لأخطاء في تحديد
الأولويات في بلد ينافس بلدان جنوب الصحراء في افريقيا من حيث مستويات سوء
التغذية.
وسعر أقل تذكرة للسباق 2500 روبية (نحو 50 دولارا) وهو نصف
راتب عامل نظافة. وأغلى سعر لتذاكر للأماكن المخصصة للشركات يبلغ 200 ألف
دولار وهذه نفدت كلها بالفعل.
وحين وضعت خطط لاستضافة السباق في 2009 رفضها وزير الرياضة وقتها ام.اس جيل معتبرا أنها "ترفيه باهظ التكلفة."
وقال
المحلل السياسي بارانجوي جوها ثاكوراتا "بطرق عديدة يجسد السباق ما هو خطأ
في البلاد. يرغب قطاع في الهند أن يبلغ العالم مدى سرعة النمو هنا. فقط
تعالوا إلى هنا وشاهدوا الجور والفقر على الأرض وراقبوا بأنفسكم."
وتقع
الحلبة في ولاية اوتار براديش بغرب البلاد وتبعد بنحو ساعة واحدة بالسيارة
من نيودلهي وهي متصلة بطريق سريع أنشيء مؤخرا يربطها بالضواحي الحديثة من
العاصمة حيث توجد العديد من المباني الإدارية والكليات قيد الإنشاء.
وبين
مدرجات الحلبة حيث تقف سيارات فارهة اعتادت نساء هنديات فقيرات استخدام
المقشات والأيدي لإزالة الغبار والحجارة من نهر الطريق بينما يلعب الأطفال
في الجوار.
وفي قرية سالاربور تقف ميرا وهي غير متعلمة ولا تعرف
عمرها على وجه الدقة وهي تحمل طفلا بين ذراعيها. وعانى الطفل من الملاريا
مرتين. وفي المياه الراكدة خلفها هناك قاذورات.
وقالت ميرا "لا أفهم الفكرة من وراء القيام بسباقات للسيارات من أجل الترفيه. أيدفع الناس مالا لمشاهدة هذا؟ مثل الأفلام؟"
وغير بعيد يكد عمال لرش الأشجار المهذبة في حديقة مجاورة للحلبة. أما ميرا فتسير لنحو نصف ساعة على قدميها للوصول إلى أقرب مضخة ماء.
(الهند) 25 أكتوبر تشرين الأول (خدمة رويترز الرياضية العربية) - ستستضيف
الهند سباقا في بطولة العالم لفورمولا 1 للسيارات للمرة الأولى مطلع
الأسبوع المقبل في استعراض لنمو اقتصادي لا تشعر ميرا ابنة القرية التي تقف
بجوار مستنقع تنبعث منه رائحة كريهة بالقرب من حلبة جديدة كليا مع طفل
تغطيه البثور.
وقالت ميرا وهي أم لأربعة أطفال "ما هي فورمولا 1.
عرفت مؤخرا فقط أن قطعة من أرضنا خصصت لها." ويمكن رؤية الحلبة التي تنيرها
الأضواء الكاشفة وتسع 100 ألف متفرج من عشاق الرياضة من مسافة بعيدة.
وبينما
يرى مؤيدو السباق في إقامته مثالا على قدرة الشركات الخاصة في الهند على
تنظيم أحداث عالمية معقدة وتتطلب تقنية عالية فإن سباق الجائزة الكبرى أجج
مرة أخرى تساؤلات حول المدى الذي يمكن أن تصل إليه البلاد في السير على
طريق العولمة.
وبالنسبة للمنتقدين فإن السباق مثال على النمو
الاقتصادي الخادع فهو حدث للصفوة لا يمكن لمعظم أبناء الشعب الذي يبلغ
تعداده 1.2 مليار نسمة اقتناء ولا حتى أرخص تذاكره.
لكن في هذه اللحظة يتوه هذا التساؤل في خضم الصخب الإعلامي المحيط بالحدث.
وبحضور
المغنية الأمريكية ليدي جاجا وكوكبة من نجوم السينما ولاعبي الكريكيت في
الهند قد يساعد السباق البلاد على استعادة الثقة بعد معاناة في تنظيم دورة
ألعاب الكومنولث حين تسببت فضائح التنظيم في السخرية من القوة الآسيوية
الصاعدة على المسرح العالمي.
والسباق الذي ستنظمه شركة جايبي سبورتس
انترناشونال وهي إحدى شركات مجموعة جايبي العملاقة للتشييد والبنية
التحتية انضم لبرنامج سباقات البطولة قبل حتى أن يحقق أي مكاسب مالية وفي
غياب الفساد والانشاءات المتواضعة التي أثرت سلبا على دورة الكومنولث التي
نظمتها الحكومة.
وقال جايبراكاش جاور رئيس ومؤسس مجموعة جايبي
لوسائل إعلام محلية "فكرة العالم عن الهند ستتغير بعد سباق الجائزة الكبرى
وسينسى الناس ما حدث بسبب ألعاب الكومنولث."
كما يمثل السباق أحدث
مثال على سعي الاتحادات الدولية العالمية للحصول على موطيء قدم في السوق
الآسيوية التي تتمتع بقاعدة من مليارات المشاهدين للتلفزيون. وجذبت الهند
بالفعل اهتمام أندية كرة قدم كبرى في اوروبا.
لكن رغم ذلك فإن الهند
لا تزال تلهث للحاق بقوى اقتصادية صاعدة أخرى. ونظمت الصين بنجاح دورة
الألعاب الاولمبية في حين تستعد البرازيل لاستضافة نهائيات كأس العالم
المقبلة لكرة القدم في 2014 وبعدها روسيا في 2018 في حين ستستضيف البرازيل
أيضا الدورة الاولمبية في 2016.
لكن ما هو يا ترى ثمن لعبة الهيمنة هذه؟
وأثار
البذخ الذي يصاحب تنظيم السباق والشكوك حول تخصيص الأرض من أجل إقامة
الحلبة موجة من الانتقادات. ويشير منتقدون إلى هذا كمثال لأخطاء في تحديد
الأولويات في بلد ينافس بلدان جنوب الصحراء في افريقيا من حيث مستويات سوء
التغذية.
وسعر أقل تذكرة للسباق 2500 روبية (نحو 50 دولارا) وهو نصف
راتب عامل نظافة. وأغلى سعر لتذاكر للأماكن المخصصة للشركات يبلغ 200 ألف
دولار وهذه نفدت كلها بالفعل.
وحين وضعت خطط لاستضافة السباق في 2009 رفضها وزير الرياضة وقتها ام.اس جيل معتبرا أنها "ترفيه باهظ التكلفة."
وقال
المحلل السياسي بارانجوي جوها ثاكوراتا "بطرق عديدة يجسد السباق ما هو خطأ
في البلاد. يرغب قطاع في الهند أن يبلغ العالم مدى سرعة النمو هنا. فقط
تعالوا إلى هنا وشاهدوا الجور والفقر على الأرض وراقبوا بأنفسكم."
وتقع
الحلبة في ولاية اوتار براديش بغرب البلاد وتبعد بنحو ساعة واحدة بالسيارة
من نيودلهي وهي متصلة بطريق سريع أنشيء مؤخرا يربطها بالضواحي الحديثة من
العاصمة حيث توجد العديد من المباني الإدارية والكليات قيد الإنشاء.
وبين
مدرجات الحلبة حيث تقف سيارات فارهة اعتادت نساء هنديات فقيرات استخدام
المقشات والأيدي لإزالة الغبار والحجارة من نهر الطريق بينما يلعب الأطفال
في الجوار.
وفي قرية سالاربور تقف ميرا وهي غير متعلمة ولا تعرف
عمرها على وجه الدقة وهي تحمل طفلا بين ذراعيها. وعانى الطفل من الملاريا
مرتين. وفي المياه الراكدة خلفها هناك قاذورات.
وقالت ميرا "لا أفهم الفكرة من وراء القيام بسباقات للسيارات من أجل الترفيه. أيدفع الناس مالا لمشاهدة هذا؟ مثل الأفلام؟"
وغير بعيد يكد عمال لرش الأشجار المهذبة في حديقة مجاورة للحلبة. أما ميرا فتسير لنحو نصف ساعة على قدميها للوصول إلى أقرب مضخة ماء.