عز الدين الكلاوي هو إعلامي مصري كبير، تقلد العديد من المهام في عالم الإعلام العربي، حيث شغل منصب نائب رئيس تحرير "الأهرام" المصرية، كما كان مسؤولا عن تحرير صحيفة "الرياضية" اليومية السعودية في الثمانينات، وساهم في إصدار مجلة "سوبر" الإماراتية، وعمل مديرا لتحريرها حتى عام 2009، كما شغل منصب رئيس تحرير القسم الرياضي لمدة عام في قناة "بينونة" التلفزيونية بالإمارات حتى استقال في فبراير الماضي، يتحدث إلى جريدة "الهداف الدولي" عن الكثير من الأمور منها كيفية تعيينه رئيسا لتحريرموقع "كووورة" ومشاريعه المستقبلية، كما يكشف لأول مرة خطة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري "جوزيف بلاتر" لإسقاط القطري "محمد بن همام" الذي كان مرشحا لرئاسة الفيفا في قضية الرشاوى، وعن العديد من الأمور الأخرى في الحوار الحصري الذي أجراه محمد الأمين بين شبير
أولا نرحب بك في جريدة الهداف، ونبارك لك على تعيينك كرئيس تحرير لموقع كبير مثل كووورة...
شكرا لكم على هذه الفرصة للتحدث إلى الجماهير الرياضية العربية عموما، والجزائرية خصوصا عن طريق جريدتكم، كما أشكركم على التهنئة، أتمنى أن نكون عند حسن ظن الجميع.
العديد من الصحفيين العرب يملكون باعا أطول منك، وهم ربما أجدر منك بحمل مسؤولية مثل هذه، على أي أساس تم اختيارك لشغل هذا المنصب؟
هذا الكلام لم أسمعه من قبل...وعلى كل حال فإنني إنسان يحب التغيير والمرور إلى خطوة جديدة كل مرة،على كل حال، كنت مديرا لتحرير مجلة "سوبر" "الإماراتية"، وبعد توقفها عن الصدور، كان لدي عروض كثيرة، إلا أنني كنت أفاضل بين العودة إلى القاهرة ومباشرة العمل الصحفي كما كنت في السابق، أو قبول عرض صديقي مدير ومالك موقع "كووورة" "خالد الدوسري" الذي عرض علي رئاسة تحرير الموقع.
وماذا حدث بعدها؟
بعدها قررت قبول عرض موقع كووورة لأنه يتماشى مع طموحاتي، لما فيه من تحديات، إضافة إلى أن مقالاتي كانت تنشر في الكثير من الأحيان على المواقع العربية الكبرى مثل كووورة وإيلاف وغيرها، وهو ما أكسبني اهتماما بالصحافة الإلكترونية، واستخلصت نتيجة مفادها أن الرهان القادم في الإعلام سيكون في هذا النوع.
هناك العديد من الحساسيات بين مختلف منتديات البلدان العربية في الموقع، ما موقفكم من هذا؟
الحساسيات في الموقع غير موجودة تماما، وأنا متأكد مما أقول، فنحن المسؤولون عن التحرير نراقب الأوضاع دائما، ونقرأ المواضيع قبل أن تنشر ونحاول تصحيحها، والمواضيع التي تثير فتنة بين الناس لا تنشر، أما إذا كنت تتحدث عن الاختلافات في وجهات النظر في المنتديات، فذلك لا دخل لنا فيه، لأن المشاركة في المنتديات مبنية على عضويات لا نعرف أصحابها، إلا أننا نضع شروطا وعقوبات في حال ما إذا تجاوز أحدهم الحدود.
لماذا لا توظفون صحفيين متمرسين للقضاء على ضعف اللغة المستعملة في الموقع، هل هو مشكل مالي، أم ماذا؟
ما تقوله صحيح، نحن نعاني من هذه الناحية، والسبب في ذلك ليس ماديا، أو أننا لسنا قادرين على التعاقد مع صحفيين متمرسين، وإنما السرعة الكبيرة في الكتابة من أجل الحفاظ على آنية الخبر تفرض وقوع مثل هذه الأخطاء اللغوية، ولكننا في المقابل نعمل على تحسين المستوى دائما، كما أننا نرحب بالصحفيين الذين باستطاعتهم جلب الإضافة اللازمة للموقع.
هناك من يقول أن موقع "كووورة" قد تحول من موقع عربي إلى موقع مصري، هل هذا صحيح؟
لا ،هذا ليس صحيحا 100 %، ولو أنه يحمل بعض الصحة، لأننا نتعامل مع الصحفيين المصريين ربما أكثر من غيرهم من الصحفيين العرب، وذلك راجع لأسباب تقنية بحتة، بما أن التعامل مع المصريين يعطينا خاصية السرعة في نقل الأخبار والمستجدات، وعندما تسلمت مقاليد الموقع كنا نعتمد على اشتراكاتنا في بعض وكالات الأنباء العالمية، فمثلا لم نكن نملك أي مراسل رسمي من الجزائر، إلا أننا الآن نمتلك مراسلين.
ما حقيقة الصراعات الموجودة بين الصحفيين العرب في الموقع؟
لا، أبدا، هذا غير صحيح، نحن مبدأنا في الموقع هو "الرأي حر، والخبر مقدس" وهو ما معناه أننا نقدس الخبر ولا نغير فيه أي شيء من ناحية الوقائع، لذلك فإن ما يقال عن وجود صراعات بين صحفيينا ليس صحيحا تماما، فالأخبار عندنا ممنوعة من التلبس بلون عنصري، فالخبر عندنا خبر وفقط.
هناك أخبار عن أن مجموعة من الصحفيين القدماء رفضوا العمل معك، هل هذا صحيح؟
هذا بصراحة واختصار كلام عار من الصحة وغير صحيح بتاتا، فأنا لم تصلني أي أخبار عن معارضة صحفيين في الموقع للعمل تحت رئاستي.
تشغل منصب رئاسة التحرير ل"كووورة" ما هو الجديد الذي جلبته للموقع؟
أولا، بدأنا ندخل مرحلة احترافية أكثر من السابق، حيث كنا نعمل على أساس اشتراكاتنا في بعض وكالات الأنباء العالمية مثل "رويترز"، إلا أننا الآن نعتمد على صحفيين رسميين خاصين بالموقع من مختلف أنحاء العالم العربي، كما أننا بدأنا نحصل على حوارات وأخبار حصرية لموقع كووورة، ونحن نعمل دائما على التحسن والتقدم أكثر في المستقبل.
هاجمت في حوار سابق الفيفا، وقلت أنه لا يعترف بالاتحاد العربي، ولا ببطولاته التي ينظمها، لماذا هذا الكلام؟
نحن كعرب لنا مآخذ كبيرة وكثيرة على الاتحاد الدولي لكرة القدم، فالموقف مع المرشح السابق لرئاسة الفيفا "محمد بن همام" بيًن عنصرية المسؤولين عن هذه الهيئة، وحتى في حملته الانتخابية لعهدة جديدة، قال بلاتر أن رئاسة بن همام للفيفا ستكون كارثة...لماذا كل هذا؟ ألأن بن همام مسلم عربي وليس أوروبيا؟.
إذا فالمشكل عنصري يتعلق بالعرق والدين أليس كذلك؟
هذا صحيح، بالإضافة إلى أمور أخرى، من منا لا يذكر جاك وارنر الترينيدادي الذي ثبت تعاطيه للرشوة في العديد من المرات، ولم يحدث له أي شيء، ولم تلصق به أية فضيحة على غرار بن همام، مع العلم أنه هو من ورط بن همام، وسأقول لك لماذا...
تفضل...
لأنه من المقربين إلى بلاتر، كما أنه يعرف كل ملفات رئيس الفيفا، وعليه فهو محمي من طرفه، وكان يواصل مهامه في كل مرة كأن شيئا لم يكن، وأقول لك شيئا آخر.
ما هو؟
أنا شخصيا أعتقد أن ما تعرض له بن همام مؤامرة خبيثة ضد كل العرب والمسلمين وليس ضد بن همام وحده، ومن جهتي فإن بن همام بريء حتى يثبت اتهامه، ولم يثبت اتهامه بعد، ما حدث هو أن بلاتر خطط لإسقاط بن همام في فضيحة كبيرة، لضرب قاعدته وتشويه صورته وصورة العرب والمسلمين بصفة عامة.
إذن وارنر ورط بن همام بتوجيه من بلاتر، كيف ذلك؟
نعلم أن وارنر هو من ورط بن همام، وذلك بتنظيم اجتماع في بلده الأصلي ترينيداد وتوباجو، دعي إليه مجموعة من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم، ورؤساء اتحادات كرة القدم دول أخرى، وذلك على حساب بن همام.
هذا صحيح، ولكن أين المشكل في استقبال رؤساء الاتحادات لحصد الدعم؟
وهو ما اعتبر رشوة، في حين أنه وفي نفس الفترة أقام بلاتر اجتماعا بنفس المعايير لحشد التأييد لصالحه في جوهانسبورج بجنوب إفريقيا وحضره أكثر من 30 رئيسا لاتحادات كرة القدم في إفريقيا، من الذي مول هذا ودفع الأموال من أجل تنظيم هذا الاجتماع؟ ليس من المعقول أن تكون جنوب إفريقيا، إذن فهو بلاتر أو شخصيات كبيرة تدعمه، لماذا لم يتهمه أي أحد بتقديم الرشاوى؟...
لماذا حسب رأيك؟
لأن بلاتر يعرف كيف يتستر على نفسه، وكيف ينظم جرائمه، إنها ببساطة جرائم منظمة.
إذن فما رأيك في بلاتر بصراحة؟
بلاتير شخص فاسد وعنصري، ولا يصلح لأن يكون رئيسا لأكبر منظمة كروية في العالم، كما أنه لا يعمل وحيدا، وإنما بالتعاون مع هيئات وأشخاص ذوي نفوذ كبير.
هل من دليل على هذا الكلام؟
الدليل على ذلك ما حصل لبن همام عندما رفض منحه تأشيرة الدخول إلى الأراضي الأمريكية لحضور الجمعية العامة للكونكاكاف إلى غاية نهاية فعالياتها، رغم أنه مرشح لرئاسة الفيفا، حتى أن سكرتير بن همام حصل على التأشيرة وبن همام نفسه لم يحصل عليها بتخطيط شيطاني من وارنر وبلاتر.
ولكن لماذا يرسم بلاتر ووارنر مثل هذه الخطة لبن همام؟
حتى يضطر بن همام إلى سلك الطريق التي رسمها له هذان الشخصان للالتقاء بأعضاء الكونكاكاف بتلك الطريقة في ترينيداد وتوباغو، وبالتالي توريطه في قضية الرشاوى.
ولكن أين الدليل الملموس على هذا الكلام؟
هذا هو المشكل الأكبر، فنحن العرب وحتى الكثير من الاتحادات الأوروبية نعلم مدى فساد بلاتر وهيئته، إلا أننا لا نستطيع أن نفضحه، لأنه شخص يعرف كيف يتستر على جرائمه وكيف يخطط لها بعناية، وبمساعدة وحماية شخصيات نافذة في عالم الرياضة وحتى السياسة.
كيف ذلك؟
بلاتر مثلا تكلم عن فتح الملفات الغامضة في الفيفا، كملفات التسويق المشكوك فيها وغيرها من الملفات، إلا أننا نعلم مسبقا أنه يريد ذر الرماد على العيون لا غير، ولكننا للأسف لا نملك سوى أن نقول في صحافتنا إنه فاسد.
كما أنك هاجمت الاتحادات العربية لكرة القدم ووصفتها بضعيفة المستوى الشخصية والتنظيم...
نعم هذا صحيح، هناك اتحادات عربية ضعيفة المستوى والتنظيم، وهو ما يضر الكرة العربية كثيرا، فنحن العرب نريد احتراف كرة القدم وفي المقابل نوظف الهواة على رأس كرتنا، إلا أن هذا الكلام لا يعمم، فهناك اتحادات عرفت مكمن العيوب، وهي تعمل على تصحيحها، وبدأت تستعين بالمحترفين من أجل تسيير أمور كرة القدم...
الاتحادي الجزائري مثلا...؟
نعم مثل الاتحاد الجزائري وحتى الإماراتي الذي دخل مرحلة احترافية ستصحح الأخطاء، وستعطي الثمار المرجوة مع الوقت.
ماذا عن الاتحاد المصري؟
الإتحاد المصري لازال لم يدخل في عالم الاحترافية، والاتحادية الجزائرية مثلا تتفوق عليها كثيرا في هذا المجال، لقد تجاوزنا زمن الرئاسة الشرفية بدون مقابل وما إلى ذلك من الأمور الهاوية، يجب علينا أن نكلف أشخاصا محترفين، وأن نصرف الأموال من أجل تحسين الكرة في بلداننا.
بالحديث عن مصر، اتخذت موقفا طيبا خلال أزمة اللقاء أمام الجزائر، لماذا لم تتبع رأي غالبية الإعلاميين في بلدك؟
يا أخي الجزائريون والمصريون إخوان، لا يفرقهم لقاء كرة قدم، فالموقف الذي اتخذته إبان الأزمة كان ما يجب القيام به، أما عن بقية زملائي الإعلاميين المصريين، فلا يجب أن نآخذهم كثيرا على ما قالوا أو فعلوا.
كيف لا نآخذ من شتم شهداءنا الأبرار، ونعتهم بالكلاب؟
صحيح أن بعض الإعلاميين من الطرفين تعدوا الخطوط الحمراء، إلا أن ما لا تعلمه، هو أن وزير الإعلام المصري خلال النظام السابق "أنس الفقي" مارس ضغوطا كبيرة على الإعلاميين وصلت حد التهديد بأمور كبيرة، مقابل أن يشتموا الجزائريين ويصفونهم بما وصفوهم، وجعلهم يظهرون على أساس أنهم أعداء في أعين الشعب المصري.
ولكن لماذا؟
كل ذلك كان من أجل أن تمرر أفكار ومشاريع سياسية للشارع المصري بطريقة خبيثة، فبعد ما حصل وبعد أن ثار المصريون ضد الجزائريين مباشرة، عرف مبارك وأبناءه خاصة جمال كيف يستثمرون في الأوضاع، حيث خطبوا في الشعب المصري كثيرا وكسبوا تعاطف شريحة كبيرة، إلا أن الأمور كلها انكشفت بفضل الله.
وماذا كان رأيك بالجزائريين بكل صراحة؟
سبق لي وأن زرت الجزائر بمناسبة حفل "الكرة الذهبية" التي تمنحها جريدة "الهداف" لأحسن لاعب جزائري للموسم، وقد انبهرت بالأخلاق الجزائرية والجزائريين، كما أنني أنبهرت بحفل الكرة الذهبية الذي كان في غاية الروعة، والذي أتمنى أن يتطور في المستقبل ويصبح "الكرة الذهبية الإفريقية"، لأن الهداف جريدة رياضية رائدة وما تقوم به مفخرة لكل الجزائريين.
كلمة أخيرة...
شكرا لكم على منحي الفرصة لمخاطبة الجماهير الرياضية العربية عموما، والجماهير الجزائرية والمصرية خصوصا عبر جريدتكم، وأتمنى أن أعيد زيارة الجزائر في أقرب فرصة، كما أنني أدعوكم في المقابل على زيارتي في مصر أو البحرين أين يكمن مقر عملي وشكرا مرة أخرى.
أولا نرحب بك في جريدة الهداف، ونبارك لك على تعيينك كرئيس تحرير لموقع كبير مثل كووورة...
شكرا لكم على هذه الفرصة للتحدث إلى الجماهير الرياضية العربية عموما، والجزائرية خصوصا عن طريق جريدتكم، كما أشكركم على التهنئة، أتمنى أن نكون عند حسن ظن الجميع.
العديد من الصحفيين العرب يملكون باعا أطول منك، وهم ربما أجدر منك بحمل مسؤولية مثل هذه، على أي أساس تم اختيارك لشغل هذا المنصب؟
هذا الكلام لم أسمعه من قبل...وعلى كل حال فإنني إنسان يحب التغيير والمرور إلى خطوة جديدة كل مرة،على كل حال، كنت مديرا لتحرير مجلة "سوبر" "الإماراتية"، وبعد توقفها عن الصدور، كان لدي عروض كثيرة، إلا أنني كنت أفاضل بين العودة إلى القاهرة ومباشرة العمل الصحفي كما كنت في السابق، أو قبول عرض صديقي مدير ومالك موقع "كووورة" "خالد الدوسري" الذي عرض علي رئاسة تحرير الموقع.
وماذا حدث بعدها؟
بعدها قررت قبول عرض موقع كووورة لأنه يتماشى مع طموحاتي، لما فيه من تحديات، إضافة إلى أن مقالاتي كانت تنشر في الكثير من الأحيان على المواقع العربية الكبرى مثل كووورة وإيلاف وغيرها، وهو ما أكسبني اهتماما بالصحافة الإلكترونية، واستخلصت نتيجة مفادها أن الرهان القادم في الإعلام سيكون في هذا النوع.
هناك العديد من الحساسيات بين مختلف منتديات البلدان العربية في الموقع، ما موقفكم من هذا؟
الحساسيات في الموقع غير موجودة تماما، وأنا متأكد مما أقول، فنحن المسؤولون عن التحرير نراقب الأوضاع دائما، ونقرأ المواضيع قبل أن تنشر ونحاول تصحيحها، والمواضيع التي تثير فتنة بين الناس لا تنشر، أما إذا كنت تتحدث عن الاختلافات في وجهات النظر في المنتديات، فذلك لا دخل لنا فيه، لأن المشاركة في المنتديات مبنية على عضويات لا نعرف أصحابها، إلا أننا نضع شروطا وعقوبات في حال ما إذا تجاوز أحدهم الحدود.
لماذا لا توظفون صحفيين متمرسين للقضاء على ضعف اللغة المستعملة في الموقع، هل هو مشكل مالي، أم ماذا؟
ما تقوله صحيح، نحن نعاني من هذه الناحية، والسبب في ذلك ليس ماديا، أو أننا لسنا قادرين على التعاقد مع صحفيين متمرسين، وإنما السرعة الكبيرة في الكتابة من أجل الحفاظ على آنية الخبر تفرض وقوع مثل هذه الأخطاء اللغوية، ولكننا في المقابل نعمل على تحسين المستوى دائما، كما أننا نرحب بالصحفيين الذين باستطاعتهم جلب الإضافة اللازمة للموقع.
هناك من يقول أن موقع "كووورة" قد تحول من موقع عربي إلى موقع مصري، هل هذا صحيح؟
لا ،هذا ليس صحيحا 100 %، ولو أنه يحمل بعض الصحة، لأننا نتعامل مع الصحفيين المصريين ربما أكثر من غيرهم من الصحفيين العرب، وذلك راجع لأسباب تقنية بحتة، بما أن التعامل مع المصريين يعطينا خاصية السرعة في نقل الأخبار والمستجدات، وعندما تسلمت مقاليد الموقع كنا نعتمد على اشتراكاتنا في بعض وكالات الأنباء العالمية، فمثلا لم نكن نملك أي مراسل رسمي من الجزائر، إلا أننا الآن نمتلك مراسلين.
ما حقيقة الصراعات الموجودة بين الصحفيين العرب في الموقع؟
لا، أبدا، هذا غير صحيح، نحن مبدأنا في الموقع هو "الرأي حر، والخبر مقدس" وهو ما معناه أننا نقدس الخبر ولا نغير فيه أي شيء من ناحية الوقائع، لذلك فإن ما يقال عن وجود صراعات بين صحفيينا ليس صحيحا تماما، فالأخبار عندنا ممنوعة من التلبس بلون عنصري، فالخبر عندنا خبر وفقط.
هناك أخبار عن أن مجموعة من الصحفيين القدماء رفضوا العمل معك، هل هذا صحيح؟
هذا بصراحة واختصار كلام عار من الصحة وغير صحيح بتاتا، فأنا لم تصلني أي أخبار عن معارضة صحفيين في الموقع للعمل تحت رئاستي.
تشغل منصب رئاسة التحرير ل"كووورة" ما هو الجديد الذي جلبته للموقع؟
أولا، بدأنا ندخل مرحلة احترافية أكثر من السابق، حيث كنا نعمل على أساس اشتراكاتنا في بعض وكالات الأنباء العالمية مثل "رويترز"، إلا أننا الآن نعتمد على صحفيين رسميين خاصين بالموقع من مختلف أنحاء العالم العربي، كما أننا بدأنا نحصل على حوارات وأخبار حصرية لموقع كووورة، ونحن نعمل دائما على التحسن والتقدم أكثر في المستقبل.
هاجمت في حوار سابق الفيفا، وقلت أنه لا يعترف بالاتحاد العربي، ولا ببطولاته التي ينظمها، لماذا هذا الكلام؟
نحن كعرب لنا مآخذ كبيرة وكثيرة على الاتحاد الدولي لكرة القدم، فالموقف مع المرشح السابق لرئاسة الفيفا "محمد بن همام" بيًن عنصرية المسؤولين عن هذه الهيئة، وحتى في حملته الانتخابية لعهدة جديدة، قال بلاتر أن رئاسة بن همام للفيفا ستكون كارثة...لماذا كل هذا؟ ألأن بن همام مسلم عربي وليس أوروبيا؟.
إذا فالمشكل عنصري يتعلق بالعرق والدين أليس كذلك؟
هذا صحيح، بالإضافة إلى أمور أخرى، من منا لا يذكر جاك وارنر الترينيدادي الذي ثبت تعاطيه للرشوة في العديد من المرات، ولم يحدث له أي شيء، ولم تلصق به أية فضيحة على غرار بن همام، مع العلم أنه هو من ورط بن همام، وسأقول لك لماذا...
تفضل...
لأنه من المقربين إلى بلاتر، كما أنه يعرف كل ملفات رئيس الفيفا، وعليه فهو محمي من طرفه، وكان يواصل مهامه في كل مرة كأن شيئا لم يكن، وأقول لك شيئا آخر.
ما هو؟
أنا شخصيا أعتقد أن ما تعرض له بن همام مؤامرة خبيثة ضد كل العرب والمسلمين وليس ضد بن همام وحده، ومن جهتي فإن بن همام بريء حتى يثبت اتهامه، ولم يثبت اتهامه بعد، ما حدث هو أن بلاتر خطط لإسقاط بن همام في فضيحة كبيرة، لضرب قاعدته وتشويه صورته وصورة العرب والمسلمين بصفة عامة.
إذن وارنر ورط بن همام بتوجيه من بلاتر، كيف ذلك؟
نعلم أن وارنر هو من ورط بن همام، وذلك بتنظيم اجتماع في بلده الأصلي ترينيداد وتوباجو، دعي إليه مجموعة من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم، ورؤساء اتحادات كرة القدم دول أخرى، وذلك على حساب بن همام.
هذا صحيح، ولكن أين المشكل في استقبال رؤساء الاتحادات لحصد الدعم؟
وهو ما اعتبر رشوة، في حين أنه وفي نفس الفترة أقام بلاتر اجتماعا بنفس المعايير لحشد التأييد لصالحه في جوهانسبورج بجنوب إفريقيا وحضره أكثر من 30 رئيسا لاتحادات كرة القدم في إفريقيا، من الذي مول هذا ودفع الأموال من أجل تنظيم هذا الاجتماع؟ ليس من المعقول أن تكون جنوب إفريقيا، إذن فهو بلاتر أو شخصيات كبيرة تدعمه، لماذا لم يتهمه أي أحد بتقديم الرشاوى؟...
لماذا حسب رأيك؟
لأن بلاتر يعرف كيف يتستر على نفسه، وكيف ينظم جرائمه، إنها ببساطة جرائم منظمة.
إذن فما رأيك في بلاتر بصراحة؟
بلاتير شخص فاسد وعنصري، ولا يصلح لأن يكون رئيسا لأكبر منظمة كروية في العالم، كما أنه لا يعمل وحيدا، وإنما بالتعاون مع هيئات وأشخاص ذوي نفوذ كبير.
هل من دليل على هذا الكلام؟
الدليل على ذلك ما حصل لبن همام عندما رفض منحه تأشيرة الدخول إلى الأراضي الأمريكية لحضور الجمعية العامة للكونكاكاف إلى غاية نهاية فعالياتها، رغم أنه مرشح لرئاسة الفيفا، حتى أن سكرتير بن همام حصل على التأشيرة وبن همام نفسه لم يحصل عليها بتخطيط شيطاني من وارنر وبلاتر.
ولكن لماذا يرسم بلاتر ووارنر مثل هذه الخطة لبن همام؟
حتى يضطر بن همام إلى سلك الطريق التي رسمها له هذان الشخصان للالتقاء بأعضاء الكونكاكاف بتلك الطريقة في ترينيداد وتوباغو، وبالتالي توريطه في قضية الرشاوى.
ولكن أين الدليل الملموس على هذا الكلام؟
هذا هو المشكل الأكبر، فنحن العرب وحتى الكثير من الاتحادات الأوروبية نعلم مدى فساد بلاتر وهيئته، إلا أننا لا نستطيع أن نفضحه، لأنه شخص يعرف كيف يتستر على جرائمه وكيف يخطط لها بعناية، وبمساعدة وحماية شخصيات نافذة في عالم الرياضة وحتى السياسة.
كيف ذلك؟
بلاتر مثلا تكلم عن فتح الملفات الغامضة في الفيفا، كملفات التسويق المشكوك فيها وغيرها من الملفات، إلا أننا نعلم مسبقا أنه يريد ذر الرماد على العيون لا غير، ولكننا للأسف لا نملك سوى أن نقول في صحافتنا إنه فاسد.
كما أنك هاجمت الاتحادات العربية لكرة القدم ووصفتها بضعيفة المستوى الشخصية والتنظيم...
نعم هذا صحيح، هناك اتحادات عربية ضعيفة المستوى والتنظيم، وهو ما يضر الكرة العربية كثيرا، فنحن العرب نريد احتراف كرة القدم وفي المقابل نوظف الهواة على رأس كرتنا، إلا أن هذا الكلام لا يعمم، فهناك اتحادات عرفت مكمن العيوب، وهي تعمل على تصحيحها، وبدأت تستعين بالمحترفين من أجل تسيير أمور كرة القدم...
الاتحادي الجزائري مثلا...؟
نعم مثل الاتحاد الجزائري وحتى الإماراتي الذي دخل مرحلة احترافية ستصحح الأخطاء، وستعطي الثمار المرجوة مع الوقت.
ماذا عن الاتحاد المصري؟
الإتحاد المصري لازال لم يدخل في عالم الاحترافية، والاتحادية الجزائرية مثلا تتفوق عليها كثيرا في هذا المجال، لقد تجاوزنا زمن الرئاسة الشرفية بدون مقابل وما إلى ذلك من الأمور الهاوية، يجب علينا أن نكلف أشخاصا محترفين، وأن نصرف الأموال من أجل تحسين الكرة في بلداننا.
بالحديث عن مصر، اتخذت موقفا طيبا خلال أزمة اللقاء أمام الجزائر، لماذا لم تتبع رأي غالبية الإعلاميين في بلدك؟
يا أخي الجزائريون والمصريون إخوان، لا يفرقهم لقاء كرة قدم، فالموقف الذي اتخذته إبان الأزمة كان ما يجب القيام به، أما عن بقية زملائي الإعلاميين المصريين، فلا يجب أن نآخذهم كثيرا على ما قالوا أو فعلوا.
كيف لا نآخذ من شتم شهداءنا الأبرار، ونعتهم بالكلاب؟
صحيح أن بعض الإعلاميين من الطرفين تعدوا الخطوط الحمراء، إلا أن ما لا تعلمه، هو أن وزير الإعلام المصري خلال النظام السابق "أنس الفقي" مارس ضغوطا كبيرة على الإعلاميين وصلت حد التهديد بأمور كبيرة، مقابل أن يشتموا الجزائريين ويصفونهم بما وصفوهم، وجعلهم يظهرون على أساس أنهم أعداء في أعين الشعب المصري.
ولكن لماذا؟
كل ذلك كان من أجل أن تمرر أفكار ومشاريع سياسية للشارع المصري بطريقة خبيثة، فبعد ما حصل وبعد أن ثار المصريون ضد الجزائريين مباشرة، عرف مبارك وأبناءه خاصة جمال كيف يستثمرون في الأوضاع، حيث خطبوا في الشعب المصري كثيرا وكسبوا تعاطف شريحة كبيرة، إلا أن الأمور كلها انكشفت بفضل الله.
وماذا كان رأيك بالجزائريين بكل صراحة؟
سبق لي وأن زرت الجزائر بمناسبة حفل "الكرة الذهبية" التي تمنحها جريدة "الهداف" لأحسن لاعب جزائري للموسم، وقد انبهرت بالأخلاق الجزائرية والجزائريين، كما أنني أنبهرت بحفل الكرة الذهبية الذي كان في غاية الروعة، والذي أتمنى أن يتطور في المستقبل ويصبح "الكرة الذهبية الإفريقية"، لأن الهداف جريدة رياضية رائدة وما تقوم به مفخرة لكل الجزائريين.
كلمة أخيرة...
شكرا لكم على منحي الفرصة لمخاطبة الجماهير الرياضية العربية عموما، والجماهير الجزائرية والمصرية خصوصا عبر جريدتكم، وأتمنى أن أعيد زيارة الجزائر في أقرب فرصة، كما أنني أدعوكم في المقابل على زيارتي في مصر أو البحرين أين يكمن مقر عملي وشكرا مرة أخرى.