السؤال:
أشهد أن لا إله إلا الله ( و ) أشهد أن محمدا رسول الله . سؤالي هو : هل حرف الواو في الشهادتين يفيد المساواة ، ويصح قول أن شهادة أن محمدا صلى الله علية وسلم رسول الله ، مساوية لشهادة أن لا إله إلا الله ؟
الجواب :
الحمد لله
روى البخاري ( ومسلم (16)عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ : شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ ) .
فالشهادتان ركن واحد من أركان الإسلام ، وهذا الركن الأول من أركان الإسلام اعتقادٌ يشمل توحيد الله والشهادة لنبيه بالرسالة ، فالواو لبيان اشتراك الجملتين في الحكم ، واستوائهما فيه : فكما يجب أن يقول العبد : أشهد ألا إله إلا الله ، ولا يصح له إسلامه ، ولا يدخل فيه إلا بذلك ، فكذلك الحكم ، سواء بسواء ، بالنسبة إلى الشطر الثاني من الشهادة : أشهد أن محمدا رسول الله ، فيجب على العبد أن يأتي بها ، ولا يصح له إسلامه ، ولا يدخل فيه إلا بذلك ، فهما قرينتان في الحكم ، شطران لركن واحد ، وهو الشهادتان .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" وَالِاقْتِصَارُ عَلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَلَى إِرَادَةِ الشَّهَادَتَيْنِ مَعًا لِكَوْنِهَا صَارَتْ عَلَمًا عَلَى ذَلِكَ " انتهى من "فتح الباري" (1/ 133).
وقال الملا علي القاري رحمه الله :
" ولتلازم الشهادتين شرعا : جُعِلتا خصلة واحدة ، واقتصر في رواية على إحدى الشهادتين ، اكتفاء .
قيل : وأُخذ من جمعهما كذلك في أكثر الروايات : أنه لا بد في صحة الإسلام من الإتيان بهما على التوالي والترتيب " انتهى .
"مرقاة المفاتيح" (1 /168).
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" صارت شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ركناً واحداً؛ لأن كل عبادة لا بد فيها من إخلاصٍ ومتابعة " انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (197/ 2) .
وقال الشيخ ابن جبرين رحمه الله :
" الشهادتان متلازمتان من شهد بإحداهما لزمته الأخرى، بل هي مكملة لها؛ لأنا نقول: من أين عرفت أنه لا إله إلا الله، وعرفت بأن الله هو الإله الحق، وأنه لا تصلح الألوهية إلا له؟! أليس ذلك بواسطة الرسالة؟! إذاً: فيلزمك تصديق الرسول، والشهادة له بأنه مرسل من ربه.
وإذا صدقت الرسول عليه السلام في أنه رسول، وأنه مبعوث من ربه، فما هي الرسالة التي بلغها ؟ أليس أول شيء بدأ به هو التوحيد بأن يقال : لا إله إلا الله ؟ فالرسول عليه الصلاة والسلام بدأ يدعو الناس إلى عبادة الله وترك عبادة ما سواه ، وهذا هو أعظم الرسالة التي بلغها ، فالشهادتان متلازمتان ، فمن شهد أن لا إله إلا الله ألزم بأن يأتي بالشهادة الثانية وهي الشهادة بالرسالة، ومن شهد أن محمداً رسول الله لزمه قبول رسالته التي أهمها قول لا إله إلا الله، فعرفنا بذلك أنهما متلازمتان " انتهى . "شرح الطحاوية" (45/ 12) .
والله أعلم .
أشهد أن لا إله إلا الله ( و ) أشهد أن محمدا رسول الله . سؤالي هو : هل حرف الواو في الشهادتين يفيد المساواة ، ويصح قول أن شهادة أن محمدا صلى الله علية وسلم رسول الله ، مساوية لشهادة أن لا إله إلا الله ؟
الجواب :
الحمد لله
روى البخاري ( ومسلم (16)عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ : شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ ) .
فالشهادتان ركن واحد من أركان الإسلام ، وهذا الركن الأول من أركان الإسلام اعتقادٌ يشمل توحيد الله والشهادة لنبيه بالرسالة ، فالواو لبيان اشتراك الجملتين في الحكم ، واستوائهما فيه : فكما يجب أن يقول العبد : أشهد ألا إله إلا الله ، ولا يصح له إسلامه ، ولا يدخل فيه إلا بذلك ، فكذلك الحكم ، سواء بسواء ، بالنسبة إلى الشطر الثاني من الشهادة : أشهد أن محمدا رسول الله ، فيجب على العبد أن يأتي بها ، ولا يصح له إسلامه ، ولا يدخل فيه إلا بذلك ، فهما قرينتان في الحكم ، شطران لركن واحد ، وهو الشهادتان .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" وَالِاقْتِصَارُ عَلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَلَى إِرَادَةِ الشَّهَادَتَيْنِ مَعًا لِكَوْنِهَا صَارَتْ عَلَمًا عَلَى ذَلِكَ " انتهى من "فتح الباري" (1/ 133).
وقال الملا علي القاري رحمه الله :
" ولتلازم الشهادتين شرعا : جُعِلتا خصلة واحدة ، واقتصر في رواية على إحدى الشهادتين ، اكتفاء .
قيل : وأُخذ من جمعهما كذلك في أكثر الروايات : أنه لا بد في صحة الإسلام من الإتيان بهما على التوالي والترتيب " انتهى .
"مرقاة المفاتيح" (1 /168).
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" صارت شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ركناً واحداً؛ لأن كل عبادة لا بد فيها من إخلاصٍ ومتابعة " انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (197/ 2) .
وقال الشيخ ابن جبرين رحمه الله :
" الشهادتان متلازمتان من شهد بإحداهما لزمته الأخرى، بل هي مكملة لها؛ لأنا نقول: من أين عرفت أنه لا إله إلا الله، وعرفت بأن الله هو الإله الحق، وأنه لا تصلح الألوهية إلا له؟! أليس ذلك بواسطة الرسالة؟! إذاً: فيلزمك تصديق الرسول، والشهادة له بأنه مرسل من ربه.
وإذا صدقت الرسول عليه السلام في أنه رسول، وأنه مبعوث من ربه، فما هي الرسالة التي بلغها ؟ أليس أول شيء بدأ به هو التوحيد بأن يقال : لا إله إلا الله ؟ فالرسول عليه الصلاة والسلام بدأ يدعو الناس إلى عبادة الله وترك عبادة ما سواه ، وهذا هو أعظم الرسالة التي بلغها ، فالشهادتان متلازمتان ، فمن شهد أن لا إله إلا الله ألزم بأن يأتي بالشهادة الثانية وهي الشهادة بالرسالة، ومن شهد أن محمداً رسول الله لزمه قبول رسالته التي أهمها قول لا إله إلا الله، فعرفنا بذلك أنهما متلازمتان " انتهى . "شرح الطحاوية" (45/ 12) .
والله أعلم .