وفاحتْ رياحُ الجنةِ تعانقُ المحبين من كلِ فجٍ عميق
أقبلوا ملبين ولووا وجوههم نحو البيت العتيقوقلوبهم أخلصت النية لـ لرحمن
الرحيمهذا زمانٌ فُضلَ نرجو من ربِ العبادِ القبول والعشر الـ مباركة أقسم
بها رب العالمين في كتابهِ الكريم
{ وَالْفَجْرِ، وَلَيالٍ عَشْرٍ، وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ،
وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ، هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ} [الفجر:
89/1-5].
كُللت بالبشرى والنور والبركات
واعتلت الوجوه البسمات
واللسان لهج بالتسبيح والتكبير والتهليل
فطوبى لمن استغل هذه الأيام بجني
الحسنات وعلو الهمةِ والطاعات
وبلوغ أعلى المقامات
دعونا نرتحل سوياً لإجملِ وأعظمِ رحلة
إنها [الحج]
فحجٌ مقبول وسعيٍ مشكور وتجارةً لن تبور
الحج فضله وأجره ووقته وشروطه
ها نحن على مشارف شهر عظيم وموسم من أعظم مواسم القربات وآخر محطات الخير يختم المسلمون بها عامهم
وقد تطهرت أنفسهم من المعاصي والذنوب فهنيئا لكِ ياأيها الحاج ولادتك الجديدة والمغفرة وجنةعرضها السموات والارض
الحج فرضه الله -سبحانه وتعالى- على أمة محمد مرة في العمر
فُرض الحج في أواخر سنة تسع من الهجرة، وآية فرضه قوله تعالى:
{وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ
سَبِيلاً} [سورة آل عمران: 97].
نزلت عام الوفود أواخر سنة تسع وهو رأي أكثر العلماء.
الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام وقد دل على فرضيته وركنيته
الكتاب والسنة وإجماع سلف هذه الأمة.*أما الكتاب فقوله تعالى: ﴿ وَللهِ
عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن
كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾
*أما في السنة: قال -صلى الله عليه وسلم- كما في الصحيحين من حديث أبي
هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما
والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)
الحج في اللغة:القصد أو كثرة قصد من تعظمه
قال الله تعالى ﴿ وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ
إِلَيْهِ سَبِيلاً ﴾[آل عمران: 97]الحج في الاصطلاح: هو التعبد لله –تعالى-
في أداء مناسك الحج على وفق ما جاء في الكتاب والسنة.
أن الحج من أفضل الأعمال، وأن الحج في ثوابه كالجهاد في أجره، وأن
الحاج كالمجاهد في المنزلة، وأن للحاج كرامة عند الله بها يستجاب دعاؤه
ويغفر ذنبه
جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قوله: «أفضل الأعمال: إيمان بالله ورسوله، ثم جهاد في سبيله، ثم حج مبرور».
وورد فيما أخرجه ابن ماجة في سننه عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى
الله عليه وسلم: «الحج جهاد كل ضعيف».
وورد: «من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق، خرج من ذنوبه كيوم
ولدته أمه».في الصحيحين
وجاء فيما أخرجه البزّار عنه صلى الله عليه وسلم: «إن الله يغفر للحاج ولمن
استغفر له الحاج».
عن أبي هريرة رضي الله عنه، وفيهما عنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: {والحج المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة }متفق عليه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أن الحج يهدم ما كان قبله " رواه مسلم.
شروط خمسة :
ان يكون مسلم
قال الله تعالى: {وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ
إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ
الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ
كَارِهُونَ} [التوبة:54].
عاقل بالغ حر
والاستطاعة
قوله تعالى: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ
إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}
[آل عمران:97].
والمرأة تزيد شرطاً سادساً في شروط الوجوب وهو المحرمية
ودليل ذلك هو ما جاء في الصحيحين من حديث ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما-
أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو
محرم ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم فقام رجل فقال يارسول الله إن امرأتي
خرجت حاجة وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا, قال: انطلق فحج مع امرأتك)
كيف يستعد الحاج
وبعد أن عزمنا على آداء فريضة الحج
ولهجت القلوب قبل الألسن
اللهم حجاً مبروراً ؛ نقف مع أنفسنا هنيه لنسألها
هل أتممنا استعداداتنا لهذه الرحلة العظيمة ؟
ولكن دعونا نقف مع هذه الاستعدادات المهمة لمن أراد ان يكون حجه مبروراً
* الإخلاص لله تـعـالى ، فـيـدعـــو مـسـتـعـيـنـاً بربه
قائلاً: (اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة)
صحيح سنن ابن ماجة ح/1718
* متابعة العبد للنبي -صلى الله عليه وسلم- في كافة أعماله،
ولذا: كان يقول في الحج: (لتأخذوا مناسككم، فإني لا أدري لعـلـي لا أحج بـعـد حجتي هذه) صحيح مسلم
* إصلاح العبد ما بينه وبين الله تعالى بالتوبة النصوح
* تحلل العبد من الحقوق والودائع التي لديه، وقضاء الديون
* كتابة الوصية قبل السفر
* إعداد العبد النفقة الكافية لمن يعول إلى وقت رجوعه
* الحج بالمال الحلال
* اختيار الرفقة الصالحة التي تعينه إذا ضعف، وتذكره إذا نسي
* التفقه في أحكام النسك وآدابه ، والتعرف على أحكام السفر
رحلة الحاج إلى بيت الله الحرام
المواقيت نوعان
زمانية ومكانية.
فالزمانية للحج خاصة، أمّا العمرة فليس لها زمن معين لقوله تعالى:
{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ
رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ
خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ
التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ} [البقرة:197]وهي ثلاثةٌ،
شوال وذو القعدة وذو الحجة.
وأمّا المكانية فهي خمسة ففي الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله
عنهما قال: «وقّت رسول الله صلى الله عليه وسلّم لأهل المدينة ذا الحُليفة،
ولأهل الشام الجُحفة، ولأهل نجد قَرن المنازل، ولأهل اليمن يَلَملَم، فهنّ
لهنّ ولمن أتى عليهنّ من غير أهلهنّ لمن كان يريد الحج والعمرة، فمن كان
دونهنّ فمَهِلُّه من أهلِه، وكذلك حتى أهل مكة يُهلُّون منها». وعن عائشة
رضي الله عنها «أنّ النبي صلى الله عليه وسلّم وقّت لأهل العراق (ذات
عِرْق)» [رواه أبو داود والنسائي].
فالأول: ذو الحليفة ويسمى (أبيار علي) وهو ميقات أهل المدينة ومن مرّ به من غيرهم.
الثاني: الجحفة، وهي ميقات أهل الشام ومن مر بها من غيرهم إن لم يمروا بذي الحليفة قبلها، فإن مروا بها لزمهم الإحرام منها.
الثالث: قرن المنازل؛ ويسمى (السيل) وهو ميقات أهل نجد ومن مر به من غيرهم.
الرابع: يلملم ويسمى (السعدية) وهو ميقات أهل اليمن ومن مر به من غيرهم.
الخامس: ذات عرق، ويسمى عند أهل نجد (الضريبة) وهي لأهل العراق
ومن مر بها من غيرهم.
وَمَن كان أقربَ إلى مكة من هذه المواقيت فميقاته مكانه فَيُحرم منه، حتى
أهل مكة يحرِمون من مكة، إلاّ في العمرة فيحرم من كان في الحَرَم من أدنى
الحلّ لأنّ النبي صلى الله عليه وسلّم قال لعبدالرحمن بن أبي بكر : «اخْرُج
بأُختِك ـ يعني عائشة لما طلبت منه العمرة ـ من الحَرَم فَلتُهِل بعمرة»
[متفق عليه].
ومن كان طريقه يميناً أو شمالاً من هذه المواقيت فإنّه يحرم إذا
حاذى أقرب المواقيت إليه، فإن لم يُحاذِ ميقاتاً مثل أهل سواكنَ في السودان
ومن يمر من طريقهم فإنهم يحرمون من جدّة. ولا يجوز لمن مر بهذه المواقيت
وهو يريد الحج أو العمرة أن يتجاوزها إلاّ محرماً، وعلى هذا فإذا كان في
الطائرة وهو يُريد الحج أو العمرة، وجب عليه الإحرام إذا حاذى الميقات من
فوقه، فيتأهب ويلبس ثياب الإحرام قبل محاذاة الميقات، فإذا حاذاه عقد نية
الإحرام فوراً. ولا يجوز له تأخيره إلى الهبوط في جُدّة، لأنّ ذلك من تعدي
حدود الله تعالى، وقد قال سبحانه : {وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ
فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لاَ تَدْرِى لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ
ذَلِكَ أَمْراً}[الطلاق:1]
ومن مَرّ بالمواقيت وهو لا يريد حَجّاً ولا عمرة، ثم بدا له بعد
ذلك أن يعتمر أو يحج فإنّه يُحرم من المكان الذي عزم فيه على ذلك لأنّ في
الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما في ذكر المواقيت، ومن كان دون
ذلك فَمِن حيث أنشأ، وإذا مرّ بهذه المواقيت وهو لا يريد الحج ولا العمرة
وإنّما يريد مكة لغرض آخر كطلب علم، أو زيارة قريب، أو علاج مرض، أو تجارة
أو نحو ذلك فإنّه لا يجب عليه الإحرام إذا كان قد أدى الفريضة، لحديث ابن
عباس السابق وفيه : «هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن كان يريد الحج
والعمرة»، فإنّ مفهومه أنّ من لا يريدهما لا يجب عليه الإحرام.
أقبلوا ملبين ولووا وجوههم نحو البيت العتيقوقلوبهم أخلصت النية لـ لرحمن
الرحيمهذا زمانٌ فُضلَ نرجو من ربِ العبادِ القبول والعشر الـ مباركة أقسم
بها رب العالمين في كتابهِ الكريم
{ وَالْفَجْرِ، وَلَيالٍ عَشْرٍ، وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ،
وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ، هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ} [الفجر:
89/1-5].
كُللت بالبشرى والنور والبركات
واعتلت الوجوه البسمات
واللسان لهج بالتسبيح والتكبير والتهليل
فطوبى لمن استغل هذه الأيام بجني
الحسنات وعلو الهمةِ والطاعات
وبلوغ أعلى المقامات
دعونا نرتحل سوياً لإجملِ وأعظمِ رحلة
إنها [الحج]
فحجٌ مقبول وسعيٍ مشكور وتجارةً لن تبور
الحج فضله وأجره ووقته وشروطه
ها نحن على مشارف شهر عظيم وموسم من أعظم مواسم القربات وآخر محطات الخير يختم المسلمون بها عامهم
وقد تطهرت أنفسهم من المعاصي والذنوب فهنيئا لكِ ياأيها الحاج ولادتك الجديدة والمغفرة وجنةعرضها السموات والارض
الحج فرضه الله -سبحانه وتعالى- على أمة محمد مرة في العمر
فُرض الحج في أواخر سنة تسع من الهجرة، وآية فرضه قوله تعالى:
{وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ
سَبِيلاً} [سورة آل عمران: 97].
نزلت عام الوفود أواخر سنة تسع وهو رأي أكثر العلماء.
الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام وقد دل على فرضيته وركنيته
الكتاب والسنة وإجماع سلف هذه الأمة.*أما الكتاب فقوله تعالى: ﴿ وَللهِ
عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن
كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾
*أما في السنة: قال -صلى الله عليه وسلم- كما في الصحيحين من حديث أبي
هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما
والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)
الحج في اللغة:القصد أو كثرة قصد من تعظمه
قال الله تعالى ﴿ وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ
إِلَيْهِ سَبِيلاً ﴾[آل عمران: 97]الحج في الاصطلاح: هو التعبد لله –تعالى-
في أداء مناسك الحج على وفق ما جاء في الكتاب والسنة.
أن الحج من أفضل الأعمال، وأن الحج في ثوابه كالجهاد في أجره، وأن
الحاج كالمجاهد في المنزلة، وأن للحاج كرامة عند الله بها يستجاب دعاؤه
ويغفر ذنبه
جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قوله: «أفضل الأعمال: إيمان بالله ورسوله، ثم جهاد في سبيله، ثم حج مبرور».
وورد فيما أخرجه ابن ماجة في سننه عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى
الله عليه وسلم: «الحج جهاد كل ضعيف».
وورد: «من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق، خرج من ذنوبه كيوم
ولدته أمه».في الصحيحين
وجاء فيما أخرجه البزّار عنه صلى الله عليه وسلم: «إن الله يغفر للحاج ولمن
استغفر له الحاج».
عن أبي هريرة رضي الله عنه، وفيهما عنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: {والحج المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة }متفق عليه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أن الحج يهدم ما كان قبله " رواه مسلم.
شروط خمسة :
ان يكون مسلم
قال الله تعالى: {وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ
إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ
الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ
كَارِهُونَ} [التوبة:54].
عاقل بالغ حر
والاستطاعة
قوله تعالى: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ
إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}
[آل عمران:97].
والمرأة تزيد شرطاً سادساً في شروط الوجوب وهو المحرمية
ودليل ذلك هو ما جاء في الصحيحين من حديث ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما-
أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو
محرم ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم فقام رجل فقال يارسول الله إن امرأتي
خرجت حاجة وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا, قال: انطلق فحج مع امرأتك)
كيف يستعد الحاج
وبعد أن عزمنا على آداء فريضة الحج
ولهجت القلوب قبل الألسن
اللهم حجاً مبروراً ؛ نقف مع أنفسنا هنيه لنسألها
هل أتممنا استعداداتنا لهذه الرحلة العظيمة ؟
ولكن دعونا نقف مع هذه الاستعدادات المهمة لمن أراد ان يكون حجه مبروراً
* الإخلاص لله تـعـالى ، فـيـدعـــو مـسـتـعـيـنـاً بربه
قائلاً: (اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة)
صحيح سنن ابن ماجة ح/1718
* متابعة العبد للنبي -صلى الله عليه وسلم- في كافة أعماله،
ولذا: كان يقول في الحج: (لتأخذوا مناسككم، فإني لا أدري لعـلـي لا أحج بـعـد حجتي هذه) صحيح مسلم
* إصلاح العبد ما بينه وبين الله تعالى بالتوبة النصوح
* تحلل العبد من الحقوق والودائع التي لديه، وقضاء الديون
* كتابة الوصية قبل السفر
* إعداد العبد النفقة الكافية لمن يعول إلى وقت رجوعه
* الحج بالمال الحلال
* اختيار الرفقة الصالحة التي تعينه إذا ضعف، وتذكره إذا نسي
* التفقه في أحكام النسك وآدابه ، والتعرف على أحكام السفر
رحلة الحاج إلى بيت الله الحرام
المواقيت نوعان
زمانية ومكانية.
فالزمانية للحج خاصة، أمّا العمرة فليس لها زمن معين لقوله تعالى:
{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ
رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ
خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ
التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ} [البقرة:197]وهي ثلاثةٌ،
شوال وذو القعدة وذو الحجة.
وأمّا المكانية فهي خمسة ففي الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله
عنهما قال: «وقّت رسول الله صلى الله عليه وسلّم لأهل المدينة ذا الحُليفة،
ولأهل الشام الجُحفة، ولأهل نجد قَرن المنازل، ولأهل اليمن يَلَملَم، فهنّ
لهنّ ولمن أتى عليهنّ من غير أهلهنّ لمن كان يريد الحج والعمرة، فمن كان
دونهنّ فمَهِلُّه من أهلِه، وكذلك حتى أهل مكة يُهلُّون منها». وعن عائشة
رضي الله عنها «أنّ النبي صلى الله عليه وسلّم وقّت لأهل العراق (ذات
عِرْق)» [رواه أبو داود والنسائي].
فالأول: ذو الحليفة ويسمى (أبيار علي) وهو ميقات أهل المدينة ومن مرّ به من غيرهم.
الثاني: الجحفة، وهي ميقات أهل الشام ومن مر بها من غيرهم إن لم يمروا بذي الحليفة قبلها، فإن مروا بها لزمهم الإحرام منها.
الثالث: قرن المنازل؛ ويسمى (السيل) وهو ميقات أهل نجد ومن مر به من غيرهم.
الرابع: يلملم ويسمى (السعدية) وهو ميقات أهل اليمن ومن مر به من غيرهم.
الخامس: ذات عرق، ويسمى عند أهل نجد (الضريبة) وهي لأهل العراق
ومن مر بها من غيرهم.
وَمَن كان أقربَ إلى مكة من هذه المواقيت فميقاته مكانه فَيُحرم منه، حتى
أهل مكة يحرِمون من مكة، إلاّ في العمرة فيحرم من كان في الحَرَم من أدنى
الحلّ لأنّ النبي صلى الله عليه وسلّم قال لعبدالرحمن بن أبي بكر : «اخْرُج
بأُختِك ـ يعني عائشة لما طلبت منه العمرة ـ من الحَرَم فَلتُهِل بعمرة»
[متفق عليه].
ومن كان طريقه يميناً أو شمالاً من هذه المواقيت فإنّه يحرم إذا
حاذى أقرب المواقيت إليه، فإن لم يُحاذِ ميقاتاً مثل أهل سواكنَ في السودان
ومن يمر من طريقهم فإنهم يحرمون من جدّة. ولا يجوز لمن مر بهذه المواقيت
وهو يريد الحج أو العمرة أن يتجاوزها إلاّ محرماً، وعلى هذا فإذا كان في
الطائرة وهو يُريد الحج أو العمرة، وجب عليه الإحرام إذا حاذى الميقات من
فوقه، فيتأهب ويلبس ثياب الإحرام قبل محاذاة الميقات، فإذا حاذاه عقد نية
الإحرام فوراً. ولا يجوز له تأخيره إلى الهبوط في جُدّة، لأنّ ذلك من تعدي
حدود الله تعالى، وقد قال سبحانه : {وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ
فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لاَ تَدْرِى لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ
ذَلِكَ أَمْراً}[الطلاق:1]
ومن مَرّ بالمواقيت وهو لا يريد حَجّاً ولا عمرة، ثم بدا له بعد
ذلك أن يعتمر أو يحج فإنّه يُحرم من المكان الذي عزم فيه على ذلك لأنّ في
الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما في ذكر المواقيت، ومن كان دون
ذلك فَمِن حيث أنشأ، وإذا مرّ بهذه المواقيت وهو لا يريد الحج ولا العمرة
وإنّما يريد مكة لغرض آخر كطلب علم، أو زيارة قريب، أو علاج مرض، أو تجارة
أو نحو ذلك فإنّه لا يجب عليه الإحرام إذا كان قد أدى الفريضة، لحديث ابن
عباس السابق وفيه : «هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن كان يريد الحج
والعمرة»، فإنّ مفهومه أنّ من لا يريدهما لا يجب عليه الإحرام.