الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:فهذه رسالة مختصرة في أعمال الحج ،و
التنبيه على الأخطاء التي يقع فيها كثير من الحجاج، نسال الله أن ينفع
بها، وأن يجعلها نبراس هداية لكل مسلم ومسلمة ،اللهم آمين .
يقول الله عزوجل{الحج أشهر معلومات، فمن فرض فيهن
الحج فلا رفث ولافسوق ولاجدال في الحج، وماتفعلوا من خير يعلمه الله،
وتزودوا فإن خير الزاد التقوى، واتقونِ يا أولي الألباب}(البقرة-197) .
ويقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة .
أخي الكريم يا من نويت الحج، اعلم أن الحج من أعظم القربات والعبادات،
ومن أجَلّ الطاعات وأعظم شرائع الإسلام ،وتتداخل فيه أنواع من العبادات؛
فهو عبادة بدنية ومالية وحركية، لذا فإن على كل من نوى الحج أن يستحضر عظمة
هذه العبادة، وأن يلتمس لها أطيب النفقة من ماله، فالله طيب لا يقبل إلا
طيباً، كما ينبغي له أن يحرص على تجنب كل قول أو فعل أو نية تبطل هذا العمل
أو تنقص ثوابه، وأن يقصد بحجه وعمرته طاعة الله وامتثال أمره وذلك بإخلاص
العبادة كلها لله تعالى، فلا يدعو إلا الله، ولا يطلب من أحد تفريج كربة أو
شفاء مريض أو رد غائب إلا منه وحده سبحانه، ولا يستعين بغيره ولا يتوكل
على سواه عز وجل.
كما يجب على كل من نوى الحج، أن يتعلم ما
ينفعه ويكون سبباً لقبول حجه، وأن يتجنب كل المحرمات التي تطعن في توحيده
لله عزوجل ، كما يجب على كل حاج أن يتجنب الفسوق والمعاصي والأذى لإخوانه
المسلمين، و أن يتجنب الزيادة في الدين بما لم يشرعه الله عز وجل ولا رسوله
صلى الله عليه وسلم ، ولنا فيما شرع لنا الغنى والكفاية، فعلينا أن ننتهز
فرصة وجودنا في هذه البقاع الطاهرة لنجدد العهد مع ربنا ونطلب منه العون
والتوفيق والسداد لكل مايرضيه،وأن يتقبل منا طاعتنا،إنه ولي ذلك .آمين.
فإذا عزم أحدنا على السفر إلى الحج وجب عليه المبادرة
إلى التوبة النصوح من جميع الذنوب والآثام، لا سيما ما يتعلق منها بارتكاب
المحرمات المنافية للتوحيد،أو مايتعلق منها بحقوق العباد
وشروط التوبة النصوح هي:
1- أن يقلع إقلاعاً حقيقياً عن الذنب.
2- أن يندم على تفريطه في حق الله عزوجل.
3- أن يعقد العزم على عدم العودة إلى الذنب مرة أخرى.
4- إذا كان عنده لأحد من الناس مظلمة من نفس أو مال ردها لصاحبها أو تحلل منه قبل سفره.
واعلم أيها الأخ المبارك أن من علامات قبول
التوبة انشراح الصدر لطاعة الله عزوجل، والمداومة على ذلك،والمسارعة في
الخيرات،وحب الخير للمسلمين،بكف الأذى عنهم،ونصحهم،وأمرهم بالمعروف ونهيهم
عن المنكر مع الرفق بهم.
أعمال الحج:
1- الإحرام:
إذا بلغ الحاج ميقاته الذي سيعقد منه نية الإحرام وهو:(ذ و الحليفة) إذا كان الحاج قادماً من جهة المدينة وما والاها، ويعرف هذا الميقات اليوم باسم (أبيار علي)، أو (الجحفة) إن كان الحاج قادماً من الشام ومصر وما والاهما، أو (قرن المنازل) إذا كان الحاج قادماً من جهة نجد، كالرياض ومن مر بها وما حولها، أو (يلملم) إذا كان الحاج قادماً من جهة اليمن، أو (ذات عرق) إذا كان الحاج قادماً من العراق وما والاه ،
فمن مر على شيء من هذه المواقيت براً أو بحراً أو
جواً قاصداً الحج أو العمرة، وجب عليه الإحرام منها أو مما يحاذيها، وإن
لبس ملابس الإحرام قبل هذه المواقيت استعداداً فلا بأس بذلك، ثم ينوي الحج
أو العمرة في الميقات.
وإذا كان الحاج يسكن مسكناً دائماً دون هذه المواقيت بأن كان من أهل جدة أو
الشرائع فليس مشروعاً في حقه أن يذهب إلى الميقات الذي يليهن بل مكان سكنه
هو ميقاته يحرم منه.
إحرام الرجل وما يلزمه:
وعلى الحاج عموماً عندما يبلغ هذه المواقيت:
1- أن يتجرد من ملبسه المخيط .
2- يستحب له أن يغتسل غسلاً كاملاً .
3- أن يتطيب في جميع بدنه وشعره ،لكن لايجوز أن يطيب ملابس إحرامه.
4- كما يستحب له أن يحف شاربه، وأن يأخذ ما جرت
العادة بأخذه، من شعر الإبط وشعر داخل الجسم مما يلي مواضع الاستنجاء، حتى
لا يحتاج لأخذ ذلك بعد الإحرام.
5- ويلبس الرجل إزاراً ورداءً.
6- ويستحب أن يكونا أبيضين نظيفين.
7- كما يستحب له أن يحرم في نعلين؛ لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، فمن لم يجد النعلين فليلبس الخفين.
8- بعد أن ينتهي من الاغتسال والتطيب ولبس ملابس الإحرام ينوي الإحرام بالنسك، ويشرع له التلفظ بالنية التي أراد، فإذا نوى نسك التمتع – وهو أفضل أنواع النسك على الراجح من أقوال أهل العلم – فيقول: لبيك اللهم عمرة،
وإذا نوىنسك الإفراد قال: لبيك اللهم حجاً،
وإذا نوى القِران قال: لبيك اللهم عمرة وحجاً،
وبعد الدخول في الإحرام بالنية يحرم عليه كل شيء حل له قبل الإحرام حتى يأتي وقت التحلل الأول والثاني كما سيأتي.
إحرام المرأة وما يلزمها:
1- إذا كان الحاج امرأة فإنه يستحب لها الاغتسل والإحرام ،حتى ولو كانت حائضاً أو نفساء، إلا أنها لا تطوف بالبيت مدة حيضها ونفاسها.
2- لا يشترط لها نوع خاص من الثياب.
3- يجوز أن تحرم فيما شاءت من ثوب أسود أو أخضر أو أي لون آخر.
4- تنوي الإحرام على التفصيل المتقدم في إحرام الرجل.
وعلى المرأة المسلمة مراعاة الآتي:
(أ) أن لا تتشبّه بالرجال في لباسها.
(ب) يجب أن يكون لباسها ساتراً.
(جـ) ألا تظهر عورتها وزينتها للرجال الأجانب.
(د) أن لاتتطيب وتخرج بين الرجال .
(و)ألاتلبس البرقع ولا النقاب ولاالقفازين ولاالخلاخل .
ماذا يفعل المحرم إذا وصل مكة؟
إذا وصل المحرم إلى البيت الحرام:
1- قطع التلبية،ثم اضطبع ،يعني كشف عن
كتفه الأيمن وغطى كتفه الأيسر،ثم يبدأ الطواف بالبيت، ،جاعلاً الحجر الأسود
عن يساره، بعد أن يقبله أو يشير إليه قائلاً:الله أكبرثم يطوف سبعة أشواط.
2- ثم يصلى خلف مقام إبراهيم عليه السلام ركعتين، فإذا لم يجد مكاناً خلف المقام، فليصلِّ الركعتين في أي مكان في الحرم.
3- ثم يخرج إلى الصفا والمروة، فيسعى بين الصفا
والمروة سبعة أشواط ،مبتدأً بالصفا ثم يمشي إلى المروة، هكذا سبعة أشواط،من
الصفا إلى المروة شوط، ومن المروة إلى الصفا شوط.
4- فإذا انتهى من السعي حلق شعر رأسه أو يقصره
إذا كان متمتعاً، وبذلك تمت عمرته وحل له كل شيء حرم عليه بالإحرام، ويبقى
حتى يحرم بالحج يوم الثامن من ذي الحجة.
5- أما إن كان مفرِداً بالحج أو قارناً فإنه بعد
الطواف والسعي لا يتحلل، بل يبقى على إحرامه حتى يرمي جمرة العقبة يوم
العاشر من ذي الحجة ثم يحلق ويتحلل
وعلى المؤمن الحريص على صحة حجه
وقبوله، أن يكثر من العبادات المشروعة، مثل قراءة القرآن والصلاة في
جماعة،وأن يبتعد عن الغيبة والنميمة وفحش القول،وأن يغض سمع وبصره عما
حرَّم الله عزوجل ، وألا يشغل نفسه في هذه الأوقات المباركة إلا في طاعة
الله تبارك وتعالى.
ما يفعله الحاج في اليوم الثامن من ذي الحجة.
1- الإحرام بالحج للمتمتع من منزله في مكة أومن أي مكان،ويكون ذلك قبل الزوال أي قبل الظهر.
2- يستحب للمسلم عند إحرامه بالحج أن يفعل ما يفعله في الميقات عند الإحرام من الغسل والطيب والتنظيف، ويشرع ذلك للمرأة.
3- التوجه من مكة الكرمة إلى منى ملبياً .
4- قصر الصلاة في منى بغير جمع، فيصلي الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصراً دون جمع، تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم.
5- الاشتغال بالتلبية وبذكر الله عز وجل وقراءة
القرآن والدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإحسان إلى
الفقراء وغير ذلك من الطاعات.
تنبيهات على بعض المخالفات:
1- الاضطباع عند لبس الإحرام وهذا غير مشروع إلا في حال طواف القدوم أو طواف العمرة.
2- ومن المخالفات ما يظنه كثير من الحجاج
من أن الإحرام هو لبس الإزار والرداء بعد خلع الملابس، والصواب أن هذا
استعداد للإحرام؛ لأن الإحرام هو نية الدخول في النسك.
3- اعتقاد بعض النساء أن للإحرام لوناً
خاصاً كالأخضر مثلاً وهذا خطأ فالمرأة تحرم بثيابها العادية، إلا ثياب
الزينة أو الثياب الضيقة والشفافة، فهذه لا يجوز لبسها لا في الإحرام ولا
في غيره.
4- صلاة الفرض بالإزار دون الرداء، فيصلي الكثيرون وقد كشفوا ظهورهم وعواتقهم، وهذا خطأ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يصلي أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء" متفق عليه.
5- قص شعر اللحية عند الإحرام مع أن القص والحلق ممنوعان بكل حال والعارضان مع اللحية.
6- ومن المخالفات ما يعتقده بعض الحجاج أن لبس الإحرام لا يجوز تغييره ولو اتسخ، والصحيح جواز تغيير ملابس الإحرام بمثلها أو يغسلها.
7- التلبية الجماعية لأنها لا دليل عليها.
8- الجمع بين الصلوات ليس من السنة ولكن السنة القصر تصلي الظهر والعصر والعشاء ركعتين فقط في مواقيتها.
9- ومن المخالفات صلاة السنن والرواتب، ما
عدا الفجر لمحافظة النبي صلى الله عليه وسلم عليها في السفر وإن صلى
تطوعاً مطلقاً جاز ذلك لعدم المشقة.
10- عدم الحرص على صلاة ذوات الأسباب من النوافل كالضحى وسنة الوضوء وسنة الإشراق.
11- عدم الإكثار من قراءة القرآن في هذه المواطن وهي مواطن عبادة.
12- ترك المبيت بمنى هذا اليوم حيث إن بعض الحجاج ينطلقون إلى عرفات.
ما يفعله الحاج يوم عرفة (التاسع من ذي الحجة):
1- السير إلى عرفة بعد طلوع الشمس كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم،.
2- النزول بنمرةإلى زوال الشمس إن تيسر ذلك وإن لم يتيسر فلا حرج.
3- التوجه إلى عرفات بعد زوال الشمس ثم يصلي الظهر والعصر قصراً وجمعاً( جمع تقديم) بأذان واحد وإقامتين.
4- التفرغ للدعاء،فعلى الحاج أن يتوجه إلى القبلة
ويرفع يديه بالدعاء حتى تغيب الشمس، والمشروع للحجاج أن يفعلوا كفعله صلى
الله عليه وسلم في عرفات، وأن يشتغلوا بذكر الله والدعاء والتضرع والتوسل
إلى الله بكل ما يجول بخاطرهم، كما يشرع لهم التلبية إلى غروب الشمس، وأن
يكونوا مفطرين لا صائمين.
5- التوجه إلى مزدلفة ملبياً في سكينة وخشوع.
تنبيهات على بعض المخالفات:
· الوقوف خارج حدود عرفة مع أنها محددة بأعلام واضحة ،والوقوف بها ركن لا يتم الحج إلا به (وبطن عرنة ليس من عرفة).
· انصراف بعض الحجاج من عرفة قبل غروب الشمس وهذا
لا يجوز لأنه خلاف السنة، حيث وقف النبي صلى الله عليه وسلم حتى غربت
الشمس وغاب قرصها.
· التكلف بالذهاب للجبل وصعوده والتمسح به واعتقاد أن له مزية وفضيلة توجب ذلك وهذا لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
· استقبال بعض الحجاج الجبل (جبل الرحمة) ولو
كانت القبلة خلف ظهورهم أو عن أيمانهم أو شمائلهم، وهذا خلاف السنة؛ لأن
السنة استقبال القبلة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
· الانشغال يوم عرفة بالضحك والمزاح والكلام الباطل وترك الذكر والدعاء في ذلك الموقف العظيم.
· بعض الحجاج – هداهم الله – يحملون معهم آلات
التصوير، وفي كل مشعر يأخذ له صوراً يسميها صوراً تذكارية، وهذا محرَّم
لايجوز و لا يليق بالحاج.
· اصطحاب آلات اللهو والانشغال بها في هذا اليوم العظيم.
· كثير من الحجاج في آخر العصر ينشغل بالرحيل، مع العلم أنه أفضل وقت للدعاء وهو وقت مباهاة الله بعباده.
ما يفعله الحاج في مزدلفة:
1. عند الوصول إلى مزدلفة يصلي الحجيج صلاة المغرب والعشاء جمعاً وقصراً للعشاء، المغرب ثلاثاً والعشاء ركعتين بأذان واحد وإقامتين.
2. يبيت الحاج بمزدلفة ويصلى بها الفجر مع سنتها بأذان وإقامة.
3. إتيان المشعر الحرام مستحب عند الاستطاعة لذلك، وإلا فالمشروع أن يبيت كل حاج في مكانه ويذكر الله ويستغفره في مكانه .
4. لا حرج على الضعفة من النساء والمرضى والشيوخ
ومن تبعهم، في التوجه من مزدلفة إلى منى في النصف الأخير من الليل، فقد
رخَّص النبي صلى الله عليه وسلم ليلة مزدلفة للضعفة أن ينصرفوا إلى منى بعد
منتصف الليل لرمي جمرة العقبة.
5. ويجوز لهم أن يرموا الجمرة ليلاً كما ثبت ذلك عن أم سلمة وأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهم.
6. أما الشباب ومن ليس معه أحد من الضعفاء فالسنة
في حقه أن يبيت في مزدلفة حتى يصلي الصبح ثم ينطلق بعد ذلك إلى منى لرمي
جمرة العقبة، وهذا فعله صلى الله عليه وسلم.
تنبيهات على بعض المخالفات:
· تسرع كثير من الحجاج إلى صلاة المغرب والعشاء
في مزدلفة دون تحري جهة القبلة، والواجب التحري لجهة القبلة أو سؤال من يظن
فيه معرفة جهة القبلة.
· الاشتغال في مزدلفة بلقط الحصى قبل الصلاة مع أن الحصى يصح أخذه من منى أو غيرها.
· عدم التحري في المبيت داخل حدود مزدلفة.
· تأخير صلاة المغرب والعشاء إلى ما بعد نصف
الليل، وهذا لا يجوز، ومن يخشى أن لا يصل مزدلفة إلا بعد نصف الليل فإنه
يصلي ولو قبل الوصول إلى مزدلفة.
· انصراف الكثير من مزدلفة قبل نصف الليل وتركهم المبيت بها مع أنه من واجبات الحج.
· ترخص الأقوياء في الخروج إلى منى قبل الصبح مع أن الرخصة إنما هي للضعفاء أما غيرهم فقبيل طلوع الشمس.
· عدم الوقوف للدعاء بعد صلاة الفجر وعدم رفع اليدين.
· تأخير صلاة الفجر إلى قرب طلوع الشمس أو صلاتها بعد طلوع الشمس.
· جمع حصى الجمار ليوم العيد وأيام التشريق سبعين حصاة.
· غسل حصى الجمار.
ما يفعله الحاج يوم العاشر من ذي الحجة:
1. يتوجه الحاج إلى جمرة العقبة ويرميها بعد طلوع الشمس بسبع حصيات ويكبر مع كل حصاة.
2. ثم ينحر هديه إذا متمتعاً أو قارناً،أما المفرد فليس عليه هدى.
3. ثم يحلق شعر رأسه، والحلق أفضل من التقصير،
فإن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بالمغفرة والرحمة ثلاث مرات للمحلقين
ومرة واحدة للمقصرين.
4. ثم يغتسل ويتطيب ويخلع ملابس الإحرام ويلبس الملابس العادية كما فعل صلى الله عليه وسلم.
5. ثم يتوجه إلى البيت الحرام لطواف الإفاضة.
6- وبذلك يحصل للحاج التحلل الأول ،ويباح له كل شيء حَرُم عليه بالإحرام إلا النساء ( أي الجماع ودواعيه).
7- ثم يذهب إلى البيت الحرام فيطوف به طواف الإفاضة في يوم العيد أو بعده حسب استطاعته.
8- ويسعى بين الصفا والمروة إن كان متمتعاً، وبذلك يحل له كل شيء حرم عليه بالإحرام حتى النساء.
9- أما إن كان الحاج مفرداً أو قارناً فإنه يكفيه السعي الأول الذي أتى به مع طواف القدوم.
10- فإن لم يَسْعَ مع طواف القدوم وجب عليه أن يسعى مع طواف الإفاضة.
مسألة مهمة وهي: حكم تقديم بعض النسك على بعض:
سئل النبي صلى الله عليه وسلم في يوم النحر عمن ذبح قبل أن يرمي، ومن حلق قبل أن يذبح، ومن أفاض إلى البيت قبل أن يرمي فقال: "لا حرج".
قال الراوي: فما سئل يومئذ عن شيء قُدِّم ولا أُخِّر إلا قال: افعل لا حرج، وسأله رجل فقال: يا رسول الله سعيت قبل أن أطوف فقال: "لا حرج".
وهذا من رحمة الله عز وجل بعباده، أن رفع عنهم الحرج والمشقة في مواقف تكثر فيها المشقة على المسلمين، فلله الحمد والمنّة.
تنبيهات على بعض المخالفات:
· رمي الجمار من بعيد وعدم التأكد من وصولها إلى الشاخص أو الحوض.
· توكيل بعض الأقوياء في الرمي مع أن التوكيل إنما ورد عن الضعفاء ونحوهم.
· رمي الجمرة بالنعال والحجارة الكبيرة ونحوها.
· القول مع كل جمرة اللهم إغضاباً للشيطان وإرضاء للرحمن.
· الوقوف للدعاء عند جمرة العقبة.
· رمي جمرة العقبة من خلفها.
· اعتقاد أن الشيطان عند الجمرات وتسمية بعض الحجاج له شيطاناً كبيراً وشيطاناً صغيراً.
· بعض الحجاج هداهم الله في يوم العيد يحلقون لحاهم يظنون أن ذلك من الزينة، وهذه معصية لله عزوجل في وقت ومكان فاضل.
· تعريض الهدي بعد ذبحها إلى الإتلاف، مع أنه يمكن نقلها إلى الضعفاء.
· الرمل والاضطباع في طواف الإفاضة والوداع، وإنما شرع ذلك في طواف القدوم.
· المزاحمة الشديدة للوصول إلى الحجر لتقبيله،
حتى إنه يؤدي في بعض الأحيان إلى المقاتلة والمشاحنة، والأقوال المنكرة
التي لا تليق بهذا العمل ولا هذا المكان، والله تعالى يقول: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ) (البقرة الآية197).
· اعتقاد البعض على أن الحجر نافع بذاته،والنافع هو الله وحده، وعمر رضي الله عنه عندما استلم الحجر قال: " والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبّلتك" أخرجه البخاري في صحيحه.
· استلام بعض الحجاج لجميع أركان الكعبة وهذا جهل
وضلال ؛ لأن الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يستلم من البيت
سوى الركن اليماني والحجر الأسود.
· تقبيل الركن اليماني وهذا خطأ فالركن اليماني يستلم باليد.
· تخصيص كل شوط بدعاء معين.
· الدعاء الجماعي وما فيه من التشويش على الطائفين وهذا من البدع حيث لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة رضي الله عنهم.
· الصلاة خلف المقام مباشرة مع وجود الزحام الشديد، ويمكن أن يصلي في أي موضع من الحرم.
· طواف بعض الحجاج جماعات متشابكين، وهذا فيه تضيق شديدعلى الطائفين.
· الطواف حول الكعبة من داخل الحِجْر – حِجْر إسماعيل – وهذا غير صحيح،ولايجزىءالطواف بهذه الطريقة .
· حمل مايسمى بالمنسك، أو كتاب الأدعية الخاص بكل شوط وهذه من البدع المحدثة،فالمسلم يدعوا بما شاء دون قيود.
· التكبير عند محاذاة الركن اليماني مع عدم الاستلام.
· الجمع بين الصلوات في منى .
· ترك المبيت بمنى .
أعمال الحاج يوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر):
1. يجب على الحاج أن يرمي الجمرات الثلاثة كل يوم من أيام التشريق بعد الزوال (يعني بعد صلاة الظهر) فيرمي كل جمرة بسبع حصيات ويكبر مع كل حصاة.
2. يشرع له أن يقف بعد رميه الجمرة الأولى (وهي الصغرى) ويجعلها عن يساره ويستقبل القبلة ويدعو ويرفع يديه .
3. ويقف بعد رمي الجمرة الثانية (وهي الوسطى) كذلك ويجعلها عن يمينه، ويستقبل القبلة ويدعو ، وهذا مستحب وليس بواجب.
4. ولا يقف بعد رمي الجمرة الثالثة (وهي الكبرى)،
فإن لم يتيسر له الرمي بعد الزوال وقبل غروب الشمس، رمى في الليل عن اليوم
الذي غابت شمسه إلى آخر الليل، على الصحيح من أقوال العلماء.
5. ومن أراد أن يتعجل في اليوم الثاني عشر بعد
رمي الجمار فلا بأس، لكن لا يرمي الجمار إلا بعد زوال الشمس، ثم يخرج من
منى قبل غروب الشمس منطلقاً إلى مكة ليطوف طواف الوداع.
6. ومن أحب أن يتأخر حتى يرمي الجمار في اليوم الثالث عشر فهو أفضل؛ لكونه موافقاً لفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
7. و يجب على الحاج أن يبيت في منى ليلة الحادي عشر والثاني عشر، ويكفي أكثر الليل إذا تيسر ذلك.
8. ومن كان له عذر شرعي؛ كالسعاة، والرعاة، ونحوهم فلا مبيت عليه.
9. أما ليلة الثالث عشر فلا يجب على الحجاج أن يبيتوها بمنى إذا تعجّلوا ونفروا من منى قبل غروب الشمس.
10. أما من غربت عليه الشمس بمنى بغير عذر شرعي
كالزحام مثلاً، فإنه يبيت ليلة الثالث عشر، ويرمي الجمار الثلاث في اليوم
الثالث عشر بعد الزوال كما رمى في اليوم الحادي عشر والثاني عشر، ثم ينفر.
11. وليس على أحد رمي بعد الثالث عشر ولو أقام بمنى.
12. ومتى أراد الحاج السفر إلى بلاده وجب عليه أن
يطوف بالبيت للوداع سبعة أشواط؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ينفر
أحدٌ منكم حتى يكون آخر عهده بالبيت".
13. أما الحائض والنفساء فلا يشرع في حقهما طواف
الوداع؛ لما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "أُمِرَ الناسُ أن يكون
آخر عهدهم بالبيت الطواف إلا أنه خفف عن المرأة الحائض".
14. ومن أخَّر طواف الإفاضة فطاف عند السفر طواف الإفاضة مع الوداع أجزأه ذلك عن الوداع لعموم الحديثين المذكورين.
تنبيهات على بعض المخالفات:
· ترك الدعاء عند الجمرة الصغرى والوسطى.
· رمي الجمار قبل الزوال مع أن وقته يبدأ بزوال الشمس.
· رمي الحصى بشدة وعنف وصراخ وسب وشتم ، وهذا
جهل؛ وإنما شرع رمي الجمار لإقامة ذكر الله، ولهذا كان النبي صلى الله عليه
وسلم يكبر على إثر كل حصاة.
· الدعاء عند جمرة العقبة وهذه من البدع المحدثة.
· بعض الحجاج يبدأ الرمي بجمرة العقبة ثم الوسطى ثم الصغرى وهذا خطأ والصحيح العكس.
· رميهم الحصى جميعاً بكف واحدة مرة واحدة وهذا
خطأ ،ومن رمى بكف واحد أكثر من حصاة لم يحتسب له سوى حصاة واحدة، والواجب
أن يرمي الحصى واحدة واحدة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
· توكيل بعض الحجاج من يرمي عنهم مع قدرتهم على الرمي وهذا مخالف لما أمر الله تعالى به من إتمام الحج حيث يقول سبحانه: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) (البقرة الآية196).
· توكيل بعضهم بالرمي وسفره مساء الحادي عشر، فيترك المبيت بمنى ليلة الثاني عشر و رمي الجمرات يوم الثاني عشر.
· نزول بعض الحجاج من منى يوم التعجيل(الثاني عشر
من ذي الحجة) قبل رمي الجمرات ليطوفوا للوداع، ثم يرجعوا إلى منى فيرموا
الجمرات ثم يسافروا، وهذا لا يجوز؛ لأنه مخالف لأمر النبي صلى الله عليه
وسلم أن يكون آخر عهد الحاج بالبيت طواف الوداع .
الهدي والفدية:
إذا كان الحاج متمتعاً أو قارناً ولم يكن من حاضري المسجد الحرام وجب عليه
دم، وهو ذبح شاة أو سُبع بدنة أو سُبع بقرة من مال حلال وكسب طيب، لأن الله
طيب لا يقبل إلا طيباً، فإذا عجز الحاج المتمتع أو القارن عن الهدي وجب
عليه صيام ثلاثة أيام في الحج، سواء قبل يوم النحر أو بعده في أيام
التشريق، ويصوم أيضاً سبعة أيام إذا رجع إلى أهله،و يجوز أن يصومهم
متتابعين أو متفرقين، أما المفرد بالحج فلا هدي عليه .
زيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة:
إذا رغب الحاج في زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في
المدينة فإن ذلك من السنة، سواء كان قبل الحج أو بعده، أوفي غير أشهر الحج؛
لأنه لا علاقة بين هذه الزيارة والحج، وليست من أركانه ولا من واجباته ولا
من مستلزماته، إلا أن الصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، خيرمن
الصلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، كما في الحديث الذي رواه البخاري
ومسلم.