ال الله تعالى : فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى . وقال الله تعالى : وَسَيُجَنَّبُهَا الأتْقَى ، الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى ، وَمَا لأحَدٍ عِنْدَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى ، إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأعْلَى ، وَلَسَوْفَ يَرْضَى . وقال الله تعالى : إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ وقال تعالى : لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ . والآيات في فضل الإنفاق في الطاعات معلومة .
الشرح
قال المؤلف - رحمه الله تعالى - باب فضل الغني الشاكر ، وهو الذي يأخذ المال بحقه ويصرفه في حقه . فالغني هو الذي أعطاه الله سبحانه وتعالى ما يستغني به عن غيره من مال أو علم أو جاه أو غير ذلك وإن كان الأكثر استعمالا أن الغني هو الذي أعطاه الله المال الذي يستغني به عن غيره . والله سبحانه وتعالى يبتلي عباده بالمال يعني بالغنى وبالفقر فمن الناس من لو أغناه الله لأفسده الغني ومن الناس من لو أفقره الله لأفسده الفقر ، والله عز وجل يعطي كل أحد يحسب ما تقتضيه الحكمة كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ وإذا أعطى الله الإنسان المال فإنه ينقسم إلى قسمين : القسم الأول : من يعطيه الله المال يكتسبه من طريق حرام : كالمرابي والكذاب والغشاش في البيع والشراء ومن أكل أموال الناس بالباطل وغير ذلك فهذا غناه لا ينفعه لأنه غنى في الدنيا ولكنه فقر - والعياذ بالله - في الدنيا والآخرة . إذ إن هذا الشيء الذي دخل عليه من هذا الوجه سوف يعاقب عليه يوم القيامة وأعظمه الربا ، فإن الله عز وجل يقول في كتابه : الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّنْ رَّبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ويقول الله تبارك وتعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ ، فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ . القسم الثاني : من أغناه من أغناه الله بمال لكن عن طريق الحلال يبيع بالبيان والنصح والصدق فهذا هو الذي ينفعه غناه لأن من كان كذلك فالغالب أن الله يوفقه لصرفه فيما ينفع . فهذا هو الغني الشاكر الذي يأخذ المال بحقه ويصرفه في حقه على الوجه الذي شرعه الله له . ثم ذكر المؤلف - رحمه الله - آيات في هذا المعنى فذكر قول الله سبحانه وتعالى فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى . أعطى يعني بذل الماء في وجهه واتقى الله سبحانه وتعالى في بذله وفي جمعه ، فهذا ييسر لليسرى . وقال سبحانه : وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى ، وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى ، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ، وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى ، إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى . وقال تعالى : وَسَيُجَنَّبُهَا يعني النار الأتْقَى ، الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى ، وَمَا لأحَدٍ عِنْدَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى ، إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأعْلَى ، وَلَسَوْفَ يَرْضَى يعني سيجنب هذه النار الأتْقَى ، الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى يعني على وجه يتزكى به ، وعلى وجه يقربه إلى الله عز وجل . وَمَا لأحَدٍ عِنْدَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى يعني ليس يعطي المال من باب المكافآت على قضاء مصالحه الشخصية ولكنه يعطي المال لله ولهذا قال : إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأعْلَى فهو يعطي المال ابتغاء وجه ربه الأعلى وَلَسَوْفَ يَرْضَى بما يجازيه الله به . فعلى المؤمن إذا أغناه الله عز وجل أن يكون شاكرا لله قائما بما أوجب الله عليه من بذل المال في حقه على الوجه الذي يرضى الله عز وجل
الشرح
قال المؤلف - رحمه الله تعالى - باب فضل الغني الشاكر ، وهو الذي يأخذ المال بحقه ويصرفه في حقه . فالغني هو الذي أعطاه الله سبحانه وتعالى ما يستغني به عن غيره من مال أو علم أو جاه أو غير ذلك وإن كان الأكثر استعمالا أن الغني هو الذي أعطاه الله المال الذي يستغني به عن غيره . والله سبحانه وتعالى يبتلي عباده بالمال يعني بالغنى وبالفقر فمن الناس من لو أغناه الله لأفسده الغني ومن الناس من لو أفقره الله لأفسده الفقر ، والله عز وجل يعطي كل أحد يحسب ما تقتضيه الحكمة كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ وإذا أعطى الله الإنسان المال فإنه ينقسم إلى قسمين : القسم الأول : من يعطيه الله المال يكتسبه من طريق حرام : كالمرابي والكذاب والغشاش في البيع والشراء ومن أكل أموال الناس بالباطل وغير ذلك فهذا غناه لا ينفعه لأنه غنى في الدنيا ولكنه فقر - والعياذ بالله - في الدنيا والآخرة . إذ إن هذا الشيء الذي دخل عليه من هذا الوجه سوف يعاقب عليه يوم القيامة وأعظمه الربا ، فإن الله عز وجل يقول في كتابه : الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّنْ رَّبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ويقول الله تبارك وتعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ ، فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ . القسم الثاني : من أغناه من أغناه الله بمال لكن عن طريق الحلال يبيع بالبيان والنصح والصدق فهذا هو الذي ينفعه غناه لأن من كان كذلك فالغالب أن الله يوفقه لصرفه فيما ينفع . فهذا هو الغني الشاكر الذي يأخذ المال بحقه ويصرفه في حقه على الوجه الذي شرعه الله له . ثم ذكر المؤلف - رحمه الله - آيات في هذا المعنى فذكر قول الله سبحانه وتعالى فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى . أعطى يعني بذل الماء في وجهه واتقى الله سبحانه وتعالى في بذله وفي جمعه ، فهذا ييسر لليسرى . وقال سبحانه : وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى ، وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى ، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ، وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى ، إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى . وقال تعالى : وَسَيُجَنَّبُهَا يعني النار الأتْقَى ، الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى ، وَمَا لأحَدٍ عِنْدَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى ، إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأعْلَى ، وَلَسَوْفَ يَرْضَى يعني سيجنب هذه النار الأتْقَى ، الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى يعني على وجه يتزكى به ، وعلى وجه يقربه إلى الله عز وجل . وَمَا لأحَدٍ عِنْدَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى يعني ليس يعطي المال من باب المكافآت على قضاء مصالحه الشخصية ولكنه يعطي المال لله ولهذا قال : إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأعْلَى فهو يعطي المال ابتغاء وجه ربه الأعلى وَلَسَوْفَ يَرْضَى بما يجازيه الله به . فعلى المؤمن إذا أغناه الله عز وجل أن يكون شاكرا لله قائما بما أوجب الله عليه من بذل المال في حقه على الوجه الذي يرضى الله عز وجل