السخط مصيدة الشيطان
الرضا ثمرة الشكر وهو اعلي مقامات الايمان بل هو حقيقة الايمان وهو يفرغ القلب لله لكن الساخط على نعم الله يري رزقه ناقص ومصائبه جمة وقال الله تعالي{"" ذلك بأنهم اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا
رضوانه فأحبط اعمالهم""}كما يفتح السخط باب الشرك بالله في قضائه وحكمته وعلمه وقدره فالشك والسخط قرينان وفي حديت للترمذي يقول فيه
[ان استطعت ان تعمل بالرضا مع اليقين فافعل، فان لم تسطتع فان الصبرعلي ما تكره النفس خيرا كثير]
ذكر الله الصبر في تسعين موضعاً من القرآن أو بضعاً وتسعين، وله طرفان أيضاً واجب مستحق، وكمال مستحب. وأما الرضا، فإن في وجوبه قول لأصحاب أحمد، فمن أوجبه قال: السخط حرام، ولا خلاص عنه إلا بالرضا، وما لا خلاص عن الحرام إلا به فهو واجب، واحتجوا بأثر: من لم يصبر على بلائي ولم يرض بقضائي فليتخذ ربا سواي
وفي الحديث المعروف عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن استطعت أن تعمل الرضا مع اليقين فافعل، فإن لم تستطع فإن في الصبر على ما تكره النفس خيراً كثيراً. وهو في بعض السنن.
قالوا: وأما قولكم لا خلاص عن السخط إلا به فليس بلا زم، فإن مراتب الناس في المقدور ثلاثة: الرضا وهو أعلاها، والسخط وهو أسفلها، والصبر عليه بدون الرضا به وهو أوسطها. فالأولى للمقربين السابقين، والثالثة للمقتصدين، والثانية للظالمين.
وكثير من الناس يصبر على المقدور فلا يسخط وهو غير راض به، فالرضا أمر آخر.
وقد أشكل على بعض الناس اجتماع الرضا مع التألم، وظن أنهما متباينان، وليس كما ظن، فالمريض الشارب للدواء الكريه متألم به راض به، والصائم في شهر رمضان في شدة الحر متألم بصومه راض به، والبخيل متألم بإخراج زكاة ماله راض بها. فالتألم كما لا ينافي الصبر لا ينافي الرضا به.
وهذا الخلاف بينهم إنما هو في الرضا بقضائه الكوني، وأما الرضا به رباً وإلهاً، والرضا بأمره الديني فمتفق على فرضيته، بل لا يصير العبد مسلماً إلا بهذا الرضا أن يرضى بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسول
أن المؤمن البصير لا ينبغي أن ينظر إلى ما ينقصه ويفتقده فقط، بل يجب أن ينظر أولاً إلى ما عنده من نعم الله تعالى. وسيجد أن ما عنده كثير، ولكنه لا يراه، أو يراه ولكنه يبخسه، ورضي الله عن عروة بن الزبير، فقد نزلت به مصيبتان في يوم واحد: رفست فرس ابناً له فمات، وقطع الطبيب رجلاً له، حتى لا يسري الداء في بدنه كله، ولكنه مع هذا حمد الله تعالى، إذ نظر إلى ابنه المقتول، وإلى ابنه الآخر، فقال: "اللهم إن كنت أخذت فقد أعطيت، ونظر إلى رجله المقطوعة، ورجله الأخرى السليمة، وقال: اللهم إن كنت ابتليت فقد عافيت"!، فكان نظره إلى النعمة التي بقيت له، فرضي وشكر، ولو نظر إلى النعمة التي حُرمها فقط لسخط وجزع.
هل كان يوسف الصديق ـ عليه السلام ـ يعلم أن المحن التي نزلت به طوال حياته، ستنتهي به إلى أن يصبح عزيز مصر، وأن تكون في يده خزائن الأرض: المالية والزراعة والتخطيط والتموين، وأن يحل الله على يديه مشكلة القحط، ويخرج به مصر وما حولها من أزمة الجوع والجفاف؟؟
إن علينا أن نواجه المتاعب والآلام بصبر جميل، ولا نعتقد أن البلاء الذي ينزل بنا عقوبة من الله لنا، بل كثيراً ما يكون هدية من الله ـ سبحانه ـ لنا من حيث لا نشعر. ولولا ذلك لما كان الأنبياء أشد الناس بلاء في هذه الدنيا
والله المستعان.
الرضا ثمرة الشكر وهو اعلي مقامات الايمان بل هو حقيقة الايمان وهو يفرغ القلب لله لكن الساخط على نعم الله يري رزقه ناقص ومصائبه جمة وقال الله تعالي{"" ذلك بأنهم اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا
رضوانه فأحبط اعمالهم""}كما يفتح السخط باب الشرك بالله في قضائه وحكمته وعلمه وقدره فالشك والسخط قرينان وفي حديت للترمذي يقول فيه
[ان استطعت ان تعمل بالرضا مع اليقين فافعل، فان لم تسطتع فان الصبرعلي ما تكره النفس خيرا كثير]
ذكر الله الصبر في تسعين موضعاً من القرآن أو بضعاً وتسعين، وله طرفان أيضاً واجب مستحق، وكمال مستحب. وأما الرضا، فإن في وجوبه قول لأصحاب أحمد، فمن أوجبه قال: السخط حرام، ولا خلاص عنه إلا بالرضا، وما لا خلاص عن الحرام إلا به فهو واجب، واحتجوا بأثر: من لم يصبر على بلائي ولم يرض بقضائي فليتخذ ربا سواي
وفي الحديث المعروف عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن استطعت أن تعمل الرضا مع اليقين فافعل، فإن لم تستطع فإن في الصبر على ما تكره النفس خيراً كثيراً. وهو في بعض السنن.
قالوا: وأما قولكم لا خلاص عن السخط إلا به فليس بلا زم، فإن مراتب الناس في المقدور ثلاثة: الرضا وهو أعلاها، والسخط وهو أسفلها، والصبر عليه بدون الرضا به وهو أوسطها. فالأولى للمقربين السابقين، والثالثة للمقتصدين، والثانية للظالمين.
وكثير من الناس يصبر على المقدور فلا يسخط وهو غير راض به، فالرضا أمر آخر.
وقد أشكل على بعض الناس اجتماع الرضا مع التألم، وظن أنهما متباينان، وليس كما ظن، فالمريض الشارب للدواء الكريه متألم به راض به، والصائم في شهر رمضان في شدة الحر متألم بصومه راض به، والبخيل متألم بإخراج زكاة ماله راض بها. فالتألم كما لا ينافي الصبر لا ينافي الرضا به.
وهذا الخلاف بينهم إنما هو في الرضا بقضائه الكوني، وأما الرضا به رباً وإلهاً، والرضا بأمره الديني فمتفق على فرضيته، بل لا يصير العبد مسلماً إلا بهذا الرضا أن يرضى بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسول
أن المؤمن البصير لا ينبغي أن ينظر إلى ما ينقصه ويفتقده فقط، بل يجب أن ينظر أولاً إلى ما عنده من نعم الله تعالى. وسيجد أن ما عنده كثير، ولكنه لا يراه، أو يراه ولكنه يبخسه، ورضي الله عن عروة بن الزبير، فقد نزلت به مصيبتان في يوم واحد: رفست فرس ابناً له فمات، وقطع الطبيب رجلاً له، حتى لا يسري الداء في بدنه كله، ولكنه مع هذا حمد الله تعالى، إذ نظر إلى ابنه المقتول، وإلى ابنه الآخر، فقال: "اللهم إن كنت أخذت فقد أعطيت، ونظر إلى رجله المقطوعة، ورجله الأخرى السليمة، وقال: اللهم إن كنت ابتليت فقد عافيت"!، فكان نظره إلى النعمة التي بقيت له، فرضي وشكر، ولو نظر إلى النعمة التي حُرمها فقط لسخط وجزع.
هل كان يوسف الصديق ـ عليه السلام ـ يعلم أن المحن التي نزلت به طوال حياته، ستنتهي به إلى أن يصبح عزيز مصر، وأن تكون في يده خزائن الأرض: المالية والزراعة والتخطيط والتموين، وأن يحل الله على يديه مشكلة القحط، ويخرج به مصر وما حولها من أزمة الجوع والجفاف؟؟
إن علينا أن نواجه المتاعب والآلام بصبر جميل، ولا نعتقد أن البلاء الذي ينزل بنا عقوبة من الله لنا، بل كثيراً ما يكون هدية من الله ـ سبحانه ـ لنا من حيث لا نشعر. ولولا ذلك لما كان الأنبياء أشد الناس بلاء في هذه الدنيا
والله المستعان.