حديث { من استمع إلى قينة صب في أذنيه .. } وحديث { الغناء ينبت النافق في القلب }
س - قرأت وسمعت حديث رسول الله ، - صلى الله عليه وسلم - { من استمع إلى قينة صب في أذنيه الآنك - أي الرصاص المذاب - يوم القيامة . فهل هذا الحديث صحيح كما قرأت وسمعت حديث { الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء العشب } فهل هذا الحديث صحيح. وما حكم من استمع لهذه الأغاني المشتملة على جميع أنواع الطرب إذا كان استماعها في غير منزله كالسيارات والمجالس التي لا يستيطع التحكم فيها ؟
ج- الاستماع للصوت يتضمن معنى الميل له والإصغاء إليه فاستماع الاغاني فيه معنى الميل لها والإصغاء إليها أما السماع فقد يكون عن قصد وإصغاء فيسمى استماعاً أيضاً ويأخذ حكمه وقد يكون عن غير قصد ولا إصغاء للصوت فلا يسمى استماعاً ولا يحكم له بحكمه وعلى ذلك فالاستماع إلى ما ذكر السائل من الأغاني المشتملة على جميع أنواع الطرب محرم على كل من أصغى إليها رجلاً كان أم إمرأة في بيته أو في غير بيته كالسيارات والمجالس العامة والخاصة لما له في ذلك من الاختيار والميل إلى المشاركة فيما حرمته الشريعة . قال الله تعالى { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين } وما ذكر السائل من الغناء هو من لهو الحديث فإنه فتنة للقلب يستهويه إلى الشر ويصرفه عن الخير ويضيع على الإنسان وقته دون جدوى فيدخل في عموم لهو الحديث ويدخل من غنى ومن استمع إلى تلك الأغاني في عموم من اشترى لهو الحديث ليصرف نفسه أو غيره عن سبيل الله ، وقد نهى عن ذلك وتوعد من فعله بالعذاب المهين وكما دل القرآن بعمومه على تحريم الغناء والاستماع إليه دلت السنة عليه ، من ذلك قوله ، - صلى الله عليه وسلم - ، { ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة يأتيهم - يعني الفقير - لحاجة فيقولون ارجع إلينا غدا فيسلبهم الله ويضع العلم ويسمخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة } رواه البخاري وغيره من أثمة الحديث ، المعازف اللهو وآلاته ومن ذلك الغناء والاستماع إليه فذم رسول الله ، - صلى الله عليه وسلم - ، من يستحلون الزنا ولبس الرجال الحرير وشرب الخمر وآلات اللهو والاستماع فها وقرن المعازف بما قبلها من الكبائر وتوعد في نهاية الحديث من فعل ذلك إصغاء كسماع من يشمي في الطريق غناء آلات اللهو والاستماع إليها أما السماع دون قصد ولا إصغاء كسماع من يمشي في الطريق غناء آلات اللهو في الدكاكين أو ما يمر به من السيارات ومن يأتيه وهو في بيته صوت الغناء من بيوت جيرانه دون أن يستهويه ذلك - فهذا مغلوب على أمره لا إثم عليه وعليه أن ينصح وينهى عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة ويسعى في التخلص مما يمكنه منه وسعه وفي حدود طاقته فإن الله لا يكلف نفساً إلى وسعها . وقد جرى جماعة من العلماء على أن يستدلوا على مطلوبهم بالأدلة الصحيحة ثم يتبعوا ذلك بأحاديث فيها بشيء من الضعف في سندها أو في وجه دلالتها على دعواهم وهذا لا يضرهم في ثبوت أصل مطلوبهم فإنهم ذكروا ذلك على سبيل الاستئناس والاستشهاد لا على سبيل الاحتجاج والاعتماد من ذلك ما يذكره بعض العلماء من الأحاديث في مقام تحريم الغناء والاستماع إليه بعد إثباته بالأدلة الصحيحة فلا يضر الطعن فيما ذكره تبعاً في ثبوت التحري بما استدلوا به أولاً وأصالة من الأدلة الصحيحة فمن ذلك - ما رواه الحكيم الترمذي عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله ، - صلى الله عليه وسلم - ، قال { من استمع إلى صوت غناء لم يؤذن له أن يستمع الروحانيين في الجنة } والثاني ما رواه ابن عساكر عن أنس أن النبي ، - صلى الله عليه وسلم - ، قال { من استمع إلى قينة صب في أذنيه الآنك يوم القيامة } وما رواه ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي عن ابن مسعود من قول النبي، - صلى الله عليه وسلم - ، الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل وما رواه البيهقي عن جابر من قول رسول الله ، - صلى الله عليه وسلم - ، { الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينتب الماء الزرع } . فهذه الأحاديث ضعيفة لكن لا يؤثر ضعفها في تحريم الغناء والاستماع إليه لثبوت التحريم بأدلة أخرى صحيحة من الكتاب والسنة ، والله الموفق .
اللجنة الدائمة
* * * *
س - قرأت وسمعت حديث رسول الله ، - صلى الله عليه وسلم - { من استمع إلى قينة صب في أذنيه الآنك - أي الرصاص المذاب - يوم القيامة . فهل هذا الحديث صحيح كما قرأت وسمعت حديث { الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء العشب } فهل هذا الحديث صحيح. وما حكم من استمع لهذه الأغاني المشتملة على جميع أنواع الطرب إذا كان استماعها في غير منزله كالسيارات والمجالس التي لا يستيطع التحكم فيها ؟
ج- الاستماع للصوت يتضمن معنى الميل له والإصغاء إليه فاستماع الاغاني فيه معنى الميل لها والإصغاء إليها أما السماع فقد يكون عن قصد وإصغاء فيسمى استماعاً أيضاً ويأخذ حكمه وقد يكون عن غير قصد ولا إصغاء للصوت فلا يسمى استماعاً ولا يحكم له بحكمه وعلى ذلك فالاستماع إلى ما ذكر السائل من الأغاني المشتملة على جميع أنواع الطرب محرم على كل من أصغى إليها رجلاً كان أم إمرأة في بيته أو في غير بيته كالسيارات والمجالس العامة والخاصة لما له في ذلك من الاختيار والميل إلى المشاركة فيما حرمته الشريعة . قال الله تعالى { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين } وما ذكر السائل من الغناء هو من لهو الحديث فإنه فتنة للقلب يستهويه إلى الشر ويصرفه عن الخير ويضيع على الإنسان وقته دون جدوى فيدخل في عموم لهو الحديث ويدخل من غنى ومن استمع إلى تلك الأغاني في عموم من اشترى لهو الحديث ليصرف نفسه أو غيره عن سبيل الله ، وقد نهى عن ذلك وتوعد من فعله بالعذاب المهين وكما دل القرآن بعمومه على تحريم الغناء والاستماع إليه دلت السنة عليه ، من ذلك قوله ، - صلى الله عليه وسلم - ، { ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة يأتيهم - يعني الفقير - لحاجة فيقولون ارجع إلينا غدا فيسلبهم الله ويضع العلم ويسمخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة } رواه البخاري وغيره من أثمة الحديث ، المعازف اللهو وآلاته ومن ذلك الغناء والاستماع إليه فذم رسول الله ، - صلى الله عليه وسلم - ، من يستحلون الزنا ولبس الرجال الحرير وشرب الخمر وآلات اللهو والاستماع فها وقرن المعازف بما قبلها من الكبائر وتوعد في نهاية الحديث من فعل ذلك إصغاء كسماع من يشمي في الطريق غناء آلات اللهو والاستماع إليها أما السماع دون قصد ولا إصغاء كسماع من يمشي في الطريق غناء آلات اللهو في الدكاكين أو ما يمر به من السيارات ومن يأتيه وهو في بيته صوت الغناء من بيوت جيرانه دون أن يستهويه ذلك - فهذا مغلوب على أمره لا إثم عليه وعليه أن ينصح وينهى عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة ويسعى في التخلص مما يمكنه منه وسعه وفي حدود طاقته فإن الله لا يكلف نفساً إلى وسعها . وقد جرى جماعة من العلماء على أن يستدلوا على مطلوبهم بالأدلة الصحيحة ثم يتبعوا ذلك بأحاديث فيها بشيء من الضعف في سندها أو في وجه دلالتها على دعواهم وهذا لا يضرهم في ثبوت أصل مطلوبهم فإنهم ذكروا ذلك على سبيل الاستئناس والاستشهاد لا على سبيل الاحتجاج والاعتماد من ذلك ما يذكره بعض العلماء من الأحاديث في مقام تحريم الغناء والاستماع إليه بعد إثباته بالأدلة الصحيحة فلا يضر الطعن فيما ذكره تبعاً في ثبوت التحري بما استدلوا به أولاً وأصالة من الأدلة الصحيحة فمن ذلك - ما رواه الحكيم الترمذي عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله ، - صلى الله عليه وسلم - ، قال { من استمع إلى صوت غناء لم يؤذن له أن يستمع الروحانيين في الجنة } والثاني ما رواه ابن عساكر عن أنس أن النبي ، - صلى الله عليه وسلم - ، قال { من استمع إلى قينة صب في أذنيه الآنك يوم القيامة } وما رواه ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي عن ابن مسعود من قول النبي، - صلى الله عليه وسلم - ، الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل وما رواه البيهقي عن جابر من قول رسول الله ، - صلى الله عليه وسلم - ، { الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينتب الماء الزرع } . فهذه الأحاديث ضعيفة لكن لا يؤثر ضعفها في تحريم الغناء والاستماع إليه لثبوت التحريم بأدلة أخرى صحيحة من الكتاب والسنة ، والله الموفق .
اللجنة الدائمة
* * * *