معنى قوله تعالى { إلا اللمم }
س - ما تفسير قوله تعالى { إلا اللمم } ؟
ج- تفسير قوله تعالى في سورة النجم { ولله ما في السموات وما في الأرض ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى ، الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة } الآية .
ومحل السؤال هنا هو قوله تعالى { إلا اللمم } ونفيذ بأن علماء التفسير - رحمهم الله - اختلفوا في تفسير ذلك ، وذكروا أقوالا في معناه أحسنها قولان
أحدهما أن المراد به ما يلم به الإنسان من صغائر الذنوب كالنظرة والاستماع لبعض ما لا يجوز من محقرات الذنوب وصغائرها ونحو ذلك .
وهذا مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما من السلف . واحتجوا على ذلك بقوله سبحانه في سورة النساء { إن تجتنبوا كبائر الله تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريما } .
قالوا فالمراد بالسيئات المذكورة في هذه الآية هي صغائر الذنوب وهي اللهمم ، لأن كل إنسان يصعب عليه التحرز من ذلك .
فمن رحمة الله سبحانه أن وعد المؤمنين بغفران ذلك لهم إذا اجتنبوا الكبائر ، ولم يصروا على الصغائر . وأحسن ما قيل في تعريف الكبائر أنها المعاصي التي فيها حد في الدنيا كالسرقة الزنا والقذف وشرب السكر والسب والشتم ، ومما يدل على غفران الصغائر ، واجتناب الكبائر وعدم الإصرار على الصغائر قول النبي ، - صلى الله عليه وسلم - ، { إن الله كتب عن ابن آدم حظه من الزنا فهو مدرك ذلك لا محالة فزنا العين النظر ، وزنا اللسان الكلام ، وزنا الأذن الاستماع ، وزنا اليد البطش ، وزنا الرجل الخطى ، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه } .
ومن الأدلة على وجوب الحذر من الصغائر والكبائر جميعاً ، وعدم الإصرار عليها قوله سبحانه { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوه وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين } .
القول الثاني أن المراد باللمم هو ما يلم به الإنسان من المعاصي ثم يتوب إلى الله من ذلك كما في الآية السابقة وهي قوله تعالى { والذين إذا فعلوا فاحشة } وقوله سبحانه { وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون } . وما جاء في معنى ذلك من الآيات الكريمات وقول النبي ، - صلى الله عليه وسلم - ، { كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون } .
ولأن كل إنسان معرض للخطأ ، والتوبة النصوح يمحو الله بها الذنوب ، وهي المشتملة على الندم على ما وقع من المعصية والإقلاع منها ، والعزيمة الصادقة على ألا يعود إليها خوفاً من الله سبحانه وتعظيماً له ، ورجاء مغفرته .
ومن تمام التوبة إذا كانت المعصية تتعلق بحق الآدميين كالسرقة والغضب والقذف والضرب ، والسب والغيبة ونحو ذلك ، أن يعطيهم حقوقهم أو يستحلهم منها إلا إذا كانت المعصية غيبة وهي الكلام في العرض ، ولم يتيسر استحلال صاحبها حذراً من وقوع شر أكثر ، فأنه يكفي في ذلك أن يدعو له بظهر الغيب ، وأن يذكره بما يعلم من صفاته الطيبة، وأعماله الحسنة في الأماكن التي اغتابه فيها ، ولا حاجة إلى إخباره بغيبته إذا كان يخشى الوقوع في شر أكثر .
وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما فيه رضاه ، وأن يحفظنا وإياكم من كل سوء ، وأن يمن علينا جميعاً بالاستقامة على دينه والسلامة من أسباب غضبه والتوبة إليه سبحانه من جميع ما يخالف شرعه ، إنه جواد كريم .
الرئيس العام
لادرارت البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
* * * *
س - ما تفسير قوله تعالى { إلا اللمم } ؟
ج- تفسير قوله تعالى في سورة النجم { ولله ما في السموات وما في الأرض ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى ، الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة } الآية .
ومحل السؤال هنا هو قوله تعالى { إلا اللمم } ونفيذ بأن علماء التفسير - رحمهم الله - اختلفوا في تفسير ذلك ، وذكروا أقوالا في معناه أحسنها قولان
أحدهما أن المراد به ما يلم به الإنسان من صغائر الذنوب كالنظرة والاستماع لبعض ما لا يجوز من محقرات الذنوب وصغائرها ونحو ذلك .
وهذا مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما من السلف . واحتجوا على ذلك بقوله سبحانه في سورة النساء { إن تجتنبوا كبائر الله تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريما } .
قالوا فالمراد بالسيئات المذكورة في هذه الآية هي صغائر الذنوب وهي اللهمم ، لأن كل إنسان يصعب عليه التحرز من ذلك .
فمن رحمة الله سبحانه أن وعد المؤمنين بغفران ذلك لهم إذا اجتنبوا الكبائر ، ولم يصروا على الصغائر . وأحسن ما قيل في تعريف الكبائر أنها المعاصي التي فيها حد في الدنيا كالسرقة الزنا والقذف وشرب السكر والسب والشتم ، ومما يدل على غفران الصغائر ، واجتناب الكبائر وعدم الإصرار على الصغائر قول النبي ، - صلى الله عليه وسلم - ، { إن الله كتب عن ابن آدم حظه من الزنا فهو مدرك ذلك لا محالة فزنا العين النظر ، وزنا اللسان الكلام ، وزنا الأذن الاستماع ، وزنا اليد البطش ، وزنا الرجل الخطى ، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه } .
ومن الأدلة على وجوب الحذر من الصغائر والكبائر جميعاً ، وعدم الإصرار عليها قوله سبحانه { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوه وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين } .
القول الثاني أن المراد باللمم هو ما يلم به الإنسان من المعاصي ثم يتوب إلى الله من ذلك كما في الآية السابقة وهي قوله تعالى { والذين إذا فعلوا فاحشة } وقوله سبحانه { وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون } . وما جاء في معنى ذلك من الآيات الكريمات وقول النبي ، - صلى الله عليه وسلم - ، { كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون } .
ولأن كل إنسان معرض للخطأ ، والتوبة النصوح يمحو الله بها الذنوب ، وهي المشتملة على الندم على ما وقع من المعصية والإقلاع منها ، والعزيمة الصادقة على ألا يعود إليها خوفاً من الله سبحانه وتعظيماً له ، ورجاء مغفرته .
ومن تمام التوبة إذا كانت المعصية تتعلق بحق الآدميين كالسرقة والغضب والقذف والضرب ، والسب والغيبة ونحو ذلك ، أن يعطيهم حقوقهم أو يستحلهم منها إلا إذا كانت المعصية غيبة وهي الكلام في العرض ، ولم يتيسر استحلال صاحبها حذراً من وقوع شر أكثر ، فأنه يكفي في ذلك أن يدعو له بظهر الغيب ، وأن يذكره بما يعلم من صفاته الطيبة، وأعماله الحسنة في الأماكن التي اغتابه فيها ، ولا حاجة إلى إخباره بغيبته إذا كان يخشى الوقوع في شر أكثر .
وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما فيه رضاه ، وأن يحفظنا وإياكم من كل سوء ، وأن يمن علينا جميعاً بالاستقامة على دينه والسلامة من أسباب غضبه والتوبة إليه سبحانه من جميع ما يخالف شرعه ، إنه جواد كريم .
الرئيس العام
لادرارت البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
* * * *