بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ
بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل
فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً
عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم
الدين.
وبعد:
إن من كمال إيمان المرء أن يحب ويبغض في الله،
فقد أخرج أحمد والترمذي والحاكم عن معاذ بن أنس - رضي الله عنه - أن النبي
- صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال: "من أعطى لله، ومنع لله، وأحب لله،
وأبغض لله، وأنكح لله، فقد استكمل الإيمان".
لذلك إن من أصول أهل
السنّة والجماعة بغض أهل الأهواء والبدع؛ لأنهم محادون لله ورسوله
بابتداعهم في الدين، والله عز وجل حرم مواداة من حاده ورسوله، قال الله
تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ
أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ
كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ
وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ
فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ
أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المجادلة: 22].
لذلك يجب على صاحب السنّة قطع أسباب حب أهل الأهواء والبدع ومودتهم، وذلك يتم بالآتي:
1) ترك السلام عليهم؛ روى الخلال أن رجلاً سئل الإمام أحمد: عن رجل له جار رافضي يسلم عليه؟ قال: لا، إذا سلم عليه لا يرد عليه.
انظر: السنّة، للخلال، 1/494.
2) ترك مجالستهم؛ قال الإمام ابن أبي زمنين: "ولم يزل أهل السنّة يعيبون أهل الأهواء المضلة، وينهون عن مجالستهم، ويخوفون فتنتهم".
انظر: أصول السنّة، لابن أبي زمنين، 3/1024.
3)
عدم قبول إحسانهم وصِلاتهم؛ روى اللالكائي عن شيخ الإسلام عبد الله بن
المبارك أنه كان يقول: "اللهم لا تجعل لصاحب بدعة عندي يداً فيحبه قلبي".
انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة، للالكائي، 1/140.
كما يجب إظهار البغض والعداوة لهم على الجوارح، وذلك لا يكون إلا بـ:
1)
التصريح لهم بالبغض والعداوة، روى الآجري عن ابن عمر - رضي الله عنهما -
أنه قال لمن سأله عن المنكرين للقدر: "إذا لقيت أولئك فأخبرهم أن ابن عمر
منهم بريء، وهم منه براء، ثلاث مرات".
انظر: الشريعة، للآجري، ص205.
2)
معاملتهم بالغلظة والشدة، نقل الإمام إسماعيل الصابوني تقريراً لمنهج
السلف وأصحاب الحديث في كيفية معاملة أهل البدع، إذ قال: "واتفقوا مع ذلك
على القول بقهر أهل البدع، وإذلالهم وإخزائهم، وإبعادهم، وإقصائهم والتباعد
منهم، ومن مصاحبتهم، ومعاشرتهم، والتقرب إلى الله عز وجل بمجانبتهم،
ومهاجرتهم".
انظر: عقيدة السلف وأصحاب الحديث، للصابوني، ص315-316.
3)
قطع معونتهم، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى
وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2].
وأخيراً،
إن من الأصول المقررة عند أهل السنّة والجماعة إهانة أهل البدع، لدرء
المفاسد المترتبة من تعظيمهم، لذلك يجب تجنب والحذر من الأمور التالية:
1)إطلاق الألقاب الحسنة عليهم.
2) تكنيتهم.
3) استقبالهم بالبشر والطلاقة.
4) تقديمهم في المجالس.
5) التلطف معهم في الكلام.
6) دعوتهم للطعام.
7) تهنئتهم في المناسبات.
استعمالهم في الوظائف.
9) مشاورتهم.
عموماً،
فهذا الباب واسع جداً، لا يكاد ينحصر لاستحداث صور التكريم وألفاظ
التشريف، فإن الضابط ما يستخدم في حق أهل البدع هو: "أن كل ما دلت النصوص
على النهي عن استعماله، أو حذر العلماء منه من تلك الصور المتقدمة وغيرها،
أو تعارف الناس عليه أنه من صور التعظيم فلا يجوز معاملة أهل البدع به".
اللهم
أجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ويتمسكون في دنياهم مدة
حياتهم بالكتاب والسنة، وجنبنا الأهواء المضلة والآراء المضمحلة، والأسواء
المذلة، فضلا منه ومنة. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أخوكم في الله/ أبو إبراهيم أحمد الرئيسي.
ملاحظة:
أصل المادة العلمية مختصر الجزء الثاني من كتاب: "موقف أهل السنّة
والجماعة من أهل الأهواء والبدع" تأليف الدكتور إبراهيم بن عامر الرحيلي،
ط: مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة.
بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل
فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً
عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم
الدين.
وبعد:
إن من كمال إيمان المرء أن يحب ويبغض في الله،
فقد أخرج أحمد والترمذي والحاكم عن معاذ بن أنس - رضي الله عنه - أن النبي
- صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال: "من أعطى لله، ومنع لله، وأحب لله،
وأبغض لله، وأنكح لله، فقد استكمل الإيمان".
لذلك إن من أصول أهل
السنّة والجماعة بغض أهل الأهواء والبدع؛ لأنهم محادون لله ورسوله
بابتداعهم في الدين، والله عز وجل حرم مواداة من حاده ورسوله، قال الله
تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ
أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ
كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ
وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ
فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ
أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المجادلة: 22].
لذلك يجب على صاحب السنّة قطع أسباب حب أهل الأهواء والبدع ومودتهم، وذلك يتم بالآتي:
1) ترك السلام عليهم؛ روى الخلال أن رجلاً سئل الإمام أحمد: عن رجل له جار رافضي يسلم عليه؟ قال: لا، إذا سلم عليه لا يرد عليه.
انظر: السنّة، للخلال، 1/494.
2) ترك مجالستهم؛ قال الإمام ابن أبي زمنين: "ولم يزل أهل السنّة يعيبون أهل الأهواء المضلة، وينهون عن مجالستهم، ويخوفون فتنتهم".
انظر: أصول السنّة، لابن أبي زمنين، 3/1024.
3)
عدم قبول إحسانهم وصِلاتهم؛ روى اللالكائي عن شيخ الإسلام عبد الله بن
المبارك أنه كان يقول: "اللهم لا تجعل لصاحب بدعة عندي يداً فيحبه قلبي".
انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة، للالكائي، 1/140.
كما يجب إظهار البغض والعداوة لهم على الجوارح، وذلك لا يكون إلا بـ:
1)
التصريح لهم بالبغض والعداوة، روى الآجري عن ابن عمر - رضي الله عنهما -
أنه قال لمن سأله عن المنكرين للقدر: "إذا لقيت أولئك فأخبرهم أن ابن عمر
منهم بريء، وهم منه براء، ثلاث مرات".
انظر: الشريعة، للآجري، ص205.
2)
معاملتهم بالغلظة والشدة، نقل الإمام إسماعيل الصابوني تقريراً لمنهج
السلف وأصحاب الحديث في كيفية معاملة أهل البدع، إذ قال: "واتفقوا مع ذلك
على القول بقهر أهل البدع، وإذلالهم وإخزائهم، وإبعادهم، وإقصائهم والتباعد
منهم، ومن مصاحبتهم، ومعاشرتهم، والتقرب إلى الله عز وجل بمجانبتهم،
ومهاجرتهم".
انظر: عقيدة السلف وأصحاب الحديث، للصابوني، ص315-316.
3)
قطع معونتهم، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى
وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2].
وأخيراً،
إن من الأصول المقررة عند أهل السنّة والجماعة إهانة أهل البدع، لدرء
المفاسد المترتبة من تعظيمهم، لذلك يجب تجنب والحذر من الأمور التالية:
1)إطلاق الألقاب الحسنة عليهم.
2) تكنيتهم.
3) استقبالهم بالبشر والطلاقة.
4) تقديمهم في المجالس.
5) التلطف معهم في الكلام.
6) دعوتهم للطعام.
7) تهنئتهم في المناسبات.
استعمالهم في الوظائف.
9) مشاورتهم.
عموماً،
فهذا الباب واسع جداً، لا يكاد ينحصر لاستحداث صور التكريم وألفاظ
التشريف، فإن الضابط ما يستخدم في حق أهل البدع هو: "أن كل ما دلت النصوص
على النهي عن استعماله، أو حذر العلماء منه من تلك الصور المتقدمة وغيرها،
أو تعارف الناس عليه أنه من صور التعظيم فلا يجوز معاملة أهل البدع به".
اللهم
أجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ويتمسكون في دنياهم مدة
حياتهم بالكتاب والسنة، وجنبنا الأهواء المضلة والآراء المضمحلة، والأسواء
المذلة، فضلا منه ومنة. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أخوكم في الله/ أبو إبراهيم أحمد الرئيسي.
ملاحظة:
أصل المادة العلمية مختصر الجزء الثاني من كتاب: "موقف أهل السنّة
والجماعة من أهل الأهواء والبدع" تأليف الدكتور إبراهيم بن عامر الرحيلي،
ط: مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة.
وصلى الله علي نبينا محمد وعلي اله وصحبه اجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منقووووووووووووووووووووووووووول
ارجوا الدعاء في ظهر الغيب لمن كتب أو نقل هذا