إن الحرب التي تواجهها الأمة اليوم صارت حربا شرسة على أصوليات الدين
وثوابت الإسلام، وهي تضرب الدين في الصميم، ولا يمكن أن تواجه هذه الحروب
الطاحنة إلا بعقيدة واضحة راسخة وإيمان قوي ثابت.
ثم إن الناظر في
التاريخ يجد ارتباطا بين سلامة العقيدة والدين وبين الانتصار والرفعة، ففي
الوقت الذي تتمسك الأمة بعقيدتها وتهتم لها وتحتفي بها يعلو على العالمين
كعبها وترجح على جميع الأمم كفتها، وفي كل وقت ظهرت فيه الخزعبلات والشطحات
والبدع والضلالات انكسرت الأمة وذاقت الويلات.
ونحن في هذا المقال
نتحدث عن أهمية تنشئة أبنائنا وأطفالنا تنشئة إيمانية لنحفظ عليهم دينهم من
الشبهات المضلة ولنعدهم للدفاع عن حوزة الدين.. ومع أن أصل المقال لتربية
الصغار إلا أننا لا نتوجه به فقط إلى أب يريد أن يربي أبناءه أو أم تريد أن
تنشئ أولادها.
ولكنا نسوقه إلى كل شيخ في مسجد يربي سامعيه، أو
أستاذ في مدرسة يوجه تلاميذه، أو داعية بين الناس.. نقول لهم جميعا:
العقيدة أولا، العقيدة أولا.
لماذا الصغار؟!
وإنما كان التركيز على الصغار في لزوم التربية العقدية والإيمانية لأمور مهمة.. منها:
أولا: أن أطفال اليوم هم أمل الغد، والجيل الذي سيحمل راية (لا إله إلا
الله، محمد رسول الله)، فإن نحن أعددناهم لذلك رفعوها ونصروها، وإن
أهملناهم ضيعوها وخذلوها. وكما قال بعض الدعاة: "إذا كنا بؤنا بعار عدم
التمكين، فلا أقل من أن نعد أبناءنا له".
ثانيا: لأن الطفولة هي حجر
الأساس في بناء التكوين العقدي الإيماني واستقبال القيم والمبادئ مع
الاستعداد الفطري لاستقبال العقيدة الصحيحة كما قال صلى الله عليه وسلم:"كل
مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه"، ثم قرأ أبو
هريرة: "فطرت الله التي فطر الناس عليها".
ثالثاً: أن ما يتعلمه الطفل في صغره من قيم ومبادئ وأصول وعقائد يبقى راسخا في ذهنه بقية عمره يصعب تغييره أو تحويله عنه.
رابعاً:
العلاقة الوثيقة بين العقيدة الصحيحة والأخلاق الفاضلة، وبين العقيدة
الباطلة والأخلاق الفاسدة، وأثر العقيدة العظيم في شخصية الإنسان.
اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بالأطفال:
ومن أعظم أسباب الاهتمام بتربية الناشئة أنني وجدت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يهتم بالطفل اهتماما بالغا كما كان يهتم بالكبار، وربما غاب هذا عن
البعض لقلة التنبيه عليه أو التوجيه إليه والتأليف فيه.
ومن عجيب ما
تقرأ في هذا الصدد ما رواه عبد الرزاق في مصنفه عن علي رضي الله عنه قال:
"شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صالح نصارى بني تغلب على ألا
ينصِّروا الأبناء، فإن فعلوا فلا عهد لهم". قال علي: لو فرغت لقاتلتهم.
وفي
المصنف: "قدم رجال من تغلب على عمر فقال: إنه كان لكم في الجاهلية نصيبا
فخذوا نصيبكم من الإسلام، (فكأنهم رفضوا الإسلام) فصالحهم على أن أضعف
عليهم الجزية ولا ينصروا أبناءهم.
وكان لمجاهد غلام نصراني: فكان يقول له: يا جرير!! أسلم، ثم قال: هكذا كان يقال لهم. (يعني هكذا كان يفعل الصحابة بمواليهم النصارى).
وفي
الحديث الصحيح في البخاري عن أنس قال: "كَانَ غُلامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرِضَ فَأَتَاهُ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ فَقَعَدَ عِنْدَ
رَأْسِهِ فَقَالَ لَهُ أَسْلِمْ فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ
فَقَالَ لَهُ أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَأَسْلَمَ فَخَ
وثوابت الإسلام، وهي تضرب الدين في الصميم، ولا يمكن أن تواجه هذه الحروب
الطاحنة إلا بعقيدة واضحة راسخة وإيمان قوي ثابت.
ثم إن الناظر في
التاريخ يجد ارتباطا بين سلامة العقيدة والدين وبين الانتصار والرفعة، ففي
الوقت الذي تتمسك الأمة بعقيدتها وتهتم لها وتحتفي بها يعلو على العالمين
كعبها وترجح على جميع الأمم كفتها، وفي كل وقت ظهرت فيه الخزعبلات والشطحات
والبدع والضلالات انكسرت الأمة وذاقت الويلات.
ونحن في هذا المقال
نتحدث عن أهمية تنشئة أبنائنا وأطفالنا تنشئة إيمانية لنحفظ عليهم دينهم من
الشبهات المضلة ولنعدهم للدفاع عن حوزة الدين.. ومع أن أصل المقال لتربية
الصغار إلا أننا لا نتوجه به فقط إلى أب يريد أن يربي أبناءه أو أم تريد أن
تنشئ أولادها.
ولكنا نسوقه إلى كل شيخ في مسجد يربي سامعيه، أو
أستاذ في مدرسة يوجه تلاميذه، أو داعية بين الناس.. نقول لهم جميعا:
العقيدة أولا، العقيدة أولا.
لماذا الصغار؟!
وإنما كان التركيز على الصغار في لزوم التربية العقدية والإيمانية لأمور مهمة.. منها:
أولا: أن أطفال اليوم هم أمل الغد، والجيل الذي سيحمل راية (لا إله إلا
الله، محمد رسول الله)، فإن نحن أعددناهم لذلك رفعوها ونصروها، وإن
أهملناهم ضيعوها وخذلوها. وكما قال بعض الدعاة: "إذا كنا بؤنا بعار عدم
التمكين، فلا أقل من أن نعد أبناءنا له".
ثانيا: لأن الطفولة هي حجر
الأساس في بناء التكوين العقدي الإيماني واستقبال القيم والمبادئ مع
الاستعداد الفطري لاستقبال العقيدة الصحيحة كما قال صلى الله عليه وسلم:"كل
مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه"، ثم قرأ أبو
هريرة: "فطرت الله التي فطر الناس عليها".
ثالثاً: أن ما يتعلمه الطفل في صغره من قيم ومبادئ وأصول وعقائد يبقى راسخا في ذهنه بقية عمره يصعب تغييره أو تحويله عنه.
رابعاً:
العلاقة الوثيقة بين العقيدة الصحيحة والأخلاق الفاضلة، وبين العقيدة
الباطلة والأخلاق الفاسدة، وأثر العقيدة العظيم في شخصية الإنسان.
اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بالأطفال:
ومن أعظم أسباب الاهتمام بتربية الناشئة أنني وجدت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يهتم بالطفل اهتماما بالغا كما كان يهتم بالكبار، وربما غاب هذا عن
البعض لقلة التنبيه عليه أو التوجيه إليه والتأليف فيه.
ومن عجيب ما
تقرأ في هذا الصدد ما رواه عبد الرزاق في مصنفه عن علي رضي الله عنه قال:
"شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صالح نصارى بني تغلب على ألا
ينصِّروا الأبناء، فإن فعلوا فلا عهد لهم". قال علي: لو فرغت لقاتلتهم.
وفي
المصنف: "قدم رجال من تغلب على عمر فقال: إنه كان لكم في الجاهلية نصيبا
فخذوا نصيبكم من الإسلام، (فكأنهم رفضوا الإسلام) فصالحهم على أن أضعف
عليهم الجزية ولا ينصروا أبناءهم.
وكان لمجاهد غلام نصراني: فكان يقول له: يا جرير!! أسلم، ثم قال: هكذا كان يقال لهم. (يعني هكذا كان يفعل الصحابة بمواليهم النصارى).
وفي
الحديث الصحيح في البخاري عن أنس قال: "كَانَ غُلامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرِضَ فَأَتَاهُ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ فَقَعَدَ عِنْدَ
رَأْسِهِ فَقَالَ لَهُ أَسْلِمْ فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ
فَقَالَ لَهُ أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَأَسْلَمَ فَخَ