قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر رواه مسلم .
الشرح
هذه الأحاديث التي ساقها المؤلف - رحمه الله - كلها تدل على الزهد في الدنيا . فمنها حديث أبي ذر وأبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما يسرني أن عندي مثل أحد هذا ذهبا تمضي علي ثلاثة أيام وعندي منه دينار ، إلا شيء أرصده لدين إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا عن يمينه وعن شماله ومن خلفه . وهذا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أزهد الناس في الدنيا ، لأنه لا يريد أن يجمع المال إلا شيئا يرصده لدين وقد توفي صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي في شعير أخذه لأهله . ولو كانت الدنيا محبوبة إلى الله عز وجل ما حرم منها نبيه صلى الله عليه وسلم : فالدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما ولاه وعالما ومتعلما وما يكون في طاعة الله عز وجل . ثم ذكر في حديث أبي ذر أن المكثرين هم المقلون يوم القيامة يعني : المكثرين من الدنيا هم المقلون من الأعمال الصالحة يوم القيامة ، وذلك لأن الغالب على من كثر ماله في الدنيا أن يستغني ويتكبر ويعرض عن طاعة الله ، لأن الدنيا تلهيه فيكون مكثرا في الدنيا مقلا في الآخرة ، وقوله : إلا من قال بالمال هكذا وهكذا وهكذا يعني في المال وصرفه في سبيل الله عز وجل . وفي حديث أبي ذر أن من مات لا يشرك بالله دخل الجنة وإن زنى وإن سرق ، وهذا لا يعني أن الزنى والسرقة من الأمور السهلة ، بل هي صعبة ، ولهذا استعظمها أبو ذر وقال : وإن زنى وإن سرق ؟ قال : وإن زنى وإن سرق وذلك لأن من مات على الإيمان وعليه معاص من كبائر الذنوب فإن الله يقول : إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَّشَاءُ قد يعفو الله عنه ولا يعاقبه وقد يعاقبه ، لكن إن عاقبه فمآله إلى الجنة لأن كل من كان لا يشرك بالله ولم يأت شيئا مكفرا فإن مآله على الجنة . أما من أتى مكفرا كالذي لا يصلي والعياذ بالله فهذا مخلد في النار لأنه كافر مرتد حتى ولو قال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ، وآمنت بالله وباليوم الآخر وهو لا يصلي فإنه مرتد لأن المنافقين كانوا يقولون للرسول عليه الصلاة والسلام : نشهد إنك لرسول الله وكانوا يذكرون الله ولكن لا يذكرون الله إلا قليلا ويصلون ولكن : وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاَةِ قَامُوا كُسَالَى ومع ذلك فهم في الدرك الأسفل من النار . وكذلك الأحاديث التي تلت ما رواه أبو ذر رضي الله عنه كلها تدل على الزهد في الدنيا وأن الإنسان لا ينبغي أن تتعلق نفسه بها وأن تكون الدنيا بيده لا بقلبه ، حتى يقبل بقلبه على الله عز وجل ، فإن هذا هو كمال الزهد وليس المعنى أنك لا تأخذ شيئا من الدنيا بل خذ من الدنيا ما يحل لك ، ولا تنس نصيبك منها ، ولكن اجعلها في يديك ولا تجعلها في قلبك وهذا هو المهم ، نسأل الله لنا وللمسلمين العافية والسلامة
الشرح
هذه الأحاديث التي ساقها المؤلف - رحمه الله - كلها تدل على الزهد في الدنيا . فمنها حديث أبي ذر وأبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما يسرني أن عندي مثل أحد هذا ذهبا تمضي علي ثلاثة أيام وعندي منه دينار ، إلا شيء أرصده لدين إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا عن يمينه وعن شماله ومن خلفه . وهذا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أزهد الناس في الدنيا ، لأنه لا يريد أن يجمع المال إلا شيئا يرصده لدين وقد توفي صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي في شعير أخذه لأهله . ولو كانت الدنيا محبوبة إلى الله عز وجل ما حرم منها نبيه صلى الله عليه وسلم : فالدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما ولاه وعالما ومتعلما وما يكون في طاعة الله عز وجل . ثم ذكر في حديث أبي ذر أن المكثرين هم المقلون يوم القيامة يعني : المكثرين من الدنيا هم المقلون من الأعمال الصالحة يوم القيامة ، وذلك لأن الغالب على من كثر ماله في الدنيا أن يستغني ويتكبر ويعرض عن طاعة الله ، لأن الدنيا تلهيه فيكون مكثرا في الدنيا مقلا في الآخرة ، وقوله : إلا من قال بالمال هكذا وهكذا وهكذا يعني في المال وصرفه في سبيل الله عز وجل . وفي حديث أبي ذر أن من مات لا يشرك بالله دخل الجنة وإن زنى وإن سرق ، وهذا لا يعني أن الزنى والسرقة من الأمور السهلة ، بل هي صعبة ، ولهذا استعظمها أبو ذر وقال : وإن زنى وإن سرق ؟ قال : وإن زنى وإن سرق وذلك لأن من مات على الإيمان وعليه معاص من كبائر الذنوب فإن الله يقول : إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَّشَاءُ قد يعفو الله عنه ولا يعاقبه وقد يعاقبه ، لكن إن عاقبه فمآله إلى الجنة لأن كل من كان لا يشرك بالله ولم يأت شيئا مكفرا فإن مآله على الجنة . أما من أتى مكفرا كالذي لا يصلي والعياذ بالله فهذا مخلد في النار لأنه كافر مرتد حتى ولو قال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ، وآمنت بالله وباليوم الآخر وهو لا يصلي فإنه مرتد لأن المنافقين كانوا يقولون للرسول عليه الصلاة والسلام : نشهد إنك لرسول الله وكانوا يذكرون الله ولكن لا يذكرون الله إلا قليلا ويصلون ولكن : وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاَةِ قَامُوا كُسَالَى ومع ذلك فهم في الدرك الأسفل من النار . وكذلك الأحاديث التي تلت ما رواه أبو ذر رضي الله عنه كلها تدل على الزهد في الدنيا وأن الإنسان لا ينبغي أن تتعلق نفسه بها وأن تكون الدنيا بيده لا بقلبه ، حتى يقبل بقلبه على الله عز وجل ، فإن هذا هو كمال الزهد وليس المعنى أنك لا تأخذ شيئا من الدنيا بل خذ من الدنيا ما يحل لك ، ولا تنس نصيبك منها ، ولكن اجعلها في يديك ولا تجعلها في قلبك وهذا هو المهم ، نسأل الله لنا وللمسلمين العافية والسلامة