بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربَّنا لا
تزغ قلوبنا
د.عبد العزيز آل عبد اللطيف
التاريخ: 13/4/1432 الموافق 19-03-2011
المختصر / قالوا إن أبا
معشر البلخي ( ت 272 هـ )
كان من أهل الحديث ، ثم
انتكس وصار منجمًا ،
وأن عمران بن حطان قد
صار من دعاة الخوارج
بعد أن نكح خارجية لأجل
أن يصرفها عن مذهبها ،
فاستحوذت عليه وغلبته
...
والانتكاس
سببه أمران :
أحدهما : الجهل
، وضعف العلم الشرعي الذي يورث اليقين ،
وغياب
التفقه في دين الله تعالى .
وثانيهما : رقّة الديانة وهشاشة التعبّد ، وغلبة
الشهوات .
قال ابن تيمية :
" أكثر
ما نجد الردة فيمن عنده قرآن بلا علم وإيمان ،
أو من
عنده إيمان بلا علم وقرآن "
( مجموعة تفسير ابن تيمية ص 149 ).
وتعاقب
النوازل والحوادث ، وتفاقم الانفتاح ،
وتكاثر
الشكوك والإشكالات ،
إضافة إلى توالي القمع
والاستبداد ...
كل ذلك أفضى إلى لبس وحيرة ،
ومغالطة واضطراب .
وهذا
يوجب الفرار إلى الله تعالى ، واللياذ به ،
والافتقار
إليه سبحانه في سؤال الهداية والبصيرة ،
والانطراح
والانكسار بين يدي مولاه سبحانه بأن يلهمه رشده ،
وأن يهديه لما اختلف فيه من
الحق بإذنه ،
فما أكثر ما يؤتى المرء من اعتداده
بنفسه ، وثقته بشخصه ،
[size=29]فاللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين .
[/size]
قال ابن تيمية :
" وقد يكون الرجل من أذكياء الناس وأحدّهم نظرًا ،
ويعميه
عن أظهر الأشياء ،
وقد يكون من أبلد الناس وأضعفهم نظرًا
ويهديه لما اختلف فيه من الحق
بإذنه ،
فلا حول ولا قوة إلا
بالله .
فمن اتكل على نظره واستدلاله ،
أو عقله ومعرفته خُذِل ،
ولهذا كان
النبي صلى الله عليه وسلم
في الأحاديث
الصحيحة كثيرًا ما يقول :
" يا مقلِّب
القلوب ثبِّت قلبي على دينك "
( الدرء 9 /
34 ) .