*** سئل - رحمه الله - عن معنى (لا اله الا الله) فأجاب:
أعلم - رحمك الله - أن هذه الكلمه هي الفارقه بين الكفر والإسلام ، وهي
كلمه التقوى ، وهي العروه الوثقى ، وهي التي جعلها عليه السلام كلمه باقيه
في عقبه لعلهم يرجعون ، وليس المراد قولها باللسان مع الجهل بمعناها ، فإن
المنافقين يقولونها وهو تحت الكفار في الدرك الاسفل من النار ، مع كونهم
يصلون ويصومون ويتصدقون، ولكن المراد معرفتها بالقلب ، ومحبتها ومحبه اهلها
، وبغض من خالفها ومعاداته، كما قال (صلى الله عليه وسلم) (من قال لا إله
إلا الله مخلصا) وفي روايه (وصادقا من قلبه) وفي لفظ: من قال لا اله الا
الله وكفر بما يعبد من دون لله إلي غير ذلك من الأدلة على جهالة اكثر الناس
بهذه الشهاده واعلم ان هذه الكلمه نفي وإثبات ، نفي الألوهيه عما سوى الله
تبارك وتعالى من المخلوقات ، حتى عن محمد وعن الملائكه حتى جبرائيل ، فضلا
عن غيرهم من الأولياء والصالحين ، إذا فهمت ذلك : فتأمل هذه الألوهيه التي
اثبتها الله لنفسه ونفاها عن محمد وجبريل عليهم السلام فضلا عن غيرهما من
الأولياء والصالحين أن يكون لهم مثقال حبه خردل
** إذا عرفت هذا فأعلم ان هذه الألوهيه هي التي تسميها العامه في زماننا :
السر والولايه ، فالاله معناه الولي الذي فيه السر ، وهي الذي يسمونه
الفقير والشيخ ، وتسميه العامه السيد واشباه هذا ، وذلك انهم يظنون ان الله
جعل لخواص الخلق عنده منزله ، يرضى أن الإنسان يلتجئ إليهم ويرجوهم
ويستغيث بهم ويجعلهم واسطه بينه وبين الله ، فالذي يزعم اهل الشرك في
زماننا انهم وسائطهم هم الذين يسميهم الاولون الإله ، والواسطه هو الإله ،
فقول الرجل لا اله الا الله إبطال للوسائط
** إذا اردت ان تعرف هذا معرفه تامه ، فذلك بأمرين:
الاول: ان تعرف أن الكفار الذين قاتلهم النبي (صلى الله عليه وسلم) وقتلهم
وغنم اموالهم واستحل دماءهم وسبى نساءهم كانوا مقرين لله بتوحيد الربوبيه ،
وهو انه لا يخلق إلا الله ولا يرزق ولا يحيي ويميت ولا يدبر الامر إلا
الله ، كما قال تعالى : (قل من يرزقكم من السماء والارض أمن يملك السمع
والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر
فسيقولون الله فقل أفلا تتقون)
وهذه مسأله عظيمه مهمه ، وهي ان نعرف ان الكفار شاهدون بهذا كله ومقرون ،
ومع هذا لم يدخلهم في الاسلام ولم يحرم دماءهم واموالهم ، وكانوا ايضا
يتصدقون ويعتمرون ويتعبدون ويتركون اشياء من المحرمات خوفا من الله عز وجل
ولكن الامر الثاني: هو الذي كفرهم واحل دماءهم واموالهم وهو انهم لا يشهدون
لله بتوحيد الالوهيه ، وهو انه لا يدعى إلا الله ولا يرجى إلا الله وحده
لا شريك له ، ولا يستغاث بغيره ، ولا يذبح لغيره ، ولا ينذر لغيره ، لا
لملك مقرب ولا نبي مرسل ، فمن استغاث بغيره فقد كفر ، ومن ذبح لغيره فقد
كفر ، ومن نذر لغيره فقد كفر ، واشباه هذا
وتمام هذا أن نعرف ان المشركين الذين قاتلهم رسول الله (صلى الله عليه
وسلم) كانوا يدعون الملائكه وعيسى و عزيزا وغيرهم من الاولياء فكفرهم لله
بهذا مع إقرارهم بأن الله هو الخالق الرازق المدبر ، فإذا عرفت معنى لا إله
الا الله ، وعرفت أن من نخى نبيا او ملكا او ندبه او استغاث به فقد خرج من
الاسلام ، وهذا هو الكفر الذي قاتلهم عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أعلم - رحمك الله - أن هذه الكلمه هي الفارقه بين الكفر والإسلام ، وهي
كلمه التقوى ، وهي العروه الوثقى ، وهي التي جعلها عليه السلام كلمه باقيه
في عقبه لعلهم يرجعون ، وليس المراد قولها باللسان مع الجهل بمعناها ، فإن
المنافقين يقولونها وهو تحت الكفار في الدرك الاسفل من النار ، مع كونهم
يصلون ويصومون ويتصدقون، ولكن المراد معرفتها بالقلب ، ومحبتها ومحبه اهلها
، وبغض من خالفها ومعاداته، كما قال (صلى الله عليه وسلم) (من قال لا إله
إلا الله مخلصا) وفي روايه (وصادقا من قلبه) وفي لفظ: من قال لا اله الا
الله وكفر بما يعبد من دون لله إلي غير ذلك من الأدلة على جهالة اكثر الناس
بهذه الشهاده واعلم ان هذه الكلمه نفي وإثبات ، نفي الألوهيه عما سوى الله
تبارك وتعالى من المخلوقات ، حتى عن محمد وعن الملائكه حتى جبرائيل ، فضلا
عن غيرهم من الأولياء والصالحين ، إذا فهمت ذلك : فتأمل هذه الألوهيه التي
اثبتها الله لنفسه ونفاها عن محمد وجبريل عليهم السلام فضلا عن غيرهما من
الأولياء والصالحين أن يكون لهم مثقال حبه خردل
** إذا عرفت هذا فأعلم ان هذه الألوهيه هي التي تسميها العامه في زماننا :
السر والولايه ، فالاله معناه الولي الذي فيه السر ، وهي الذي يسمونه
الفقير والشيخ ، وتسميه العامه السيد واشباه هذا ، وذلك انهم يظنون ان الله
جعل لخواص الخلق عنده منزله ، يرضى أن الإنسان يلتجئ إليهم ويرجوهم
ويستغيث بهم ويجعلهم واسطه بينه وبين الله ، فالذي يزعم اهل الشرك في
زماننا انهم وسائطهم هم الذين يسميهم الاولون الإله ، والواسطه هو الإله ،
فقول الرجل لا اله الا الله إبطال للوسائط
** إذا اردت ان تعرف هذا معرفه تامه ، فذلك بأمرين:
الاول: ان تعرف أن الكفار الذين قاتلهم النبي (صلى الله عليه وسلم) وقتلهم
وغنم اموالهم واستحل دماءهم وسبى نساءهم كانوا مقرين لله بتوحيد الربوبيه ،
وهو انه لا يخلق إلا الله ولا يرزق ولا يحيي ويميت ولا يدبر الامر إلا
الله ، كما قال تعالى : (قل من يرزقكم من السماء والارض أمن يملك السمع
والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر
فسيقولون الله فقل أفلا تتقون)
وهذه مسأله عظيمه مهمه ، وهي ان نعرف ان الكفار شاهدون بهذا كله ومقرون ،
ومع هذا لم يدخلهم في الاسلام ولم يحرم دماءهم واموالهم ، وكانوا ايضا
يتصدقون ويعتمرون ويتعبدون ويتركون اشياء من المحرمات خوفا من الله عز وجل
ولكن الامر الثاني: هو الذي كفرهم واحل دماءهم واموالهم وهو انهم لا يشهدون
لله بتوحيد الالوهيه ، وهو انه لا يدعى إلا الله ولا يرجى إلا الله وحده
لا شريك له ، ولا يستغاث بغيره ، ولا يذبح لغيره ، ولا ينذر لغيره ، لا
لملك مقرب ولا نبي مرسل ، فمن استغاث بغيره فقد كفر ، ومن ذبح لغيره فقد
كفر ، ومن نذر لغيره فقد كفر ، واشباه هذا
وتمام هذا أن نعرف ان المشركين الذين قاتلهم رسول الله (صلى الله عليه
وسلم) كانوا يدعون الملائكه وعيسى و عزيزا وغيرهم من الاولياء فكفرهم لله
بهذا مع إقرارهم بأن الله هو الخالق الرازق المدبر ، فإذا عرفت معنى لا إله
الا الله ، وعرفت أن من نخى نبيا او ملكا او ندبه او استغاث به فقد خرج من
الاسلام ، وهذا هو الكفر الذي قاتلهم عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)