السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
1 ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ ؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
3000 - " لا يزني الزاني حين يزني و هو مؤمن ، و لا يشرب الخمر حين يشرب و هو مؤمن ، و
لا يسرق حين يسرق و هو مؤمن ، و لا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه أبصارهم و هو
مؤمن " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 1269
* فائدة :
والحقيقة أن الحديث وإن كان مؤولاً ، فهو حجة على الحنفية الذين لا يزالون
مصرين على مخالفة السلف في قولهم بأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص ، فالإيمان
عندهم مرتبة واحدة ، فهم لا يتصورون إيماناً ناقصاً ، ولذلك يحاول الكوثري
رد هذا الحديث ، لأنه بعد تأويله على الوجه الصحيح يصير حجة عليهم ،
فإن معناه : ( هو مؤمن إيماناً كاملاً ) .
قال ابن بطال :
( وحمل أهل السنة الإيمان هنا على الكامل ، لأن العاصي يصير أنقص حالاً في
الإيمان ممن لا يعصي ) .
ذكره الحافظ ( 10 / 28 ) .
ومثله ما نقله ( 12 / 49 ) عن الإمام النووي قال :
( والصحيح الذي قاله المحققون أن معناه : لا يفعل هذه المعاصي وهو كامل
الإيمان ، هذا من الألفاظ التي تطلق على نفي الشيء ، والمراد نفي كماله ،
كما يقال : لا علم إلا ما نفع ، ولا مال إلا ما نيل ، ولا عيش إلا عيش الآخرة ) .
ثم أيده الحافظ في بحث طويل ممتع ، فراجعه .
ومن الغرائب أن الشيخ القاري مع كونه حنفياً متعصباً فسر الحديث بمثل
ما تقدم عن ابن بطال والنووي ، فقال في " المرقاة " ( 1 / 105 ) :
( وأصحابنا تأولوه بأن المراد المؤمن الكامل . . ) ثم قال :
( على أن الإيمان هو التصديق ، والأعمال خارجة عنه ) !
فهذا يناقض ذاك التأويل . فتأمل . انتهى كلام الإمام الألباني رحمه الله
أقول:
فإنظر إلي هذا الكلام العظيم من الإمام الألباني رحمه الله فهل بعد هذا
البيان يبقى حجه لم يطعن في الشيخ الألباني ويتهمه بأنه مخالف لأهل السنة
والجماعة في باب الإيمان
وبين العلامة الإمام الألباني رحمه الله أن الاعتقاد أن الإيمان مجرد التصديق دون الأعمال من أقبح الغلط وأعظمه.
(فقد نقل الإمام الألباني رحمه الله كلامًا للإمام ابن القيم في ذلك مقررًا له) فقال:
المطلوب من العمليات1 أمران: العلم والعمل والمطلوب من العلميات العلم
والعمل أيضا وهو حب القلب وبغضه وحبه للحق الذي دلت عليه وتضمنته وبغضه
للباطل الذي يخالفها فليس العمل مقصورا على عمل الجوارح بل أعمال القلوب
أصل لعمل الجوارح وأعمال الجوارح تبع فكل مسألة علمية فإنه يتبعها إيمان
القلب وتصديقه وحبه بل هو أصل العمل وهذا مما غفل عنه كثير من المتكلمين في
مسائل الإيمان حيث ظنوا أنه مجرد التصديق دون الأعمال.
وهذا من أقبح الغلط وأعظمه فإن كثيرا من الكفار كانوا جازمين.
بصدق النبي صلى الله عليه وسلم غير شاكين فيه غير أنه لم يقترن بذلك
التصديق عمل القلب من حب ما جاء به والرضا به وإرادته والموالاة والمعاداة
عليه.
فلا تهمل هذا الموضع فإنه مهم جدا به تعرف حقيقة الإيمان
فالمسائل العلمية عملية والمسائل العملية علمية فإن الشارع لم يكتف من
المكلفين في العمليات بمجرد العمل دون العلم ولا في العلميات بمجرد العلم
دون العمل.
نقلاً من موسوعة الإمام الألباني في العقيدة(33/4-34)
منقوول
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
1 ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ ؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
3000 - " لا يزني الزاني حين يزني و هو مؤمن ، و لا يشرب الخمر حين يشرب و هو مؤمن ، و
لا يسرق حين يسرق و هو مؤمن ، و لا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه أبصارهم و هو
مؤمن " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 1269
* فائدة :
والحقيقة أن الحديث وإن كان مؤولاً ، فهو حجة على الحنفية الذين لا يزالون
مصرين على مخالفة السلف في قولهم بأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص ، فالإيمان
عندهم مرتبة واحدة ، فهم لا يتصورون إيماناً ناقصاً ، ولذلك يحاول الكوثري
رد هذا الحديث ، لأنه بعد تأويله على الوجه الصحيح يصير حجة عليهم ،
فإن معناه : ( هو مؤمن إيماناً كاملاً ) .
قال ابن بطال :
( وحمل أهل السنة الإيمان هنا على الكامل ، لأن العاصي يصير أنقص حالاً في
الإيمان ممن لا يعصي ) .
ذكره الحافظ ( 10 / 28 ) .
ومثله ما نقله ( 12 / 49 ) عن الإمام النووي قال :
( والصحيح الذي قاله المحققون أن معناه : لا يفعل هذه المعاصي وهو كامل
الإيمان ، هذا من الألفاظ التي تطلق على نفي الشيء ، والمراد نفي كماله ،
كما يقال : لا علم إلا ما نفع ، ولا مال إلا ما نيل ، ولا عيش إلا عيش الآخرة ) .
ثم أيده الحافظ في بحث طويل ممتع ، فراجعه .
ومن الغرائب أن الشيخ القاري مع كونه حنفياً متعصباً فسر الحديث بمثل
ما تقدم عن ابن بطال والنووي ، فقال في " المرقاة " ( 1 / 105 ) :
( وأصحابنا تأولوه بأن المراد المؤمن الكامل . . ) ثم قال :
( على أن الإيمان هو التصديق ، والأعمال خارجة عنه ) !
فهذا يناقض ذاك التأويل . فتأمل . انتهى كلام الإمام الألباني رحمه الله
أقول:
فإنظر إلي هذا الكلام العظيم من الإمام الألباني رحمه الله فهل بعد هذا
البيان يبقى حجه لم يطعن في الشيخ الألباني ويتهمه بأنه مخالف لأهل السنة
والجماعة في باب الإيمان
وبين العلامة الإمام الألباني رحمه الله أن الاعتقاد أن الإيمان مجرد التصديق دون الأعمال من أقبح الغلط وأعظمه.
(فقد نقل الإمام الألباني رحمه الله كلامًا للإمام ابن القيم في ذلك مقررًا له) فقال:
المطلوب من العمليات1 أمران: العلم والعمل والمطلوب من العلميات العلم
والعمل أيضا وهو حب القلب وبغضه وحبه للحق الذي دلت عليه وتضمنته وبغضه
للباطل الذي يخالفها فليس العمل مقصورا على عمل الجوارح بل أعمال القلوب
أصل لعمل الجوارح وأعمال الجوارح تبع فكل مسألة علمية فإنه يتبعها إيمان
القلب وتصديقه وحبه بل هو أصل العمل وهذا مما غفل عنه كثير من المتكلمين في
مسائل الإيمان حيث ظنوا أنه مجرد التصديق دون الأعمال.
وهذا من أقبح الغلط وأعظمه فإن كثيرا من الكفار كانوا جازمين.
بصدق النبي صلى الله عليه وسلم غير شاكين فيه غير أنه لم يقترن بذلك
التصديق عمل القلب من حب ما جاء به والرضا به وإرادته والموالاة والمعاداة
عليه.
فلا تهمل هذا الموضع فإنه مهم جدا به تعرف حقيقة الإيمان
فالمسائل العلمية عملية والمسائل العملية علمية فإن الشارع لم يكتف من
المكلفين في العمليات بمجرد العمل دون العلم ولا في العلميات بمجرد العلم
دون العمل.
نقلاً من موسوعة الإمام الألباني في العقيدة(33/4-34)
منقوول