من مواقف الآخرة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين وبعد
فإن المسلم مهما عاش على وجه هذه الحياة إلا أنه يدرك أن دار الدنيا دار نُقلة ليست بدار قرار ، وهو يعلم علم اليقين أن بين يدي الساعة مواقف مهولة ، ووقفات طويلة ، تتم فيها المساءلة عن أيام الرحلة التي قضاها الإنسان في دار الدنيا ، ولأن كثيراً من الناس قد ينسى هذه المواقف نتيجة الاشتغال بهذه الحياة فإنه من المناسب جداً أن نسطّر له من صحيح السنة ما يمكن أن يسهم في إفاقته من الاشتغال بما لاينفعه والاستعداد لدار النقلة :
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( يوم يقوم الناس لرب العالمين )) . حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه )(137) . وعن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعاً ، ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم )(138) . وعن سُليم بن عامر . حدثني المقداد بن الأسود قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( تُدنى الشمس يوم القيامة من الخلق ، حتى تكون منهم كمقدار ميل ) قال : سُليم بن عامر : فوالله ! ما أدري ما يعني بالميل ؟ أمسافة الأرض ، أم الميل الذي تكتحل به العين . قال : : ( فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق : فمنهم من يكون إلى كعبيه . ومنهم من يكون إلى ركبتيه . ومنهم من يكون إلى حقويه . ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً ) قال : وأشار بيده إلى فيه .(139) . وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة . حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء )(140) . وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : والذي نفسي بيده لأذودنّ رجالاً عن حوضي : كما تُذاد الغريبة من الإبل عن الحوض . متفق عليه . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال أناس يارسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال : ( هل تضارّون في الشمس ليس دونها سحاب ) . قالوا : لا يارسول الله ، قال : ( هل تضارّون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب ) قالوا : لا يارسول الله . قال : ( فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك ، يجمع الله الناس فيقول : من كان يعبد شيئاً فليتّبعه ، فيبتع من كان يعبد الشمس ، ويتبع من كان يعبد القمر ، ويتبع من كان يعبد الطواغيت ، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها ، فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون نعوذ بالله منك ، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا أتانا ربنا عرفناه ، فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون أنت ربنا فيتبعونه ، ويُضرب جسر جهنّم قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : فأكون أول من يجيز ، ودعاء الرسل يومئذ : اللهم سلّم سلّم ، وبه كلاليب مثل شوك السعدان ، أما رأيتم شوك السعدان ) قالوا : بلى يارسول الله ، قال : ( فإنها مثل شوك السعدان غير أنها لا يعلم قدر عظمها إلا الله ، فتخطف الناس بأعمالهم ، منهم الموبق بعمله ، ومنهم المُخرْدَل ، ثم ينجو ، حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده ....... الحديث )(141) .
هذه معالم من السنة النبوية نطق بها من لا ينطق عن الهوى ، وهي مواقف ستمرّ في حياة الواحد منّا في يوم من الأيام فمن ياترى يجيزها ؟ ومن ياترى يكون ضحية هذه المواقف ؟ والسؤال المطروح اليوم ونحن نعيش رمضان هل ستبقى هذه المواقف والمعالم ماثلة في حياتنا ؟ أم أن ركام الباطل حال بيننا وبين تأملها. ، ولندرك أنه حين ننساها أو لا نعيرها ذلك الاهتمام ، أو حين نكابر بحجة أن في الزمن فسحة ، وفي الوقت فرصة فقد يكون الخلاص عسيراً ، والموقف بين يدي الله تعالى عظيماً ، والنهايات قد لا تكون تلك التي كنا نتمناها . فتقع الحسرة وحينئذ لا ينفع بكاء ولا عويل .
(137) متفق عليه
(138) متفق عليه
(139) مسلم
(140) مسلم
(141) متفق عليه
-----------------------------
منقول
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين وبعد
فإن المسلم مهما عاش على وجه هذه الحياة إلا أنه يدرك أن دار الدنيا دار نُقلة ليست بدار قرار ، وهو يعلم علم اليقين أن بين يدي الساعة مواقف مهولة ، ووقفات طويلة ، تتم فيها المساءلة عن أيام الرحلة التي قضاها الإنسان في دار الدنيا ، ولأن كثيراً من الناس قد ينسى هذه المواقف نتيجة الاشتغال بهذه الحياة فإنه من المناسب جداً أن نسطّر له من صحيح السنة ما يمكن أن يسهم في إفاقته من الاشتغال بما لاينفعه والاستعداد لدار النقلة :
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( يوم يقوم الناس لرب العالمين )) . حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه )(137) . وعن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعاً ، ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم )(138) . وعن سُليم بن عامر . حدثني المقداد بن الأسود قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( تُدنى الشمس يوم القيامة من الخلق ، حتى تكون منهم كمقدار ميل ) قال : سُليم بن عامر : فوالله ! ما أدري ما يعني بالميل ؟ أمسافة الأرض ، أم الميل الذي تكتحل به العين . قال : : ( فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق : فمنهم من يكون إلى كعبيه . ومنهم من يكون إلى ركبتيه . ومنهم من يكون إلى حقويه . ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً ) قال : وأشار بيده إلى فيه .(139) . وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة . حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء )(140) . وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : والذي نفسي بيده لأذودنّ رجالاً عن حوضي : كما تُذاد الغريبة من الإبل عن الحوض . متفق عليه . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال أناس يارسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال : ( هل تضارّون في الشمس ليس دونها سحاب ) . قالوا : لا يارسول الله ، قال : ( هل تضارّون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب ) قالوا : لا يارسول الله . قال : ( فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك ، يجمع الله الناس فيقول : من كان يعبد شيئاً فليتّبعه ، فيبتع من كان يعبد الشمس ، ويتبع من كان يعبد القمر ، ويتبع من كان يعبد الطواغيت ، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها ، فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون نعوذ بالله منك ، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا أتانا ربنا عرفناه ، فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون أنت ربنا فيتبعونه ، ويُضرب جسر جهنّم قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : فأكون أول من يجيز ، ودعاء الرسل يومئذ : اللهم سلّم سلّم ، وبه كلاليب مثل شوك السعدان ، أما رأيتم شوك السعدان ) قالوا : بلى يارسول الله ، قال : ( فإنها مثل شوك السعدان غير أنها لا يعلم قدر عظمها إلا الله ، فتخطف الناس بأعمالهم ، منهم الموبق بعمله ، ومنهم المُخرْدَل ، ثم ينجو ، حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده ....... الحديث )(141) .
هذه معالم من السنة النبوية نطق بها من لا ينطق عن الهوى ، وهي مواقف ستمرّ في حياة الواحد منّا في يوم من الأيام فمن ياترى يجيزها ؟ ومن ياترى يكون ضحية هذه المواقف ؟ والسؤال المطروح اليوم ونحن نعيش رمضان هل ستبقى هذه المواقف والمعالم ماثلة في حياتنا ؟ أم أن ركام الباطل حال بيننا وبين تأملها. ، ولندرك أنه حين ننساها أو لا نعيرها ذلك الاهتمام ، أو حين نكابر بحجة أن في الزمن فسحة ، وفي الوقت فرصة فقد يكون الخلاص عسيراً ، والموقف بين يدي الله تعالى عظيماً ، والنهايات قد لا تكون تلك التي كنا نتمناها . فتقع الحسرة وحينئذ لا ينفع بكاء ولا عويل .
(137) متفق عليه
(138) متفق عليه
(139) مسلم
(140) مسلم
(141) متفق عليه
-----------------------------
منقول