الأعتصام بالكتاب والسنه سفينة نجاتك
[/size]
[size=21]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يستعجب الرجل من قوة شوكة أهل الباطل؛ فإن من يقودهم إبليس ومن يخطط لهم إبليس{أَلَمْ تَرَى أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا}[مريم:
83 ]. والحرب بين إبليس وبني آدم قديمة والعداوة متأصلة منذ أن رفض
السجود لأبينا آدم وأعلن حقه في التمرد على ديكتاتورية الإله وتكبر وتجبر
فطرد من الجنة وحلت عليه اللعنة، فأقسم أن يجعل كل بني آدم يعبدونه من دون
الله، أما عن تلبيسه فحدث ولاحرج، وسأتكلم عما فعله مع أبينا آدم، كيف
أقسم بالله له أنه من الناصحين، وكيف زين له معصية الله وجعلها مصلحة{فَدَلَّـٰهُمَا بِغُرُورٍ}[الأعراف:22]
حتى يظهر الأمر وكأنه مصلحة وهو في حقيقته وباطنه العذاب الأليم، لم يقصد
أبونا معصية الله وإنما زين له الشيطان الباطل ووضعه في صورة براقة لامعة
تذهل العقل وتسرق اللب، فتهفو إليه النفس، وعصى آدم ربه فغوى، ثم اجتباه
ربه فتاب عليه وهدى، لقد كانت مشكلة آدم التي ذل بسببها، هي عدم الاعتصام
بالنص، عدم الاعتصام بأمر الله ونهيه، فقد نهاه الله، فماكان ينبغي له أن
يعصي ربه حتى لوقال له عقله أن المصلحة في ذلك، إنها حرب الإنسان مع
الشيطان ولن ننجو منها إلا بقوة الاعتصام برب الإنس والجان.
قال ابن عباس: "ضمن الله لمن تبع القرآن أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة" أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف وسنده حسن.
قال شيخ الإسلامابن تيميةرحمه الله: "وعامة هذه الضلالات إنما تطرق من لم يعتصم بالكتاب والسنة، كما كانالزهري يقول: كان علماؤنا يقولون الاعتصام بالسنة هو النجاة".
وقال مالك:"السنة كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى".
قالابن القيم: "وهذا
لأن الطريق الموصل إلى الله واحد، وهو ما بعث به رسله وأنزل به كتبه، ولا
يصل إليه أحد إلا من هذه الطريق، ولو أتى الناس من كل طريق واستفتحوا من
كل باب، فالطرق عليهم مسدودة، والأبواب عليهم مغلقة، إلا من هذا الطريق
الواحد، فإنه متصل بالله موصل إلى الله" (التفسير القيم).
فيا من تريد النجاة والشرب من الحوض تدبر قول نبيك«خلفت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض»[صحيح الجامع: 3232].
وجاء في تفسير ابن كثير قَوْلُهُ:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}هَذِهِ
أَكْبَرُ نِعَمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ حَيْثُ
أَكْمَلَ تَعَالَى لَهُمْ دِينَهُمْ، فَلَا يَحْتَاجُونَ إِلَى دِينِ
غَيْرِهِ، وَلَا إِلَى نَبِيٍّ غَيْرِ نَبِيِّهِمْ ، صَلَوَاتُ اللَّهِ
وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ; وَلِهَذَا جَعَلَهُ اللَّهُ خَاتَمَ الْأَنْبِيَاءِ،
وَبَعَثَهُ إِلَى الْإِنْسِ وَالْجِنِّ ، فَلَا حَلَالَ إِلَّا مَا
أَحَلَّهُ، وَلَا حَرَامَ إِلَّا مَا حَرَّمَهُ، وَلَا دِينَ إِلَّا مَا
شَرَعَهُ، وَكُلُّ شَيْءٍ أَخْبَرَ بِهِ فَهُوَ حَقٌّ وَصِدْقٌ لَا كَذِبَ
فِيهِ وَلَا خُلْفَ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:{وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا}[الْأَنْعَامِ:
115]؛ أَيْ: صِدْقًا فِي الْأَخْبَارِ، وَعَدْلًا فِي الْأَوَامِرِ
وَالنَّوَاهِي، فَلَمَّا أَكْمَلَ الدِّينَ لَهُمْ تَمَّتِ النِّعْمَةُ
عَلَيْهِمْ؛ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}؛
أَيْ: فَارْضَوْهُ أَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّهُ الدِّينُ الَّذِي
رَضِيَهُ اللَّهُ وَأَحَبَّهُ وَبَعَثَ بِهِ أَفْضَلَ رُسُلِهِ
الْكِرَامِ، وَأَنْزَلَ بِهِ أَشْرَفَ كُتُبِهِ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}وَهُوَ
الْإِسْلَامُ، أَخْبَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَالْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُ أَكْمَلَ لَهُمُ الْإِيمَانَ، فَلَا
يَحْتَاجُونَ إِلَى زِيَادَةٍ أَبَدًا، وَقَدْ أَتَمَّهُ اللَّهُ فَلَا
يَنْقُصُهُ أَبَدًا، وَقَدْ رَضِيَهُ اللَّهُ فَلَا يَسْخَطُهُ أَبَدًا.
انتهى
فالاعتصام بالكتاب والسنة
هما الأمان عند الفتنة، هذه وصية نبيكم فلاتنسوها، وتدبروها كلمة كلمة،
عن العرباض بن سارية: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، ثم
أقبل علينا، فوعظنا موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب .
فقال قائل: يا رسول الله! كأن هذه موعظة مودع ، فماذا تعهد إلينا ؟ فقال:«أوصيكم
بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى
اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها ،
وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة ، وكل
بدعة ضلالة»[صحيح أبي داود: 4607].
فعند الخلاف ابحثوا عن السنة وتمسكوا بها ولا يغرنكم من خالفها.
ولكن
هل يمكن أن تكون المصلحة في مخالفة الكتاب والسنة؟وماذا نفعل إذا رأينا
أن مصلحة أمتنا الإسلامية في مخالفة الكتاب والسنة؟ هل نخالفهما ونطيع
عقولنا؟ أم ننفذ أمر الله ورسوله؟
لننظر
ماحدث في الحديبية بعد الصلح وثب عمر بن الخطاب، فأتى أبا بكر فقال: يا
أبا بكر، أليس برسول الله؟، قال: "بلى"، قال: "أولسنا بالمسلمين؟"، قال:
"بلى"، قال: "أوليسوا بالمشركين؟"، قال: "بلى"، قال: "فعلام نعطي الدنية في
ديننا؟"، قال أبو بكر: "يا عمر، الزم غرزة، فإني أشهد أنه رسول الله"،
قال عمر: وأنا أشهد أنه رسول الله، ثم أتى رسول الله فقال: "يا رسول الله
ألست برسول الله؟"، قال: "بلى"، قال: "أو لسنا بالمسلمين؟"، قال: "بلى"،
قال: "أوليسوا بالمشركين؟"، قال: "بلى"؛ قال فعلام نعطي الدينة في ديننا؟
قال:«أنا عبد الله ورسوله، لن أخالف أمره، ولن يضيعيني»[صحيح مسلم: 1785].
فهل أدت طاعة الله ورسوله للدنية؟ هل جلبت الذل للأمة؟ أم جاءت بالنصر وفتح مكة؟
قال تعالى:{فَمَنِ
اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ
ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا}[طه: 123 – 125].
قالالشاطبي:" العقل
لا يُجعل حاكماً بإطلاق، وقد ثبت عليه حاكم بإطلاق وهو الشرع، بل الواجب
أن يقدم ما حقه التقديم-وهو الشرع- ويؤخر ما حقه التأخير-وهو نظر العقل-
لأنه لا يصح تقديم الناقص حاكماً على الكامل؛ لأنه خلاف المعقول والمنقول"
(الاعتصام 2/326).
قال العلامةابن أبي الأصبع رحمه الله:
والاجتهاد إنما يكون****في كل ما دليله مظنون
أما الذي فيه الدليل القاطع****فهو كما جاء ولا منازع.
جاء في تفسيرالطبري{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[النور: 63]. قال: "يطبع على قلبه، فلا يأمن أن يظهر الكفر بلسانه فتضرب
لا يستعجب الرجل من قوة شوكة أهل الباطل؛ فإن من يقودهم إبليس ومن يخطط لهم إبليس{أَلَمْ تَرَى أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا}[مريم:
83 ]. والحرب بين إبليس وبني آدم قديمة والعداوة متأصلة منذ أن رفض
السجود لأبينا آدم وأعلن حقه في التمرد على ديكتاتورية الإله وتكبر وتجبر
فطرد من الجنة وحلت عليه اللعنة، فأقسم أن يجعل كل بني آدم يعبدونه من دون
الله، أما عن تلبيسه فحدث ولاحرج، وسأتكلم عما فعله مع أبينا آدم، كيف
أقسم بالله له أنه من الناصحين، وكيف زين له معصية الله وجعلها مصلحة{فَدَلَّـٰهُمَا بِغُرُورٍ}[الأعراف:22]
حتى يظهر الأمر وكأنه مصلحة وهو في حقيقته وباطنه العذاب الأليم، لم يقصد
أبونا معصية الله وإنما زين له الشيطان الباطل ووضعه في صورة براقة لامعة
تذهل العقل وتسرق اللب، فتهفو إليه النفس، وعصى آدم ربه فغوى، ثم اجتباه
ربه فتاب عليه وهدى، لقد كانت مشكلة آدم التي ذل بسببها، هي عدم الاعتصام
بالنص، عدم الاعتصام بأمر الله ونهيه، فقد نهاه الله، فماكان ينبغي له أن
يعصي ربه حتى لوقال له عقله أن المصلحة في ذلك، إنها حرب الإنسان مع
الشيطان ولن ننجو منها إلا بقوة الاعتصام برب الإنس والجان.
قال ابن عباس: "ضمن الله لمن تبع القرآن أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة" أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف وسنده حسن.
قال شيخ الإسلامابن تيميةرحمه الله: "وعامة هذه الضلالات إنما تطرق من لم يعتصم بالكتاب والسنة، كما كانالزهري يقول: كان علماؤنا يقولون الاعتصام بالسنة هو النجاة".
وقال مالك:"السنة كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى".
قالابن القيم: "وهذا
لأن الطريق الموصل إلى الله واحد، وهو ما بعث به رسله وأنزل به كتبه، ولا
يصل إليه أحد إلا من هذه الطريق، ولو أتى الناس من كل طريق واستفتحوا من
كل باب، فالطرق عليهم مسدودة، والأبواب عليهم مغلقة، إلا من هذا الطريق
الواحد، فإنه متصل بالله موصل إلى الله" (التفسير القيم).
فيا من تريد النجاة والشرب من الحوض تدبر قول نبيك«خلفت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض»[صحيح الجامع: 3232].
وجاء في تفسير ابن كثير قَوْلُهُ:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}هَذِهِ
أَكْبَرُ نِعَمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ حَيْثُ
أَكْمَلَ تَعَالَى لَهُمْ دِينَهُمْ، فَلَا يَحْتَاجُونَ إِلَى دِينِ
غَيْرِهِ، وَلَا إِلَى نَبِيٍّ غَيْرِ نَبِيِّهِمْ ، صَلَوَاتُ اللَّهِ
وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ; وَلِهَذَا جَعَلَهُ اللَّهُ خَاتَمَ الْأَنْبِيَاءِ،
وَبَعَثَهُ إِلَى الْإِنْسِ وَالْجِنِّ ، فَلَا حَلَالَ إِلَّا مَا
أَحَلَّهُ، وَلَا حَرَامَ إِلَّا مَا حَرَّمَهُ، وَلَا دِينَ إِلَّا مَا
شَرَعَهُ، وَكُلُّ شَيْءٍ أَخْبَرَ بِهِ فَهُوَ حَقٌّ وَصِدْقٌ لَا كَذِبَ
فِيهِ وَلَا خُلْفَ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:{وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا}[الْأَنْعَامِ:
115]؛ أَيْ: صِدْقًا فِي الْأَخْبَارِ، وَعَدْلًا فِي الْأَوَامِرِ
وَالنَّوَاهِي، فَلَمَّا أَكْمَلَ الدِّينَ لَهُمْ تَمَّتِ النِّعْمَةُ
عَلَيْهِمْ؛ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}؛
أَيْ: فَارْضَوْهُ أَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّهُ الدِّينُ الَّذِي
رَضِيَهُ اللَّهُ وَأَحَبَّهُ وَبَعَثَ بِهِ أَفْضَلَ رُسُلِهِ
الْكِرَامِ، وَأَنْزَلَ بِهِ أَشْرَفَ كُتُبِهِ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}وَهُوَ
الْإِسْلَامُ، أَخْبَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَالْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُ أَكْمَلَ لَهُمُ الْإِيمَانَ، فَلَا
يَحْتَاجُونَ إِلَى زِيَادَةٍ أَبَدًا، وَقَدْ أَتَمَّهُ اللَّهُ فَلَا
يَنْقُصُهُ أَبَدًا، وَقَدْ رَضِيَهُ اللَّهُ فَلَا يَسْخَطُهُ أَبَدًا.
انتهى
فالاعتصام بالكتاب والسنة
هما الأمان عند الفتنة، هذه وصية نبيكم فلاتنسوها، وتدبروها كلمة كلمة،
عن العرباض بن سارية: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، ثم
أقبل علينا، فوعظنا موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب .
فقال قائل: يا رسول الله! كأن هذه موعظة مودع ، فماذا تعهد إلينا ؟ فقال:«أوصيكم
بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى
اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها ،
وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة ، وكل
بدعة ضلالة»[صحيح أبي داود: 4607].
فعند الخلاف ابحثوا عن السنة وتمسكوا بها ولا يغرنكم من خالفها.
ولكن
هل يمكن أن تكون المصلحة في مخالفة الكتاب والسنة؟وماذا نفعل إذا رأينا
أن مصلحة أمتنا الإسلامية في مخالفة الكتاب والسنة؟ هل نخالفهما ونطيع
عقولنا؟ أم ننفذ أمر الله ورسوله؟
لننظر
ماحدث في الحديبية بعد الصلح وثب عمر بن الخطاب، فأتى أبا بكر فقال: يا
أبا بكر، أليس برسول الله؟، قال: "بلى"، قال: "أولسنا بالمسلمين؟"، قال:
"بلى"، قال: "أوليسوا بالمشركين؟"، قال: "بلى"، قال: "فعلام نعطي الدنية في
ديننا؟"، قال أبو بكر: "يا عمر، الزم غرزة، فإني أشهد أنه رسول الله"،
قال عمر: وأنا أشهد أنه رسول الله، ثم أتى رسول الله فقال: "يا رسول الله
ألست برسول الله؟"، قال: "بلى"، قال: "أو لسنا بالمسلمين؟"، قال: "بلى"،
قال: "أوليسوا بالمشركين؟"، قال: "بلى"؛ قال فعلام نعطي الدينة في ديننا؟
قال:«أنا عبد الله ورسوله، لن أخالف أمره، ولن يضيعيني»[صحيح مسلم: 1785].
فهل أدت طاعة الله ورسوله للدنية؟ هل جلبت الذل للأمة؟ أم جاءت بالنصر وفتح مكة؟
قال تعالى:{فَمَنِ
اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ
ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا}[طه: 123 – 125].
قالالشاطبي:" العقل
لا يُجعل حاكماً بإطلاق، وقد ثبت عليه حاكم بإطلاق وهو الشرع، بل الواجب
أن يقدم ما حقه التقديم-وهو الشرع- ويؤخر ما حقه التأخير-وهو نظر العقل-
لأنه لا يصح تقديم الناقص حاكماً على الكامل؛ لأنه خلاف المعقول والمنقول"
(الاعتصام 2/326).
قال العلامةابن أبي الأصبع رحمه الله:
والاجتهاد إنما يكون****في كل ما دليله مظنون
أما الذي فيه الدليل القاطع****فهو كما جاء ولا منازع.
جاء في تفسيرالطبري{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[النور: 63]. قال: "يطبع على قلبه، فلا يأمن أن يظهر الكفر بلسانه فتضرب
[/size]