ـ حكم زيارة مقامات الأنبياء والصالحين .
انزيارة مقامات الصالحين جائز ولا شئ فيه لما فيه من الخير العظيم و الفائدة التامةو لو نظرنا الى سيدنا رسول الله فى الاسراء و المعراج قال له جبريل عليه السلامهذا قبر موسى فنزل وعا عنده . و هنا بيت لحم حييت ولد عيسى فنزل وصلى فيه و دعا .لأن المكان بورك و قدس و طهر و رفع قدره . وفى هذا اشارة الى قيمة الأماكن و البقاعو الديار التى يسكنها و ينزل فيها أهل الله و خاصته و أولياء الله و أتقياؤه . فانسنة الاسلام تدعو الى زيارة هذه الأماكن و هذه البقاع التى شرفها و رفع قدرها حضرةالله تعالى و أمر أحبابه و اصفياءه بزيارتها . كما أن الله حرم على المؤمنينالركوز الى الظالمين و النزول الى ديارهم و أماكنهم حتى لا يصيبهم العذاب الذى حلبهم .
وان زيارة مقامات الصالحين أحياءا و أمواتا . و فى الحقيقة ليس هم بأموات و انما همفى الحياة البرزخية التى هى أكمل من الحياة الكونية بالنسبة اليهم لانهم فى عالمالرضوان و فى روضات الجنان .قال r :" القبر حفرة من جهنم أو روضة من رياض الجنة " رواه البيهقى اذن من يكونفى الروضة ممتعا بما فيها من نعيم و من سرور و صبور . هل يكون ميتا كما يتصورالبعض أن الموت فناء . ان الموت فى الحقية ما هو الا انكشاف و زوال عن الانسانالحجاب الكثيف الذى يحجبه و الأنس بحياة الخلود و هو انتقال من دار الى دار من دارالأعمال و الأسباب الى دار الأمال . فكيف يكون الموت حجابا لأهل البرزخ عن الاتصالبأهل الدنيا أو السماع عنهم أو معرفة أخبارهم و أحوالهم . كيف هذا و الرسول r نادى على قتل بدر من الكفار و قال أنهم لا سمع منكم . كيف هذا وزيارة القبور سنة مؤكدة و زار الرسول r القبور و زار أصحابهالكرام . و كل العلماء زاروا روضات الصالحين بالامام مالك رضى الله عنه كان يزورروضة النبى r و يدعو الله فيها و كذلككان الامام الشافعى رضى الله عنه دائم التردد على ضريح الامام أبو حنيفه و كانيدعو فيه عن كل أمر أهمه . فكل الأمه و العلماء كانوا يزوروا مقامات الأنبياءالصالحين .
واجماع المسلمين فى بقاع الأرض على زيارتها . كانوا يعتقدون أنهم عبيدا لله لايملكون لا لنفسهم و لا لغيرهم نفعا و لا ضرا و أمرنا الله بزيارة هذه البقاع المباركةلانها من أسباب الخير و النفع للمسلمين كما يذهب المرضى الى أمكاكن الاستشفاءبالرمال و غيرهم . فكيف للمؤمن الذى يعتقد أن الله هو النافع و الضار وهو فيا سواهأسباب جعلها الله لتوصيل الخير لعباده و حتى نأخذ العبرة و العظة من زيارتهم . ذكرسيرتهم و الاسترشاد بهديهم و جهادهم و السير على دربهم و مناهجهم و التأس بأحوالهم.
ويزور المؤمن هذه المقامات بالآداب التى يتبعهامن يزور روضة رسول الله r . و يدعوا بما يشاء فى هذه الأماكن لأن الله جعلبها البركة و استجابة الدعاء .
وأن الصلاة فى المساجد التى بها مقامات الصالحين لا شئ فيها و جائزة فأظر أخىالكريم الى تعظيم أنبيائه و الصالحين من عباده و خصهم بالفضل دون غيرهم فالله ينفعبما يشاءو يضر بما يشاء و الله غالب على امره ورد عن الإمام الشافعي رحمه اللهأنه قال عن قبر أبي حنيفة: (إنيلأتبرك بأبي حنيفة وأجيء إلى قبره في كل يوم يعني زائراً فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئتإلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده فما تبعد عني حتى تقضى).
اداب الزياره عند السادة المالكية
محمد بن محمد العبدريالمالكي الشهيربابن الحاج(توفى737 هـ).
وقال العلامة ابن الحاج المالكي: (وَأَمَّا عَظِيمُ جَنَابِ الْأَنْبِيَاءِ ،وَالرُّسُلِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ أجْمَعِينَفَيَأْتِي إلَيْهِمْ الزَّائِرُ وَيَتَعَيَّنُ عَلَيْهِ قَصْدُهُمْ مِنْالْأَمَاكِنِ الْبَعِيدَةِ ، فَإِذَا جَاءَ إلَيْهِمْ فَلْيَتَّصِفْبِالذُّلِّ ، وَالِانْكِسَارِ ، وَالْمَسْكَنَةِ ، وَالْفَقْرِ، وَالْفَاقَةِ، وَالْحَاجَةِ، وَالِاضْطِرَارِ ، وَالْخُضُوعِ وَيُحْضِرْ قَلْبَهُ وَخَاطِرَهُ إلَيْهِمْ، وَإِلَى مُشَاهَدَتِهِمْ بِعَيْنِ قَلْبِهِ لَا بِعَيْنِ بَصَرِهِ ؛ لِأَنَّهُمْلَا يَبْلَوْنَ وَلَا يَتَغَيَّرُونَ ، ثُمَّ يُثْنِي عَلَى اللَّهِ تَعَالَىبِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَيْهِمْ وَيَتَرَضَّى عَنْ أَصْحَابِهِمْ ،ثُمَّ يَتَرَحَّمُ عَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَوْمِ الدِّينِ،ثُمَّ يَتَوَسَّلُ إلَى اللَّهِ تَعَالَى بِهِمْ فِي قَضَاءِ مَآرِبِهِوَمَغْفِرَةِ ذُنُوبِهِ وَيَسْتَغِيثُ بِهِمْ وَيَطْلُبُ حَوَائِجَهُ مِنْهُمْوَيَجْزِمُ بِالْإِجَابَةِ بِبَرَكَتِهِمْ وَيُقَوِّي حُسْنَ ظَنِّهِ فِي ذَلِكَفَإِنَّهُمْ بَابُ اللَّهِ الْمَفْتُوحِ، وَجَرَتْ سُنَّتُهُ سُبْحَانَهُوَتَعَالَى فِي قَضَاءِ الْحَوَائِجِ عَلَى أَيْدِيهِمْ وَبِسَبَبِهِمْ، وَمَنْعَجَزَ عَنْ الْوُصُولِ إلَيْهِمْ فَلْيُرْسِلْ بِالسَّلَامِ عَلَيْهِمْ،وَذِكْرِ مَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ مِنْ حَوَائِجِهِ وَمَغْفِرَةِ ذُنُوبِهِ وَسَتْرِعُيُوبِهِ إلَى غَيْرِ ذَلِكَ، فَإِنَّهُمْ السَّادَةُ الْكِرَامُ، وَالْكِرَامُ لَايَرُدُّونَ مَنْ سَأَلَهُمْ وَلَا مَنْ تَوَسَّلَ بِهِمْ، وَلَا مَنْ قَصَدَهُمْوَلَا مَنْ لَجَأَ إلَيْهِمْ هَذَا الْكَلَامُ فِي زِيَارَةِ الْأَنْبِيَاءِ،وَالْمُرْسَلِينَ عَلَيْهِمْ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عُمُومًا).
المدخل في فصل زيارة القبور
والله من وراء القصد و هو يهدى السبيل و صلى اللهم على سيدنا محمد و على أله و صحبهو سلم .
-----------------------------
منقول
انزيارة مقامات الصالحين جائز ولا شئ فيه لما فيه من الخير العظيم و الفائدة التامةو لو نظرنا الى سيدنا رسول الله فى الاسراء و المعراج قال له جبريل عليه السلامهذا قبر موسى فنزل وعا عنده . و هنا بيت لحم حييت ولد عيسى فنزل وصلى فيه و دعا .لأن المكان بورك و قدس و طهر و رفع قدره . وفى هذا اشارة الى قيمة الأماكن و البقاعو الديار التى يسكنها و ينزل فيها أهل الله و خاصته و أولياء الله و أتقياؤه . فانسنة الاسلام تدعو الى زيارة هذه الأماكن و هذه البقاع التى شرفها و رفع قدرها حضرةالله تعالى و أمر أحبابه و اصفياءه بزيارتها . كما أن الله حرم على المؤمنينالركوز الى الظالمين و النزول الى ديارهم و أماكنهم حتى لا يصيبهم العذاب الذى حلبهم .
وان زيارة مقامات الصالحين أحياءا و أمواتا . و فى الحقيقة ليس هم بأموات و انما همفى الحياة البرزخية التى هى أكمل من الحياة الكونية بالنسبة اليهم لانهم فى عالمالرضوان و فى روضات الجنان .قال r :" القبر حفرة من جهنم أو روضة من رياض الجنة " رواه البيهقى اذن من يكونفى الروضة ممتعا بما فيها من نعيم و من سرور و صبور . هل يكون ميتا كما يتصورالبعض أن الموت فناء . ان الموت فى الحقية ما هو الا انكشاف و زوال عن الانسانالحجاب الكثيف الذى يحجبه و الأنس بحياة الخلود و هو انتقال من دار الى دار من دارالأعمال و الأسباب الى دار الأمال . فكيف يكون الموت حجابا لأهل البرزخ عن الاتصالبأهل الدنيا أو السماع عنهم أو معرفة أخبارهم و أحوالهم . كيف هذا و الرسول r نادى على قتل بدر من الكفار و قال أنهم لا سمع منكم . كيف هذا وزيارة القبور سنة مؤكدة و زار الرسول r القبور و زار أصحابهالكرام . و كل العلماء زاروا روضات الصالحين بالامام مالك رضى الله عنه كان يزورروضة النبى r و يدعو الله فيها و كذلككان الامام الشافعى رضى الله عنه دائم التردد على ضريح الامام أبو حنيفه و كانيدعو فيه عن كل أمر أهمه . فكل الأمه و العلماء كانوا يزوروا مقامات الأنبياءالصالحين .
واجماع المسلمين فى بقاع الأرض على زيارتها . كانوا يعتقدون أنهم عبيدا لله لايملكون لا لنفسهم و لا لغيرهم نفعا و لا ضرا و أمرنا الله بزيارة هذه البقاع المباركةلانها من أسباب الخير و النفع للمسلمين كما يذهب المرضى الى أمكاكن الاستشفاءبالرمال و غيرهم . فكيف للمؤمن الذى يعتقد أن الله هو النافع و الضار وهو فيا سواهأسباب جعلها الله لتوصيل الخير لعباده و حتى نأخذ العبرة و العظة من زيارتهم . ذكرسيرتهم و الاسترشاد بهديهم و جهادهم و السير على دربهم و مناهجهم و التأس بأحوالهم.
ويزور المؤمن هذه المقامات بالآداب التى يتبعهامن يزور روضة رسول الله r . و يدعوا بما يشاء فى هذه الأماكن لأن الله جعلبها البركة و استجابة الدعاء .
وأن الصلاة فى المساجد التى بها مقامات الصالحين لا شئ فيها و جائزة فأظر أخىالكريم الى تعظيم أنبيائه و الصالحين من عباده و خصهم بالفضل دون غيرهم فالله ينفعبما يشاءو يضر بما يشاء و الله غالب على امره ورد عن الإمام الشافعي رحمه اللهأنه قال عن قبر أبي حنيفة: (إنيلأتبرك بأبي حنيفة وأجيء إلى قبره في كل يوم يعني زائراً فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئتإلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده فما تبعد عني حتى تقضى).
اداب الزياره عند السادة المالكية
محمد بن محمد العبدريالمالكي الشهيربابن الحاج(توفى737 هـ).
وقال العلامة ابن الحاج المالكي: (وَأَمَّا عَظِيمُ جَنَابِ الْأَنْبِيَاءِ ،وَالرُّسُلِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ أجْمَعِينَفَيَأْتِي إلَيْهِمْ الزَّائِرُ وَيَتَعَيَّنُ عَلَيْهِ قَصْدُهُمْ مِنْالْأَمَاكِنِ الْبَعِيدَةِ ، فَإِذَا جَاءَ إلَيْهِمْ فَلْيَتَّصِفْبِالذُّلِّ ، وَالِانْكِسَارِ ، وَالْمَسْكَنَةِ ، وَالْفَقْرِ، وَالْفَاقَةِ، وَالْحَاجَةِ، وَالِاضْطِرَارِ ، وَالْخُضُوعِ وَيُحْضِرْ قَلْبَهُ وَخَاطِرَهُ إلَيْهِمْ، وَإِلَى مُشَاهَدَتِهِمْ بِعَيْنِ قَلْبِهِ لَا بِعَيْنِ بَصَرِهِ ؛ لِأَنَّهُمْلَا يَبْلَوْنَ وَلَا يَتَغَيَّرُونَ ، ثُمَّ يُثْنِي عَلَى اللَّهِ تَعَالَىبِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَيْهِمْ وَيَتَرَضَّى عَنْ أَصْحَابِهِمْ ،ثُمَّ يَتَرَحَّمُ عَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَوْمِ الدِّينِ،ثُمَّ يَتَوَسَّلُ إلَى اللَّهِ تَعَالَى بِهِمْ فِي قَضَاءِ مَآرِبِهِوَمَغْفِرَةِ ذُنُوبِهِ وَيَسْتَغِيثُ بِهِمْ وَيَطْلُبُ حَوَائِجَهُ مِنْهُمْوَيَجْزِمُ بِالْإِجَابَةِ بِبَرَكَتِهِمْ وَيُقَوِّي حُسْنَ ظَنِّهِ فِي ذَلِكَفَإِنَّهُمْ بَابُ اللَّهِ الْمَفْتُوحِ، وَجَرَتْ سُنَّتُهُ سُبْحَانَهُوَتَعَالَى فِي قَضَاءِ الْحَوَائِجِ عَلَى أَيْدِيهِمْ وَبِسَبَبِهِمْ، وَمَنْعَجَزَ عَنْ الْوُصُولِ إلَيْهِمْ فَلْيُرْسِلْ بِالسَّلَامِ عَلَيْهِمْ،وَذِكْرِ مَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ مِنْ حَوَائِجِهِ وَمَغْفِرَةِ ذُنُوبِهِ وَسَتْرِعُيُوبِهِ إلَى غَيْرِ ذَلِكَ، فَإِنَّهُمْ السَّادَةُ الْكِرَامُ، وَالْكِرَامُ لَايَرُدُّونَ مَنْ سَأَلَهُمْ وَلَا مَنْ تَوَسَّلَ بِهِمْ، وَلَا مَنْ قَصَدَهُمْوَلَا مَنْ لَجَأَ إلَيْهِمْ هَذَا الْكَلَامُ فِي زِيَارَةِ الْأَنْبِيَاءِ،وَالْمُرْسَلِينَ عَلَيْهِمْ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عُمُومًا).
المدخل في فصل زيارة القبور
والله من وراء القصد و هو يهدى السبيل و صلى اللهم على سيدنا محمد و على أله و صحبهو سلم .
-----------------------------
منقول