تحسم الجمعية العمومية لنادي برشلونة الأسباني ، خلال اجتماعها غدا
السبت ، قضيتين بارزتين مختلفتين تماما من خلال التصويت على استمرار رعاية
"مؤسسة قطر" للنادي الكتالوني من ناحية والتصويت بشأن منع التدخين في استاد
"كامب نو".
ويشهد اجتماع الجمعية العمومية للنادي غدا واحدة من أبرز اللحظات وأكثرها
إثارة منذ فوز ساندرو روسيل برئاسة النادي حيث ستحسم الجمعية العمومية موقف
النادي الكتالوني من عقد الرعاية المبرم مع "مؤسسة قطر" وهو ما سيحدد شكل
مستقبل النادي بشكل كبير في السنوات المقبلة.
كما ستحسم الجمعية العمومية الموقف بشأن واحدة من أبرز القضايا التي اهتم
بها النادي في السنوات الماضية وهي حظر التدخين في استاد "كامب نو" معقل
الفريق والتي يراها كثيرون خطوة تتسم بالشجاعة الفائقة.
وفي خطوة تتسم بالمسئولية لكنها لا تخلو من المخاطرة والمجازفة ، قرر روسيل
أن يلقي بالكرة في هاتين القضيتين في ملعب الجمعية العمومية للنادي ليكون
لها القرار النهائي خاصة بعد اعتراض عدد كبير من مشجعي النادي علي عقد
الرعاية مع "مؤسسة قطر".
ووقع برشلونة في كانون أول/ديسمبر الماضي عقدا مع "مؤسسة قطر" لتتولى
المؤسسة رعاية النادي بمبلغ 170 مليون يورو (أكثر من 232 مليون دولار)
بواقع 30 مليون يورو (نحو 41 مليون دولار) في الموسم الواحد بخلاف مبالغ
أخرى إضافية ترتبط بما يحرزه الفريق من ألقاب مقابل وضع شعار المؤسسة على
قميص اللعب الخاص بالفريق لتكون المرة الأولى في تاريخ النادي الكتالوني
التي يحمل فيها قميص الفريق شعارا كهذا.
وقال خافيير فاوست نائب رئيس النادي "إنه أكبر عقد في تاريخ كرة القدم"
مشيرا إلى أن الاتفاق مع "مؤسسة قطر" عزز موقع برشلونة على خريطة كرة القدم
العالمية".
ومنذ توقيع العقد ، ثارت العديد من الانتقادات ضده خاصة بعد ما ذكرته
الصحفية بيلار راهولا ، السياسية السابقة ، حيث قالت "مؤسسة قطر هي شعار
ظاهر لديكتاتورية حديدية لا تعترف بحقوق المرأة ولا بحقوق الأقليات الدينية
ولا المثليين ولا العمال الأجانب وتروج لرؤية وهابية عن الإسلام في جميع
أنحاء العالم".
وأكد المدرب الهولندي يوهان كرويف المدير الفني السابق للفريق وصاحب الرأي
المؤثر والفعال أن "المال ليس كل شيء وأن استخدامه يجب أن يبنى على معرفة.
وانتقد كرويف الاتفاق مع "مؤسسة قطر" بينما دافع مسئولو نادي برشلونة بداية
من رئيس النادي ساندرو روسيل وحتى المدرب جوسيب جوارديولا عن العقد.
وأكد روسيل أن "الاتفاق ضروري للغاية من أجل إنقاذ برشلونة اقتصاديا" خاصة
وأن ديون النادي تزداد في كل عام نظرا لعدم التناسب بين الانفاق والعائدات
رغم كونه النادي الأكثر نجاحا في العالم خلال الفترة الماضية.
وأرسل روسيل برسالة تحذير إلى مشجعي الفريق قائلا "إذا لم يوافق أعضاء
الجمعية العمومية للنادي على العقد ، أتمنى ألا يذهب هذا المال إلى مدريد".
وبالنسبة للمدرب جوارديولا الذي قلما يتحدث عن أمور لا تتعلق بكرة القدم ،
قال المدرب الشهير "بالنسبة لي ، إنهم يتعاملون معي بشكل جيد دائما في قطر.
لديهم أشياء يصعب علينا فهمها كما أنهم لن يتفهموا بعض الأمور لدينا. قطر
هي أكثر دول العالم الإسلامي انفتاحا".
وسبق لجوارديولا أن لعب للأهلي القطري في عام 2004 كما أنه أحد سفراء بطولة
كأس العالم 2022 لكرة القدم والتي فازت قطر بحق استضافتها.
وإذا رفضت الجمعية العمومية للنادي عقد الرعاية القطري ، سيعاني النادي
الكتالوني من أزمة كبيرة خاصة وأن العقد المبرم مع "مؤسسة قطر" لا يتضمن أي
فقرة تسمح بفسخ التعاقد من جانب واحد.
ورغم سيطرة قضية عقد الرعاية على اجتماع الجمعية العمومية غدا ، ستحظى
القضية الأخرى والخاصة بمنع التدخين في الاستاد باهتمام كبير أيضا.
وقال روسيل ، في دفاعه عن هذا الإجراء غير المسبوق في عالم كرة القدم على
مستوى الأندية المحترفة ، "أعتقد أنه إذا اصطحب أعضاء الجمعية العمومية
أطفالهم إلى كامب نو ، سيطالبون بمنع التخين في مدرجات الاستاد".