**أطـــوار بهجـــت**
فتاة عراقية طمــوحة
صحفية ومراسلة وأديبة
لها ديوان شعري بعنوان "غوايات البنفسج" ورواية وحيدة هي عزاء أبيض
ولدت
في عام 1976 في مدينة سامراء لأب سني من (سامراء) و أم شيعية من منطقة
(الكاظمية) في بغداد و انتقلت لجوار الرحمن في 22-فبراير-2006 و ورات الثرى
في مقبرة الكرخ ببغداد.
توفي والدها وهي في السادسة عشر من العمر في سامراء وتكفلت بمعيشة أمها وأختها الوحيدة إيثار
*أطـــوار في بدايتها*
أطوار
هي خريجة قسم اللغة العربية، في كلية الآداب بجامعة بغداد، وتخرجت في عام
1998، لتمارس بعد ذلك عملها كتابة الشعر. وكانت متفتحة على الحياة الثقافية
وذلك بترددها على مبنى اتحاد الأدباء في بغداد كل أربعاء، حيث الأمسية
الأدبية الثابتة، وبعد ذلك عملت في مجلة ألف باء وجريدة الجمهورية (في
الصفحة الثقافية تحديدا)، وفي ما بعد عملت بهجت في عدد من الصحف إليومية
والأسبوعية، التي كانت تصدر إبان حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين
*مشوراها في ميدان العمـــل*
عملت
بعد تخرجها من الجامعة في صحف ومجلات عدة حتى انتقلت إلى قناة العراق
الفضائية كمذيعة ومقدمة برامج ثقافية, وبعد عملية غزو العراق عملت لعدة
قنوات فضائية حتى استقرت في قناة الجزيرة الفضائية لكنها استقالت منها
احتجاجا على الإساءة للمرجع الديني الشيعي علي السيستاني في برنامج الاتجاه
المعاكس و غادرت العراق متوجهة للأردن و من ثم بعد مرور عدة ايام عادت
لبغداد و الجميع اكد أنه سببها الوحيد كان حبها للعراق و عدم مقدرتها العيش
بعيداً عن وطنها, انتقلت للعمل في قناة العربية الفضائية قبل موتها بثلاثة
أسابيع حيث كانت تعمل من ضمن طاقم برنامج (مهمة خاصة)
*شـرارة الفتنة في العراق – حادثة تفجير مرقدي الأمام الهادي و العسكري*
تقع
مراقد الامامين الهادي و العسكري في مدينة سامراء (مدينة سُنية بحتة)
بجوار ملوية سامراء الشهيرة, و كانت المدينة محاصرة لمدة تزيد عن شهر من
قبل السلطات العراقية, كان فوج (طوارئ سامراء) هو من يتولى حماية المراقد
لكن في يوم الأثنين 20-فبراير-2006 نقلت الحماية الى فوج من مغاوير
الداخلية القادم من خارج سامراء, و بعد مرور يومين في صبيحة يوم الأربعاء
22 / فبراير / 2006 أفاقت المدينة على انفجاريين متاليين ادمى مسامعهم و
اذهل اعينهم لما يرونه من انهيار لقبتي مراقد الامامين الهادي و العسكري و
لهيب النار يأكل المكان (و كأنه حال العراق بعد هذا اليوم حيث أكلت نار
الطائفية البلاد و القت بشرها على العباد), حدث الانفجار الأول بحوالي
الساعة 9:10 صباحاً مما أدى إلى سقوط المنارة الأولى للمرقد , ثم أعقب
الانفجار الأول بحوالي 8 دقائق انفجار آخر تسبب بسقوط المنارة الثانية. لم
يتم ماحدث بواسطة قذائف الهاون على المرقد كما أشاعت الأوساط الرسمية بل
كان التفجير بجهاز التايمر (المؤقت). هبت الجماهير الغاضبة في كل ارجاء
العراق للقيام بمظاهرات و البعض بدأ بالقتل و التهجير, التصعيد كان يطوف
الأحياء العراقية بشكل سريع..لا كلمة حق تسمع و لا أحد يضبط نفسه او يلتمس
عذراً لأخيه
مساجد حرقت و ازهقت
ارواح ائمتها و طافو بجثثهم في الشوارع..ثم تركت ملقاة على الطريق لتنتهشا
الكلاب الحيوانية بعد ما انتهت منها الكلاب البشرية
تحول الجميع الى وحوش
كأن الأختلاف بينهم حدث اليوم فقط و لسنا متعايشين و متصاهرين منذ امد بعيد..و لا تعرف أي الجانبين أامن لك ااذا كنت سني أم شيعي!
تمر
الساعات متسارعة و الذعر في كل مكان و من كل شيء , ذوو الرداء الأسود
يجوبون المعمورة يخربون و يحرقون و يقتلون بلا رادع و عاثوا بالأرض فساداً
و
الأدهى و الأمر بأن سلطات الحكومة العراقية قامت بتقاذف التهم و السب عبر
وسائل الاعلام بدل من ضبط النفس و ترويض الجماهير الغاضبة و ألقت التهمة
بشكل واضح جداً على الطائفة السنية و غذت روح العداء و الطائفية,و بدورها
اخذت وسائل الاعلام نصيبها بنقل صور الحدث و توسيع دائرة الخلاف بين أبناء
الشعب الواحد
في ضل هذه الاحداث
المتسارعة و الانباء الدامية اتصل المسؤولون على قناة العربية من الامارات
لحث مكتب بغداد على الذهاب الى هناك وتغطية الحدث وحيث تمكن المراسلون
الذكور من التملص من المسؤولية اتصلت هدير الربيعي مراسلة العربية باطوار
تخبرها بأن المسؤولين في القناة يريدون تغطية الحدث وان هدير ستذهب الى
النجف فقالت اطوار بحسب (العربية نت): انا ساذهب الى سامراء ولا تذهبي الى النجف يكفي مكتب بغداد خسارة واحدة.
اخذت (أطوار) على عاتقها احقاق الحق و دحض التهم عن ابناء مدينة سامراء و
تركت مهمتها في كركوك (لبرنامج مهمة خاصة) و توجهت مع فريق عمل قناة
العربية الى مدينتها المحاصرة (سامراء) و قبل ان تشد رحالها حاول عدد من
زملائها ثنيها عن عزيمتها بالذهاب لسامراء لكنها كانت ترى في ذهابها مهمة
وطنية يجب ان تقوم بها و كررت جملتها لهم لتطمئنهم: (أنا من مدينة سامراء ولا يمكن لأحد أن يمسني بسوء ويجب أن نسعى بالمشاركة لاخماد أي فتنة طائفية).
اتجهت
اطوار الى سامراء وحاولت الدخول الى المدينة المغلقة من قبل قوات الامن
العراقية فلم تفلح فأرسلت تقريرها الاخير على الهواء مباشرة من المدخل
الشمالي للمدينة والذي انهته بعبارتها: لافرق بين عراقي وعراقي الا بالخوف
على العراق
كانت الشمس بدأت بالغروب..و كذلك حياة اطوار
اجرت
أطوار مقابلات مع البعض من اهالي المنطقة.. هنا تشير المعلومات الى توصلها
الى معلومات حول حادث التفجير ونوع المعلومات مختلف فيه فهو بين احتمالين
اما المسؤول عن التفجير او كيفية التفجير؟
بعد
هذا الكسب الاعلامي سعت الى محاولات اخرى لدخول المدينة المغلقة فاجرت عدة
اتصالات فاتصل وزير الداخلية بها وكان وقتها موجودا في سامراء وقال لها
انتظري في مكانك ستأتيك سيارة تدخلكم الى المدينة.
بعدها
بلحظات .. يتم التبليغ عن اختطاف اطوار وزميليها وهروب الرابع انمار عاشور
و رواية ركيكة يرويها الزميل الهارب بأن الخاطفين توجهو الى اطوار التي
حاولت تبرير وجودها بأنه نقل للحدث بموضوعية و حيادية لكنهم اصرو على
اقتيادها و زميليها لجهة مجهولة و تركو "عاشور" لكونهُ ينتمي للطائفة
الشيعية
على مقربة من نقطة تفتيش
يقيمها مغاوير الداخلية عثر على الثلاثة مقتولين على احد الطرق الخارجية
القريبة من سامراء بعد الساعة الواحدة ليلا
أعلن
على الملأ خبر اغتيال الاعلاميين الثلاثة صباح يوم الخميس 23-2-2006 و
أستقبل الشارع العراقي نبأ رحيل أطوار و زملائها بأسى و استياء شديدين,
واتجهت الجثامين الثلاثة من سامراء الى العاصمة حيث وصلت بغداد قرابة
الساعة الخامسة مساءا بسبب اغلاق سامراء واضطراب الطريق.. و لنفس السبب
تأجل التشييع لعدة مرات ناهيك عن حظر التجوال و الظروف الأمنية المضطربة
تم
التشييع في تمام الساعة الرابعة عصراً يوم السبت 25-فبراير-2006..أكتسى
تابوت الراحلة بأكليل عرس ابيض (حسب العادة المتعارف عليها لدى العراقيين) و
علم العراق و ودعوها بالزغاريط (الهلاهل) و رمي الحلوى و الورود على موكب
تشييعها و كان الجميع في حالة حزن بالغ و انهيار تام
*كيف قتلت*
تضاربت
الأنباء عن كيفية اغتيالها يقول ماجد عبد الحميد أحد زملائها أنها قتلت
بإطلاق عيارات نارية, إلا أن أخبارا أكثر تأكيدا أكدت فيما بعد أنها ماتت
مذبوحة، وقد تسرب على الأنترنت ملف فيديو تم الحصول عليه من هاتف جوال لاحد
عناصر مغاوير الداخلية يصور فيه كيف ذبحت أطوار من الوريد إلى الوريد
مرددين عبارة (الله اكبر).و قد تم الإمساك بقاتليها فيما بعد
**من أقوال الراحلـــة أطوار**
× (أتمنى أن يبقى العراق عراقاً، واحتاج عراقا لكي أبكي على صدره والأهم أن يعرف الجميع أن العراق هو العراق وفي كل الظروف)
× (كانت تسئل دائماً عن قلادتها "خريطة العراق" لما تتركها بشكل متأرجح..قترد: هكذا هو العراق..يتأرجح و لا يستقر)
تقول في ديوان البنفسج - “كلمة أولى”،:
“لم أكتب يوماً
ليقال عني شاعرة
يكفيني شعراً
أنا.. على كل هذا الهوى قادرة”.
و تقول في قصيدتها “أحيان:
"حين تشظّى الحلم
لم يبق سوى جناح حمامة
وكسرة سماء
وسبع سنابل يابسات”.
وتقول في مقطع من مقاطع "لا تصلح للنسيان”:
“لا، لن اسكت
أنوي أن أزرع هذا الأفق صراخاً
أحبك.. يا.. إني أحبّك
هل أخشى العالم؟
لا، لن يأكل يونسَ حبي حوت
حسبي أني امرأة قُدت من حب
حسبك أنك رجلٌ قُد من السكوت”.
وفي قصيدتها “اعتذار” تقول:
“نبوءة من ألف جرح..
كنت أدري بأنك الموتُ
من ألف جرح..
والسوء آتٍ”
و في “أقاليم”:
“آه.. لو تتمزق شرنقة الأفق
لو تتحرر مني قدماي
زنزانة في قعر الفرحة
زنزانة
في قعر الزنزانة روحي..”.
و تقول في آخر الديوان:
“بماذا تحلم المصابيح حين تطفأ؟
*اللهم يتغمـد روحهـا الطاهرة بعظيم رحمته و مغفرته و ينزلها منازل الصديقين و الشهداء و حسن أولئك رفيقاً*
في
ظل هذه الاحداث الدامية في عام 2006 كنت في العاصمة العراقية و عشت الحدث
لحظة بلحظة لذلك احببت ان اعد هذا الموضوع المخصص عن تلك المرحلة المحزنة
بتاريخ العراق الحديث و حادثة التفجير التي اشعلت فتيل الفتنة في العراق و
عن هذه الشخصية الطيبة الذكر الشهيدة أطوار بهجت..بخسارتها خسرنا علماً من
اعلام الصحافة العراقية و صوتاً نابض بالحرية و حب الوطــن و الحق
*طيب الله ثراكِ يا أبنة الوطن الغالـي
منقوول*
صحفية ومراسلة وأديبة
لها ديوان شعري بعنوان "غوايات البنفسج" ورواية وحيدة هي عزاء أبيض
ولدت
في عام 1976 في مدينة سامراء لأب سني من (سامراء) و أم شيعية من منطقة
(الكاظمية) في بغداد و انتقلت لجوار الرحمن في 22-فبراير-2006 و ورات الثرى
في مقبرة الكرخ ببغداد.
توفي والدها وهي في السادسة عشر من العمر في سامراء وتكفلت بمعيشة أمها وأختها الوحيدة إيثار
*أطـــوار في بدايتها*
أطوار
هي خريجة قسم اللغة العربية، في كلية الآداب بجامعة بغداد، وتخرجت في عام
1998، لتمارس بعد ذلك عملها كتابة الشعر. وكانت متفتحة على الحياة الثقافية
وذلك بترددها على مبنى اتحاد الأدباء في بغداد كل أربعاء، حيث الأمسية
الأدبية الثابتة، وبعد ذلك عملت في مجلة ألف باء وجريدة الجمهورية (في
الصفحة الثقافية تحديدا)، وفي ما بعد عملت بهجت في عدد من الصحف إليومية
والأسبوعية، التي كانت تصدر إبان حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين
*مشوراها في ميدان العمـــل*
عملت
بعد تخرجها من الجامعة في صحف ومجلات عدة حتى انتقلت إلى قناة العراق
الفضائية كمذيعة ومقدمة برامج ثقافية, وبعد عملية غزو العراق عملت لعدة
قنوات فضائية حتى استقرت في قناة الجزيرة الفضائية لكنها استقالت منها
احتجاجا على الإساءة للمرجع الديني الشيعي علي السيستاني في برنامج الاتجاه
المعاكس و غادرت العراق متوجهة للأردن و من ثم بعد مرور عدة ايام عادت
لبغداد و الجميع اكد أنه سببها الوحيد كان حبها للعراق و عدم مقدرتها العيش
بعيداً عن وطنها, انتقلت للعمل في قناة العربية الفضائية قبل موتها بثلاثة
أسابيع حيث كانت تعمل من ضمن طاقم برنامج (مهمة خاصة)
*شـرارة الفتنة في العراق – حادثة تفجير مرقدي الأمام الهادي و العسكري*
تقع
مراقد الامامين الهادي و العسكري في مدينة سامراء (مدينة سُنية بحتة)
بجوار ملوية سامراء الشهيرة, و كانت المدينة محاصرة لمدة تزيد عن شهر من
قبل السلطات العراقية, كان فوج (طوارئ سامراء) هو من يتولى حماية المراقد
لكن في يوم الأثنين 20-فبراير-2006 نقلت الحماية الى فوج من مغاوير
الداخلية القادم من خارج سامراء, و بعد مرور يومين في صبيحة يوم الأربعاء
22 / فبراير / 2006 أفاقت المدينة على انفجاريين متاليين ادمى مسامعهم و
اذهل اعينهم لما يرونه من انهيار لقبتي مراقد الامامين الهادي و العسكري و
لهيب النار يأكل المكان (و كأنه حال العراق بعد هذا اليوم حيث أكلت نار
الطائفية البلاد و القت بشرها على العباد), حدث الانفجار الأول بحوالي
الساعة 9:10 صباحاً مما أدى إلى سقوط المنارة الأولى للمرقد , ثم أعقب
الانفجار الأول بحوالي 8 دقائق انفجار آخر تسبب بسقوط المنارة الثانية. لم
يتم ماحدث بواسطة قذائف الهاون على المرقد كما أشاعت الأوساط الرسمية بل
كان التفجير بجهاز التايمر (المؤقت). هبت الجماهير الغاضبة في كل ارجاء
العراق للقيام بمظاهرات و البعض بدأ بالقتل و التهجير, التصعيد كان يطوف
الأحياء العراقية بشكل سريع..لا كلمة حق تسمع و لا أحد يضبط نفسه او يلتمس
عذراً لأخيه
مساجد حرقت و ازهقت
ارواح ائمتها و طافو بجثثهم في الشوارع..ثم تركت ملقاة على الطريق لتنتهشا
الكلاب الحيوانية بعد ما انتهت منها الكلاب البشرية
تحول الجميع الى وحوش
كأن الأختلاف بينهم حدث اليوم فقط و لسنا متعايشين و متصاهرين منذ امد بعيد..و لا تعرف أي الجانبين أامن لك ااذا كنت سني أم شيعي!
تمر
الساعات متسارعة و الذعر في كل مكان و من كل شيء , ذوو الرداء الأسود
يجوبون المعمورة يخربون و يحرقون و يقتلون بلا رادع و عاثوا بالأرض فساداً
و
الأدهى و الأمر بأن سلطات الحكومة العراقية قامت بتقاذف التهم و السب عبر
وسائل الاعلام بدل من ضبط النفس و ترويض الجماهير الغاضبة و ألقت التهمة
بشكل واضح جداً على الطائفة السنية و غذت روح العداء و الطائفية,و بدورها
اخذت وسائل الاعلام نصيبها بنقل صور الحدث و توسيع دائرة الخلاف بين أبناء
الشعب الواحد
في ضل هذه الاحداث
المتسارعة و الانباء الدامية اتصل المسؤولون على قناة العربية من الامارات
لحث مكتب بغداد على الذهاب الى هناك وتغطية الحدث وحيث تمكن المراسلون
الذكور من التملص من المسؤولية اتصلت هدير الربيعي مراسلة العربية باطوار
تخبرها بأن المسؤولين في القناة يريدون تغطية الحدث وان هدير ستذهب الى
النجف فقالت اطوار بحسب (العربية نت): انا ساذهب الى سامراء ولا تذهبي الى النجف يكفي مكتب بغداد خسارة واحدة.
اخذت (أطوار) على عاتقها احقاق الحق و دحض التهم عن ابناء مدينة سامراء و
تركت مهمتها في كركوك (لبرنامج مهمة خاصة) و توجهت مع فريق عمل قناة
العربية الى مدينتها المحاصرة (سامراء) و قبل ان تشد رحالها حاول عدد من
زملائها ثنيها عن عزيمتها بالذهاب لسامراء لكنها كانت ترى في ذهابها مهمة
وطنية يجب ان تقوم بها و كررت جملتها لهم لتطمئنهم: (أنا من مدينة سامراء ولا يمكن لأحد أن يمسني بسوء ويجب أن نسعى بالمشاركة لاخماد أي فتنة طائفية).
اتجهت
اطوار الى سامراء وحاولت الدخول الى المدينة المغلقة من قبل قوات الامن
العراقية فلم تفلح فأرسلت تقريرها الاخير على الهواء مباشرة من المدخل
الشمالي للمدينة والذي انهته بعبارتها: لافرق بين عراقي وعراقي الا بالخوف
على العراق
كانت الشمس بدأت بالغروب..و كذلك حياة اطوار
اجرت
أطوار مقابلات مع البعض من اهالي المنطقة.. هنا تشير المعلومات الى توصلها
الى معلومات حول حادث التفجير ونوع المعلومات مختلف فيه فهو بين احتمالين
اما المسؤول عن التفجير او كيفية التفجير؟
بعد
هذا الكسب الاعلامي سعت الى محاولات اخرى لدخول المدينة المغلقة فاجرت عدة
اتصالات فاتصل وزير الداخلية بها وكان وقتها موجودا في سامراء وقال لها
انتظري في مكانك ستأتيك سيارة تدخلكم الى المدينة.
بعدها
بلحظات .. يتم التبليغ عن اختطاف اطوار وزميليها وهروب الرابع انمار عاشور
و رواية ركيكة يرويها الزميل الهارب بأن الخاطفين توجهو الى اطوار التي
حاولت تبرير وجودها بأنه نقل للحدث بموضوعية و حيادية لكنهم اصرو على
اقتيادها و زميليها لجهة مجهولة و تركو "عاشور" لكونهُ ينتمي للطائفة
الشيعية
على مقربة من نقطة تفتيش
يقيمها مغاوير الداخلية عثر على الثلاثة مقتولين على احد الطرق الخارجية
القريبة من سامراء بعد الساعة الواحدة ليلا
أعلن
على الملأ خبر اغتيال الاعلاميين الثلاثة صباح يوم الخميس 23-2-2006 و
أستقبل الشارع العراقي نبأ رحيل أطوار و زملائها بأسى و استياء شديدين,
واتجهت الجثامين الثلاثة من سامراء الى العاصمة حيث وصلت بغداد قرابة
الساعة الخامسة مساءا بسبب اغلاق سامراء واضطراب الطريق.. و لنفس السبب
تأجل التشييع لعدة مرات ناهيك عن حظر التجوال و الظروف الأمنية المضطربة
تم
التشييع في تمام الساعة الرابعة عصراً يوم السبت 25-فبراير-2006..أكتسى
تابوت الراحلة بأكليل عرس ابيض (حسب العادة المتعارف عليها لدى العراقيين) و
علم العراق و ودعوها بالزغاريط (الهلاهل) و رمي الحلوى و الورود على موكب
تشييعها و كان الجميع في حالة حزن بالغ و انهيار تام
*كيف قتلت*
تضاربت
الأنباء عن كيفية اغتيالها يقول ماجد عبد الحميد أحد زملائها أنها قتلت
بإطلاق عيارات نارية, إلا أن أخبارا أكثر تأكيدا أكدت فيما بعد أنها ماتت
مذبوحة، وقد تسرب على الأنترنت ملف فيديو تم الحصول عليه من هاتف جوال لاحد
عناصر مغاوير الداخلية يصور فيه كيف ذبحت أطوار من الوريد إلى الوريد
مرددين عبارة (الله اكبر).و قد تم الإمساك بقاتليها فيما بعد
**من أقوال الراحلـــة أطوار**
× (أتمنى أن يبقى العراق عراقاً، واحتاج عراقا لكي أبكي على صدره والأهم أن يعرف الجميع أن العراق هو العراق وفي كل الظروف)
× (كانت تسئل دائماً عن قلادتها "خريطة العراق" لما تتركها بشكل متأرجح..قترد: هكذا هو العراق..يتأرجح و لا يستقر)
تقول في ديوان البنفسج - “كلمة أولى”،:
“لم أكتب يوماً
ليقال عني شاعرة
يكفيني شعراً
أنا.. على كل هذا الهوى قادرة”.
و تقول في قصيدتها “أحيان:
"حين تشظّى الحلم
لم يبق سوى جناح حمامة
وكسرة سماء
وسبع سنابل يابسات”.
وتقول في مقطع من مقاطع "لا تصلح للنسيان”:
“لا، لن اسكت
أنوي أن أزرع هذا الأفق صراخاً
أحبك.. يا.. إني أحبّك
هل أخشى العالم؟
لا، لن يأكل يونسَ حبي حوت
حسبي أني امرأة قُدت من حب
حسبك أنك رجلٌ قُد من السكوت”.
وفي قصيدتها “اعتذار” تقول:
“نبوءة من ألف جرح..
كنت أدري بأنك الموتُ
من ألف جرح..
والسوء آتٍ”
و في “أقاليم”:
“آه.. لو تتمزق شرنقة الأفق
لو تتحرر مني قدماي
زنزانة في قعر الفرحة
زنزانة
في قعر الزنزانة روحي..”.
و تقول في آخر الديوان:
“بماذا تحلم المصابيح حين تطفأ؟
*اللهم يتغمـد روحهـا الطاهرة بعظيم رحمته و مغفرته و ينزلها منازل الصديقين و الشهداء و حسن أولئك رفيقاً*
في
ظل هذه الاحداث الدامية في عام 2006 كنت في العاصمة العراقية و عشت الحدث
لحظة بلحظة لذلك احببت ان اعد هذا الموضوع المخصص عن تلك المرحلة المحزنة
بتاريخ العراق الحديث و حادثة التفجير التي اشعلت فتيل الفتنة في العراق و
عن هذه الشخصية الطيبة الذكر الشهيدة أطوار بهجت..بخسارتها خسرنا علماً من
اعلام الصحافة العراقية و صوتاً نابض بالحرية و حب الوطــن و الحق
*طيب الله ثراكِ يا أبنة الوطن الغالـي
منقوول*