بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
السعادة في الرضى لا في الايمان والتقوى
والقائلون بغير ذلك هم المؤدلجون بالفتوى
توضيح مهم
اولا/ الإيمان الذي اقصده هنا ليس الايمان المطلق بل إيمان المسلم وهو المعروف
ثانيا/ السعادة المقصوده هنا ليست السعادة الموعودون بها في الدار الاخره
اذن المقصود بالسعاده هنا هي السعاده في الدنيا
فهل السعاده هذه تكمن في الايمان والتقوى
نعم هي كذلك للمسلمين بالنسبه للايمان اما بالنسبه لتقوي ففيما سياتي بيانه
السعادة
كما قال بعضهم تدور في هذا المعنى انها( احساس داخلي يشرق على نفسك وروحك
وينعكس على ملامح وجهك وتصرفاتك لترى الدنيا أكثر جمالاً ويزداد حبك لمن
حولك وتتضاعف قدرتك على العطاء وفرصك للنجاح...ترى نفس الأشياء التي كنت
تراها من قبل فتجدها مختلفه ومتألقه....وتتألق معها الابتسامه على وجهك
كلحن يعلن انجلاء شجن القلوب وهموم الحياة... ) ما بين القوسين ليس من
تعبيري
وكيف يحصل هذا الشعور
يحصل هذا الشعور بالقناعة و الرضا والطمانينه
طيب كيف يكون الانسان راضيا مطمئنا
هذه
مسالة نسبيه تختلف من شخص لاخر بحسب طبيعة الموقف واثر الفروقات الدينيه
والمذهبيه و الفكريه و الاجتماعيه والاحتياجات الفرديه على الشخص فما
يرضيني قد لا يرضي غيري
اذا إن قول القائل
ولست أرى السعادة جمع مال *** ولكن التقي هو السعيد
هو امر يخصه وحده وقد عبر هو عن هذا بقوله (أرى)
وقد يشاركه فيه من هو على شاكلته فيما يؤمن به لان التقوي
هو اتقاء نار الله وغضبه بفعل اوامره وترك نواهيه وما تراه انت من الواجبات
قد يراه غيرك انه ليس كذلك مثل تغطية وجه المرأه والخلاف في هذا معروف
وماتراه من المحرمات قد يراه غيرك انه ليس كذلك كسفر المرأه بدون محرم
وقس على ذلك
اذا
يتضح لنا من هذا ان المسوقين لسعادة من خلال مفهوم ان معيارها هو ما يقول
به الصحوييون الان ما هي الا احد الطرق التي اعتمدوها لتدليل على انهم هم
اصحاب الحق المطلق
ودللوا على ذلك بقول الله تعالى (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ) سورة طه 124
قالوا
ان ابن كثير قال في تفسيره { ومن أعرض عن ذكري } أي خالف أمري وما أنزلته
على رسولي أعرض عنه وتناساه وأخذ من غيره هداه { فإن له معيشة ضنكا } أي
ضنكا في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشرح لصدره بل صدره ضيق حرج لضلاله وإن
تنعم ظاهره ولبس ما شاء وأكل ما شاء وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى
اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك
المعيشة
لكن ان معنى معيشة ضنكا ليس كذلك ولكن معناه كما قال المفسرين غيره انه عذاب
القبر
ساورد ما يدل على ذلك ولكن قبل ان اورد اقوالهم يجب ان نعرف معنى ضنكا جاء
في لسان العرب ( ضنك ) الضَّنْكُ الضِّيقُ من كل شيء الذكر والأُنثى فيه
سواء ومعيشة ضَنْكٌ ضَيِّقة وكل عيش من غيرِ حلِّ ضَنْك وإن كان واسعاً وفي
التنزيل العزيز ومن أَعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضَنْكاً أي غير حَلال قال
أبو إسحق الضَّنْك أَصله في اللغة الضِّيقُ والشدَّة ومعناه والله أعلم أن
هذه المعيشة الضَّنْك في نار جهنم قال وأكثر ما جاء في التفسير أنه عذاب
القبر
قال القرطبي { فإن له معيشة ضنكا } أي عيشا ضيقا يقال : منزل
ضنك وعيش ضنك يستوي فيه الواحد والاثنان والمذكر والمؤنث والجمع قال عنترة :
( إن يلحقوا أكرر وإن يستلحموا ... أشدد وإن يلفوا بضنك أنزل )
وقال أيضا :
( إن المنية لو تمثل مثلت ... مثلي إذا نزلوا بضنك المنزل )
وقرىء ضنكى على وزن فعلى
وإليك الاقوال
قال الطبري بعد ما اورد اوقول السلف فى ذلك كعادته قال أبو جعفر : وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال : هو عذاب القبر الذي :
حدثنا
به أحمد بن عبد الرحمن بن وهب قال : ثنا عمي عبد الله بن وهب قال : أخبرني
عمرو بن الحارث عن دراج عن ابن حجيرة عن أبي هريرة [ عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم أنه قال : أتدرون فيم أنزلت هذه الآية { فإن له معيشة ضنكا
ونحشره يوم القيامة أعمى } أتدرون ما المعيشة الضنك ؟ قالوا : الله ورسوله
أعلم قال : عذاب الكافر في قبره والذي نفسي بيده إنه ليسلط عليه تسعة
وتسعون تنينا أتدرون ما التنين ؟ تسعة وتسعون حية لكل حية سبعة رؤوس ينفخون
في جسمه ويلسعونه ويخدشونه إلى يوم القيامة ] وإن الله تبارك وتعالى أتبع
ذلك بقوله : { ولعذاب الآخرة أشد وأبقى } فكان معلوما بذلك أن المعيشة
الضنك التي جعلها الله لهم قبل عذاب الآخرة لأن ذلك لو كان في الآخرة لم
يكن لقوله : { ولعذاب الآخرة أشد وأبقى } معنى مفهوم لأن ذلك إن لم يكن
تقدمه عذاب لهم قبل الآخرة حتى يكون الذي في الآخرة أشد منه بطل معنى قوله :
{ ولعذاب الآخرة أشد وأبقى } فإذ كان ذلك كذلك فلا تخلو تلك المعيشة الضنك
التي جعلها الله لهم من أن تكون لهم في حياتهم الدنيا أو في قبورهم قبل
البعث إذ كان لا وجه لأن تكون في الآخرة لما قد بينا فإن كانت لهم في
حياتهم الدنيا فقد يجب أن يكون كل من أعرض عن ذكر الله من الكفار فإن
معيشته فيها ضنك وفي وجودنا كثيرا منهم أوسع معيشة من كثير من المقبلين على
ذكر الله تبارك وتعالى القائلين له المؤمنين في ذلك ما يدل على أن ذلك ليس
كذلك وإذ خلا القول في ذلك من هذين الوجهين صح الوجه الثالث وهو أن ذلك في
البرزخ
وقال القرطبي وقول رابع وهو الصحيح
أنه عذاب القبر قاله أبو سعيد الخدري وعبد الله بن مسعود ورواه أبو هريرة مرفوعا
عن
النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكرناه في كتاب التذكرة قاله أبو هريرة :
يضيق على الكافر قبره حتى تختلف فيه أضلاعه وهو المعيشة الضنك
وقال الشوكاني في فتح القدير قيل إن المراد بالعيشة الضنكي عذاب القبر وسيأتي ما يرجح هذه ويقويه
وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى (127)
127
- { وكذلك نجزي من أسرف } أي مثل ذلك الجزاء نجزيه : والإسراف الانهماك في
الشهوات وقيل الشرك { ولم يؤمن بآيات ربه } بل كذب بها { ولعذاب الآخرة
أشد } أي أفظع من المعيشة الضنكى { وأبقى } أي أدوم وأثبت لأنه لا ينقطع
وقد
أخرج ابن أبي شيبة والطبراني وأبو نعيم في الحلية وابن مردويه عن ابن عباس
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من اتبع كتاب الله هداه الله
من الضلالة في الدنيا ووقاه سوء الحساب يوم القيامة ] وذلك أن الله يقول : {
فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى } وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي
شيبة وعبد بن حميد ومحمد بن نصر وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه
والبيهقي في الشعب من طرق عن ابن عباس قافل : أجار الله تابع القرآن من أن
يضل في الدنيا أو يشقى في الآخرة ثم قرأ { فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى }
قال : لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن
منصور ومسدد في مسنده وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن أبي سعيد الخدري مرفوعا في قوله : {
معيشة ضنكا } قال : عذاب القبر ولفظ عبد الرزاق قال : يضيق عليه قبره حتى
تختلف أضلاعه وقد روي موقوفا قال ابن كثير : الموقوف أصح وأخرج البزار وابن
أبي حاتم عن أبي هريرة [ عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : { فإن له
معيشة ضنكا } قال : المعيشة الضنكى أن يسلط عليه تسعة وتسعون حية ينهشون
لحمه حتى تقوم الساعة ] وأخرج ابن أبي الدنيا والحكيم الترمذي وأبو يعلى
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وابن مردويه والبيهقي عن
أبي هريرة مرفوعا نحوه بأطول منه قال ابن كثير : رفعه منكر جدا وأخرج ابن
أبي شيبة والبزار وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه والبيهقي
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : { فإن له معيشة ضنكا }
قال : عذاب القبر قال ابن كثير بعد إخراجه : إسناد جيد وأخرج هناد وعبد بن
حميد وابن المنذر والطبراني والبيهقي عن ابن مسعود في قوله : { فإن له
معيشة ضنكا } قال : عذاب القبر ومجموع ما ذكرنا هنا يرجع تفسير المعيشة
الضنكى بعذاب القبر وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في كتاب عذاب
القبر عن ابن مسعود أنه فسر المعيشة الضنكى بالشقاء
وقال صاحب الجلالين ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى (124)
124
- { ومن أعرض عن ذكري } القرآن فلم يؤمن به { فإن له معيشة ضنكا }
بالتنوين مصدر بمعنى ضيقة وفسرت في حديث بعذاب الكافر في قبره { ونحشره }
أي المعرض عن القرآن { يوم القيامة أعمى } أعمى البصر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
السعادة في الرضى لا في الايمان والتقوى
والقائلون بغير ذلك هم المؤدلجون بالفتوى
توضيح مهم
اولا/ الإيمان الذي اقصده هنا ليس الايمان المطلق بل إيمان المسلم وهو المعروف
ثانيا/ السعادة المقصوده هنا ليست السعادة الموعودون بها في الدار الاخره
اذن المقصود بالسعاده هنا هي السعاده في الدنيا
فهل السعاده هذه تكمن في الايمان والتقوى
نعم هي كذلك للمسلمين بالنسبه للايمان اما بالنسبه لتقوي ففيما سياتي بيانه
السعادة
كما قال بعضهم تدور في هذا المعنى انها( احساس داخلي يشرق على نفسك وروحك
وينعكس على ملامح وجهك وتصرفاتك لترى الدنيا أكثر جمالاً ويزداد حبك لمن
حولك وتتضاعف قدرتك على العطاء وفرصك للنجاح...ترى نفس الأشياء التي كنت
تراها من قبل فتجدها مختلفه ومتألقه....وتتألق معها الابتسامه على وجهك
كلحن يعلن انجلاء شجن القلوب وهموم الحياة... ) ما بين القوسين ليس من
تعبيري
وكيف يحصل هذا الشعور
يحصل هذا الشعور بالقناعة و الرضا والطمانينه
طيب كيف يكون الانسان راضيا مطمئنا
هذه
مسالة نسبيه تختلف من شخص لاخر بحسب طبيعة الموقف واثر الفروقات الدينيه
والمذهبيه و الفكريه و الاجتماعيه والاحتياجات الفرديه على الشخص فما
يرضيني قد لا يرضي غيري
اذا إن قول القائل
ولست أرى السعادة جمع مال *** ولكن التقي هو السعيد
هو امر يخصه وحده وقد عبر هو عن هذا بقوله (أرى)
وقد يشاركه فيه من هو على شاكلته فيما يؤمن به لان التقوي
هو اتقاء نار الله وغضبه بفعل اوامره وترك نواهيه وما تراه انت من الواجبات
قد يراه غيرك انه ليس كذلك مثل تغطية وجه المرأه والخلاف في هذا معروف
وماتراه من المحرمات قد يراه غيرك انه ليس كذلك كسفر المرأه بدون محرم
وقس على ذلك
اذا
يتضح لنا من هذا ان المسوقين لسعادة من خلال مفهوم ان معيارها هو ما يقول
به الصحوييون الان ما هي الا احد الطرق التي اعتمدوها لتدليل على انهم هم
اصحاب الحق المطلق
ودللوا على ذلك بقول الله تعالى (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ) سورة طه 124
قالوا
ان ابن كثير قال في تفسيره { ومن أعرض عن ذكري } أي خالف أمري وما أنزلته
على رسولي أعرض عنه وتناساه وأخذ من غيره هداه { فإن له معيشة ضنكا } أي
ضنكا في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشرح لصدره بل صدره ضيق حرج لضلاله وإن
تنعم ظاهره ولبس ما شاء وأكل ما شاء وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى
اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك
المعيشة
لكن ان معنى معيشة ضنكا ليس كذلك ولكن معناه كما قال المفسرين غيره انه عذاب
القبر
ساورد ما يدل على ذلك ولكن قبل ان اورد اقوالهم يجب ان نعرف معنى ضنكا جاء
في لسان العرب ( ضنك ) الضَّنْكُ الضِّيقُ من كل شيء الذكر والأُنثى فيه
سواء ومعيشة ضَنْكٌ ضَيِّقة وكل عيش من غيرِ حلِّ ضَنْك وإن كان واسعاً وفي
التنزيل العزيز ومن أَعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضَنْكاً أي غير حَلال قال
أبو إسحق الضَّنْك أَصله في اللغة الضِّيقُ والشدَّة ومعناه والله أعلم أن
هذه المعيشة الضَّنْك في نار جهنم قال وأكثر ما جاء في التفسير أنه عذاب
القبر
قال القرطبي { فإن له معيشة ضنكا } أي عيشا ضيقا يقال : منزل
ضنك وعيش ضنك يستوي فيه الواحد والاثنان والمذكر والمؤنث والجمع قال عنترة :
( إن يلحقوا أكرر وإن يستلحموا ... أشدد وإن يلفوا بضنك أنزل )
وقال أيضا :
( إن المنية لو تمثل مثلت ... مثلي إذا نزلوا بضنك المنزل )
وقرىء ضنكى على وزن فعلى
وإليك الاقوال
قال الطبري بعد ما اورد اوقول السلف فى ذلك كعادته قال أبو جعفر : وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال : هو عذاب القبر الذي :
حدثنا
به أحمد بن عبد الرحمن بن وهب قال : ثنا عمي عبد الله بن وهب قال : أخبرني
عمرو بن الحارث عن دراج عن ابن حجيرة عن أبي هريرة [ عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم أنه قال : أتدرون فيم أنزلت هذه الآية { فإن له معيشة ضنكا
ونحشره يوم القيامة أعمى } أتدرون ما المعيشة الضنك ؟ قالوا : الله ورسوله
أعلم قال : عذاب الكافر في قبره والذي نفسي بيده إنه ليسلط عليه تسعة
وتسعون تنينا أتدرون ما التنين ؟ تسعة وتسعون حية لكل حية سبعة رؤوس ينفخون
في جسمه ويلسعونه ويخدشونه إلى يوم القيامة ] وإن الله تبارك وتعالى أتبع
ذلك بقوله : { ولعذاب الآخرة أشد وأبقى } فكان معلوما بذلك أن المعيشة
الضنك التي جعلها الله لهم قبل عذاب الآخرة لأن ذلك لو كان في الآخرة لم
يكن لقوله : { ولعذاب الآخرة أشد وأبقى } معنى مفهوم لأن ذلك إن لم يكن
تقدمه عذاب لهم قبل الآخرة حتى يكون الذي في الآخرة أشد منه بطل معنى قوله :
{ ولعذاب الآخرة أشد وأبقى } فإذ كان ذلك كذلك فلا تخلو تلك المعيشة الضنك
التي جعلها الله لهم من أن تكون لهم في حياتهم الدنيا أو في قبورهم قبل
البعث إذ كان لا وجه لأن تكون في الآخرة لما قد بينا فإن كانت لهم في
حياتهم الدنيا فقد يجب أن يكون كل من أعرض عن ذكر الله من الكفار فإن
معيشته فيها ضنك وفي وجودنا كثيرا منهم أوسع معيشة من كثير من المقبلين على
ذكر الله تبارك وتعالى القائلين له المؤمنين في ذلك ما يدل على أن ذلك ليس
كذلك وإذ خلا القول في ذلك من هذين الوجهين صح الوجه الثالث وهو أن ذلك في
البرزخ
وقال القرطبي وقول رابع وهو الصحيح
أنه عذاب القبر قاله أبو سعيد الخدري وعبد الله بن مسعود ورواه أبو هريرة مرفوعا
عن
النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكرناه في كتاب التذكرة قاله أبو هريرة :
يضيق على الكافر قبره حتى تختلف فيه أضلاعه وهو المعيشة الضنك
وقال الشوكاني في فتح القدير قيل إن المراد بالعيشة الضنكي عذاب القبر وسيأتي ما يرجح هذه ويقويه
وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى (127)
127
- { وكذلك نجزي من أسرف } أي مثل ذلك الجزاء نجزيه : والإسراف الانهماك في
الشهوات وقيل الشرك { ولم يؤمن بآيات ربه } بل كذب بها { ولعذاب الآخرة
أشد } أي أفظع من المعيشة الضنكى { وأبقى } أي أدوم وأثبت لأنه لا ينقطع
وقد
أخرج ابن أبي شيبة والطبراني وأبو نعيم في الحلية وابن مردويه عن ابن عباس
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من اتبع كتاب الله هداه الله
من الضلالة في الدنيا ووقاه سوء الحساب يوم القيامة ] وذلك أن الله يقول : {
فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى } وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي
شيبة وعبد بن حميد ومحمد بن نصر وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه
والبيهقي في الشعب من طرق عن ابن عباس قافل : أجار الله تابع القرآن من أن
يضل في الدنيا أو يشقى في الآخرة ثم قرأ { فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى }
قال : لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن
منصور ومسدد في مسنده وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن أبي سعيد الخدري مرفوعا في قوله : {
معيشة ضنكا } قال : عذاب القبر ولفظ عبد الرزاق قال : يضيق عليه قبره حتى
تختلف أضلاعه وقد روي موقوفا قال ابن كثير : الموقوف أصح وأخرج البزار وابن
أبي حاتم عن أبي هريرة [ عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : { فإن له
معيشة ضنكا } قال : المعيشة الضنكى أن يسلط عليه تسعة وتسعون حية ينهشون
لحمه حتى تقوم الساعة ] وأخرج ابن أبي الدنيا والحكيم الترمذي وأبو يعلى
وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وابن مردويه والبيهقي عن
أبي هريرة مرفوعا نحوه بأطول منه قال ابن كثير : رفعه منكر جدا وأخرج ابن
أبي شيبة والبزار وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه والبيهقي
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : { فإن له معيشة ضنكا }
قال : عذاب القبر قال ابن كثير بعد إخراجه : إسناد جيد وأخرج هناد وعبد بن
حميد وابن المنذر والطبراني والبيهقي عن ابن مسعود في قوله : { فإن له
معيشة ضنكا } قال : عذاب القبر ومجموع ما ذكرنا هنا يرجع تفسير المعيشة
الضنكى بعذاب القبر وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في كتاب عذاب
القبر عن ابن مسعود أنه فسر المعيشة الضنكى بالشقاء
وقال صاحب الجلالين ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى (124)
124
- { ومن أعرض عن ذكري } القرآن فلم يؤمن به { فإن له معيشة ضنكا }
بالتنوين مصدر بمعنى ضيقة وفسرت في حديث بعذاب الكافر في قبره { ونحشره }
أي المعرض عن القرآن { يوم القيامة أعمى } أعمى البصر