في رحاب آيـة
{ مَثَلُ
الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء
غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ
وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ
عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ
مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا
فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ}
إن هذه الصورة الحسية من النعيم والعذاب ترد في
مواضع من القرآن ..والله الذي خلق البشر ، أعلم بمن خلق ، وأعرف بما يؤثر
في قلوبهم ، وما يصلح لتربيتهم . ثم ما يصلح لنعيمهم ولعذابهم .. ومن ثم
فصل الله ألوان النعيم والعذاب ، وصنوف المتاع والآلام ، وفق علمه المطلق
بالعباد .. وهنا نوعان من الجزاء : هذه الأنهار مع كل الثمرات مع المغفرة
من الله . والنوع الآخر: ( كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما فقطع
أمعاءهم ) .. وهي صورة حسية عنيفة من العذاب .. وتتناسب مع غلظ طبيعة
القوم . وهم يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام .. والجزاء ماء حميم ساخن
وتقطيع للأمعاء ، التي كانت تلتهم الأكل كالأنعام !