قال فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان – حفظه الله تعالى – :
”
قال صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان و أتبعه ستاً من شوال كان كمن
صام الدهر ) * ، فهذا فيه فضل صيام الست من شوال ، ستة أيام من شوال ، لمن
صام شهر رمضان ، يجمع بين الفضيلتين ؛ صيام رمضان وصيام الست من شوال .
ويكون
كمن صام الدهر – يعني السَنَة ، المراد بالدهر هنا السنة – وذلك لأن
الحسنة بعشر أمثالها ، فشهر رمضان عن عشرة أشهر ، و الست من شوال عن شهرين ،
المجموع اثنا عشر شهراً وهي السنة ، فمن صام رمضان و أتبعها ستاً من شوال
حصل له أجر من صام السنة كلها وهذا فضل من الله سبحانه وتعالى .
ودل إذ
قال صلى الله عليه وسلم ستاً من شوال فلعله يجوز أن يصومها متتابعة أو
متفرقة في الشهر ، وأنه يجوز أن يصومها في أول الشهر أو في وسط الشهر أو في
آخر الشهر لقوله ستاً من شوال .
كما ويدل الحديث على أن من لم يصم
رمضان ؛ فإنه لا يُشرع له صيام الست من شوال ، لأنه قال من صام رمضان و
أتبعه ستاً من شوال ، فالذي أفطر شهر رمضان بعذر من الأعذار لا يصوم ستة
أيام من شوال ، بل يبادر بصوم رمضان ، وكذلك لو أفطر أياماً من رمضان بعذر
شرعي فإنه لا يصوم الست من شوال حتى يقضي الأيام التي عليه من رمضان ثم
يصوم الست من شوال إذا كان من الشهر باقية ، لقوله صلى الله عليه وسلم : (
فأتبعه ستاً من شوال ) ، فقرن صيام الست من شوال أن يصوم شهر رمضان قبل ،
فإن كان عليه قضاء صيام رمضان كله أو بعضه ، فإنه يبدأ بالفرض ، لأن الفرض
أولى من النافلة .
وصيام الست من شوال عليه جماهير أهل العلم ، قالوا
بمقتضاه ، يستحب صوم الست من شوال ، إلا الإمام مالك – رحمه الله – فإنه لا
يرى صوم الست من شوال ، يقول خشية أن يظن الناس أنه من رمضان ، يريد سد
الذريعة لأن لا يظن الناس أن هذه الست من رمضان ، ولكن على كل حال الدليل
مقدم على الرأي ، و الدليل سنة وقول الرسول صلى الله عليه وسلم مقدم على
قول كل أحد ، وهذا لا يُوافق عليه الإمام مالك – رحمه الله – ، واعتذر عنه
الإمام ابن عبد البر – رحمه الله – بأنه لم يبلغ هذا الحديث ، نعم ” .
المصدر : شرح كتاب الصيام من كتاب بلوغ المرام ، للشيخ صالح الفوزان حفظه الله .
ـــــــــــــــــــــــــ
* : رواه الإمام مسلم في صحيحه .
”
قال صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان و أتبعه ستاً من شوال كان كمن
صام الدهر ) * ، فهذا فيه فضل صيام الست من شوال ، ستة أيام من شوال ، لمن
صام شهر رمضان ، يجمع بين الفضيلتين ؛ صيام رمضان وصيام الست من شوال .
ويكون
كمن صام الدهر – يعني السَنَة ، المراد بالدهر هنا السنة – وذلك لأن
الحسنة بعشر أمثالها ، فشهر رمضان عن عشرة أشهر ، و الست من شوال عن شهرين ،
المجموع اثنا عشر شهراً وهي السنة ، فمن صام رمضان و أتبعها ستاً من شوال
حصل له أجر من صام السنة كلها وهذا فضل من الله سبحانه وتعالى .
ودل إذ
قال صلى الله عليه وسلم ستاً من شوال فلعله يجوز أن يصومها متتابعة أو
متفرقة في الشهر ، وأنه يجوز أن يصومها في أول الشهر أو في وسط الشهر أو في
آخر الشهر لقوله ستاً من شوال .
كما ويدل الحديث على أن من لم يصم
رمضان ؛ فإنه لا يُشرع له صيام الست من شوال ، لأنه قال من صام رمضان و
أتبعه ستاً من شوال ، فالذي أفطر شهر رمضان بعذر من الأعذار لا يصوم ستة
أيام من شوال ، بل يبادر بصوم رمضان ، وكذلك لو أفطر أياماً من رمضان بعذر
شرعي فإنه لا يصوم الست من شوال حتى يقضي الأيام التي عليه من رمضان ثم
يصوم الست من شوال إذا كان من الشهر باقية ، لقوله صلى الله عليه وسلم : (
فأتبعه ستاً من شوال ) ، فقرن صيام الست من شوال أن يصوم شهر رمضان قبل ،
فإن كان عليه قضاء صيام رمضان كله أو بعضه ، فإنه يبدأ بالفرض ، لأن الفرض
أولى من النافلة .
وصيام الست من شوال عليه جماهير أهل العلم ، قالوا
بمقتضاه ، يستحب صوم الست من شوال ، إلا الإمام مالك – رحمه الله – فإنه لا
يرى صوم الست من شوال ، يقول خشية أن يظن الناس أنه من رمضان ، يريد سد
الذريعة لأن لا يظن الناس أن هذه الست من رمضان ، ولكن على كل حال الدليل
مقدم على الرأي ، و الدليل سنة وقول الرسول صلى الله عليه وسلم مقدم على
قول كل أحد ، وهذا لا يُوافق عليه الإمام مالك – رحمه الله – ، واعتذر عنه
الإمام ابن عبد البر – رحمه الله – بأنه لم يبلغ هذا الحديث ، نعم ” .
المصدر : شرح كتاب الصيام من كتاب بلوغ المرام ، للشيخ صالح الفوزان حفظه الله .
ـــــــــــــــــــــــــ
* : رواه الإمام مسلم في صحيحه .