بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
وعلى آله صحبه وأجمعين .
وعلى آله صحبه وأجمعين .
(( كيف ينال المسلم رضا الله تعالى ؟))
هدف المؤمن الأسمى في الدنيا والآخرة نيل رضا الله
الله عن أقواله وأفعاله وتحقيق هذا المسعى النبيل ليس
بالأمر الهين بل لابد من ترويض النفس على معرفة حقيقة الرضا , وتطبيقها على أرض
الواقع , والإيمان بالله ربا وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم
رسولاً إعتقاداً وقولاً , وفعلاً .
فالرضا بالله يتضمن الرضا بإلهيته ومعيته وحده , والخوف منه والإنابه إليه ,
وعبادته والإخلاص في ذلك , ورضا العبد , بربوبية الله يتضمن الرضا بتدبيره
وإفراده بالتوكل عليه والإستعانة , الثقة والإعتماد , والرضا بقضائه وقدره .
والرضا بنبي الله صلى الله عليه وسلم يتضمن
كمال الانقياد له , والتسليم المطلق إليه .
وأما الرضا بدين الله : فإذا جاء الدين بأمر , أو نهي , أو حكم, رضي العبد كل الرضا ,
ولم يبق في قلبه حرج ولو كان مخالفاً لهوى نفسه , أو من يقلدهم .
ومن جمع في قلبه هذه الثلاثة جمع في قلبه إيماناً
حياً حلو الطعم المذاق , قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : (( ذاق طعم الإيمان , من رضي الله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمداً رسولاً ))
أخرجه مسلم في صحيحه .
إن كمال الرضا لا يتم إلا برضا العبد عن قضاء الله وحكمه , والرضا بحكم الله وشرعه أمر واجب وهو
شرط في الإيمان , قال تعالى : ((فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في
أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما 65)) ( النساء )
** والرضا بقضاء الله بحكم وقضائه ثلاثة أنواع ـــ كما بين
ذلك ابن القيم رحمه الله ــ وهي :
قضاء الله فيما يحبه الإنسان وقضاء الله فيما يخالف محبة العبد ومراده كالمرض ,
والابتلاء , والفقر ثم القضاء الجاري بما يكرهه الله شرعاً ولكنه يقضي بوجوده قدراً
كالأفعال والأقوال والأحوال المحرمه .
وبهذا فإن الرضا يكون في القلب أصلاً , ويعبر عنه اللسان ثم تأتي الأعمال لتكون برهاناً عن
توجه القلب , وصدق اللسان . ولابد لهذا الرضا من ترجمة عملية تثبت صدق الإنسان في دعوى
الرضا بالله , وبدينه , وبنبيه صلى الله عليه وسلم .
وقد كان أنبياء الله ــ عليهم السلام ـــ قدوة حسنة في هذا المجال , كما كان إمام الأنبياء
محمد صلى الله عليه وسلم , وأصحابه يسارعون في رضوان الله , قال الله عز وجل في كتابه الكريم
: ((محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا
يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة
ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ
بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما29 )) ( الفتح )
قال ابن كثير في تفسيره : (( وصفهم بكثرة العمل , وكثرة الصلاة , وهي خير وهي خير الأعمال ,
ووصفهم بالإخلاص فيها لله عزوجل والاحتساب عند الله جزيل الثواب وهو الجنة المشتملة على
فضل الله وسعة الرزق عليهم ورضاه تعالى عنهم ))
** وقد أرشد الرسول صلى الله عليه وسلم أمته إلى كيفية تحقيق
رضا الله في كل شيء :
ففي العقيدة بين لهم الأساس الذي يرتضي به إيمان
العبد واعتقاده فقال : (( إن الله يرضى لكم ثلاثاً ويكره لكم ثلاثاً : فيرضى لكم أن تعبدوه
ولا تشركوا به شيئاً , وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا , ويكره
لكم : قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال ))
رواه أحمد في مسنده وأخرجه مالك في الجامع .
**وفي العبادات العملية بين الرسول صلى الله عليه وسلم , كيفية إرضا الله تعالى
عن طريق أداء الفرائض والإخلاص فيها كالصلاة والصيام , والذكر والجهاد
قال عليه الصلاة والسلام عن الصلاة : (( الوقت الأول من الصلاة رضوان الله والوقت
الآخر عفوالله )) رواه الترمذي في سننه .
وقال عن الصيام : (( قال ربكم عز وجل : عبدي ترك
شهوته وطعامه وشرابه ابتغاء مرضاتي والصوم لي وأنا أجزي به ))
رواه البخاري ومسلم وأخرجه أحمد .
**وفي العبادات القلبية أكد الرسول صلى الله عليهوسلم أن رضا الله يجتلب بأحوال
في داخل القلب تعبر عن امتنان المؤمن لربه على السراء , وإن قلت ,
وتركه الجزع على الضراء , وإن عظمت , قال عليه الصلاة والسلام :
(( إن الله يرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمدة عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها ))
رواه مسلم في صحيحة وأخرجه أحمد والترمذي .
** وفي المعاملات دل الرسول صلى الله عليه وسلم
على أن رضا الله يدرك بكلمة حسنة يلقدها المؤمن على أخيه المؤمن فتدل على حسن
أخلاقه ومعاملاته , قال
عليه الصلاة والسلام : (( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه
الله بها درجات )) رواه البخاري في صحيحة و مسلم . وأولى الناس
بحسن الكلام و المعاملة هم الوالدان فرضا الأم والأب يقترب برضا الرب ,
قال عليه الصلاة والسلام : (( رضا الرب في رضا الوالد وسخط الرب في
سخط الوالد )) رواه الترمذي . فرضا الوالدين قرين
التوحيد وآية الوفاء لما سلف من عطائهم المبرور
, ولهذا على كل مسلم أن يؤمن بحق الوالدين عليه وواجب برهما , وطاعتهما ,
والإحسان إليهما , وقرن ذلك بحقه تعالى الواجب له من عبادته وحده دون
غيره , قال عز وجل :
(( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا 23)) ( الإسراء ) .
م / عمر بن إدريس الرماش ــ المغرب
المصدر / نقلاً من مجلة المجتمع
نسأل الله سبحانه وتعالى أن نكون ممن
يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأن يعلمنا ما
ينفعنا وينفعنا بما علمنا .
هدف المؤمن الأسمى في الدنيا والآخرة نيل رضا الله
الله عن أقواله وأفعاله وتحقيق هذا المسعى النبيل ليس
بالأمر الهين بل لابد من ترويض النفس على معرفة حقيقة الرضا , وتطبيقها على أرض
الواقع , والإيمان بالله ربا وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم
رسولاً إعتقاداً وقولاً , وفعلاً .
فالرضا بالله يتضمن الرضا بإلهيته ومعيته وحده , والخوف منه والإنابه إليه ,
وعبادته والإخلاص في ذلك , ورضا العبد , بربوبية الله يتضمن الرضا بتدبيره
وإفراده بالتوكل عليه والإستعانة , الثقة والإعتماد , والرضا بقضائه وقدره .
والرضا بنبي الله صلى الله عليه وسلم يتضمن
كمال الانقياد له , والتسليم المطلق إليه .
وأما الرضا بدين الله : فإذا جاء الدين بأمر , أو نهي , أو حكم, رضي العبد كل الرضا ,
ولم يبق في قلبه حرج ولو كان مخالفاً لهوى نفسه , أو من يقلدهم .
ومن جمع في قلبه هذه الثلاثة جمع في قلبه إيماناً
حياً حلو الطعم المذاق , قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : (( ذاق طعم الإيمان , من رضي الله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمداً رسولاً ))
أخرجه مسلم في صحيحه .
إن كمال الرضا لا يتم إلا برضا العبد عن قضاء الله وحكمه , والرضا بحكم الله وشرعه أمر واجب وهو
شرط في الإيمان , قال تعالى : ((فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في
أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما 65)) ( النساء )
** والرضا بقضاء الله بحكم وقضائه ثلاثة أنواع ـــ كما بين
ذلك ابن القيم رحمه الله ــ وهي :
قضاء الله فيما يحبه الإنسان وقضاء الله فيما يخالف محبة العبد ومراده كالمرض ,
والابتلاء , والفقر ثم القضاء الجاري بما يكرهه الله شرعاً ولكنه يقضي بوجوده قدراً
كالأفعال والأقوال والأحوال المحرمه .
وبهذا فإن الرضا يكون في القلب أصلاً , ويعبر عنه اللسان ثم تأتي الأعمال لتكون برهاناً عن
توجه القلب , وصدق اللسان . ولابد لهذا الرضا من ترجمة عملية تثبت صدق الإنسان في دعوى
الرضا بالله , وبدينه , وبنبيه صلى الله عليه وسلم .
وقد كان أنبياء الله ــ عليهم السلام ـــ قدوة حسنة في هذا المجال , كما كان إمام الأنبياء
محمد صلى الله عليه وسلم , وأصحابه يسارعون في رضوان الله , قال الله عز وجل في كتابه الكريم
: ((محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا
يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة
ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ
بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما29 )) ( الفتح )
قال ابن كثير في تفسيره : (( وصفهم بكثرة العمل , وكثرة الصلاة , وهي خير وهي خير الأعمال ,
ووصفهم بالإخلاص فيها لله عزوجل والاحتساب عند الله جزيل الثواب وهو الجنة المشتملة على
فضل الله وسعة الرزق عليهم ورضاه تعالى عنهم ))
** وقد أرشد الرسول صلى الله عليه وسلم أمته إلى كيفية تحقيق
رضا الله في كل شيء :
ففي العقيدة بين لهم الأساس الذي يرتضي به إيمان
العبد واعتقاده فقال : (( إن الله يرضى لكم ثلاثاً ويكره لكم ثلاثاً : فيرضى لكم أن تعبدوه
ولا تشركوا به شيئاً , وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا , ويكره
لكم : قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال ))
رواه أحمد في مسنده وأخرجه مالك في الجامع .
**وفي العبادات العملية بين الرسول صلى الله عليه وسلم , كيفية إرضا الله تعالى
عن طريق أداء الفرائض والإخلاص فيها كالصلاة والصيام , والذكر والجهاد
قال عليه الصلاة والسلام عن الصلاة : (( الوقت الأول من الصلاة رضوان الله والوقت
الآخر عفوالله )) رواه الترمذي في سننه .
وقال عن الصيام : (( قال ربكم عز وجل : عبدي ترك
شهوته وطعامه وشرابه ابتغاء مرضاتي والصوم لي وأنا أجزي به ))
رواه البخاري ومسلم وأخرجه أحمد .
**وفي العبادات القلبية أكد الرسول صلى الله عليهوسلم أن رضا الله يجتلب بأحوال
في داخل القلب تعبر عن امتنان المؤمن لربه على السراء , وإن قلت ,
وتركه الجزع على الضراء , وإن عظمت , قال عليه الصلاة والسلام :
(( إن الله يرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمدة عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها ))
رواه مسلم في صحيحة وأخرجه أحمد والترمذي .
** وفي المعاملات دل الرسول صلى الله عليه وسلم
على أن رضا الله يدرك بكلمة حسنة يلقدها المؤمن على أخيه المؤمن فتدل على حسن
أخلاقه ومعاملاته , قال
عليه الصلاة والسلام : (( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه
الله بها درجات )) رواه البخاري في صحيحة و مسلم . وأولى الناس
بحسن الكلام و المعاملة هم الوالدان فرضا الأم والأب يقترب برضا الرب ,
قال عليه الصلاة والسلام : (( رضا الرب في رضا الوالد وسخط الرب في
سخط الوالد )) رواه الترمذي . فرضا الوالدين قرين
التوحيد وآية الوفاء لما سلف من عطائهم المبرور
, ولهذا على كل مسلم أن يؤمن بحق الوالدين عليه وواجب برهما , وطاعتهما ,
والإحسان إليهما , وقرن ذلك بحقه تعالى الواجب له من عبادته وحده دون
غيره , قال عز وجل :
(( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا 23)) ( الإسراء ) .
م / عمر بن إدريس الرماش ــ المغرب
المصدر / نقلاً من مجلة المجتمع
نسأل الله سبحانه وتعالى أن نكون ممن
يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأن يعلمنا ما
ينفعنا وينفعنا بما علمنا .
__________________
"وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ"
(((( اثمنى ان ينال موضوعي اعجابكم))))
(((وان الرسالة التي يتضمنه الموضوع وشكرا)))