بسم الله الرحمن الرحيم
حكم جعل أصوات العصافير والرياح والموسيقى خلفية لتلاوة القرآن
حكم جعل أصوات العصافير والرياح والموسيقى خلفية لتلاوة القرآن
السؤال : نرجو
التفصيل في المسائل التالية ، جزاكم الله عنا خير الجزاء : 1 - ما حكم دمج
صوت التلبية مثلاً (لبيك اللهم لبيك) مع تلاوة القرآن الكريم وهل هذا جائز؟
2 - ما حكم دمج المؤثرات الصوتية الطبيعية كأصوات الرياح والرعد وأصوات
الطبيعة كأصوات العصافير مع تسجيلات تلاوة القرآن الكريم؟ 3 - أرجو منكم
الرد على ما يقوم به البعض هداهم الله من أهل التصوف من دمج الموسيقى مع
تسجيلات القرآن الكريم؟
الجواب :
الحمد لله
أولاً :
الذي
يظهر ـ والله أعلم ـ أن دمج صوت التلبية أو صوت الرياح والرعد والعصافير
مع تلاوة القرآن الكريم ، أقل أحواله الكراهة ؛ لأن القرآن كلام الله ،
فشأنه عظيم ، وأمره كبير ، وهو أجلّ من أن يجعل معه غيره ، وقد أمر الله
بالإنصات إليه ، وتدبر آياته ، فقال تعالى : (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ
فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) الأعراف/204 ،
وقال سبحانه : (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا
آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) ص/29 ، وقال عز وجل :
(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)
محمد/24 .
قال النووي رحمه الله في "التبيان في آداب حملة القرآن" (92) :
"ومما
يُعْتنى به ويتأكد الأمر به : احترام القرآن من أمور قد يتساهل فيها بعض
الغافلين القارئين مجتمعين ، فمن ذلك : اجتناب الضحك واللغط والحديث في
خلال القراءة ، إلا كلاما يضطر إليه ، وليمتثل قول الله تعالى : (وَإِذَا
قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ
تُرْحَمُونَ) وليقتد بما رواه ابن أبي داود عن ابن عمر رضي الله عنهما :
(أنه كان إذا قُرئ القرآنُ لا يتكلم حتى يُفرَغَ منه)" انتهى .
وهذه
الأصوات والمؤثرات إن كان المقصود بها زيادة التحسين والتطريب ، فهذا ليس
من المقاصد المعتبرة ، وكم أشغل هذا التحسين عن التدبر والتأمل والاتعاظ .
وإن
كان المقصود هو جعل خلفية " تصويرية " تعين على التدبر - بزعمهم - فهذا مع
منافاته لما ينبغي من تعظيم القرآن والإنصات إليه ، فيه إشكال آخر من جهة
أن بعضهم يصوّر الأمور الغيبية التي لا يمكن تصوّرها فضلا عن تصويرها صوتيا
أو مرئيا ، وذلك كجعل بعضهم صوت العصافير عند ذكر الجنة ، ومعلوم أن الجنة
فيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، فصوت طيور
الجنة في الجنة غيبٌ لا نعلم صفته ولا مقدار حسنه وجماله ، ولا يمكن تمثيله
بأصواتها في الدنيا ، وقد قال ابن عباس رضي الله عنه : "ليس في الجنة شيء
مما في الدنيا إلا الأسماء" رواه الضياء في المختارة ، وصححه الألباني في
صحيح الجامع برقم (5410) ، وأورده في السلسلة الصحيحة (5/187) بلفظ : "ليس
في الجنة شيء يشبه (ما) في الدنيا إلا الأسماء" .
وبالجملة : فالقرآن ينبغي أن ينزه عن هذه الأصوات المصاحبة لأن شأنه أعظم من ذلك .
ثانيا :
يحرم استعمال الموسيقى وسماعها لأدلة سبق بيانها في جواب السؤال رقم : (5000) .
وأما
جعلها مع القرآن فهذا منكر عظيم شنيع ، لا يستريب أحد في تحريمه ومنعه ،
ولا نظن أن يقدم عليه رجل يخاف الله تعالى ، إذ كيف يُجعل كلام الله
كالغناء الذي تصحبه الآلات ، وكيف يتلى أشرف الكلام على مزامير الشيطان ،
نسأل الله العافية .
وفي "الفتاوى الهندية" (2/267) : "إذا قرأ القرآن على ضرب الدف والقصب فقد كفر" انتهى.
قال
أبو بكر الحصني الشافعي في كتابه "كفاية الأخيار" (ص 494) : "وأما الكفر
بالفعل فكالسجود للصنم والشمس والقمر ، وإلقاء المصحف في القاذورات ،
والسحر الذي فيه عبادة الشمس ، وكذا الذبح للأصنام والسخرية باسم من أسماء
الله تعالى أو بأمره أو وعيده أو قراءة القرآن على ضرب الدف" انتهى .
وسبب ذلك ـ والله أعلم ـ : أن قراءة القرآن الذي هو كلام الله على أصوات الموسيقى إهانة للقرآن ، وإهانة القرآن كفر .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
التفصيل في المسائل التالية ، جزاكم الله عنا خير الجزاء : 1 - ما حكم دمج
صوت التلبية مثلاً (لبيك اللهم لبيك) مع تلاوة القرآن الكريم وهل هذا جائز؟
2 - ما حكم دمج المؤثرات الصوتية الطبيعية كأصوات الرياح والرعد وأصوات
الطبيعة كأصوات العصافير مع تسجيلات تلاوة القرآن الكريم؟ 3 - أرجو منكم
الرد على ما يقوم به البعض هداهم الله من أهل التصوف من دمج الموسيقى مع
تسجيلات القرآن الكريم؟
الجواب :
الحمد لله
أولاً :
الذي
يظهر ـ والله أعلم ـ أن دمج صوت التلبية أو صوت الرياح والرعد والعصافير
مع تلاوة القرآن الكريم ، أقل أحواله الكراهة ؛ لأن القرآن كلام الله ،
فشأنه عظيم ، وأمره كبير ، وهو أجلّ من أن يجعل معه غيره ، وقد أمر الله
بالإنصات إليه ، وتدبر آياته ، فقال تعالى : (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ
فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) الأعراف/204 ،
وقال سبحانه : (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا
آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) ص/29 ، وقال عز وجل :
(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)
محمد/24 .
قال النووي رحمه الله في "التبيان في آداب حملة القرآن" (92) :
"ومما
يُعْتنى به ويتأكد الأمر به : احترام القرآن من أمور قد يتساهل فيها بعض
الغافلين القارئين مجتمعين ، فمن ذلك : اجتناب الضحك واللغط والحديث في
خلال القراءة ، إلا كلاما يضطر إليه ، وليمتثل قول الله تعالى : (وَإِذَا
قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ
تُرْحَمُونَ) وليقتد بما رواه ابن أبي داود عن ابن عمر رضي الله عنهما :
(أنه كان إذا قُرئ القرآنُ لا يتكلم حتى يُفرَغَ منه)" انتهى .
وهذه
الأصوات والمؤثرات إن كان المقصود بها زيادة التحسين والتطريب ، فهذا ليس
من المقاصد المعتبرة ، وكم أشغل هذا التحسين عن التدبر والتأمل والاتعاظ .
وإن
كان المقصود هو جعل خلفية " تصويرية " تعين على التدبر - بزعمهم - فهذا مع
منافاته لما ينبغي من تعظيم القرآن والإنصات إليه ، فيه إشكال آخر من جهة
أن بعضهم يصوّر الأمور الغيبية التي لا يمكن تصوّرها فضلا عن تصويرها صوتيا
أو مرئيا ، وذلك كجعل بعضهم صوت العصافير عند ذكر الجنة ، ومعلوم أن الجنة
فيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، فصوت طيور
الجنة في الجنة غيبٌ لا نعلم صفته ولا مقدار حسنه وجماله ، ولا يمكن تمثيله
بأصواتها في الدنيا ، وقد قال ابن عباس رضي الله عنه : "ليس في الجنة شيء
مما في الدنيا إلا الأسماء" رواه الضياء في المختارة ، وصححه الألباني في
صحيح الجامع برقم (5410) ، وأورده في السلسلة الصحيحة (5/187) بلفظ : "ليس
في الجنة شيء يشبه (ما) في الدنيا إلا الأسماء" .
وبالجملة : فالقرآن ينبغي أن ينزه عن هذه الأصوات المصاحبة لأن شأنه أعظم من ذلك .
ثانيا :
يحرم استعمال الموسيقى وسماعها لأدلة سبق بيانها في جواب السؤال رقم : (5000) .
وأما
جعلها مع القرآن فهذا منكر عظيم شنيع ، لا يستريب أحد في تحريمه ومنعه ،
ولا نظن أن يقدم عليه رجل يخاف الله تعالى ، إذ كيف يُجعل كلام الله
كالغناء الذي تصحبه الآلات ، وكيف يتلى أشرف الكلام على مزامير الشيطان ،
نسأل الله العافية .
وفي "الفتاوى الهندية" (2/267) : "إذا قرأ القرآن على ضرب الدف والقصب فقد كفر" انتهى.
قال
أبو بكر الحصني الشافعي في كتابه "كفاية الأخيار" (ص 494) : "وأما الكفر
بالفعل فكالسجود للصنم والشمس والقمر ، وإلقاء المصحف في القاذورات ،
والسحر الذي فيه عبادة الشمس ، وكذا الذبح للأصنام والسخرية باسم من أسماء
الله تعالى أو بأمره أو وعيده أو قراءة القرآن على ضرب الدف" انتهى .
وسبب ذلك ـ والله أعلم ـ : أن قراءة القرآن الذي هو كلام الله على أصوات الموسيقى إهانة للقرآن ، وإهانة القرآن كفر .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب