تمكن الأرجنتيني كلاوديو بورجي المدير الفني للمنتخب التشيلي لكرة
القدم الأسبوع الماضي من طرد شبح سلفه ومواطنه مارسيلو بييلسا ، قبل دخول
الفريق معترك التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2014 بمواجهة الأرجنتين في
أكتوبر المقبل.
وكسب المدرب ثقة الجماهير والصحفيين ، عقب الخروج من دور الثمانية لبطولة
كوبا أمريكا على يد فنزويلا ، بعد التعادل 1/1 يوم الأربعاء الماضي وديا
على أرض فرنسا ، التي لم تخسر خلال آخر عشر مباريات لها.
وقال المدرب "تشيلي كانت في جميع الأنحاء ، في وجود ثلاثة لاعبين في العمق
واثنين على الطرفين وصانع لعب. تشيلي لعبت أمام منتخب كبير. هذا الأداء
يؤكد لنا مرة أخرى أن ما حدث أمام فنزويلا كان عارضا".
لكن بورجي ، الذي تعرض لانتقادات أيضا لقيامه بتفضيل اللاعبين المتعاقدين
مع وكيل أعماله السابق فيرناندو فليسيفيتش ، اختار التعامل بعقلانية مع تلك
الأحداث ولاسيما مع مشكلات التهديف.
وقال إن إحراز الأهداف "شاق على الجميع".
لكن مشكلات مركز رأس الحربة قائمة منذ عهد بييلسا ، عندما بدأت الإصابات تتوالى على أومبرتو سوازو المهاجم الأساسي.
وأكمل المهاجم تعافيه من إحدى الإصابات في مونديال جنوب أفريقيا 2010 ، وهو
ما تكرر في كوبا أمريكا. ورغم أن تشيلي عادة ما تلوح لها عشر فرص في كل
مباراة ، لا تتمكن من إحراز أكثر من هدفين.
والرجل الوحيد الذي يحظى بثقة الجميع لتعويض غيابه هو موريسيو بونيا، لكن الإصابات التي تطارده منذ 2010 لم تتح له حتى فرصة اللعب.
وإذا ما تجاوز بونيا تلك الإصابات ، ستكسب تشيلي حلا هجوميا لا تملكه حاليا
وهو ضربات الرأس. ففي الوقت الحالي يملك التشيليون أقل معدل أطوال بين
منتخبات أمريكا الجنوبية. وهو ما حدث أيضا في مونديال جنوب أفريقيا.
أما المشكلة الأخرى لبورجي ، الذي يواجه انتقادات دائمة بعدم التدريب على
المواقف الدفاعية ، فهي الرقابة. وبما أن تشيلي تركز على الهجوم ، عادة ما
تأتيها المشكلات من تعرض الفريق للهجمات المرتدة.
ويتفق العديد من اللاعبين السابقين مع ذلك ، لكن ربما كان الأقدر على
الحديث عن الأمر المدرب خوسيه سولانتاي ، الذي اكتشف هذا الجيل من اللاعبين
وقادهم إلى المركز الثالث في كأس العالم للشباب تحت 20 عاما في كندا عام
2007 .
ويقول سولانتاي "لابد من تحسين الدفاع. هذا الخطأ يتسبب لي في قلق كبير".
لكنه أوضح أيضا أن الأرجنتين ستكون منافسا أصعب من فرنسا ، حيث يقول المدرب المعتزل "الأرجنتينيون أكثر سرعة في الهجوم".
لكن الثقة تعود عند النظر إلى نقاط القوة في الفريق.
فمنتخب تشيلي يتمتع بلمسة جمالية وقدرة على تعويض التأخر في النتيجة دون
إفشال خطة اللعب ، كما فعل في مباريات أوروجواي والمكسيك وبيرو مؤخرا ، بل
وفي لقاء فرنسا.
أما نقطة القوة الأخرى فهي عودة صانعي اللعب خورخي فالديفيا وماتياس
فيرنانديز إلى مستواهما ، خاصة وأن بورجي قد درب الأخير وهو بعد ناشئ في
كولو كولو عام 2006 .
وتولي الجماهير التشيلية ثقة كبيرة بفالديفيا على وجه الخصوص ، وهو اللاعب الذي اختير يوما كأفضل صانع لعب في الدوري البرازيلي.
ويؤيد بورجي هذا الرأي قبل استهلال التصفيات المونديالية بالحلول ضيفا على
الأرجنتين "فالديفيا يقوم بأشياء لا يمكن لآخرين القيام بها ، المرء يستمتع
برؤيته يلعب ، الأمر الذي يمثل ميزة بالنسبة لنا".