عن المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما أكل أحد طعاما خيرا من أن يأكل من عمل يديه ، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده رواه البخاري .
الشرح
قال المؤلف - رحمه الله تعالى - : باب جواز الأخذ من غير مسألة ولا تطلع إليه . يعني أن الإنسان لا ينبغي له أن يعلق نفسه بالمال فيتطلع إليه أو يسأل لأن ذلك يؤدي إلى ألا يكون له هم إلا الدنيا والإنسان إنما خلق في الدنيا من أجل الآخرة ، قال تعالى : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ وقال تعالى : بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ، وَالآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى فلا ينبغي للإنسان أن يعلق نفسه بالمال أو يهتم به إن جاءه من غير تعب ولا سؤال ولا استشراف نفس فيقبله وإلا فلا ثم ذكر حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعطيه العطاء فيقول : أعطه من هو أفقر مني فيقول له الرسول عليه الصلاة والسلام خذه إذا جاءك من هذا المال شيء وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه فتموله فإن شئت كله ، وإن شئت تصدق به وما لها فلا تتبعه نفسك . فكان ابن عمر رضي الله عنهما لا يسأل أحدا شيئا ، وإذا جاءه شيء من غير سؤال قبله وهذا غاية ما يكون من الأدب ألا تذل نفسك بالسؤال ولا تستشرف للمال وتعلق قلبك به . وإذا أعطاك أحد شيئا فاقبله لأن رد العطية والهدية قد يحمل من أعطاك على كراهيتك فيقول : هذا الرجل مستكبر هذا الرجل متغطرس وما أشبه ذلك . فالذي ينبغي أن من أعطاك بغير مسألة تقبل منه إلا إذا كان الإنسان يخشى ممن أعطاه أن يمن به عليه في المستقبل فيقول : أنا أعطيتك أنا فعلت معك كذا وكذا وما أشبه ذلك فهنا يرده لأنه إذا خشي أن يقطع المعطي رقبته بالمنة وما أشبه ذلك فليحم نفسه من هذا . ثم ذكر المؤلف باب الحث على الأكل من عمل يده وذكر الآيات والأحاديث التي تبين فضيلة أن يأكل الإنسان من عمل يده ويتعفف عن السؤال ، وأن يكتسب ويتجر . فذكر قول الله تعالى : هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا أي في أنحائها : وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ أي ابتغوا الرزق من فضل الله عز وجل . وقال الله تعالى : فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاَةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ولكن لا ينسيك ابتغاؤك من فضل الله ذكر ربك ولهذا قال : وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ثم ذكر - رحمه الله - ما ثبت في صحيح البخاري أن داود عليه السلام كان يأكل من كسب يده وكان داود يصنع الدروع كما قال تعالى : وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ فكان حدادا أما زكريا فكان نجارا يعمل ويأخذ الأجرة على ذلك . وهذا يدل على أن العمل والمهنة ليست نقصا لأن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كانوا يمارسونها ولا شك أن هذا خير من سؤال الناس حتى أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : لأن يأخذ أحدكم حزمة من حطب على ظهره فيبيعها يعني ويأخذ ما كسب منها : خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه ولا شك أن هذا هو الخلق النبيل ألا يخضع الإنسان لأحد ولا يذل له بل يأكل من كسب يده من تجارته أو صناعته أو حرثه قال تعالى : وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللهِ .
الشرح
قال المؤلف - رحمه الله تعالى - : باب جواز الأخذ من غير مسألة ولا تطلع إليه . يعني أن الإنسان لا ينبغي له أن يعلق نفسه بالمال فيتطلع إليه أو يسأل لأن ذلك يؤدي إلى ألا يكون له هم إلا الدنيا والإنسان إنما خلق في الدنيا من أجل الآخرة ، قال تعالى : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ وقال تعالى : بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ، وَالآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى فلا ينبغي للإنسان أن يعلق نفسه بالمال أو يهتم به إن جاءه من غير تعب ولا سؤال ولا استشراف نفس فيقبله وإلا فلا ثم ذكر حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعطيه العطاء فيقول : أعطه من هو أفقر مني فيقول له الرسول عليه الصلاة والسلام خذه إذا جاءك من هذا المال شيء وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه فتموله فإن شئت كله ، وإن شئت تصدق به وما لها فلا تتبعه نفسك . فكان ابن عمر رضي الله عنهما لا يسأل أحدا شيئا ، وإذا جاءه شيء من غير سؤال قبله وهذا غاية ما يكون من الأدب ألا تذل نفسك بالسؤال ولا تستشرف للمال وتعلق قلبك به . وإذا أعطاك أحد شيئا فاقبله لأن رد العطية والهدية قد يحمل من أعطاك على كراهيتك فيقول : هذا الرجل مستكبر هذا الرجل متغطرس وما أشبه ذلك . فالذي ينبغي أن من أعطاك بغير مسألة تقبل منه إلا إذا كان الإنسان يخشى ممن أعطاه أن يمن به عليه في المستقبل فيقول : أنا أعطيتك أنا فعلت معك كذا وكذا وما أشبه ذلك فهنا يرده لأنه إذا خشي أن يقطع المعطي رقبته بالمنة وما أشبه ذلك فليحم نفسه من هذا . ثم ذكر المؤلف باب الحث على الأكل من عمل يده وذكر الآيات والأحاديث التي تبين فضيلة أن يأكل الإنسان من عمل يده ويتعفف عن السؤال ، وأن يكتسب ويتجر . فذكر قول الله تعالى : هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا أي في أنحائها : وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ أي ابتغوا الرزق من فضل الله عز وجل . وقال الله تعالى : فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاَةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ولكن لا ينسيك ابتغاؤك من فضل الله ذكر ربك ولهذا قال : وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ثم ذكر - رحمه الله - ما ثبت في صحيح البخاري أن داود عليه السلام كان يأكل من كسب يده وكان داود يصنع الدروع كما قال تعالى : وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ فكان حدادا أما زكريا فكان نجارا يعمل ويأخذ الأجرة على ذلك . وهذا يدل على أن العمل والمهنة ليست نقصا لأن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كانوا يمارسونها ولا شك أن هذا خير من سؤال الناس حتى أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : لأن يأخذ أحدكم حزمة من حطب على ظهره فيبيعها يعني ويأخذ ما كسب منها : خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه ولا شك أن هذا هو الخلق النبيل ألا يخضع الإنسان لأحد ولا يذل له بل يأكل من كسب يده من تجارته أو صناعته أو حرثه قال تعالى : وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللهِ .