لبعض يختم القرآن الكريم أكثر من مرة، ربما عشر مرات باعتبار ختمة كل ثلاث ليال، فأيهما أفضل ختمه مرة أو مرتين مع التدبر أم العبرة بالكم؟قراءة القرآن الكريم من أجل القربات التي تشرع للمؤمنين في شهر رمضان المبارك، ولا غرو فإنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن، قال الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة:185].
ولقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يختم القرآن في رمضان كل عام مرة، فختمه في العام الذي قبض فيه مرتين، روى البخاري (4998) من طريق أبي صالح عن أبي هريرة قال: "كان جبريل عليه السلام يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه".
فينبغي للمؤمنين أن يجتهدوا في قراءة القرآن، ولو مرة، إتباعا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وتأسياً بما كان عليه عمل سلف الأمة وخيارها، فلقد كان لهم في رمضان مزيد عناية بكتاب الله قراءةً وتدبراً، ومما جاء في ذلك أن الزهري كان إذا دخل رمضان قال: فإنما هو تلاوة القرآن، وإطعام الطعام. وكان مالك إذا دخل رمضان ترك قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف، وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على تلاوة القرآن.
ومما ينبغي التنبه له أن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة الأخيار كانت قراءة تدبر فلم تكن هذاً كهذ الشعر ولا نثراً كنثر الدقل، بل وقوفاً عند عجائب القرآن وتدبراً لآياته وبذلك تتحقق الغاية المقصودة من إنزال الكتاب قال الله تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [صّ:29].
روى الإمام البخاري و مسلم أن رجلا يقال له نهيك بن سنان جاء إلى عبد الله بن مسعود، فقال: يا أبا عبد الرحمن إني لأقرأ المفصل في ركعة. فقال عبد الله: هذاً كهذ الشعر، إن أقواما يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع. وفي رواية أحمد أن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ قال له: هذا مثل هذ الشعر أو نثرا مثل نثر الدقل إنما فصل لتفصلوا.
قال ابن العربي: في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً} [الفرقان:73]. قال علماؤنا: يعني الذين إذا قرءوا القرآن قرءوه بقلوبهم قراءة فهم وتثبت، ولم ينثروه نثر الدقل; فإن المرور عليه بغير فهم ولا تثبت صمم وعمى عن معاينة وعيده ووعده.
وقال عبد الرحمن بن أبي ليلى: دخلت علي امرأة، وأنا أقرأ سورة هود. فقالت: يا عبد الرحمن هكذا تقرأ سورة هود؟! والله إني فيها منذ ستة أشهر، وما فرغت من قراءتها.
قال ابن القيم: فلا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر. وقال أيضاً: فقراءة آية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم وأنفع للقلب وأدعى إلى حصول الإيمان وذوق حلاوة القرآن وهذه كانت عادة السلف يردد أحدهم الآية إلى الصباح.
فأوصي إخواني وأخواتي بالاجتهاد في الجمع بين كثرة القراءة وتدبر القرآن ليدركوا الخير بأطرافه.
ولقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يختم القرآن في رمضان كل عام مرة، فختمه في العام الذي قبض فيه مرتين، روى البخاري (4998) من طريق أبي صالح عن أبي هريرة قال: "كان جبريل عليه السلام يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه".
فينبغي للمؤمنين أن يجتهدوا في قراءة القرآن، ولو مرة، إتباعا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وتأسياً بما كان عليه عمل سلف الأمة وخيارها، فلقد كان لهم في رمضان مزيد عناية بكتاب الله قراءةً وتدبراً، ومما جاء في ذلك أن الزهري كان إذا دخل رمضان قال: فإنما هو تلاوة القرآن، وإطعام الطعام. وكان مالك إذا دخل رمضان ترك قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف، وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على تلاوة القرآن.
ومما ينبغي التنبه له أن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة الأخيار كانت قراءة تدبر فلم تكن هذاً كهذ الشعر ولا نثراً كنثر الدقل، بل وقوفاً عند عجائب القرآن وتدبراً لآياته وبذلك تتحقق الغاية المقصودة من إنزال الكتاب قال الله تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [صّ:29].
روى الإمام البخاري و مسلم أن رجلا يقال له نهيك بن سنان جاء إلى عبد الله بن مسعود، فقال: يا أبا عبد الرحمن إني لأقرأ المفصل في ركعة. فقال عبد الله: هذاً كهذ الشعر، إن أقواما يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع. وفي رواية أحمد أن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ قال له: هذا مثل هذ الشعر أو نثرا مثل نثر الدقل إنما فصل لتفصلوا.
قال ابن العربي: في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً} [الفرقان:73]. قال علماؤنا: يعني الذين إذا قرءوا القرآن قرءوه بقلوبهم قراءة فهم وتثبت، ولم ينثروه نثر الدقل; فإن المرور عليه بغير فهم ولا تثبت صمم وعمى عن معاينة وعيده ووعده.
وقال عبد الرحمن بن أبي ليلى: دخلت علي امرأة، وأنا أقرأ سورة هود. فقالت: يا عبد الرحمن هكذا تقرأ سورة هود؟! والله إني فيها منذ ستة أشهر، وما فرغت من قراءتها.
قال ابن القيم: فلا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر. وقال أيضاً: فقراءة آية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم وأنفع للقلب وأدعى إلى حصول الإيمان وذوق حلاوة القرآن وهذه كانت عادة السلف يردد أحدهم الآية إلى الصباح.
فأوصي إخواني وأخواتي بالاجتهاد في الجمع بين كثرة القراءة وتدبر القرآن ليدركوا الخير بأطرافه.