قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم" وستفترق أمتي على ثلاثٍ وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قيل وما تلك الواحدة قال ما أنا عليه اليوم وأصحابي" .
فوضح لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الأمة سيكون فيها فرق كلها بعيدةً عن الصواب مبتعدة عن منهاج النبوة إلا فرقةً واحدة , فقال الصحابةُ من هم يا رسول الله صلى الله عليه وسلم – صفهم لنا وكيف هو حالهم - فقال لهم " ما أنا عليه اليوم وأصحابي" هذا هو حالهم وهذه هي صفاتهم , هم يقتدون بي ويتمسكون بسُنتي ويعيشون على طريقتي أنا وأصحابي , وهذا هو مفهوم السلفية , ومن المعلوم أن السلفية هي إتباع القرآن الكريم والسنة والمطهرة بفهم الصحابة لأنهم تلامذة الرسول صلى الله عليه وسلم ولأن الله قال عنهم " وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)" سورة التوبة .
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " عليكم بسُنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي " وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله عليهم .
وأما عن السلفية فهي نسبة إلى السلف الصالح , فمنهجنا هو منهج السلف ليس منهجاً جديداً ولا بدعةً ولا اجتهاداً ولكن هو السير على خُطى من سلفنا وسبقنا وقد قام العلماء بتحديد الذين نتبعهم من السلف فقالوا : السلف الصالح هم الصحابة ومن تبعهم من القرون الثلاثة الأولى أى أول ثلاث قرون بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ثم من تبعهم بإحسان دون أن يزيد أو ينقص .
وقد أمر الله ُ نبيه بأن يكون سلفياً أى يتبع أسلافه من الأنبياء والرسل فقال " أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ " 90 سورة الأنعام
وعلى ما ذكرناه فالسلفية ليست حزباً ولا جماعة ولا هيئة ولا منظمة بل هي الفهم الصحيح للكتاب والسنة , كتاب الله على مراد الله وسنة رسول الله على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم , فليس لها قائد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولعلنا نعيش معك الآن تجربة صغير
فلو أردت أنت أن تلتزم بتعاليم الإسلام وقلت لن أنضم لأي جماعة دينية أو لأي حزبٍ أو فكرٍ أو تيارٍ , ثم نظرتَ إلى الكتاب والسنةِ فوجدت على سبيل المثال وجدت قول الله تعالى " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ " (6) سورة لقمان , فلم تفهم المراد من كلمة لهو الحديث لأنه لا يوجد شرح لها فى الآية ثم وجدتَ ابن مسعود صاحب النبي يقول في قول الله تعالى: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ } يقول: هو والله الغناء , فإنك لن تَشك لحظة فى أن هذا هو المقصود طالما أن الصحابة فهموا الآية بهذا الفهم وجاء ذلك إلينا بسند صحيح , وبعد أن تسمع هذا فأنت الآن تريد أن تلتزم بأمر الله فستترك الغناء وتنصح أهلك بتركه لأنه حرام .
ثم على سبيل المثال لما تسمع قول عبد الله بن عمر يقول كما جاء فى حديث مسلم , يقول " أمرنا رسول الله بإعفاء اللحية وحف الشارب" فإنك ولابد ستسعي إلى طاعة الله ورسوله لأن الله يقول "وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا " فستترك لحيتك وتنصح إخوانك بإعفاء اللحية .
ثم على سبيل المثال أيضاً تجلس في بيتك وتصمم على عدم الاختلاط بالتيارات الإسلامية ولا بالجماعات الدينية ولا بالفكر الأصولي ثم تسمع قول الله تعالى للنبي " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59) " سورة الأحزاب
ثم تسمع قول أبن عباس وقتادة : ذلك أن تلويه فوق الجبين وتشده، ثم تعطفه على الأنف، وإن ظهرت عيناها لكنه يستر الصدر ومعظم الوجه.
فستعلم أن النقاب من دين الإسلام العظيم وحض عليه الشرع , ولأنك رجل مسلم مطيع لله ولرسوله وتفهم كلام الله وكلام رسوله كما فهمه الصحابة الكرام فستنصح زوجتك وابنتك وأمك بالنقاب وتدعوا الناس إلى هذه الفضيلة سواءً كانت فرضاً أو سنة .
ثم أنظر الآن لنفسك في المرآة فستجد نفسك ملتحي وزوجتك وابنتك منتقبات و ستجد نفسك تنزعج عند سماع الغناء وهذه الصفات إذا اجتمعت في شخص يقول عنه الإعلام المصري بل والإعلام العالمي أنه سلفي أصولي متشدد متطرف يجب الحذر منه !!!!!! , مع أنك في بيتك ! لم تلتق برجلٍ سلفي يقوم بعمل غسيل مخ لك أو يجندك في جماعة أو يدعوك إلى تيارٍ منظم ! ولكن فقط أنت نظرت في القرآن الكريم والسنة المطهرة بفهم الصحابة .
وأريد أن أوضح شيئاً أنني اخترتُ النقاب واللحية و الغناء كأمثلةٍ مع أن هذه الأشياء ليست من أركان الإسلام ولا تفصل بين المسلم والكافر , و لكن لأنها الصفات التي يهاجمها الإعلام, ولم أقل أن غير الملتحي ليس متديناً ولم أقل غير المنتقبة ليست متدينة ولكن هذه الصفات الظاهرة أصبحت شعاراً أو رايةً في هذه الأيام يهاجم الإعلام الفاسد كل من أتصف بها ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وأما عن السلفية اليوم فهي كما قلنا ليست حزباً ولا جماعة , وهناك أمر هام وهو أن الشيوخ والعلماء ليسوا حجةً على الدين بل الدين حجة على أي أحد فلو أخطأ الشيخ فلان أو الشيخ فلان فليسوا بحجة و هذا الخطأ لا يعيبُ في الإسلام بل يجعلك تعلم علم اليقين أن دين اللهِ محفوظ لأننا لم نقبل كلاماً من شيخٍ مهما كان فضله وعلمه إذا لم يأت بدليلٍ من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة , وهذا من كمال المنهج السلفي .
وفى هذه الأيام يدور فى أذهان الناس سؤالاً نريد توضيحه وهو لماذا يريد المسلمون - أو السلفيون - إقامة دولة دينية تحكم بشرع الله ؟!
و الإجابة على هذا السؤال كما تعودنا لا تكون إلا من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقد قال تعالى " وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) " سورة النور
و لأن الله قال ": { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالا بَعِيدًا وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا } [النساء: 60 ، 61] .
ولأن الله قال " إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ " سورة الأنعام (57)
والآيات كثيرة جداً في الأمر بتحكيم شرع الله في أرض الله على عباد الله .
وأما عن الأدلة من السنة المطهرة
عَنَعَائِشَةَ أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِالْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِى سَرَقَتْ فَقَالُوا مَنْ يُكَلِّمُ فِيهَارَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالُوا وَمَنْ يَجْتَرِئُعَلَيْهِ إِلاَّ أُسَامَةُ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَتَشْفَعُ فِى حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ». ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ فَقَالَ « أَيُّهَاالنَّاسُ إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَاسَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُأَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَمُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا». رواه البخاري ومسلم
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يا معشر المهاجرين ، خمس إن ابتليتم بهن ونزل فيكم أعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعملوا بها إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاعالتي لم تكن مضت في أسلافهم ، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوابالسنين وشدة المؤنة وجورالسلطان عليهم ، ولم يمنعوا الزكاة إلا منعواالقطر من السماء ، ولولا البهائم لم يمطروا ، ولم ينقضوا عهد الله وعهدرسوله إلا سلط عليهم عدوهم من غيرهم وأخذوا بعض ما كان في أيديهم ،وما لم يحكم أئمتهم بكتاب الله إلا ألقى الله بأسهم بينهم» رواه ابن ماجه فى سننه والحاكم فى المستدرك
والأحاديث كثيرة جدا بفضل الله , وعلى ما ذكرناه من أدلة من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن التحاكم إلى الله فرض واجب فرضه الله ورسوله على المسلمين فلا ينبغي محاربة من يدعو إلى تطبيق شرع الله , وأما عن الخائفين من تحكيم شرع الله فنقول لهم , أليس الله بأعلم بما يُصلح أحوالكم من أنفسكم ؟ !!!
أليس الذى خلق السماوات والأرض وخلق الشمس والقمر هو الذي شرع لنا شرعاً ووضع لنا دستوراً يُصلح لنا أحوالنا فى أى زمان وفى أي عصر؟!!
ثم لماذا يخاف الرجل الشريف العفيف النبيل من إقامة الحدود ؟!!!
ومن المعلوم أنه لا يخاف من قطع اليدين إلا السارق ولا يخاف من الجلد إلا الزاني أو شارب الخمر .... أليس كذلك ؟
فالله المستعان
واختم بكلمة وهي نصيحة لكل مسلم فأقول: كن هادئاً عادلاً ناظراً لما يُقال ويُنشر بنظارة الشريعة الإسلامية فانظر للأحداث بنظرة شرعية لأن الشرع هو شرع الله والله جل وعلا لا يضل ولا ينسى.
وأما عن الشائعات التي لا ينشرها إلا كاذب عن السلفية والسلفيين سواءً كان ينشرها إعلامي مدفوع الأجر أو كنيسةً تحارب الإسلام أو معبد يهودي يحارب الأمميين أو حتى مسلم مسكين لا يعرف السلفية والسلفيين فينقل ما يسمعه من باب التحذير فحسب , أياً كان من ينشرها فكلها كذب فى كذب , فتارة نسمع أن السلفيين سيضربون النساء غير المحجبات وتارة ينسبون إليهم تفجير كنيسةً وتارة ينسبون إليهم خطف النساء النصرانيات وإقناعهم بالإسلام تحت التهديد بالسلاح وتارة بقطع أذن لرجل نصراني - ومن الواضح لكل ذي عينين أن نسبة هذه التهم كلها للسلفيين مرتبط بالنصارى مما يدلك على مصدر الشائعات - ولم يتكتفوا بهذا بل وصل الأمر بهم إلى أنهم نسبوا إلى السلفيين بيوت الدعارة وبارات الخمر !!
فلا يشغلونك عن الطريق إلى الله بهذه القمامة تُلقى على جنبات الطريق لتشغلك عن مواصلة السير إلى الله
وكتب أبو معاذ مصطفى بن حسين
عفى الله عنه وعن والديـــه
-----------------------------
من مواضيع العضو
صدق العزيمة :: من أروع ما قيل عن العشر الأاخر
بالمقص لا بالسكين :: مقطع راااااائع للشيخ رسلان حفظه الله
الجزية فى الاسلام :: إرهاب أم رحمة لأهل الكتاب
عــارُ علينا ...فيديو رائع
لاشك أن الظلم ظلم , ولكن ...
اللهم ابرم لهذه الامه امر رشد يعز فيه اهل الطاعه ويتاب فيه على اهل المعصيه
رد مع اقتباس
إعلان
01 -04 -2011 01:34 AM #2
سحر الطبيعة
مراقبة المنتديات الإسلامية
تاريخ التسجيل
06-11-2008
المشاركات
2,617
معدل تقييم المستوى
14
رد: أنــت سلفـــــي
سئل المحدث العلامة الشيخ محمد ناصرالدين الألباني – رحمه الله :
س: لماذا التسمي بالسلفية؟ أهي دعوة حزبية أم طائفية أو مذهبية ؟ أم هي فرقة جديدة في الإسلام ؟
الجواب: إن كلمة السلف معروفة في لغة العرب وفي لغة الشرع؛ وما يهمنا هنا هو بحثها من الناحية الشرعية:
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في مرض موته للسيدة فاطمة رضي الله عنها : "فاتقي الله واصبري، ونعم السلف أنا لك" .
ويكثر استعمال العلماء لكلمة السلف، وهذا أكثر من أن يعد ويحصى، وحسبنا مثالاً واحداً وهو ما يحتجون به في محاربة البدع:
وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف.
ولكن هناك من مدعي العلم من ينكر هذه النسبة زاعماً أن لا أصل لها! فيقول: {لايجوز للمسلم أن يقول : أنا سلفي } وكأنه يقول : {لا يجوز أن يقول مسلم: أنا متبع للسلف الصالح فيما كانوا عليه من عقيدة وعبادة وسلوك} .
لا شك أن مثل هذا الإنكار ـ لو كان يعنيه ـ يلزم منه التبرؤ من الإسلام الصحيح الذي كان عليه سلفنا الصالح، وعلى رأسهم النبي صلى الله عليه وسلم كما يشير الحديث المتواتر الذي في الصحيحين وغيرهما عنه صلى الله عليه وسلم : "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم" .
فلا يجوز لمسلم أن يتبرأ من الانتساب إلى السلف الصالح ، بينما لو تبرأ من أية نسبة أخرى لم يمكن لأحد من أهل العلم أن ينسبه إلى كفر أو فسوق.
والذي ينكر هذه التسمية نفسه، ترى ألا ينتسب إلى مذهب من المذاهب ؟! سواء أكان هذا المذهب متعلقاً بالعقيدة أو بالفقه ؟
فهو إما أن يكون أشعرياً أو ماتريدياً، وإما أن يكون من أهل الحديث أو حنفياً أو شافعياً أو مالكياً أو حنبلياً؛ مما يدخل في مسمى أهل السنة والجماعة، مع أن الذي ينتسب إلى المذهب الأشعري أو المذاهب الأربعة، فهو ينتسب إلى أشخاص غير معصومين بلا شك، وإن كان منهم العلماء الذين يصيبون، فليت شعري هلا أنكر مثل هذه الانتسابات إلى الأفراد غير المعصومين ؟
وأما الذي ينتسب إلى السلف الصالح، فإنه ينتسب إلى العصمة ـ على وجه العموم ـ وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من علامات الفرقة الناجية أنها تتمسك بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أصحابه .
فمن تمسك به كان يقيناً على هدى من ربه ... ولا شك أن التسمية الواضحة الجلية المميزة البينة هي أن نقول : أنا مسلم على الكتاب والسنة وعلى منهج سلفنا الصالح، وهي أن تقول باختصار : {أنا سلفي} " .
عدل سابقا من قبل اعصار في الخميس 28 يوليو 2011 - 18:40 عدل 1 مرات (السبب : تعديل العنوان ..اعصار)
فوضح لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الأمة سيكون فيها فرق كلها بعيدةً عن الصواب مبتعدة عن منهاج النبوة إلا فرقةً واحدة , فقال الصحابةُ من هم يا رسول الله صلى الله عليه وسلم – صفهم لنا وكيف هو حالهم - فقال لهم " ما أنا عليه اليوم وأصحابي" هذا هو حالهم وهذه هي صفاتهم , هم يقتدون بي ويتمسكون بسُنتي ويعيشون على طريقتي أنا وأصحابي , وهذا هو مفهوم السلفية , ومن المعلوم أن السلفية هي إتباع القرآن الكريم والسنة والمطهرة بفهم الصحابة لأنهم تلامذة الرسول صلى الله عليه وسلم ولأن الله قال عنهم " وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)" سورة التوبة .
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " عليكم بسُنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي " وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله عليهم .
وأما عن السلفية فهي نسبة إلى السلف الصالح , فمنهجنا هو منهج السلف ليس منهجاً جديداً ولا بدعةً ولا اجتهاداً ولكن هو السير على خُطى من سلفنا وسبقنا وقد قام العلماء بتحديد الذين نتبعهم من السلف فقالوا : السلف الصالح هم الصحابة ومن تبعهم من القرون الثلاثة الأولى أى أول ثلاث قرون بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ثم من تبعهم بإحسان دون أن يزيد أو ينقص .
وقد أمر الله ُ نبيه بأن يكون سلفياً أى يتبع أسلافه من الأنبياء والرسل فقال " أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ " 90 سورة الأنعام
وعلى ما ذكرناه فالسلفية ليست حزباً ولا جماعة ولا هيئة ولا منظمة بل هي الفهم الصحيح للكتاب والسنة , كتاب الله على مراد الله وسنة رسول الله على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم , فليس لها قائد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولعلنا نعيش معك الآن تجربة صغير
فلو أردت أنت أن تلتزم بتعاليم الإسلام وقلت لن أنضم لأي جماعة دينية أو لأي حزبٍ أو فكرٍ أو تيارٍ , ثم نظرتَ إلى الكتاب والسنةِ فوجدت على سبيل المثال وجدت قول الله تعالى " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ " (6) سورة لقمان , فلم تفهم المراد من كلمة لهو الحديث لأنه لا يوجد شرح لها فى الآية ثم وجدتَ ابن مسعود صاحب النبي يقول في قول الله تعالى: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ } يقول: هو والله الغناء , فإنك لن تَشك لحظة فى أن هذا هو المقصود طالما أن الصحابة فهموا الآية بهذا الفهم وجاء ذلك إلينا بسند صحيح , وبعد أن تسمع هذا فأنت الآن تريد أن تلتزم بأمر الله فستترك الغناء وتنصح أهلك بتركه لأنه حرام .
ثم على سبيل المثال لما تسمع قول عبد الله بن عمر يقول كما جاء فى حديث مسلم , يقول " أمرنا رسول الله بإعفاء اللحية وحف الشارب" فإنك ولابد ستسعي إلى طاعة الله ورسوله لأن الله يقول "وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا " فستترك لحيتك وتنصح إخوانك بإعفاء اللحية .
ثم على سبيل المثال أيضاً تجلس في بيتك وتصمم على عدم الاختلاط بالتيارات الإسلامية ولا بالجماعات الدينية ولا بالفكر الأصولي ثم تسمع قول الله تعالى للنبي " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59) " سورة الأحزاب
ثم تسمع قول أبن عباس وقتادة : ذلك أن تلويه فوق الجبين وتشده، ثم تعطفه على الأنف، وإن ظهرت عيناها لكنه يستر الصدر ومعظم الوجه.
فستعلم أن النقاب من دين الإسلام العظيم وحض عليه الشرع , ولأنك رجل مسلم مطيع لله ولرسوله وتفهم كلام الله وكلام رسوله كما فهمه الصحابة الكرام فستنصح زوجتك وابنتك وأمك بالنقاب وتدعوا الناس إلى هذه الفضيلة سواءً كانت فرضاً أو سنة .
ثم أنظر الآن لنفسك في المرآة فستجد نفسك ملتحي وزوجتك وابنتك منتقبات و ستجد نفسك تنزعج عند سماع الغناء وهذه الصفات إذا اجتمعت في شخص يقول عنه الإعلام المصري بل والإعلام العالمي أنه سلفي أصولي متشدد متطرف يجب الحذر منه !!!!!! , مع أنك في بيتك ! لم تلتق برجلٍ سلفي يقوم بعمل غسيل مخ لك أو يجندك في جماعة أو يدعوك إلى تيارٍ منظم ! ولكن فقط أنت نظرت في القرآن الكريم والسنة المطهرة بفهم الصحابة .
وأريد أن أوضح شيئاً أنني اخترتُ النقاب واللحية و الغناء كأمثلةٍ مع أن هذه الأشياء ليست من أركان الإسلام ولا تفصل بين المسلم والكافر , و لكن لأنها الصفات التي يهاجمها الإعلام, ولم أقل أن غير الملتحي ليس متديناً ولم أقل غير المنتقبة ليست متدينة ولكن هذه الصفات الظاهرة أصبحت شعاراً أو رايةً في هذه الأيام يهاجم الإعلام الفاسد كل من أتصف بها ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وأما عن السلفية اليوم فهي كما قلنا ليست حزباً ولا جماعة , وهناك أمر هام وهو أن الشيوخ والعلماء ليسوا حجةً على الدين بل الدين حجة على أي أحد فلو أخطأ الشيخ فلان أو الشيخ فلان فليسوا بحجة و هذا الخطأ لا يعيبُ في الإسلام بل يجعلك تعلم علم اليقين أن دين اللهِ محفوظ لأننا لم نقبل كلاماً من شيخٍ مهما كان فضله وعلمه إذا لم يأت بدليلٍ من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة , وهذا من كمال المنهج السلفي .
وفى هذه الأيام يدور فى أذهان الناس سؤالاً نريد توضيحه وهو لماذا يريد المسلمون - أو السلفيون - إقامة دولة دينية تحكم بشرع الله ؟!
و الإجابة على هذا السؤال كما تعودنا لا تكون إلا من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقد قال تعالى " وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) " سورة النور
و لأن الله قال ": { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالا بَعِيدًا وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا } [النساء: 60 ، 61] .
ولأن الله قال " إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ " سورة الأنعام (57)
والآيات كثيرة جداً في الأمر بتحكيم شرع الله في أرض الله على عباد الله .
وأما عن الأدلة من السنة المطهرة
عَنَعَائِشَةَ أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِالْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِى سَرَقَتْ فَقَالُوا مَنْ يُكَلِّمُ فِيهَارَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالُوا وَمَنْ يَجْتَرِئُعَلَيْهِ إِلاَّ أُسَامَةُ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَتَشْفَعُ فِى حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ». ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ فَقَالَ « أَيُّهَاالنَّاسُ إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَاسَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُأَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَمُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا». رواه البخاري ومسلم
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يا معشر المهاجرين ، خمس إن ابتليتم بهن ونزل فيكم أعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعملوا بها إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاعالتي لم تكن مضت في أسلافهم ، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوابالسنين وشدة المؤنة وجورالسلطان عليهم ، ولم يمنعوا الزكاة إلا منعواالقطر من السماء ، ولولا البهائم لم يمطروا ، ولم ينقضوا عهد الله وعهدرسوله إلا سلط عليهم عدوهم من غيرهم وأخذوا بعض ما كان في أيديهم ،وما لم يحكم أئمتهم بكتاب الله إلا ألقى الله بأسهم بينهم» رواه ابن ماجه فى سننه والحاكم فى المستدرك
والأحاديث كثيرة جدا بفضل الله , وعلى ما ذكرناه من أدلة من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن التحاكم إلى الله فرض واجب فرضه الله ورسوله على المسلمين فلا ينبغي محاربة من يدعو إلى تطبيق شرع الله , وأما عن الخائفين من تحكيم شرع الله فنقول لهم , أليس الله بأعلم بما يُصلح أحوالكم من أنفسكم ؟ !!!
أليس الذى خلق السماوات والأرض وخلق الشمس والقمر هو الذي شرع لنا شرعاً ووضع لنا دستوراً يُصلح لنا أحوالنا فى أى زمان وفى أي عصر؟!!
ثم لماذا يخاف الرجل الشريف العفيف النبيل من إقامة الحدود ؟!!!
ومن المعلوم أنه لا يخاف من قطع اليدين إلا السارق ولا يخاف من الجلد إلا الزاني أو شارب الخمر .... أليس كذلك ؟
فالله المستعان
واختم بكلمة وهي نصيحة لكل مسلم فأقول: كن هادئاً عادلاً ناظراً لما يُقال ويُنشر بنظارة الشريعة الإسلامية فانظر للأحداث بنظرة شرعية لأن الشرع هو شرع الله والله جل وعلا لا يضل ولا ينسى.
وأما عن الشائعات التي لا ينشرها إلا كاذب عن السلفية والسلفيين سواءً كان ينشرها إعلامي مدفوع الأجر أو كنيسةً تحارب الإسلام أو معبد يهودي يحارب الأمميين أو حتى مسلم مسكين لا يعرف السلفية والسلفيين فينقل ما يسمعه من باب التحذير فحسب , أياً كان من ينشرها فكلها كذب فى كذب , فتارة نسمع أن السلفيين سيضربون النساء غير المحجبات وتارة ينسبون إليهم تفجير كنيسةً وتارة ينسبون إليهم خطف النساء النصرانيات وإقناعهم بالإسلام تحت التهديد بالسلاح وتارة بقطع أذن لرجل نصراني - ومن الواضح لكل ذي عينين أن نسبة هذه التهم كلها للسلفيين مرتبط بالنصارى مما يدلك على مصدر الشائعات - ولم يتكتفوا بهذا بل وصل الأمر بهم إلى أنهم نسبوا إلى السلفيين بيوت الدعارة وبارات الخمر !!
فلا يشغلونك عن الطريق إلى الله بهذه القمامة تُلقى على جنبات الطريق لتشغلك عن مواصلة السير إلى الله
وكتب أبو معاذ مصطفى بن حسين
عفى الله عنه وعن والديـــه
-----------------------------
من مواضيع العضو
صدق العزيمة :: من أروع ما قيل عن العشر الأاخر
بالمقص لا بالسكين :: مقطع راااااائع للشيخ رسلان حفظه الله
الجزية فى الاسلام :: إرهاب أم رحمة لأهل الكتاب
عــارُ علينا ...فيديو رائع
لاشك أن الظلم ظلم , ولكن ...
اللهم ابرم لهذه الامه امر رشد يعز فيه اهل الطاعه ويتاب فيه على اهل المعصيه
رد مع اقتباس
إعلان
01 -04 -2011 01:34 AM #2
سحر الطبيعة
مراقبة المنتديات الإسلامية
تاريخ التسجيل
06-11-2008
المشاركات
2,617
معدل تقييم المستوى
14
رد: أنــت سلفـــــي
سئل المحدث العلامة الشيخ محمد ناصرالدين الألباني – رحمه الله :
س: لماذا التسمي بالسلفية؟ أهي دعوة حزبية أم طائفية أو مذهبية ؟ أم هي فرقة جديدة في الإسلام ؟
الجواب: إن كلمة السلف معروفة في لغة العرب وفي لغة الشرع؛ وما يهمنا هنا هو بحثها من الناحية الشرعية:
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في مرض موته للسيدة فاطمة رضي الله عنها : "فاتقي الله واصبري، ونعم السلف أنا لك" .
ويكثر استعمال العلماء لكلمة السلف، وهذا أكثر من أن يعد ويحصى، وحسبنا مثالاً واحداً وهو ما يحتجون به في محاربة البدع:
وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف.
ولكن هناك من مدعي العلم من ينكر هذه النسبة زاعماً أن لا أصل لها! فيقول: {لايجوز للمسلم أن يقول : أنا سلفي } وكأنه يقول : {لا يجوز أن يقول مسلم: أنا متبع للسلف الصالح فيما كانوا عليه من عقيدة وعبادة وسلوك} .
لا شك أن مثل هذا الإنكار ـ لو كان يعنيه ـ يلزم منه التبرؤ من الإسلام الصحيح الذي كان عليه سلفنا الصالح، وعلى رأسهم النبي صلى الله عليه وسلم كما يشير الحديث المتواتر الذي في الصحيحين وغيرهما عنه صلى الله عليه وسلم : "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم" .
فلا يجوز لمسلم أن يتبرأ من الانتساب إلى السلف الصالح ، بينما لو تبرأ من أية نسبة أخرى لم يمكن لأحد من أهل العلم أن ينسبه إلى كفر أو فسوق.
والذي ينكر هذه التسمية نفسه، ترى ألا ينتسب إلى مذهب من المذاهب ؟! سواء أكان هذا المذهب متعلقاً بالعقيدة أو بالفقه ؟
فهو إما أن يكون أشعرياً أو ماتريدياً، وإما أن يكون من أهل الحديث أو حنفياً أو شافعياً أو مالكياً أو حنبلياً؛ مما يدخل في مسمى أهل السنة والجماعة، مع أن الذي ينتسب إلى المذهب الأشعري أو المذاهب الأربعة، فهو ينتسب إلى أشخاص غير معصومين بلا شك، وإن كان منهم العلماء الذين يصيبون، فليت شعري هلا أنكر مثل هذه الانتسابات إلى الأفراد غير المعصومين ؟
وأما الذي ينتسب إلى السلف الصالح، فإنه ينتسب إلى العصمة ـ على وجه العموم ـ وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من علامات الفرقة الناجية أنها تتمسك بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أصحابه .
فمن تمسك به كان يقيناً على هدى من ربه ... ولا شك أن التسمية الواضحة الجلية المميزة البينة هي أن نقول : أنا مسلم على الكتاب والسنة وعلى منهج سلفنا الصالح، وهي أن تقول باختصار : {أنا سلفي} " .
عدل سابقا من قبل اعصار في الخميس 28 يوليو 2011 - 18:40 عدل 1 مرات (السبب : تعديل العنوان ..اعصار)